إنجلترا – أظهرت دراسة جديدة أن هناك علاقة حاسمة بين الساعة البيولوجية للجسم وأمراض الأمعاء الالتهابية (IBD)، مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي.

وتمهد هذه الدراسة الطريق لابتكار استراتيجيات علاجية جديدة بناء على هذه العلاقة الحيوية.

ونشرت الدراسة في مجلة Trends in Molecular Medicine، حيث تم الكشف عن أن النشاط المناعي والوظائف الهضمية يتبعان إيقاعات يومية تحكمها الساعة البيولوجية للجسم.

وأظهرت الدراسة أن تعطيل هذا النظام الزمني الداخلي يرتبط بزيادة الالتهاب، ما يشير إلى أن الساعة البيولوجية قد تلعب دورا رئيسيا في تطور الأمراض الالتهابية للأمعاء وتقدمها.

وتنظم الساعة البيولوجية للجسم العديد من العمليات الفسيولوجية، بما في ذلك النشاط المناعي والهضم. وعندما يحدث اضطراب في هذه الإيقاعات الطبيعية، يتم تحفيز الاستجابة الالتهابية، ما يؤدي إلى تفاقم الأعراض لدى مرضى أمراض الأمعاء الالتهابية.

ويؤكد البروفيسور أورين فروي من الجامعة العبرية: “على الرغم من الفهم المتزايد للآليات الجزيئية وراء الساعة البيولوجية، فإن تحويل هذه المعرفة إلى تطبيقات سريرية ما يزال يمثل تحديا”.

وأوضح الباحثون أن فحص الساعة البيولوجية والتأثيرات التي تطرأ على الإيقاعات اليومية يمكن أن يؤدي إلى استراتيجيات علاجية أكثر تخصيصا. ويمكن أن تشمل هذه الاستراتيجيات استخدام الأجهزة القابلة للارتداء لمراقبة الإيقاعات البيولوجية لدى المرضى، وكذلك تعديل العادات الحياتية مثل توقيت الوجبات والنوم. وتعد هذه التدخلات أساسية لتقديم علاجات تتماشى مع الطبيعة البيولوجية الفردية للمرضى.

جدير بالذكر أن أمراض الأمعاء الالتهابية تؤثر على نحو 10 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم، مع زيادة واضحة في انتشارها في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء. وهذه الأمراض المزمنة تتسبب في آلام البطن، والإسهال المزمن، والتعب، وسوء التغذية، ما يعيق بشكل كبير جودة حياة المرضى.

وبالإضافة إلى الأعراض الجسدية، يواجه العديد من المرضى تحديات عاطفية ومالية، حيث يعانون من القلق والاكتئاب والتحديات في العمل أو الأنشطة الاجتماعية.

وتتطلب الأمراض الالتهابية للأمعاء إدارة مدى الحياة باستخدام الأدوية، وتغييرات في النظام الغذائي، وأحيانا الجراحة، ما يسلط الضوء على الحاجة الماسة إلى استراتيجيات علاجية أكثر فعالية وشخصية.

وخلص الباحثون إلى أن هذه الدراسة تفتح الأبواب لدمج علم الإيقاعات البيولوجية في إدارة أمراض الأمعاء الالتهابية، ما يوفر الأمل في علاجات لا تقتصر على معالجة الأعراض فحسب، بل تتماشى أيضا مع الإيقاعات الطبيعية للجسم.

المصدر: ميديكال إكسبريس

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الأمعاء الالتهابیة الساعة البیولوجیة

إقرأ أيضاً:

استهلاك البطاطس وأمراض القلب.. دراسة تحسم الصلة بينهما

استهلاك البطاطس وأمراض القلب.. دراسة تحسم الصلة بينهما

مقالات مشابهة

  • ماذا يحدث للجسم عند تناول البروكلي؟
  • معرض القاهرة للكتاب يتخطى الأربعة ملايين مُسجلًا باليوم التاسع 465.475 زائرًا
  • عالم أزهري: علامات الساعة بين قبض العلم وكثرة الزلازل وتقارب الزمان
  • اكتشاف ارتباط بين النظام الغذائي وسرعة الشيخوخة البيولوجية
  • موعد مباريات اليوم السبت حول العالم والقنوات الناقلة
  • دراسة حديثة: لا علاقة بين استهلاك البطاطس وأمراض القلب
  • معرض القاهرة للكتاب يقترب من الـ3 ملايين زائر منذ فتح أبوابه للجمهور
  • دراسة: التغذية عامل أساسي في الشيخوخة البيولوجية
  • استهلاك البطاطس وأمراض القلب.. دراسة تحسم الصلة بينهما
  • اكتشاف علاقة بين لقاحات كورونا والتهاب عضلة القلب