لماذا يهدد ترامب بنما وغرينلاند وكندا؟
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
أمضى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب جزءاً من عطلة الأعياد، متعهداً بالسيطرة على قناة بناما، وداعياً أمريكا إلى شراء جزيرة غرينلاند من الدانمارك، ومقترحاً أن تتحول كندا إلى الولاية الـ51 للولايات المتحدة.
لرئيس المنتخب، يحاول الحصول على أفضلية في المفاوضات التجارية
وكتب أليكس غانغيتانو وجوليا شابيرو في موقع "ذا هيل" الأمريكي، أن كل ذلك يفترض أن اهتمام ترامب ينصب بعض الشيء على توسيع الولايات المتحدة تحت أنظاره، رغم أنه يصعب الجزم بمدى جدية هذا الطرح.
ويعتقد بعض الجمهوريين، أن ترامب يتحدث فقط، بينما يرى آخرون لعبة استراتيجية لتعزيز الأمن القومي الأمريكي. وقال مسؤول سابق في حملة ترامب إن "المسألة البنمية تتعلق بالصين، التي تهيمن اقتصادياً ومالياً على النصف الغربي من الكرة الأرضية، بينما نقف متفرجين". وتسيطر بنما على القناة، التي تربط المحيطين الهادئ والأطلسي، منذ 25 عاماً فقط. وبطرح فكرة سيطرة الولايات المتحدة على القناة، يشكو ترامب أسعار الرسوم "الباهظة"، ويقول إن الولايات المتحدة تتعرض "للنهب". وتستثمر الصين على نطاق واسع في بنما، ومن بينها صفقات للإنشاءات، وتتولى تشغيل ميناءين من أصل خمسة موانئ في البلاد.
ولفت ترامب في شكواه ضمناً إلى أن دولاً على غرار الصين تحصل على نفوذ لا تستحقه في إدارة القناة. وفند الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو اتهامات ترامب، مؤكداً أن رسوم المرور في القناة لا تقرر من باب "النزوة".
كما أن الحديث عن شراء غرينلاند، يمكن أن ينظر إليه على أنه مسألة أمن قومي.
Donald Trump can use online shopping to buy Canada, Greenland and Panama, according to a meme posted by his son Eric.
While jokey in nature, the image reflects Trump's actual announcements that the US should, one way or another, take control of the three areas, despite them… pic.twitter.com/mUmIUuFuog
ويعتبر القطب الشمالي منطقة أساسية، في الوقت الذي تتطلع فيه الولايات المتحدة إلى مواجهة روسيا والصين، وقد احتدمت المنافسة على المنطقة، بينما يفتح ذوبان الجليد ممرات ملاحية جديدة. كما أن غرينلاند غنية بالثروات الطبيعية.
وقال ترامب في 2019 إن شراء غرينلاند التي تتمتع بالحكم الذاتي وتملكها الدنمارك، مهمة من الناحية "الاستراتيجية"، ما تسبب في إثارة رد غاضب من رئيسة الوزراء الدنماركية السابقة ميته فريدريكسون.
وفي منشور عبر "تروث سوشيال"، أعلن ترامب في الأسبوع الماضي اختياره لسفير إلى الدانمارك، مؤكداً أن امتلاك الولايات المتحدة للجزيرة "أولوية مطلقة".
ورفض رئيس وزراء غرينلاند موتي إيغيدي الفكرة قائلاً إن الجزيرة "ليست للبيع أبداً"، بينما أعلنت الدنمارك زيادة النفقات الدفاع عن الجزيرة.
وعن كلام ترامب على غرينلاند وبناما وكندا، علق الخبير الاستراتيجي في الحزب الجمهوري فورد أوكونيل قائلاً: "ما يقوله حقاً هنا، هو التفكير بصوت عالٍ في إعادة العمل بمبدأ مونرو، القائم على السيطرة على النصف الغربي من الكرة الأرضية". ويحظر مبدأ مونرو الذي أعلن في 1823، على الولايات المتحدة الانخراط أو التدخل في الشؤون السياسية لأوروبا.
ولا تبدو اللكمات التي يوجهها ترامب لرئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وكأنه حاكم لولاية أمريكية، بلا هدف. ويعتقد جمهوريون أن الرئيس المنتخب، يحاول في الوقت ذاته الحصول على أفضلية في المفاوضات التجارية.
وتعهد ترامب بفرض زيادة في الرسوم الجمركية بـ 25% على الواردات من كندا والمكسيك، واتهم البلدين بالامبالاة بتهريب المخدرات والجريمة عبر حدودهما.
وفي منشور في عيد الميلاد، وصف ترامب ترودو بـ "الحاكم". وقال إن الضرائب في كندا "مرتفعة جداً"، زاعماً أنه إذا تحولت كندا الولاية الرقم 51، فستخفض الضرائب. واقترح أيضاً أن يترشح لاعب الهوكي الشهير واين غريتسكي لمنصب رئيس وزراء كندا، قائلاً إن المنصب "سيُعرف قريباً باسم حاكم كندا".
ولم تأخذ غالبية الكنديين ترامب على محمل الجد.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة ويسترن أونتاريو والأستاذ الزائر في جامعة ماكجيل ماثيو ليبو: "إنه أمر مخيف جداً، أن ترامب لا يرى مشكلة في توجيه تهديدات مماثلة لأقرب حلفاء أمريكا".
وأشار إلى أنه بعد تهديدات ترامب بالتعريفة الجمركية، سافر ترودو إلى مار آ لاغو في بالم بيتش بولاية فلوريدا للقاء ترامب في منزله الشهر الماضي، في حين هدد رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو الكندية دوغ فورد بقطع إمدادات الطاقة عن الولايات المتحدة، إذا فرض ترامب فعلاً تعريفات صارمة على الصادرات الكندية.
President-elect Trump is vowing to take over the Panama Canal, calling for the U.S. to buy Greenland from Denmark and suggesting Canada could become the 51st state.
Here's why Trump is targeting Panama, Greenland, and Canada: https://t.co/4sJ3eBjUSp
وتجاهل الخبير الاستراتيجي الديموقراطي أنتغوان سيرايت تركيز ترامب على المناطق الثلاث، وقال إنه "إلى حد ما تكتيك لتشتيت الانتباه"، بعد الفوضى التي شهدها الكابيتول في الأسبوع الماضي، بسبب تمويل الحكومة قبل الموعد النهائي الجمعة الماضي.
وأشار فريق ترامب إلى أن كندا التزمت فعلاً بتأمين الحدود لمنع دخول المخدرات إلى الولايات المتحدة، وقال إن ترامب يعتزم كبح العدوان الاقتصادي الصيني بتأمين قناة بنما، والعدوان الروسي بالسيطرة على غرينلاند.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات عودة ترامب الولایات المتحدة ترامب فی
إقرأ أيضاً:
إيلون ماسك يؤيد انسحاب الولايات المتحدة من الناتو
أيد الملياردر الأميركي إيلون ماسك، الذي يرأس إدارة الكفاءة الحكومية، الدعوات إلى انسحاب الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ومن الأمم المتحدة أيضا.
وأعرب ماسك عن دعمه لهذه الدعوات على منصة "إكس"، السبت، عندما علق بـ"أوافق" على منشور ينص على أنه "حان الوقت لمغادرة الناتو والأمم المتحدة".
ويتماشى تأييد ماسك، أحد الشخصيات البارزة في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع الدعوات المتزايدة من بعض المشرعين الجمهوريين، لإعادة النظر في التزام الولايات المتحدة بالحلف.
وكان السناتور الجمهوري مايك لي، وهو منتقد قديم للناتو، وصف الحلف بأنه "بقايا الحرب الباردة"، معتبرا أنه "يجب حله".
وقال لي إن "الموارد الأميركية يتم استنزافها لحماية أوروبا (من خلال الناتو)، بينما تقدم القليل من الفوائد المباشرة للأمن الأميركي".
وتأتي تعليقات ماسك وسط مناقشات أوسع داخل إدارة ترامب حول مستقبل دور الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي والتحالفات الدولية الأخرى.
كما تحمل دعوة ماسك أهمية أكبر، كونها تأتي بعد المشادة العنيفة بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، السبت.
وفي حين لم يصرح ترامب صراحة بنيته الانسحاب من الحلف، فقد ضغط مرارا على الدول الأوروبية لزيادة إنفاقها الدفاعي، مشيرا إلى أن بلاده "لا ينبغي أن تتحمل العبء المالي للتحالف بمفردها".