الاقتصاد نيوز - بغداد

يكتنف الغموض ملف استيراد الغاز من تركمانستان عبر الأنانبيب الإيرانية، لاسيما وأن العراق يعاني حاليا من توقف إمدادات الغاز الإيراني ما تسبب بأزمة بتجهيز الطاقة الكهربائية، ورغم هذا لم يدخل العقد مع تركمانستان حيز التنفيذ رغم مرور شهرين على توقيعه.

العقد المبرم مع تركمانستان، والذي من المفترض أن يحل جزء من أزمة توريد الغاز للعراق، وبحسب وزارة الكهرباء فإنه ما يزال معلقا وبانتظار إكمال الإجراءات المالية، التي تقع على عاتق المصرف العراقي للتجارة، دون توضيح سبب تأخيرها، خاصة وأنها بعيدة عن العقوبات على إيران، فالأخيرة ستأخذ نسبتها من استخدام الأنانبيب كغاز وليس أموال.

ويقول المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أحمد موسى إن “تركمانستان لم تباشر بتصدير الغاز للعراق حتى الآن رغم توقيع الاتفاق بين البلدين”.

ويضف موسى، أن “الجانب التركمانستاني من المفترض أن يباشر بالتصدير في يوم استلام الدفعة الأولى من الأموال”، موضحا أن “سبب التأخير، مرتبط بإجراءات المصرف العراقي للتجارة، فهو من المفترض أن يفتح اعتماد وحساب للجانب التركمانستاني، حتى تضع فيه الحكومة العراقية المبالغ المطلوبة، ويتم إشعاره بذلك، لكن حتى الآن لم يتم حل هذا الأمر، ولم يصلنا إشعار بالإنتهاء من فتح الاعتماد، دون معرفة تفاصيل التأخير”.

ويوضح المتحدث باسم الوزارة، أن “هذه هي التفاصيل التي تعرقل ملف الغاز التركمانستاني، ولا صحة لما يشاع حول بدء التصدير واستحواذ الجانب الايراني على كميات الغاز المرسلة من تركمانستان للعراق عبر الانابيب الممتدة في الأراضي الايرانية”.

ومؤخرا، تداول العديد من الناشطين ووسائل الإعلام، أنباء مفادها دخول العقد مع تركمانستان لإستيراد الغاز، حيز التنفيذ، وتم ضخ الغاز عبر الأنابيب الإيرانية بهدف إيصالها للعراق، لكن الجانب الإيراني استحوذ عليها، وسيكون العراق ملزما بدفع أموال هذا الغاز، الذي لم يصله.

ووقعت وزارة الكهرباء، في 6 تشرين الأول أكتوبر الماضي، اتفاقية مع تركمانستان لتوريد الغاز إلى العراق بكميات تصل إلى 20 مليون متر مكعب من الغاز يوميا، لافتة إلى أن شركة لوكستون إنرجي السويسرية ستورد الغاز من تركمانستان للعراق عبر شبكة خطوط الأنابيب الإيرانية باستخدام آلية المبادلة لتيسير النقل.

وجاء التوقيع، بعد أن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، في تشرين الأول أكتوبر من العام الماضي، توقيع مذكرة تفاهم لاستيراد الغاز من تركمانستان.

وبحسب وزير الكهرباء، زياد علي فاضل، فإن هذه الخطوة ستسهم بشكل ملموس في في ضمان تزويد المحطات الغازية بالوقود اللازم، وتساهم حالياً بنحو 60 بالمئة من إجمالي إنتاج الكهرباء في العراق.

ويعاني العراق من نقص الكهرباء بسبب عدم كفاية إمدادات الوقود لمحطات توليد الكهرباء، مما دفع الحكومة لبذل جهود لتنويع مصادر الطاقة وزيادة واردات الغاز والاستثمار في مشروعات إنتاج الغاز المحلية لتقليل الاعتماد على موردين من الخارج منهم إيران.

وخلال الشهر الحالي، توقفت إمدادات الغاز من إيران، ما أثر سلبا على تجهيز الطاقة في العراق، وبحسب تصريحات وزارة الكهرباء، فإن عودة الطاقة لوضعها الطبيعي مرتبط بعودة إطلاقات الغاز الإيراني.

من جانبه، يبين عضو لجنة الكهرباء والطاقة النيابية، كامل عنيد، أن “العراق لم يرسل لغاية الآن أي مبلغ مالي إلى تركمانستان للمباشرة بتطبيق الاتفاق”.

ويتابع، أن “الغاز التركمانستاني في حال بدء تصديره سيكون للعراق إطلاع على كمياته واوقات وصوله وتفاصيل الشحنات، لكن لم يدخل الاتفاق للآن حيز التنفيذ بسبب معرقلات في إرسال المبالغ المتفق عليها من الجانب العراقي”.

ويؤكد أن “ايران لديها مشاكل وصيانة في منظومة الغاز، لذلك العراق يعاني منذ أيام من أزمة في تجهيز الكهرباء، وبانتظار انتهاء فترة الصيانة الإيرانية التي تم إعلام العراق بها”.

وكانت وزارة الكهرباء، وقعت عقدا مع إيران في شهر آذار مارس الماضي، وذلك بالتزامن مع الاستثناء الأمريكي الذي منح للعراق، لكي يسدد ديونه المتراكمة لإيران، ونص العقد على توريد الغاز من إيران لمدة 5 سنوات.

وبحسب بيان الوزارة في حينها، فإن معدلات ضخ الغاز حسب العقد، تصل إلى 50 مليون متر مكعب يوميا، وتتفاوت كمياته حسب حاجة المنظومة لصالح إدامة زخم عمل محطات الإنتاج، ومواكبة ذروة الأحمال والطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية.

إلى ذلك، يعلق الأكاديمي والخبير النفطي، كوفند شيرواني، على هذا العقد بالعقول، إن “الاتفاق يتضمن تصدير 20 مليون متر مكعب من الغاز التركمانستاني للعراق يوميا، بينما المفترض أن إيران تصدر للعراق 50 مليون متر مكعب ولكنها غير ملتزمة بها”.

ويتابع أن “الغاز التركمانستاني بحال وصوله للتنفيذ فهو سيحل ثلث المشكلة الحاصلة بتجهيز الكهرباء لدى العراق وليس كلها”، مبينا أن “مصرف التجارة العراقي لم يقم بإرسال الأموال اللازمة للاتفاق لغاية الآن، إلى تركمانستان”.

ويلفت إلى أن “انابيب النفط التي سيمر بها الغاز التركمانستاني ستقوم بتشغيلها شركة دولية مختصة وليس الجانب الإيراني وهذه نقطة مهمة، لكن تبقى الأنابيب إيرانية وعليها يتم دفع أجرة ترانزيت”، مؤكدا أن “تركمانستان بحال باشرت بالتصدير فسيكون الأمر معلنا بوضوح للجميع”.

يشار إلى أن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، ذكرت أن العراق أشعل 629 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي، بسبب عدم كفاية خطوط الأنابيب والبنية التحتية لغاية الآن، مبينة أن هذه الكمية المحترقة من الغاز تكفي لإمداد 3 ملايين منزل بالطاقة.

وتشير بيانات البنك الدولي إلى أن افتقار حقول النفط العراقية لمعدات جمع الغاز، يؤدي سنويا الى حرق 18 مليار متر مكعب من الغاز المصاحب للنفط، وبحسب تقديرات دولية، فإن هذا الحرق يكلف العراق 2.5 مليار دولار سنويا، أو ما يعادل 1.55 مليار متر مكعب من الغاز يوميا، وهو ما يعادل 10 أضعاف ما يستورده العراق من إيران.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الغاز الترکمانستانی متر مکعب من الغاز وزارة الکهرباء ملیون متر مکعب مع ترکمانستان من ترکمانستان حیز التنفیذ المفترض أن الغاز من إلى أن

إقرأ أيضاً:

وزير الكهرباء يتفقد موقع هيئة الطاقة الذرية بمنطقة أنشاص ويستعرض نتائج المشروعات وخطط التنفيذ

 

قام الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، اليوم الثلاثاء بزيارة ميدانية إلى موقع هيئة الطاقة الذرية بمنطقة أنشاص بمحافظة الشرقية والذى يضم مركز البحوث النووية ومركز المعامل الحارة والعديد من المعامل والمراكز البحثية فى مختلف التخصصات العلمية.

تأتي الزيارة في إطار الجولات الميدانية والمستمرة لمواقع العمل والإنتاج والهيئات والقطاعات التابعة للوزارة في جميع المحافظات، والتي تستهدف تحسين معدلات الأداء والنهوض بالقطاعات التابعة وتعظيم العوائد ودعم واستثمار الكفاءات والخبرات المتراكمة لا سيما فى الهيئات البحثية والعلمية التابعة، وكذلك متابعة تطبيق النتائج البحثية لخدمة السياسة الإنتاجية والتصنيعية التي تعمل الوزارة على تطبيقها خلال المرحلة الحالية انطلاقا من الرؤية العامة للدولة وخطة التوسع في التصنيع، ونقل وتوطين التكنولوجيا الحديثة في كافة المجالات الصناعية وخاصة في السلع الاستراتيجية لخفض الواردات وزيادة الصادرات.

استهل الدكتور  محمود عصمت الزيارة الميدانية والتى تعد الثانية إلى موقع الهيئة بمنطقة أنشاص خلال الشهور الماضية، بحضور الدكتور عمرو الحاج رئيس هيئة الطاقة الذرية والدكتور عماد محمد برعي رئيس مركز المعامل الحارة والدكتور صلاح الدين المرشدي رئيس مركز البحوث النووية وعدد من قيادات الهيئة ومجموعة من العلماء العاملين بالموقع، بالاستماع إلى شرح تفصيلي من الدكتور جمال عبد الحميد أستاذ مساعد الميكروبيولوجي بمركز البحوث النووية حول المشروع  التطبيقي الأول والذي يشمل تركيز مادة خامس أكسيد الفسفور الموجود في المخلفات الناتجة من استخراج خام الفوسفات والتي تتراوح نسبتها من 10 إلى 21 % حيث نجح فى زيادة تركيز خام الفوسفات من خلال تقنية جديدة وتشمل عدة مراحل، الأولى فصل السيلكا والثانية فصل العناصر الثقيلة مثل الحديد، والثالثة تحويل الخام إلى حمض الفسفوريك النقي بدرجة نقاء يمكن من خلالها استخدامه في الأنشطة الزراعية والصناعية وهذه التقنية جديدة وتستخدم لأول مرة في مصر، وبذلك يمكن عدم استيراد حمض الفسوفوريك المستخدم في الصناعات الغذائية والدوائية كما يمكن أن يساهم في تصديره للخارج، أما المشروع التطبيقي الآخر، يتعلق باستخدام خام الجلوكونيت وهو أحد الخامات الطبيعية التي تنتج أثناء عملية استخراج خام الفوسفات والحديد، وتم التوصل لاستخراج عنصر البوتاسيوم والماغنسيوم والتي يتم استخدامها في العديد من الصناعات مثل صناعة الأسمدة، والمبيدات، وتم التوصل إلى فصل هذا المركب وإنتاج عنصر الفيروسيليكون والذي يستخدم كإضافات في الصناعات المعدنية، والبوتاسيوم والألومنيوم.

واصل الدكتور محمود عصمت استعراض المشروعات التطبيقية ويتعلق المشروع الثالث بتحلية المياه المالحة وشديدة الملوحة بتقنية جديدة ومبتكرة وهي تعتمد على استخدام مواد جديدة مبتكرة لترسيب الأملاح كمرحلة أولى أما المرحلة الثانية فيتم إضافة مادة أخرى صديقة للبيئة لمعالجة وترسيب ما تبقى من الأملاح لتحويل المياه إلى مياه صالحة للاستخدامات المختلفة مثل الأنشطة الزراعية، وأهميتها كونها لا تهدر أي كمية من المياه المستخدمة بالمقارنة بالتقنيات الأخرى، ويمكن الاسفادة من الرواسب الناتجة لعمل عملية استرجاع للمواد الأخرى التي يمكن إعادة استخدامها لمرات عديدة، وتعد هذه التقنية المبتكرة والمصرية مائة بالمائة منذ نشأتها كفكرة حتى تطبيقها على نطاق صناعي. وهي تمثل إضافة علمية مبتكرة من ناحية أنها تكنولوجيا خضراء كما يمكن أن تسهم في توفير تكاليف تحلية المياه المالحة بتكنولوجيا اقتصادية، ونجح استخدام هذه التقنية الجديدة في تنقية مياه بحيرة عين الصيرة وهو أحد المشروعات القومية التى تم تنفيذها في مصر كتطبيق عملي لهذه التقنية.

من جانبه عرض الدكتور عمرو الحاج رئيس الهيئة مشروع تطبيقي عن استخدام مركبات الجيوبوليمر كبديل قوي يمثل الجيل الثالث من المواد الاسمنتية وهو أحد الاتجاهات العلمية الحديثة والذي تهتم به معظم دول العالم في الآونة الأخيرة ويعد من المركبات الاقتصادية الصديقة للبيئة وقليلة استهلاك الكهرباء وقد تم تطويرها من مواد طبيعية متوفرة في البيئة المصرية، وتم التنسيق مع الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية لمعرفة أماكن توافر الخامات الطبيعية وهي خامات طينية غنية بسيلكات الألومنيوم وهي متوفرة بمحافظة الفيوم، وتم عمل عينات معملية واختبارها من الناحية الميكانيكية والفيزيائية والكيميائية وأثبتت النتائج جدواها الاقتصادية وإنتاجها من الخامات الطبيعية المتوافرة في مصر ويمكن أن تساهم في إنتاج خامة محلية طبيعية بدلًا من استخدام الاسمنت مما يساعد على تقليل الكميات وكذلك توفير الطاقة.

فى ختام الزيارة، أكد الدكتور محمود عصمت أن هيئة الطاقة الذرية تمتلك كفاءات وخبرات متراكمة، وقدمت العديد من النتائج العلمية والبحثية التى تم تطبيقها، والهيئة شريك رئيسي فى خطة التنمية المستدامة والمشروعات التنموية فى شتى المجالات الاقتصادية خاصة مجالات العلوم الطبية وعلاج الأمراض والاستصلاح وزيادة انتاجية المحاصيل خاصة محاصيل الحبوب والتصنيع الزراعي وحفظ المنتجات وتوطين الصناعة والتكنولوجيا الحديثة وتعد منبرا بحثيا يشار إليه فى المحافل الدولية فى مجال تطوير ونشر ودعم الاستخدامات السلميّة للطاقة الذرية، موضحا أن الزيارات المتكررة تأتى فى إطار توجه الدولة بالاهتمام والاستفادة بنتائج البحث العلمى وتوطين التكنولوجيا ودعم التصنيع المحلى تعظيم العوائد من الموارد الطبيعية والتوسع فى الصناعات التحويلية، مشيرا إلى نجاح الهيئة في إنتاج الخلايا الشمسية على سبيل التجربة تمهيدًا لإنتاج الخلايا الشمسية في مصر والتصنيع المحلي لها مما سيفتح مجالًا كبيرًا لاستخدامات الطاقة الشمسية وتوطين صناعتها في مصر.

مقالات مشابهة

  • وزير الكهرباء يتفقد موقع هيئة الطاقة الذرية بمنطقة أنشاص ويستعرض نتائج المشروعات وخطط التنفيذ
  • غاز تركمانستان سيغطي 50% من حاجة محطات العراق.. تفاصيل جديدة عن الاتفاقية
  • خبير يسرد سبب انقطاع الكهرباء ويقترح تشكيل خلية أزمة للطاقة في العراق
  • خبير يسرد سبب انقطاع الكهرباء ويقترح تشكيل خلية أزمة للطاقة في العراق - عاجل
  • التطور السوري.. نفوذ أكبر للعراق وتحرر من ضغوط إيران
  • العراق يتعرض «للاحتيال».. يدفع «مليوني دولار يومياً» إلى تركمانستان مقابل غاز تستهلكه دولة أخرى
  • الكهرباء تنفي بدء سريان عقد الغاز مع تركمانستان
  • العراق: سريان عقد الغاز مع تركمانستان لم يبدأ ولم يتم دفع أي مبالغ مالية
  • وقع “ضحية نصب”.. العراق يدفع مليوني دولار يوميا لتركمانستان مقابل غاز تستهلكه إيران