بغداد اليوم - ديالى 

كشفت هيئة المواكب الحسينية، اليوم الأحد (29 كانون الأول 2024)، عن قرار بشأن المساعدات الإنسانية المقدمة من العراق إلى الشعب اللبناني.

وقال رئيس هيئة المواكب الحسينية في ديالى علي احمد طاهر في حديث لـ"بغداد اليوم"، إنه" في ضوء المتغيرات بالمشهد السوري فأنه من الصعوبة نقل المساعدات الإنسانية الى سوريا عن طريق البر منذ أسابيع عدة ما تطلب حلولًا مؤقتة من اجل ادامة زخم الرسالة الإنسانية للأشقاء".

وأضاف، أنه" تقرر توجيه المساعدات الى الداخل العراقي في ظل وجود الاف العوائل اللبنانية في اغلب المحافظات من خلال التنسيقيات المركزية والمحلية اي مضاعفة المساعدات لكل اسرة قدر ما متوفر منها، لافتا الى ان 40% من الاسر اللبنانية التي وصلت للعراق عقب الاعتداءات على بيروت وباقي المدن الأخيرة لاتزال موجودة في البلاد بشكل عام".

وأشار طاهر الى، أنه" مع قرار وزارة النقل إعادة العمل بالخطوط الجوية بين بغداد وبيروت سنرى تدفق العوائل للعودة الى بلادها لكن الامر يحتاج فترة زمنية وخلالها سيتم الاستمرار في توزيع المساعدات على العوائل".

وتضاربت الأرقام الرسمية بشأن أعداد النازحين اللبنانيين الذين وفدوا إلى العراق هرباً من الحرب الدائرة في بلادهم والهجمات الجوية التي تشنها إسرائيل على العديد من المناطق اللبنانية وخاصة في جنوب البلاد والضاحية الجنوبية في بيروت.

وتحظى قضية النازحين اللبنانيين إلى العراق باهتمام رسمي من قبل الحكومة التي أمرت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بإطلاق توصيف "ضيوف العراق" عليهم. وكذلك تحظى قضيتهم باهتمام استثنائي من قبل المسؤولين في العتبات الدينية في كربلاء والنجف.

وبينما كانت تشير أرقام وزارة الهجرة والمهجّرين إلى وصول نحو 12 ألف نازح لبناني، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية مقداد ميري، في تشرين الثاني من العام الجاري، إن" عدد الوافدين للعراق وصل إلى 36.867 وافداً، غادر منهم 11444 الأراضي العراقية. لكن المتحدث باسم هيئة المنافذ الحدودية علاء القيسي، أوضح أن إجمالي العدد الكلي يزيد قليلاً على 18 ألف نازح.

ويؤكد القيسي، ان" العدد الدقيق للوافدين اللبنانيين بلغ 18 ألفاً و250 نازحاً، وجميعهم جاءوا براً عن طريق منفذ القائم الحدودي مع سوريا".

وحول قضية التضارب في الأرقام التي تصدرها الجهات الرسمية، يرى القيسي أن "المسألة بالنسبة لنا في المنافذ الحدودية تتعلق أساساً بالمواطنين اللبنانيين حصراً ولا تشمل غيرهم، فعلى سبيل المثال لو قمنا باستقبال سوري متزوج من لبنانية ولديه 5 أولاد، فإننا نقوم بتسجيل الزوجة فقط باعتبار جوازها اللبناني".

وأكد القيسي أن" أماكن وجود اللبنانيين الرئيسية في محافظات النجف وكربلاء وبابل، بالنظر لوجود فنادق ومدن للزائرين هناك تابعة للعتبات الدينية في النجف وكربلاء".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

توقيت مثير.. لماذا طعن السوداني بقرار عراقي ألغى اتفاقية مع الكويت؟

تساؤلات عديدة، أثارتها الطعون التي قدمها الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لإلغاء حكم قضائي عراقي أمر بإبطال اتفاقية تنظيم الملاحة بين العراق والكويت، بناء على دعوى قضائية قدمها نواب في الإطار التنسيقي الشيعي الحاكم.

وفي 4 أيلول/ سبتمبر 2023، أصدرت المحكمة الاتحادية العراقية، قرارا يقضي بعدم دستورية تصديق اتفاقية تنظيم الملاحة البحرية بين العراق والكويت في خور عبدالله، مؤكدة أن البرلمان العراقي في حينها خالف الدستور، كونه لم يقرها بأغلبية ثلثي أعضاء المجلس.

وأرجأت المحكمة الاتحادية النظر بطعني رشيد والسوداني، وهي الجلسة التي كان مقررا عقدها الثلاثاء، وهو اليوم نفسه الذي وصل فيه رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي، القاضي فائق زيدان إلى الكويت على رأس وفد قضائي رفيع المستوى.


"توقيت مثير"
تعليقا على تحرك الرئاسات العراقية ضد الاتفاقية، قال الخبير القانون والسياسي العراقي، أمير الدعمي لـ"عربي21" إن "توقيت الطعون يثير الاستغراب، والأكثر منه غرابة كونها من رئيسي الجمهورية والحكومة، الأمر الذي يطرح سؤلا عن مصلحة البلاد في الطعن باتفاقية فيها غبن على العراق".

وأضاف الدعمي أن "رئيس الوزراء يفترض أنه يمثل مصالح الدولة، فهل من مصلحة العراق الطعن بقرار المحكمة الاتحادية ومحاولة العدول عنه، خصوصا أن جميع العراقيين يعلمون أن الاتفاقية التي أبرمت مع الكويت فيها شبهات فساد وبيع لأرض عراقية".

ولفت إلى أن "أول من يجب مساءلته عن هذه القضية هما رئيسي الجمهورية والوزراء، لأن هذه الحقوق لا يمكن التعامل معها بهذه الطريقة كونها تتعلق بأجيال ووطن كامل، وجاءت في ظل غياب الدور الرقابي، جرّاء السبات الذي يعيش فيه البرلمان حاليا".

وأوضح الدعمي أن "غياب الرقابة البرلمانية جعل الأمر مباحا لرئيسي الجمهورية والوزراء في عدم المساءلة النيابية على القرارات الحكومية المستغربة التي تثير حفيظة الشعب العراقي".

وتابع: "لم يحصل في تاريخ الدولة العراقية الحديثة منذ تأسيسها في العام 1920، أن يجري الطعن بقرار محكمة دستورية عليا، وذلك لمصلحة الكويت وليس العراق".

ورأى الخبير القانوني، أن "الطعن المقدم من رئيسي الجمهورية والحكومة سيضع المحكمة الاتحادية أمام حرج كبير، ويطرح تساؤلا مهما: هل أن ما يسير عليه القضاء هي قوانين تنسجم مع المصالح العليا للدولة أم أنها تتخذ وفق أمزجة سياسية؟".


وأردف: "إذا ما جرى العدول والتراجع عن قرار المحكمة الاتحادية، فإن ذلك  سيجعلها مثار للتساؤل والطعن في جميع القرارات التي صدرت عنها، لأن قراراتها تعد في حينها ذات طابع سياسي خاضعة للأمزجة السياسية".

وفي ظل الحديث عن ضغوط خليجية تمارس على العراق لحضور القمة العربية مقابل التراجع عن اتفاقية خور عبد الله، قال الدعمي إن "هذا الكلام غير منطقي ولا مقبول، لأنه لا يمكن أن تدار الدولة بهذه الطريقة، وأن يجري المساومة على حقوق العراقيين وأراضيهم".

ضغوطات خارجية
وفي السياق ذاته، قال رئيس مركز عراقي مختص بالدراسات الإستراتيجية، في حديث لـ"عربي21"، طالبا عدم الكشف عن هويته لحساسية الملف، إن "الموضوع لا يخلو من وجود ضغوطات خارجية، خصوصا في توقيته، سواء كانت خليجية أم غيرها، فما قيمة قمة بغداد أمام هذه التنازلات؟".

وأشار رئيس المركز العراقي، إلى أنه "عندما يطعن صانعو القرار في العراق، رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، بقرار المحكمة الاتحادية، فهذا يؤكد أنه ثمة ضغوط، لأن الحكومة الحالية خرجت من رحم الإطار التنسيقي، وأن الأخير نفسه هو من رفع دعوى قضائية وألغى الاتفاقية".

واستبعد المتحدث أن "يغير القضاء رأيه في الاتفاقية، لأن أي قرار يتخذ للتراجع قد يتسبب بردود فعل شعبية، خصوصا ثمة اتهامات مباشرة أن هناك بيع للبلاد، والحديث عن وجود فساد لإصدار هذه الاتفاقية واستلام بعض المسؤولين العراقيين أموالا من الكويت".

وتساءل رئيس مركز الدراسات، قائلا: "هل تقديم طعون قبل الانتخابات البرلمانية العراقية جاءت عن طريق الخطأ أم متعمد؟، لأن ردود الأفعال الشعبية ستكون سلبية تجاه المطالبين بنقض قرار المحكمة الاتحادية".  

ولفت إلى أن "تقديم الطعون قد تكون وراءه اتفاقات بالإضافة للضغوطات، لأن إقرار هذه الاتفاقية والتصويت عليها في البرلمان كان فيه إشكالية من الأساس، ثم تأتي المحكمة الاتحادية وتلغيها، لذلك فإن الموضوع كله لا يخلو من قضية فساد، وأن المتهمين هم السياسيين وأصحاب القرار".

وخلص إلى أن "هذه القضية من مجموعة قضايا كبيرة فيها شبهات فساد ويتم التغاضي والسكوت عنها من دون أن تكون فيها نتائج ملموسة سواء لجان تحقيقية أو عقوبات ضد أحد المتهمين، خصوصا إذا كان القرار يضر بالمصلحة والاقتصاد العراقي، وتحديدا ما يتعلق بميناء الفاو الكبير".


ورغم كل مطالبات دولة الكويت، إضافة إلى دعوات دول مجلس التعاون الخليجي، العراق للعدول عن قرار إلغاء الاتفاقية التي أبرمت في عام 2013، لكن السلطات العراقية رفضت الاستجابة، وعزت الأمر إلى أن القرار قضائي بحت ولا علاقة لها به.

ومع قرار المحكمة الاتحادية إلغاء اتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في خور عبدالله، بدأ فعليا إجهاض ميناء مبارك الكبير الكويتي، الذي تقدر كلفته بنحو 1.1 مليار دولار في جزيرة بوبيان.

وقرار المحكمة العراقية جاء بناء على شكوى أقامها عدد من نواب البرلمان على اتفاقية خور عبدالله عام 2023، حيث أكد النائب سعود الساعدي عن كتلة "حقوق" التابعة لفصيل "كتائب حزب الله" في العراق، أنه كسب دعوى قضائية رفعها لإبطال اتفاقية خور عبدالله مع الكويت.

وصدّق العراق على الاتفاقية في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، في عهد الحكومة الثانية لنوري المالكي (2010 ـ 2014)، وذلك بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 833 في 1993، والذي ينص على تقسيم مياه خور عبد الله مناصفة بين البلدين.

مقالات مشابهة

  • دمشق.. وفد عراقي يبحث مع الرئيس السوري التعاون الأمني والاقتصادي
  • وفد عراقي يجري مباحثات مع البنك وصندوق النقد الدوليين في واشنطن
  • توقيت مثير.. لماذا طعن السوداني بقرار عراقي ألغى اتفاقية مع الكويت؟
  • غزل عراقي سوري.. زيارة "أمنية" إلى دمشق
  • غزل عراقي سوري.. زيارة "أمنية" إلى دمشق
  • وفد عراقي في دمشق للبحث في التعاون الأمني والتجاري    
  • الخارجية الإيرانية: الهجمات على مخيمات النازحين جريمة حرب
  • غضب متبادل في بيروت وبغداد بعد تصريحات عون وردّ رجل دين عراقي
  • الأمم المتحدة: المساعدات الإنسانية التي نقدمها في غزة تتم وفق مبادئ الإنسانية
  • تعاون عراقي صربي في ملف الموارد المائية