الحرب الأهلية المنسية في ميانمار: مأساة إنسانية وصراع بلا نهاية
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
أسفرت الحرب الأهلية المنسية في ميانمار، التي اندلعت منذ انقلاب عسكري في 2021 عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين بسبب الصراع في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.
وجاء في تقرير لموقع " إنسايد أوفر" أن "الشرق الأوسط مشتعل بالصراعات، من مأساة غزة ولبنان، والإطاحة ببشار الأسد في سوريا، إلى التوترات بين إسرائيل وإيران، سواء كانت مباشرة أو عن بعد، وهناك أيضا الصراع الممتد الذي يربط أوكرانيا وروسيا، والتنافس المتزايد بين الولايات المتحدة والصين، والصراع المستمر بين الكوريتين".
وأوضح التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، أن هذا يأتي إلى جانب العديد من الحروب الأخرى التي تسفك الدماء في العالم ولكنها، لعدة أسباب، لا تحظى بتغطية إعلامية كافية.
وذكر أنه "لعل إحدى أكثر هذه الحروب بشاعة هي بلا شك الحرب المنسية في ميانمار، في قلب جنوب شرق آسيا، وقلة الحديث عنها في منطقتنا ربما يعزى إلى بعد الساحة الجغرافية للصراع، أو الأرجح لأنها – ولو ظاهريًا – لا تمس المصالح الجيوسياسية الغربية بشكل مباشر".
وأوضح أن "الحرب الأهلية في ميانمار، التي كانت تُعرف سابقًا باسم بورما، مستمرة بلا هوادة منذ سنة 2021، عندما أطاح انقلاب عسكري بالحكومة المدنية التي كانت بقيادة أونغ سان سو تشي، وفي العامين الأولين من الصراع، بقيت المعارك بين المجلس العسكري بقيادة الجنرال مين أونغ هلينغ، وبين العديد من جماعات المقاومة المسلحة في حالة جمود فعلي. لكن الوضع تغير لاحقًا مع انطلاق هجوم تدريجي بقيادة جيوش معارضة متعددة للحكومة".
وأضاف "تظهر نتائج هذه المجزرة على السكان بوضوح في الأرقام التالية: فهناك أكثر من 3 ملايين نازح، وحوالي 20 مليون شخص يعيشون في فقر مدقع، و50 إلى 70 ألف قتيل – مع تباين الأرقام حسب التقارير المختلفة".
ما يحدث في ميانمار؟
أوضح التقرير أن الجهات الفاعلة في المشهد هي كالتالي: الجيش الحكومي المعروف باسم "تامتاداو" من جهة، والقوات المتمردة من جهة أخرى، وفي الوسط، هناك العديد من الجماعات المسلحة الأخرى التي تسعى إلى تعزيز استقلالها في منطقة أصبحت مجزأة بسبب حرب أهلية متشابكة على عدة مستويات: سياسية وعرقية وثقافية.
ويعد الخبر الأبرز في الأيام الأخيرة يتعلق هو تقدم جيش "أراكان"، الذي أعلن سيطرته على القيادة العسكرية الغربية للحكومة في ولاية راخين، على الحدود مع بنغلادش، وهذه هي القيادة العسكرية الإقليمية الثانية التي تقع في أيدي المتمردين خلال الأشهر الخمسة الماضية.
وتجدر الإشارة إلى أن القوات الحكومية تعتمد على 14 قيادة إقليمية في جميع أنحاء البلاد، والعديد منها منشغل بمحاربة جماعات متمردة عرقية راسخة أو "قوات الدفاع الشعبي" التي ظهرت حديثًا لمواجهة الانقلاب العسكري الذي دعمته القيادة العسكرية.
وأشار التقرير إلى أن جيش "أراكان" هو جماعة متمردة عرقية تُعد جزءًا من "تحالف الإخوة الثلاثة"، وهو تحالف من الحركات المناهضة للقيادة العسكرية التي بدأت هجومها في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ويبدو أن مناطق واسعة من راخين قد أصبحت تحت سيطرة المتمردين، وأن العاصمة سيتوي أصبحت معزولة.
هل المجلس العسكري في خطر؟
ما حدث يعتبر ضربة قاسية ضد المجلس العسكري الحاكم في ميانمار، أولاً لأن ولاية راخين تضم مشاريع موانئ وبنية تحتية تدعمها الصين والهند، وثانيًا لأن انتصار جيش أراكان يمثل دفعة معنوية جديدة للمتمردين، الذين قد يزيدون الضغط الآن في بعض المناطق الاستراتيجية.
وذكر التقرير أن سقوط مقر القيادة العسكرية الغربية هو أحدث حلقة في سلسلة من الانتكاسات الكبيرة للحكومة العسكرية. بدأت هذه الانتكاسات قبل أكثر من عام، عندما استولى "تحالف الإخوة الثلاثة" على قواعد عسكرية، ومراكز قيادة، ومدن استراتيجية على طول الحدود الصينية في ولاية شان، الواقعة شمال شرق ميانمار.
وفي آب/ أغسطس الماضي، تمكن "جيش التحالف الوطني الديمقراطي في ميانمار"، وهو قوة أخرى ضمن التحالف المتمرد، من أن يصبح أول مجموعة تستولي على مقر قيادة إقليمي، وتحديدًا في مدينة لاشيو.
وفي كانون الثاني/ يناير 2024، توسّطت الصين في وقف إطلاق النار بين المجلس العسكري و"تحالف الإخوة الثلاثة" خلال مفاوضات جرت في مدينة كونمينغ الصينية، لكن العنف استمر دون انقطاع. وفي أيلول/ سبتمبر، عرض الجيش الحكومي، الذي يواجه صعوبات كبيرة، اتفاق سلام على المقاومة داعياً إياها إلى "حل المشكلات السياسية بطرق سياسية". لكن الرد كان سلبياً، حيث طالب المتمردون بالإزالة الكاملة (إن لم يكن الإدانة) للمجلس العسكري من المشهد السياسي في البلاد.
وجاء في ختام التقرير أن تفكك المجلس العسكري جارٍ على قدم وساق، حيث يواجه ضغوطاً من جميع الجبهات، وتمزقه صراعات داخلية، ويُثقل بخسائر إقليمية، ويعاني من أزمة إنسانية غير مسبوقة على مستوى البلاد، ومن الناحية الاستراتيجية، فقد المجلس العسكري السيطرة على البنية التحتية الحيوية، وعلى الرغم من أنه لا يزال يحتفظ بسيطرة كبيرة على المجال الجوي، إلا أن أجزاء واسعة من المدن الواقعة على الحدود البرية مع الصين وتايلاند والهند قد وقعت في أيدي المقاومة. ومن جانبها، امتنعت الصين عن انتقاد حكومة مين أونغ هلينغ بشكل صريح، لكنها سعت في الوقت نفسه إلى تحقيق توازن في علاقاتها غير الرسمية مع الجماعات المسلحة العرقية المختلفة، في محاولة للحفاظ على التجارة والأمن على طول حدودها مع ميانمار أو مع ما سيبقى منها بعد حرب لا يبدو أن أحداً قادر على إيقافها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الحرب الأهلية ميانمار انقلاب عسكري أزمة إنسانية ميانمار أزمة إنسانية حرب أهلية انقلاب عسكري المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القیادة العسکریة المجلس العسکری فی میانمار
إقرأ أيضاً:
السودان يتهم الإمارات بتأجيج الحرب ويرحب بوساطة تركيا لوقف الدعم العسكري للدعم السريع
“السودان يرى في الوساطة التركية جهدًا إيجابيًا لحث الإمارات على وقف تزويد الدعم السريع بالأسلحة والمرتزقة، مما قد يمهّد لتحقيق السلام إذا توقفت تلك التدخلات بشكل كامل” وفق بيان للخارجية السودانية..
التغيير: الخرطوم
وصفت الخارجية السودانية، حديث الإمارات بشأن الجهود الدبلوماسية التركية لحل الأزمة في السودان بمحاولة التنصل من مسؤوليتها المباشرة في تأجيج الحرب.
وويتهم الجيش السوداني وهو أحد أطراف الحرب السودانية، دولة الإمارات بتمويل ودعم قوات الدعم السريع، وهو الأمر الذي ظلت تنفيه الأخيرة.
والسبت رحبت الإمارات، بجهود تركيا الدبلوماسية لإيجاد حل للأزمة الراهنة في السودان، وأبدت استعدادها للتعاون والتنسيق معها في هذا الخصوص.
وقالت في بيان لوزارة خارجيتها، إنها “ترحب بالجهود الدبلوماسية لجمهورية تركيا الصديقة لإيجاد حل للأزمة الراهنة في السودان، والتي تمثل أيضا أولوية” بالنسبة إليها.
وخلال ديسمبر الجاري، استعداد بلاده للتوسط لحل “الخلاف” بين السودان ودولة الإمارات العربية المتحدة ولإحلال الأمن والسلام في السودان.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه أردوغان، برئيس مجلس السيادة، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، حيث أكد أردوغان خلال الاتصال “حرص تركيا على وحدة السودان واستقراره”، مجدداً دعم تركيا للشعب السوداني بكل الإمكانيات.
وقال بيان الخارجية االسودانية الأحد” إن قوات الدعم السريع واصلت في قصف معسكرات النازحين بمدينة الفاشر والمستشفى الوحيد العامل هناك، مستخدمة المدفعية الثقيلة والطائرات المسيرة.
وتابع: قد وثّقت مراكز علمية وصحافة استقصائية دولية توريد هذه الأسلحة من الإمارات، ما جعل القضية محط نقاش في الكونغرس الأميركي والهيئات التشريعية الدولية الأخرى. وعليه، فإن الادعاءات الواردة في البيان بأن الإمارات تعمل من أجل السلام في السودان لا تصمد أمام هذه الحقائق الموثقة.
وأضاف: البيان الإماراتي ذهب إلى اتهام القوات المسلحة السودانية بتجاهل معاناة الشعب لعدم مشاركتها في محادثات جنيف.
وقالت الخارجية السودانية: كان أوضح علامات عدم جدية وجدوى محادثات جنيف مشاركة الإمارات فيها.
ووفقا لبيان الخارجية ارتبطت مشاركة الإمارات في تلك المباحثات بتصعيد قوات الدعم السريع لهجماتها، في خطوة اعتبرها مراقبون نتيجة مباشرة لمنح الإمارات اعترافًا ودعمًا ضمنيًا خلال تلك الاجتماعات.
وقال البيان إن ترحيب السودان باستعداد تركيا للتوسط يعكس فهمه لدور الإمارات كطرف أساسي في النزاع.
وبحسب البيان فإن السودان يرى في الوساطة التركية جهدًا إيجابيًا لحث الإمارات على وقف تزويد الدعم السريع بالأسلحة والمرتزقة، مما قد يمهّد لتحقيق السلام إذا توقفت تلك التدخلات بشكل كامل.
الوسومالإمارات الخارجية السودانية تركيا حرب الجيش والدعم السريع