ثلاثة ملفات في عدد يناير من الثقافة الجديدة
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
صدر العدد الجديد من مجلة الثقافة الجديدة، عدد يناير 2025، عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف؛ نائب رئيس الهيئة، ورئيس تحرير المجلة الكاتب الصحفي طارق الطاهر الذي كتب في افتتاحية العدد مقالا بعنوان «مجمع الخالدين.. ما أشبه الليلة بالبارحة»، ومما جاء فيها: «يمر مجمع اللغة العربية في هذه الفترة بمنعطف خطير، يهدد تواجده؛ إذ تناقص عدد أعضائه إلى 23 عضوًا من إجمالى 40، وطبقًا للقانون الحالي؛ فإن اجتماعاته وانتخاباته لا بد أن تصل للنصاب القانوني، أي الثلثين، وهذا لن يتحقق في ظل الوضع الحالي».
ونقرأ في هذا العدد حوارًا مع الفنان عبد الرحمن نور الدين، الذي يقول: اتجهت لعالم الأطفال لأنه ملىء بالبراءة والحب، حوار: رنا رأفت. كما نطالع تغطية لمؤتمر أدباء مصر بعنوان «مؤتمر أدباء مصر يحدث رواجًا ثقافيًا كبيرًا في عروس الصعيد» لفرج فتح الله. وكتب محمد حمزة العزوني بورتريهًا بعنوان «سعد الدين حسن يحكي للعصافير عن عزبة الجسر». كما أعد شوقي بدر يوسف ببليوجرافيا بعنوان «إبراهيم أصلان سيرة ومسيرة».
ونقرأ أيضًا ثلاثة مقالات، فكتبت هند بكري «ترجمات أعمال نجيب محفوظ في الصين»، وكتب محمد كرم «استعارات شوبنهاور»، وكتب علاء مصري النهر «ذاكرة للنسيان» والفرنج». واستكمل محمد جبريل الكتابة في باب ع البحري بمقال عنوانه «عودة إلى بحري».
«محاولة إنقاذ «مجمع الخالدين» قبل سنوات من مئويته»
أما ملف العدد فجاء بعنوان «محاولة إنقاذ «مجمع الخالدين» قبل سنوات من مئويته»، وهو ملف من إعداد طارق الطاهر، وفي الملف أعيد نشر فصلين من كتاب «مجمع اللغة العربية في خمسين عامًا 1934- 1984»، للدكتور شوقي ضيف، عرض فيهما تاريخ المجامع العربية وغير العربية بصفة عامة، وكذلك تاريخ مجمع اللغة العربية بالقاهرة بصفة خاصة. كما يعرض الملف لوجهة نظر أحد أعضاء المجمع الحاليين، وهو الدكتور محمد العبد، حول قيمة المجمع اللغوية والعلمية. ويضم الملف -أيضًا- دراسة قدمها أحد الباحثين الجادين في مجمع اللغة العربية، وهو الدكتور شحاتة الحو، حول دور المجمع في الصناعة المعجمية. ويقدم محمد خلف -بوصفه أحد المهتمين بالتطورات اللغوية، والخبير في اللجنة القانونية بالمجمع- وجهة نظره حول التعريب ودور المجمع البارز في هذا الصدد. وقد أعدت مي نجيب تقريرًا حول الأزمات التي يواجهها المجمع حاليًا، مثل: شعور منصب الرئيس، وتناقص أعداد أعضائه، والمعوقات المالية والإدارية التي يواجهها المجمع. وفى ختام الملف زار طارق الطاهر مكتبة المجمع؛ ليكتب عن تاريخ رموز الحياة المصرية والعربية البارزة في تلك المكتبة التي تحتفظ بثروة معرفية ووثائقية باهظة الثمن.
وفي الإبداع نقرأ «نصوص عمانية»
في فضاءات الأدب الرحبة، تظل الكلمة سيدة المشهد، تنسج بخيوطها دروبًا من المعاني والتأملات، ولذلك كانت هي طريقنا للاحتفاء بسلطنة عمان؛ ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، عبر باقة من أجمل النصوص الإبداعية التي خطَّها عدد من الأدباء العمانيين البارزين، وتعبّر عن روح بلادهم الثقافية؛ المتجذرة في التاريخ، والمتطلعة إلى المستقبل. هنا نجد تجسيدًا حيًا لقيمة الإبداع، حيث تتلاقى التجربة الإنسانية مع عمق التراث وجرأة التجريب.
بين دفتي هذا الملف، نجد أنفسنا أمام نصوص متعددة الألوان والأنماط، تأخذنا في رحلة عبر مسارات الإبداع المسرحي، القصة القصيرة، والشعر. كل نص بمثابة نافذة تُفتَح على عوالم شديدة الخصوصية، تحمل بين طياتها حكايات من الواقع، وأخرى من الخيال، وثالثة من الحلم والتأمل.
في المسرح، يقدم الشاعر والكاتب المسرحي ياسر بن أسلم البلوشي نصًا تجريبيًا يعكس صراعات فلسفية ووجودية، ويثير أسئلة عن الحياة والموت، وعن النظام والقانون. وعبر سرد قصصي مُحكم تغوص كتابات المبدعين هلال البادي ووليد الشعيلي؛ في أعماق المشاعر الإنسانية، وتقدم مزيجًا يجمع بين الفقد والحنين. وكذلك د. عزيزة الطائي التي تجمع بين الشعر والنثر في نصوص سردية قصيرة تناقش قضايا فكرية معاصرة كالهوية والوجود والعدالة.
وفي الشعر؛ نلتقي بعدد من الإبداعات المتنوعة في أساليبها الشعرية ومضامينها العميقة التي تعكس ثراء التجارب الإنسانية والشعورية؛ فنلمس في قصائد جمال النوفلي مشاعر الحب والشوق في إطار لغوي سلس وموسيقي، بينما يُبرز سالم الهاشمي فلسفة عميقة تصور الصراع الداخلي والبحث عن الذات. ومن خلال كلمات منهل إبراهيم يتجلى الحس الثوري والتأملي، حيث تلتقي الدمعة بالضوء لتضيء عتمة الألم. ويجسد إسحاق العجمي مشهدًا مؤثرًا للمعاناة الإنسانية بعد الحروب، حين تتشابك مشاعر الأمهات بين الانتظار والفقد واستحضار الذكريات في ظل قسوة الواقع. أما حمود الحجري فينقلنا إلى عالم من التأمل والرؤية الرمزية في تصوير الصراعات والأحلام المتكسرة، وتأتي يوميات خالد علي المعمري محملة بلحظات شاعرية وحنين يمتزج بتأملات في الذات والواقع.
على الجانب الآخر؛ يبرز طالب المعمري بروح فلسفية تتناول معاني الحياة وكلماتها المتداخلة بين الحزن والأمل، بينما يعبّر عبد الله الذهلي عن رحلة العمر ومراحلها من خلال إسقاطات رمزية تجمع بين الأبيض والأسود. وفي قصائد عقيل اللواتي تتجلى رؤية تصالحية بين الذات والآخر. ويعبر لبيد العامري عن رؤى شعرية حية تمزج بين الطبيعة والمشاعر الإنسانية، بينما تغرق نصوص محمد قراطاس في التأملات الذاتية العميقة، ومثله ناصر الغساني الذي يعبر عن بعمق عن الصراع الداخلي. وأخيرًا يقدم عبد الله الحكماني في قصيدته النبطية؛ روحًا كلاسيكية تتناول الحب والحنين والكرامة الإنسانية.
وفي باب الكتب نقرأ «فصول من إصدارات معرض القاهرة للكتاب 2025»
فتقدِّم المجلة في هذا الملف الذي يتضمن فصولًا من كتب تجهِّزها دور النشر المختلفة للصدور في المعرض الذي تنطلق دورته السادسة والخمسين خلال الشهر الجاري. وتحمل تلك الفصول رؤى وأفكارًا متنوعة، وتجمع بين استكشاف أبعاد الفن والتراث، كما في «المحاضرات العشر حول الفن بدونهوانغ» الذي تصبح معه الجدران لوحات حية تسرد حكايات الإيمان والجمال؛ والتأملات الفلسفية في «مفهوم الرواية» للدكتور صلاح السروي الذي يستعرض تطور النقد الأدبي وتعدد مناهجه بين الانعكاس والبنيوية والتفكيك. إلى جانب سرديات تداعب المشاعر مثل «الشتاء: تأملات في جمال موسم الجليد» للكاتب بيرند برونر الذي يتوقف عند التفاصيل الصغيرة التي يحملها فصل الشتاء بأسلوب يمزج الفلسفة بالعلم؛ أو تحمل حنينًا خاصًا إلى الزمن الجميل كما يظهر في «مذكرات شيكوريل» بقلم رونالد شيكوريل و«رسيس الهوى» للدكتور محمود الربيعي. في حين يقدم كتاب «تاريخ النضال الوطني لشعب مصر» للروسي ميخائيلوفيتش جولدوبين قراءة دقيقة لفترة محورية من التاريخ المصري الحديث، يتكامل معها كتاب «تاريخ وإرهاصات الاستعمار الحديث» للدكتور محمد عبد الكريم أحمد، الذي يتعمق في تناول حركة الكشوف الأوروبية في أفريقيا، مع التركيز على كيفية استخدام المعرفة الجغرافية والأنثروبولوجية كأداة تمهيدية للاستعمار، موضحًا الروابط بين الكشوف الأوروبية ونشوء الاستعمار الحديث. وفي السياق ذاته يُبرز د. حافظ شمس الدين عبد الوهاب في كتابه «العرب والعلم في عصر الإسلام الذهبي» دور العلماء العرب والمسلمين في دفع عجلة المعرفة الإنسانية خلال فترة ازدهار الحضارة الإسلامية، وكيف فرضت اللغة العربية نفسها كلغة علمية عالمية في هذا العصر.
أما في باب الترجمة فنقرأ «10 كتب من أجل ثورة في القرائية»، و«رواية عن الأرض والجمال وطموح الإنسان» لألكساندرا هاريس- ترجمة: مجدي خاطر، و«هان كانغ: لم أتخيل أن تجذب «النباتية» هذه الأعداد من القراء»، ترجمة: أحمد إسماعيل عبد الكريم، و«تطور أفلام الأطفال الصينية منذ مطلع القرن الحادى والعشرين»، ترجمة: حسانين فهمي حسن، وقصة «القبلة» لإليزابيث باينز، ترجمة: مرضى زنباع، ويكتب جمال المراغي في «استعادة 2»: آن ويد مينكوفسكى: الترجمة مسيرة من النضال.
أما «الثقافة الجديدة 2» التي تعد مجلة متخصصة في الفنون داخل المجلة الأم، فكتب وليد الخشاب «اقتباس العفاريت بين هوليود والقاهرة»، وكتبت نسرين نور «فى يوم وليلة».. عرض يناقش أزمة منتصف العمر لدى النساء»، ونطالع مقال فدوى عطية «عرض «حلم حلاوة».. أحلام الغلابة في قصر الأمير طاز»، كما كتب محمد عبود «أثر الفنون الإسلامية على أعمال الفرنسي هنرى ماتيس»، أما رضا عبد الرحيم فكتب «الخطايا الأخلاقية الكبرى للمعبودات المصرية»، وأخيرًا نطالع مقال أحمد عبد الرازق عبد العزيز «الخبز وصناعه في القاهرة الإسلامية».
بالإضافة إلى مجموعة مختارة من المقالات الثابتة التي يكتبها نخبة من الكتاب والمبدعين المصريين والعرب، هم: سمير الفيل، عبيد عباس، عبد الرحمن الطويل، محمد مشبال، ناهد صلاح.
يذكر أن مجلة الثقافة الجديدة تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، نائبا رئيس التحرير الصحفيتان إسراء النمر وعائشة المراغي، مدير التحرير التنفيذي الناقد مصطفى القزاز، الإخراج الفني عمرو محمد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الهيئة العامة لقصور الثقافة الكاتب محمد ناصف مجلة الثقافة الجديدة مجمع الخالدين المزيد مجمع اللغة العربیة الثقافة الجدیدة فی هذا
إقرأ أيضاً:
مؤتمر مصطفى ناصف وأسئلة الثقافة العربية ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب
أحمد بهي الدين: مصطفى ناصف كان دائمًا ينظر إلى النقد الحديث بعين عربية
سامي سليمان: مصطفى ناصف كان فيلسوفًا للنقد العربي الحديث والمعاصر
أحمد مجاهد: مصطفى ناصف قدم رؤية جديدة للنقد الأدبي من خلال كتاباته
شهدت قاعة الصالون الثقافي في الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم، مؤتمر "مصطفى ناصف وأسئلة الثقافة العربية"، الذي أدار جلسته الافتتاحية الإعلامي محمد بدوي عبده.
في بداية المؤتمر، رحب الإعلامي محمد بدوي عبده بالحضور، وأشاد بإقامة المؤتمر تكريماً لقامة كبيرة مثل الدكتور مصطفى ناصف، قائلاً: "المحبة شرط للمعرفة، ولكن المعرفة ليست شرطاً للتعبير عن المحبة".
وأضاف عبده أن هذا اللقاء يعكس محبة الجميع لقطب من أقطاب النقد العربي، مشيرًا إلى أن أعمال ناصف ما زالت تثير الدهشة والتفكر حتى اليوم.
وذكر عبده أن أستاذه مصطفى الخولي أطلق عليه لقب "فلاح علم"، الذي يرى فيه الكثير من صفات ناصف، الذي كان دائم السعي وراء العلم، مثل الفلاح الذي يزرع البذور وينتظر حصادها.
وأكد عبده أن الراحل مصطفى ناصف قد أثرى الثقافة العربية بما يزيد عن 20 كتاباً وحصل على أرفع الجوائز المصرية والعربية. كما أشار إلى إيمان ناصف بالحداثة الثقافية، لكن من منظور عربي يعكس هويتنا الثقافية.
من جانبه، أعرب الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة العامة للكتاب، عن سعادته بإقامة هذا المؤتمر احتفاءً بمسيرة الناقد الكبير مصطفى ناصف، مؤكدًا أن هذه الاحتفالية ليست مجرد تكريم له، بل هي أيضًا إيمان بدوره الفاعل والمؤثر في الثقافة المصرية والعربية.
وأشار إلى أن الاحتفالية الحقيقية هي قراءة أعماله وتحليلها من قبل أكاديميين كبار، موضحًا أن ناصف كان دائمًا ينظر إلى النقد الحديث بعين عربية، ربطًا بين الحداثة والأصالة.
كما أشاد الدكتور بهي الدين بأعماله التي تدعو للتفكير وتعلمنا كيفية التفكير بشكل نقدي.
من جهته، عبر الدكتور سامي سليمان عن شكره للهيئة العامة للكتاب على إقامة هذه الاحتفالية، مشيرًا إلى أن الدكتور مصطفى ناصف يعد من كبار النقاد الأدبيين في مصر والعالم العربي.
وأضاف سليمان أن ناصف كان فيلسوفًا للنقد العربي الحديث والمعاصر، وأفنى أكثر من ستين عامًا في دراسة الأدب العربي بمختلف عصوره، مشيرًا إلى أن نقده قد أثر في فهم الخطابات الأدبية المختلفة.
كما قالت دكتورة حنان كامل، عميد كلية الآداب جامعة عين شمس، إن هذه الاحتفالية ليست مجرد تكريم للدكتور مصطفى ناصف، بل هي أيضًا تكريم لكلية الآداب التي احتضنت مسيرته الأكاديمية.
وأضافت أن ناصف كان ناقدًا يؤمن بالحداثة ولكن بما يتناسب مع الحفاظ على نصوصنا الثقافية.
وفي مداخلته، قال الدكتور أحمد مجاهد، الأستاذ بجامعة عين شمس ورئيس الهيئة العامة للكتاب السابق، إنه يشعر بسعادة كبيرة للمشاركة في الاحتفالية، مشيرًا إلى أن ناصف قدم رؤية جديدة للنقد الأدبي من خلال كتاباته، ومنها قراءته للشعر الجاهلي التي كانت تعكس نهجًا مختلفًا عن طه حسين.
وفي ختام المؤتمر، شكر حمدي ناصف، نجل الدكتور مصطفى ناصف، الهيئة العامة للكتاب والدكتور أحمد بهي الدين على هذه الاحتفالية وعلى نشر أعمال والده.
وأوضح ناصف الابن أنه ليس أكاديميًا مثل باقي المتحدثين، ولكنه سيتحدث عن العلاقة العقلية والقلبية التي كانت تربط والده بأستاذه مصطفى الخولي.
وأضاف أن والده بدأ مسيرته النقدية بكتاب "النقد والبلاغة" عام 1952، واستمرت رحلته في الكتابة حتى عام 2011، بعد ثلاث سنوات من رحيله.