سودانايل:
2025-01-01@06:05:18 GMT

ابن خلدون وسيكلوجية الشعوب المقهورة

تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT

عبد المنعم عجب الفَيا

كتب ابن خلدون بالفصل الثالث والعشرون من المقدمة:
"ان المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه و نحلته و سائر أحواله و عوائدهم، والسّبب في ذلك أنّ النّفس أبدا تعتقد الكمال في من غلبها وانقادت إليه إمّا لنظره بالكمال بما وقر عندها من تعظيمه أو لما تغالط به (تظنه) من أنّ انقيادها ليس لغلب طبيعيّ إنّما هو لكمال الغالب فإذا غالطت بذلك واتّصل لها اعتقادا، انتحلت جميع مذاهب الغالب وتشبّهت به وذلك هو الاقتداء.

أو لما تراه، والله أعلم، من أنّ غلب الغالب لها ليس بعصبيّة ولا قوّة بأس وإنّما هو بما انتحلته من العوائد والمذاهب تغالط أيضا بذلك عن الغلب وهذا راجع للأوّل. ولذلك ترى المغلوب يتشبّه أبدا بالغالب في ملبسه ومركبه، بل وفي سائر أحواله. وانظر ذلك في الأبناء مع آبائهم كيف تجدهم متشبّهين بهم دائما وما ذلك إلّا لاعتقادهم الكمال فيهم.
وانظر إلى كلّ قطر من الأقطار كيف يغلب على أهله زيّ الحامية وجند السّلطان في الأكثر لأنّهم الغالبون لهم حتّى أنّه إذا كانت أمّة تجاور أخرى ولها الغلب عليها، فيسري إليهم من هذا التّشبّه والاقتداء حظّ كبير كما هو في الأندلس لهذا العهد مع أمم الجلالقة* فإنّك تجدهم يتشبّهون بهم في ملابسهم وشاراتهم والكثير من عوائدهم وأحوالهم حتّى في رسم التّماثيل في الجدران والمصانع والبيوت حتّى لقد يستشعر من ذلك النّاظر بعين الحكمة أنّه من علامات الاستيلاء والأمر للَّه. وتأمّل في هذا سرّ قولهم: العامّة على دين الملك فإنّه من بابه، إذ الملك غالب لمن تحت يده والرّعيّة مقتدون به لاعتقاد الكمال فيه، واقتدا الأبناء بآبائهم والمتعلّمين بمعلّميهم والله العليم الحكيم وبه سبحانه وتعالى التّوفيق". انتهى

هامش :
* الجلالقة من سكان أسبانيا الأصليين الذين حكمهم العرب في بلاد الأندلس وهم نصاري مسيحييون. ويعني الكاتب انهم تأثروا تأثيرا عميقا بالثقافة العربية الإسلامية.

عبد المنعم عجب الفَيا
٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤

abusara21@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

عضو بـالعالمي للفتوى: الأبناء ضحايا صراع الوالدين بعد الطلاق

قالت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، إنه يجب أن نفهم أن رؤية الأطفال ليست حقًا للأب أو الأم فقط، بل هي حق للأطفال أنفسهم، لافتة إلى أن المسؤولية هنا تقع على كلا الطرفين، الأب والأم، في تأمين حق الأبناء في رؤية كل طرف، وإذا تم منع الأب من رؤية أولاده أو الأم من رؤيتهم، فهذا لا يعكس حقًا خاصًا بالوالدين بل هو تقصير في حقوق الأبناء.

وأضافت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال تصريح اليوم، الإثنين، “الأبناء في حال الطلاق يكونون في حاجة ماسة إلى وجود كليهما في حياتهم، ولهذا يجب على الأب والأم أن يعملا معا للحفاظ على استقرار أبنائهم النفسي والعاطفي، ولا يجوز استخدام الأطفال كأداة للضغط على الطرف الآخر، سواء من خلال منع الرؤية أو حرمان الطفل من التواصل مع أحد الوالدين”.

وتابعت “للأسف، نجد الكثير من الشكاوى من الأمهات والآباء الذين يستخدمون الأطفال في الصراع القائم بينهما، هذه الممارسات تضيع مصلحة الأطفال وتؤثر سلبًا على نشأتهم، يجب أن يعلم الجميع أن مصلحة الطفل تقتضي أن يكون له الحق في التواصل مع كلا الوالدين، وتفعيل دور كل طرف في حياته”.

وأوضحت “حتى إذا كانت العلاقة بين الزوجين قد انتهت بالطلاق، فإن العلاقة بين الأب والأم مع الأطفال يجب أن تبقى مستمرة، فلا يجوز قطع صلة الأبناء بأي من الوالدين، إذا كان هناك خلاف بين الأم والأب، يجب أن يكون ذلك بعيدًا عن الأطفال ولا يؤثر على علاقتهم بأي من الوالدين”.

وأضافت "الضوابط الشرعية تقتضي أن لا يكون هناك أي حرمان للأطفال من رؤية الطرف الآخر، يجب على الجميع أن يضعوا مصلحة الأطفال أولًا، لأنهم في النهاية ضحايا الصراع بين الوالدين، والواجب على كل طرف أن يراعي حقوق أبنائه ويمنحهم فرصة للنمو في بيئة مستقرة".

مقالات مشابهة

  • خواطر حول الشخصية السودانية ومتلازمة الشخصية المرقوتية!
  • عضو بـالعالمي للفتوى: الأبناء ضحايا صراع الوالدين بعد الطلاق
  • الهنقاري: ثورة 17 فبراير أصبحت أيقونة التحرر وقدوة الشعوب
  • الرئيس الجزائري: نحن مع فلسطين ومع كلّ الشعوب المقهورة في العالم
  • أنشيلوتي: لا أفكر في الرحيل وأتطلع للمزيد مع ريال مدريد
  • الأبناء ومصروفات الدراسة
  • زيارة أوجلان: هل تركيا على أعتاب تحول سياسي تاريخي؟
  • ضحايا الطائرة الكورية.. قلق من حصيلة "مفجعة"
  • لا تفعلها أبدا .. تحذير من ارتداء الشراب أثناء النوم