استيراد الحبوب يقارب 100 في المئة.. هل يعمق الجفاف أزمات الاقتصاد التونسي؟
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
يضاعف الجفاف متاعب تونس الاقتصادية والاجتماعية، إذ تجد البلاد نفسها مضطرة لاستيراد كل احتياجاتها من الحبوب هذا العام، وفق مسؤول تونسي، ما يعمق الأزمة المستمرة في البلاد.
وقال عضو الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري المكلف بالفلاحة السقوية والخضروات، شكري الرزق، في تصريح لإذاعة "موزاييك" التونسية، إن البلاد مرت بظرف مناخي صعب أثر على الزراعات الكبرى وجميع القطاعات الفلاحية.
ولم يتجاوز إنتاج محصول القمح 5 ملايين قنطار والتجميع في حدود 2.8 مليون قنطار، بحسب المسؤول ذاته.
وقال المسؤول التونسي إنه أمام "تواضع المحصول ستضطر تونس إلى استيراد احتياجاتها من الحبوب بنسبة 100 في المئة، لأن نسبة الإنتاج في حدود 0 في المئة".
وأثر الجفاف ونقص محصول الحبوب على وفرة الخبز في البلاد.
والخميس، أوقفت الشرطة التونسية رئيس "الغرفة الوطنية لأصحاب المخابز" بعدما طلب الرئيس، قيس سعيّد، من السلطات المعنية "تطبيق القانون" على المتسبّبين في أزمة نقص الخبز في البلاد.
نقص العملة الصعبةويؤكد خبراء اقتصاديون أن تونس تواجه مشكلة في سداد قيمة المواد الاستهلاكية التي تستوردها من الخارج بسبب الأزمة المالية التي تعاني منها الموازنة العامة.
يرى الخبير الاقتصادي التونسي، رضا شكندالي، في حديث لموقع "الحرة" أن الجفاف ورفع تونس استيرادها من الحبوب سينعكس سلبا على الاقتصاد، لأن احتياجات البلاد من العملة الصعبة ستتزايد، في وقت لم تستطع فيه "إبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي".
وأفادت صحيفة "الشعب نيوز" التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل أن ثماني بواخر محمّلة بالحبوب تنتظر منذ نحو أسبوعين في ميناء محافظة صفاقس الحصول على ثمن الشحنات لتفريغها.
وتتفاوض تونس مع صندوق النقد الدولي من أجل الحصول على تمويل جديد لسدّ عجز الموازنة العامة.
وكان الصندوق قد أعطى ضوءا أخضر أول لتونس، في أكتوبر الماضي، بإعلان موافقة مبدئية على منحها هذا القرض، لكن منذ ذلك الحين تعثرت المفاوضات حول القرض البالغة قيمته 1.9 مليار دولار، وتوقفت المشاورات بين الطرفين، منذ نهاية عام 2022.
ويرفض سعيد ما يعتبره "إملاءات" الصندوق، خصوصا فيما يتعلق برفع الدعم عن بعض المواد الاستهلاكية الأساسية، ويرى فيها "تهديدا للسلم الاجتماعي" في البلاد.
الجفاف ليس السبب الوحيدوالجفاف ليس السبب الوحيد للأزمة الحالية في تونس، وفق شكندالي، الذي يشير إلى أن هناك أسباب أخرى "تتعلق بارتفاع الكلفة لدى الفلاح التونسي من جراء تراجع قيمة الدينار"، إضافة إلى "أسباب هيكلة في القطاع الفلاحي".
ويرى شكندالي في حديثه "للحرة" أن 90 في المئة من الفلاحين هم دون المستوى التعليمي الابتدائي، وأكثرهم من الشيوخ حيث نسبة الفلاحين الأكثر من سن 60 سنة أعلى من 85 في المئة".
وإضافة إلى كل هذه الأسباب، يضيف الخبير الاقتصادي أن "السياسة الاقتصادية المعتمدة لا تشجع على الفلاحة. فهي تجبر الفلاح على بيع منتجاته بأسعار منخفضة حتى يتمكن التونسي من شرائها بما أن الأجور في تونس منخفضة للغاية بينما كلفة الفلاح من مدخلات كلها مستوردة تزيد من سنة لأخرى من جراء تراجع قيمة الدينار".
وكان سعيّد قد أقال قبل ذلك رئيس المؤسسة الحكومية المسؤولة عن إدارة عمليات جمع وشراء وتوزيع الحبوب في البلاد.
وأعلنت الرئاسة أن "عمليات تفتيش نُفذت، الأربعاء، أسفرت عن حجز أكثر من 6500 طن من الحبوب ومشتقّاتها، التي كانت مخزّنة بشكل غير قانوني".
وأدت الأزمة المالية التي تشهدها تونس بشكل خاص إلى نقص مزمن في المنتجات الغذائية الأساسية، على خلفية التوترات السياسية الشديدة منذ احتكر الرئيس قيس سعيد كل السلطات في يوليو 2021 ، مما أدى إلى زعزعة الديموقراطية التي نتجت عن أول ثورة في الربيع العربي عام 2011.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: من الحبوب فی البلاد فی المئة
إقرأ أيضاً:
الزراعة تبحث التعاون مع السنغال في مجال مستلزمات الإنتاج وصوامع الحبوب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عقد الدكتور سعد موسي المشرف على العلاقات الزراعية الخارجية بوزارة الزراعة اجتماع عبر الفيديو كونفرانس مع وزير الزراعة السنغالي وبعض الشركات المصرية العاملة في مجال صناعة وانتاج الأسمدة والمعدات الزراعية لبحث امكانية قيام الشركات المصرية بتصدير بعض مستلزمات الإنتاج وما يتطلبه الجانب السنغالي لتطوير قطاع الزراعة هناك .
جاء ذلك بحضور السفير خالد عارف - سفير مصر في السنغال والسفير كوميكو دايا - سفير السنغال في مصر والدكتور احمد حلمى مدير معهد بحوث البساتين، ومحمد عبد العليم - المدير التجاري لشركة حلوان للاسمدة وعلاء ابو فريخه - رئيس مجلس إدارة شركة طنطا موتورز والدكتور خالد السلامونى رئيس الادارة المركزية لانتاج التقاوي وممثل عن الادارة المركزية لفحص واعتماد التقاوي .
في بداية الاجتماع "موسى" رحب بالوزير السنغالي ونقل تحيات وزير الزراعة المصري الى نظيره السنغالي مؤكدًا على إهتمام الدولة المصرية في تعزيز أواصر التعاون بين البلدين الشقيقين، وفي هذا الإطار أشار إلى أن اجتماع اليوم يتناول بحث آليات تقديم الدعم للجانب السنغالي تنفيذًا لما تم الاتفاق عليه في الإجتماع الثنائي بين الوزراء على هامش اجتماعات القمة الافريقي في العاصمة الأوغندية كمبالا وبحث موضوعات الأسمدة والميكنة الزراعية والتقاوي.
وخلال اللقاء أشار السفير خالد عارف سفير مصر بالسنغال الى استعداد مصر للتعاون مع الجانب السنغالى والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائى تحت مظلة مذكرة التفاهم المقترح توقيعها بين الجانبين خلال الفترة القادمة.
وانتهى الإجتماع إلى قيام شركة حلوان للأسمدة بتقديم عرض أسعار للأسمدة المتاحة لديهم الي الجانب السنغالي في غضون ٤٨ ساعة وكذلك قيام شركة طنطا موتورز تقديم عرض بمنتجاتها ووسابقة اعمالها.
كما تم الاتفاق على عقد لقاء فني بين شركة طنطا موتورز وبعض قيادات الوزارة في هذا الخصوص وقيام الجانب المصري بتقديم الدعم الفني للجانب السنغالي فيما يتعلق بإنشاء صوامع لتخزين كميه نحو ٢٥٠-٣٠٠ الف طن الحبوب والانتهاء من اجراءات الموافقة على توقيع مذكرة التفاهم المقترحة للتعاون في مجال الزراعة وذلك خلال مدة شهر حتى تكون جاهزة التوقيع عليها على أن تتولى العلاقات الزراعية الخارجية بوزارة الزراعة التنسيق مع كل هذه الجهات لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
من جانبه وجه وزير الزراعة السنغالي الشكر الى الدولة المصرية ونظيره وزير الزراعة مشيدًا بالعلاقات الوطيدة بين مصر والسنغال ومتطلعا إلى زيادة آفاق التعاون الزراعي بين البلدين ولمصلحة الشعبين الشقيقين
وتجدر الإشارة الى تجربة تصدير تقاوى القمح المصرى إلى جمهورية السنغال والتى لقت نجاحًا واسعاً تحت الظروف المناخية بالسنغال بالإضافة إلى امكانية التعاون في مجال زراعة وإنتاج الأرز ، والثروة الحيوانية لتحقيق الأمن الغذائى والتنمية الإقتصادية بالسنغال وتحسين السلالات.