الجديد برس|

كشفت دراسة حديثة أجرتها “جامعة برشلونة المستقلة” في إسبانيا عن مخاطر غير متوقعة لاستخدام أكياس الشاي المصنوعة من البلاستيك، موضحة أنها قد تشكل تهديدًا حقيقيًا لصحة الإنسان بسبب إطلاقها مليارات من جزيئات البلاستيك الدقيقة والنانوية في الماء أثناء الاستخدام.

نتائج الدراسة 

بحسب ما نشره موقع “ساينس أليرت”، أظهرت الاختبارات أن أكياس الشاي المصنوعة من البولي بروبلين تطلق حوالي 1.

2 مليار جسيم بلاستيكي لكل مليلتر من الماء، بينما أطلقت أكياس السيليلوز حوالي 135 مليون جسيم، وأكياس النايلون نحو 8.18 مليون جسيم.

التأثيرات الصحية الخطيرة 

النتائج الأكثر إثارة للقلق جاءت من خلال اختبار تأثير هذه الجزيئات البلاستيكية على الخلايا المعوية البشرية. وأكد الباحثون أن البلاستيك قد يصل إلى نواة الخلايا المعوية، مما يؤدي إلى تراكمات في الأنسجة والأعضاء، ويسبب مشاكل صحية مزمنة مثل:

– التسمم الجيني.

– تعطيل العمليات الخلوية.

– ضعف الاستجابة المناعية.

– زيادة خطر الإصابة بالسرطان وأمراض مزمنة أخرى مثل التهاب الأمعاء.

دعوة لاتخاذ إجراءات عاجلة 

أكد الباحثون ضرورة الحد من استخدام البلاستيك في تغليف المواد الغذائية، خاصة أكياس الشاي، مطالبين بالتحوّل نحو مواد تغليف آمنة وصديقة للبيئة. واعتبروا أن وجود جزيئات البلاستيك الدقيقة في الطعام والمشروبات يُعد تهديدًا خطيرًا للصحة العامة إذا لم تُتخذ تدابير فورية لتقليل استخدامها.

رسالة للمستهلكين 

تدعو هذه الدراسة المستهلكين إلى توخي الحذر عند اختيار أكياس الشاي وغيرها من المنتجات الغذائية المغلّفة بالبلاستيك، مع التأكيد على أهمية البحث عن بدائل طبيعية وصديقة للبيئة للحفاظ على الصحة العامة.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: أکیاس الشای

إقرأ أيضاً:

الشاي المر… عندما يصبح الرزق تهمة

في شوارع الخرطوم ومدن السودان المختلفة، تقف “ستات الشاي” كأيقونة صبر ومقاومة، يسعين خلف لقمة العيش في بلد أثقلته الأزمات والحروب. ومع أن ما يقمن به لا يتجاوز إعداد كوب شاي أو قهوة، إلا أنهن كثيرًا ما وجدن أنفسهن في مواجهة تُهم جاهزة، ووصم مجتمعي لا يستند إلى دليل. لطالما ارتبط اسم “ستات الشاي” في أذهان البعض بمخاوف أمنية أو مخالفات قانونية، دون أن تُضبط إحداهن متلبسة بجريمة تخل بالأمن العام أو تستحق العقوبة الجنائية إلا فيما ندر. جل ما يُسجل عليهن هو مخالفة أوامر المحليات، وهي في الغالب ترتبط بعدم الترخيص أو الجلوس في أماكن غير مصرح بها.

لكن السؤال الأهم هنا: هل وفرت الدولة لهن بيئة قانونية أو بدائل آمنة للعمل؟ أم أننا نمارس عليهن تضييقًا دون أن نفتح لهن أبوابًا للرزق المشروع؟ لسنا ضد تنظيم العمل أو فرض ضوابط تشغيلية تحافظ على المظهر العام وتراعي مقتضيات الأمن، والصحة. نعم، يمكن حصر العاملات، وتحديد مواقع مناسبة، وضمان شروط النظافة والسلامة. لكن ما لا يجب أن يحدث هو أن يصبح التنظيم مرادفًا للإقصاء، أو أن تُقطع أرزاق الناس دون بدائل تحفظ كرامتهم. هناك فارق كبير بين الحفاظ على النظام، وبين القسوة غير المبررة.

ولفهم هذا التوتر بين الأمن والرزق، نحتاج إلى التوقف عند مفهومي “الأمننة” (Securitization) و”اللامننة” (Desecuritization) في تناول القضايا الاجتماعية. حين تُدرج قضية اجتماعية، كعمل ستات الشاي، في خطاب أمني وتُقدَّم كتهديد للنظام العام، تُصبح “مؤمننة” (Securitized)، وتُعالج عبر آليات الردع والملاحقة، لا عبر الفهم والمعالجة. أما “اللامننة” (Desecuritization)، فهي النظر إلى هذه القضايا كظواهر مجتمعية تستوجب حلولًا تنموية وحقوقية. والتحدي الحقيقي يكمن في المزاوجة بين الأمرين: أن نحمي الأمن دون أن نضرب الإنسان في لقمة عيشه. يمكن تحقيق ذلك بتحليل دقيق لطبيعة الظاهرة، وتقنينها بدل تجريمها، وإشراك المجتمع المدني والجهات التنموية مع الأجهزة الأمنية، وتوفير بدائل حقيقية قبل أي تدخل زجري. كما أن للخطاب الإعلامي دورًا محوريًا في خلق بيئة تفهم هذه التوازنات، لا تذكي نار الشك والتخوين.

في الحديث الشريف، دخلت امرأة النار في هرة، لا هي أطعمتها، ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض. فكيف إذًا بعشرات النساء اللواتي يطاردن في أرزاقهن دون أن نوفر لهن سندًا أو نترك لهن فسحة للعيش؟ أليس في ذلك ظلم نخشى أن نحاسب عليه؟

ولنا في سيدنا عمر بن الخطاب أسوة حسنة، وهو القائل: “إن هذا الأمر لا يصلحه إلا لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف.” وقد كان مزيجًا فريدًا من الحزم والرحمة، والقوة واللين، فقد عُرف بالشدة في الحق، لكنه كان أيضًا رقيق القلب، وكان يقول: “لو أن بغلة عثرت في العراق، لكنت مسؤولًا عنها لمَ لمْ أُمهّد لها الطريق؟” — تعبير عميق عن الإحساس بالمسؤولية والشفقة على كل مخلوق. وهي الروح التي يجب أن تسود في تعاملنا مع قضايا الهشاشة، لا سيما حين يتعلق الأمر بأرزاق من لا سند لهم.

ستات الشاي لسن مجرمات، بل ضحايا ظرف قاسٍ، نساء يحملن عبء أسرهن فوق رؤوسهن، في صبر لا يُضاهى. ومن واجب الدولة والمجتمع أن يحتوِيَهن لا أن يطردهن، أن يُقنِّن لهن لا أن يُجرّمهن، أن يُنصفهن لا أن يُخَوِّنهن. قبل أن نضيق عليهن أكثر، فلنسأل أنفسنا: ماذا تركنا لهن من خيارات؟ وماذا نقول حين نحاسب على أرزاق قطعناها دون حق؟

عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
٢٥ أبريل ٢٠٢٥م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • إسلام الشاطر: توقعت سيناريو خروج الأهلي، والهزيمة القاتلة في الدقيقة 90
  • حسن المستكاوي: خروج الأهلي من بطولة أفريقيا في الدقيقة 90 كان مؤلما
  • مظاهرة أمام نيابة جنوب غرب صنعاء تندد بفرار طبيب متهم بارتكاب خطأ طبي جسيم
  • معجونك قد يقتلك: دراسة صادمة تكشف عن معادن سامة في معظم معاجين الأسنان
  • تدريب 20 ألف من العاملين بالصحة في مختلف التخصصات خلال 3 شهور
  • الشاي المر… عندما يصبح الرزق تهمة
  • هل تبحث عن علاج لضرر البلاستيك الدقيق؟.. هذه الفواكه والخضراوات الحل الامثل
  • النوم المتأخر يضر بالصحة.. وهذا ما يحدث لك
  • «الفجيرة للبيئة» تناقش تخفيف آثار التغير المناخي
  • بيراميدز يهاجم أورلاندو بحثا عن الهدف بعد الدقيقة 30