د. أحمد التجاني سيد أحمد

في مقاله الأسبوعي، تناول الأستاذ فيصل محمد صالح موضوع استعادة حكومة الثورة، التي تنادي بها قوى سياسية ومدنية وحركات الكفاح المسلح، إضافة إلى النقابات والمستقلين. طرحه أثار جدلًا واسعًا حول طبيعة هذه الدعوة ودوافعها. ومع الاحترام لمكانته كوزير إعلام سابق وكاتب صحفي مرموق، أجد من الضروري توضيح بعض المغالطات التي وردت في مقاله، خاصةً أن هذه الدعوة تهدف إلى استعادة مسار الثورة وتحقيق تطلعات الشعب السوداني في السلام والحرية والعدالة.



أولاً: استعادة حكومة الثورة دعوة لوحدة السودان وليس للتقسيم

النداء لاستعادة حكومة الثورة لا يهدف إلى إنشاء حكومة جهوية أو انفصالية كما زعم البعض، بل هو دعوة لإعادة المسار المدني الديمقراطي. هذه الحكومة ستعمل على إسكات الأصوات الانفصالية واستعادة شعارات الثورة: **سلام، حرية، وعدالة**، بما يعزز وحدة السودان أرضًا وشعبًا.

ثانيًا: دعوة تشكيل الحكومة ليست مقتصرة على حركات الكفاح المسلح

الأستاذ فيصل ذكر أن دعوة الحكومة الحالية دعت لها حركات الكفاح المسلح فقط. هذا الوصف غير دقيق، إذ أن الدعوة جاءت كمبادرة وطنية شاملة تهدف إلى تجاوز الأزمة الراهنة، وتضم جميع الأطياف السودانية، بما في ذلك الحركات السياسية والمدنية والمستقلين.

ثالثًا: اتهام الداعين للحكومة بالسعي لتقسيم السودان

وصف التنظيمات السياسية والقوى المدنية وقوى الثورة التي تنادي بالحكومة بأنها تسعى لتقسيم السودان، اتهام غير منطقي ولا يستند إلى أدلة. بالعكس، المشروع يسعى إلى جمع شتات السودانيين. أما من يسعون حقًا للتقسيم، فهم من يروّجون لمشاريع مناطقية مثل “دولتي البحر والنهر” و”مثلث حمدي”، ومن قاموا بخطوات فعلية لتفتيت الوطن، مثل تغيير العملة وإقامة امتحانات مناطقية وحرمان السودانيين من حقوقهم.

رابعًا: توصيف قوات الدعم السريع

وصف الأستاذ فيصل قوات الدعم السريع بـ”الاحتلال” يعكس خطابًا مزدوجًا. الوثيقة الدستورية التي حددت الأدوار الأمنية وصفت قوات الدعم السريع كجزء من المنظومة النظامية. هذا التناقض يستدعي مراجعة المواقف بشكل يراعي الحقائق بعيدًا عن الأحكام الجزافية.

خامسًا: ضرب المدنيين بالطيران ودوره في تفتيت الوحدة الوطنية

من يسعى لتقسيم السودان هو من يلجأ إلى قصف المدنيين بالطيران، متسببًا في مآسٍ إنسانية وتعميق جراح الوطن. هذه التصرفات تدفع بعض الأقاليم لاتخاذ مواقف عدائية، لكنها ستفشل في تفتيت وحدة الشعب السوداني الذي يعي خطر هذه المؤامرات.

في الختام

إن حكومة السلام والوحدة ليست مجرد مشروع سياسي، بل هي دعوة صادقة لإعادة بناء السودان على أسس جديدة من السلام والعدالة والحرية. لنعمل جميعًا على تحقيق هذا الهدف النبيل، ولنضع مصلحة السودان فوق كل اعتبار، فالوطن يتسع للجميع.

إن عدتم عدنا!

د. أحمد التجاني سيد أحمد
٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤، هلسنكي - فنلندا

ahmedsidahmed.contacts@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

السودان: المُسيّرات التي استهدفت عطبرة حديثة وفّرتها للمليشيا راعيتها الإقليمية

بورتسودان: السوداني/ كشفت وزارة الخارجية السودانية أنّ المُسيّرات الحديثة التي استخدمتها ميليشيا الدعم السريع أمس في هجومها على المدنيين العُـزّل في مدينة عطبرة، وفرتها لها “راعيتها الإقليمية”، مثلما زودتها بالمدفعية الثقيلة بعيدة المدى التي تقتل بها النازحين وتدمر بها المستشفيات والأسواق ومستودعات الغذاء في الفاشر وحولها.

وندّدت الخارجية بما وصفتها بـ”الجريمة الإرهابية النكراء” التي ارتكبتها ميليشيا الجنجويد أمس باستهدافها لمركز إيواء المقرن بعطبرة، وقتل 11 من النازحين، من بينهم 4 شهداء من أسرة واحدة، وكذلك قصفها محطة كهرباء عطبرة التحويلية.

وقالت الوزارة إن الميليشيا الإرهابية، لجأت لهذه الأساليب “الإرهابية الجبانة”، بعد الهزائم المتتالية التي مُنيت بها في الأشهر الأخيرة في كل مسارح العمليات. حيث ظلّت تهاجم محطات الطاقة في مختلف أنحاء البلاد، امتداداً لمخطط الإبادة الجماعية الذي تنفذه، لأن استهداف محطات الطاقة، يعني تعطيل محطات المياه والمستشفيات وكل الخدمات الأساسية.
وأضافت في بيان لها: “يأتي تصعيد الميليشيا لجرائمها ضد المدنيين، بعد أيام بعد تجديد مجلس الأمن بالأمم المتحدة مطالبته لها بوقف هجماتها على النازحين ورفع الحصار عن الفاشر، في تحدٍّ للشرعية الدولية واستخفاف باستنكار العالم بأسره لجرائمها ضد الإنسانية”.

وقالت الخارجية السودانية، إنه “ما لم يتخذ المجتمع الدولي إجراءات ملموسة لإنهاء إفلات ما أسمتها الميليشيا الإرهابية وراعيتها الإقليمية من العقاب، فإن مجرد المطالبات والإدانات لن تجدي مع هذه العصابة المتوحشة”.  

مقالات مشابهة

  • فتاة الشيخوخة: أعاني من التنمر والوحدة واشتغلت في بنزينة وكول سنتر |فيديو
  • الطالبي العلمي: “الأحرار” الحزب واعٍ بالضغوط السياسية والهجمات التي تستهدفه ويقود الحكومة بثقة
  • التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” يدين الجريمة التي ارتكبها الدعم السريع بامدرمان وأدت لمقتل 31 مواطنا
  • فعالية خطابية لهيئة الزكاة والوحدة التنفيذية لصيانة الطرق بذمار بالذكرى السنوية للصرخة
  • نائب:حكومة الإقليم لم تلتزم بقوانين وقرارات الحكومة الاتحادية
  • السودان: المُسيّرات التي استهدفت عطبرة حديثة وفّرتها للمليشيا راعيتها الإقليمية
  • رئيس البرلمان السنغالي يعرب عن تضامن بلاده مع حكومة وشعب السودان
  • ولي عهد لوكسمبورج يشكر الحكومة السعودية على دعم “رسل السلام”
  • عاجل | رئيس الحكومة الباكستانية: السلام مقصدنا ولكن يجب ألا يعتبر هذا ضعفا
  • أبرز محطات الكهرباء التي تعرضت للاستهداف في السودان