حجز مؤتمر دبي الرياضي الدولي، مكانته بين أبرز الفعاليات العالمية في مجال كرة القدم ، التي تستقطب نخبة من صناع القرار والمدربين واللاعبين والأساطير من مختلف أنحاء العالم لمناقشة مستقبل اللعبة وتحدياتها.

ونجح المؤتمر، الذي ينظمه مجلس دبي الرياضي سنويا منذ عام 2006، في التحول إلى منصة عالمية للحوار وتبادل الخبرات بين الأوساط الكروية.

ويواكب المؤتمر ، تنظيم حفل جائزة جلوب سوكر التي تُمنح لأفضل اللاعبين والمدربين والأندية في العالم، وتكافئ التميز والإبداع في كرة القدم العالمية.

وباتت الجائزة، التي تُوزع سنويًا، من أهم الجوائز في عالم كرة القدم، حيث تجمع بين التكريم المستحق لأصحاب الإنجازات والتألق في مختلف الفئات.

وتطورت الجائزة بشكل كبير لتصبح حدثًا دوليًا يترقبه عشاق الرياضة حول العالم ، خاصة بعد النجاح المتزايد في استقطاب نجوم كرة القدم العالميين لحضور مراسم التكريم التي تُقام في دبي.

وشهدت الجائزة على مدار دوراتها المتتالية العديد من اللحظات التاريخية والمحطات المهمة، وفي 2020، وبرغم جائحة كورونا، تم تنظيم نسخة استثنائية ضمّت تكريمات لأفضل لاعب ولاعبة ومدرب في القرن الـ21، بما أضاف للجائزة بعدًا تاريخيًا عالميًا.

واستقطبت الجائزة نخبة من ألمع نجوم كرة القدم الذين حفروا أسماءهم في تاريخ اللعبة، ومن بين أبرز الفائزين بجائزة أفضل لاعب، كريستيانو رونالدو، نجم منتخب البرتغال وأندية ريال مدريد ويوفنتوس والنصر السعودي على الترتيب، والذي توج بالجائزة عدة مرات نظرًا لإنجازاته الاستثنائية، وليونيل ميسي نجم منتخب الأرجنتين ونادي برشلونة السابق وانتر ميامي الأمريكي الحالي، وروبرت ليفاندوفسكي مهاجم منتخب بولندا وبايرن ميونخ وبرشلونة، الذي فاز بالجائزة في 2020.

وفي فئة أفضل مدرب، حصد الجائزة عدد من الأسماء اللامعة مثل جوزيه مورينيو، وبيب جوارديولا، ويورجن كلوب، وفي فئة الأندية، فقد فازت أندية كبرى مثل ريال مدريد، وبرشلونة، ومانشستر سيتي، وبايرن ميونيخ، وغيرهم.

وحظي اللاعبون العرب بنصيب مميز من التكريم في “دبي جلوب سوكر”، ما عزز مكانة الكرة العربية على الساحة العالمية. ومن أبرز الفائزين، محمد صلاح نجم منتخب مصر وليفربول الإنجليزي، الذي فاز بالجائزة بوصفه أفضل لاعب في العالم بتصويت الجماهير عام 2022.

كما فاز النجم المغربي أشرف حكيمي لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي، بجائزة “دبي جلوب سوكر” لأفضل لاعب عربي شاب في عام 2019، تقديرًا لأدائه المميز مع نادي بوروسيا دورتموند الألماني وقتها.

على صعيد الأندية، توج العين بجائزة أفضل ناد في الشرق الأوسط، خلال عام 2024، بعد فوزه بلقب دوري أبطال آسيا في النسخة الأخيرة، وتأهله للمشاركة في كأس القارات “الكونتيننتال” وضمان مشاركته في كأس العالم للأندية 2025، كما تُوّج الأهلي المصري بالجائزة نفسها لعام 2023.
وعلى صعيد المتابعين والمشاركين في الاستفتاءات السنوية، تشهد جائزة “دبي جلوب سوكر” نموًا متسارعًا في أعدادهم، خاصة مع انتشار التصويت الجماهيري، ففي السنوات الأخيرة، تجاوز عدد المشاركين في التصويت ملايين المشجعين من مختلف أنحاء العالم، وبلغ عدد الأصوات في النسخة الأخيرة 100 مليون صوت مقابل 70 مليوناً العام الماضي.

وأكد سعيد حارب، الأمين العام لمجلس دبي الرياضي، أن مؤتمر دبي الرياضي الدولي عضو “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية “، وجائزة دبي جلوب سوكر، أصبح حدثا رئيسيا على أجندة كرة القدم العالمية.

وقال يساهم إقامة مؤتمر دبي الرياضي الدولي، جنبا إلى جنب مع حفل جوائز جلوب سوكر في جمع الشخصيات الأكثر تأثيراً في اللعبة وتعزيز تطور الرياضة على مستوى العالم.

من جهته قال توماسو بيندوني، مؤسس ورئيس مجلس إدارة جلوب سوكر دبي ، إن الجائزة أصبحت من أبرز الفعاليات العالمية في مجال كرة القدم التي تجمع أهم الشخصيات الرياضية واللاعبين والمدربين، بما يساهم في تسليط الضوء على الإمكانات الكبيرة التي توفرها دبي لتنظيم فعاليات رياضية على أعلى مستوى.

وأضاف أن الجائزة تشهد تطوراً مستمراً وتستقطب اهتماماً متزايداً من الجماهير حول العالم، خاصة مع زيادة أعداد المصوتين والمتابعين عبر المنصات المختلفة.
بدوره اعتبر الدكتور أحمد العوضي، المحلل الرياضي ، أن استضافة دبي لحدثين عالميين بارزين مثل مؤتمر دبي الرياضي الدولي وجوائز جلوب سوكر يعكس المكانة المرموقة للإمارات على خارطة الرياضة العالمية.

وأشار إلى أن حجم الاهتمام الدولي الكبير بهذين الحدثين، اللذين يُقامان سنويًا مع نهاية العام، يجعل منهما ختامًا مثاليًا للموسم الرياضي، فضلا عن تجسيدهما لدور دولة الإمارات الفاعل في دعم وتطوير الرياضة العالمية.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: مؤتمر دبی الریاضی الدولی دبی جلوب سوکر کرة القدم أفضل لاعب التی ت

إقرأ أيضاً:

“نظام التفاهة”: قراءة في ملامح الانحدار الثقافي والسياسي

” #نظام_التفاهة “: قراءة في #ملامح #الانحدار_الثقافي والسياسي
د #امل_نصير

يتناول كتاب “نظام التفاهة” للمفكر الكندي(آلان دونو) بنية المجتمعات الحديثة، وآليات عملها في ظل سيطرة منظومة التافهين على مفاصل الحياة السياسية، والثقافية، وهو عمل فكري جريء، مثير للجدل .
صدر الكتاب أول مرة باللغة الفرنسية عام 2015، وترجم إلى العربية، ليحظى بانتشار واسع في العالم العربي، اذ أثار كثيرا من النقاشات حول مفهوم التفاهة، وأثره على المجتمعات.
يرى مؤلف الكتاب أن النظام الاجتماعي والاقتصادي الحالي في العالم يشجع التفاهة، ويمنحها الأفضلية، حيث يتم تصعيد الأشخاص الأقل كفاءة، والأقل التزامًا بالقيم الأخلاقية والمهنية إلى مواقع السلطة والتأثير، فتصبح الجودة والاستحقاق في هذا النظام أمورًا ثانوية، بينما يتم تهميش الأفراد الذين يسعون لتحقيق الإبداع والجودة.
يشير المؤلف إلى أن النظام الرأسمالي الحديث يُكرّس “التفاهة” عبر آليات عدة، منها تهميش القيم الفكرية العميقة، وتقليص دور المثقفين والمبدعين الحقيقيين، وتحويل النجاح إلى مسألة تتعلق بالاتساق مع المعايير التجارية والاستهلاكية بدلاً من الإنجاز الحقيقي.
ولعل من اهم ملامح التفاهة كما يقدمها الكتاب سيطرة الرداءة على المجالات المهنية، ففي النظام التافه، لا يتم اختيار الأفراد بناءً على كفاءتهم أو قدرتهم، بل بناءً على قدرتهم على التماهي مع النظام القائم، بغض النظر عن قيمتهم الحقيقية، وتصبح المؤسسات خالية من العمق الفكري والمبادئ، فيسود من يفضلون إرضاء رؤسائهم بدلاً من تحديهم أو تقديم أفكار جديدة.
من ملامح التفاهة ايضا تهميش الثقافة والفكر اذ يوضح دونو أن الأنظمة الحديثة تعزز الإنتاج الثقافي السطحي الموجه للاستهلاك السريع، مع تهميش الإنتاج الثقافي العميق، فتصبح الثقافة مجرد أداة للتسلية بدلاً من أن تكون وسيلة لفهم العالم أو تغييره.
ومن ملامح التفاهة تحول القيم الإنسانية إلى سلع اذ يتم تسليع كل شيء، بما في ذلك القيم والأخلاق، فتصبح المعايير الأخلاقية والتفكير النقدي غير ذات قيمة إذا لم تترجم إلى ربح أو نفوذ.
ومن ملامحها ايضا صعود التافهين، فيقدم (دونو) مفهومًا صارخًا لصعود “التافهين”، وهم الأفراد الذين لا يتمتعون بأي مؤهلات حقيقية، لكنهم يتسلقون السلم الاجتماعي بسبب مهارتهم في مجاراة النظام القائم.
تكمن اهمية الكتاب في تشخيص الواقع المعاصر، فيقدم تشخيصًا دقيقًا للعديد من الظواهر التي نعاني منها اليوم، مثل انخفاض مستوى الحوار العام، وانتشار الأخبار المزيفة، وضعف المؤسسات الديمقراطية.
يعد كتاب نظام التفاهة دعوة للتغيير، فرغم سوداوية الطرح، يحمل الكتاب دعوة ضمنية لإعادة النظر في قيمنا المجتمعية ومؤسساتنا، والعمل على استعادة المبادئ الأساسية التي تجعل المجتمعات أكثر عدالة وكفاءة.
الكتاب مرآة للمجتمعات العربية أيضا اذ وجد صدى واسعًا في العالم العربي، حيث يرى كثيرون أنه يعكس واقعًا مألوفًا في العديد من الدول التي تعاني من تهميش الكفاءات وسيطرة الفساد والمحسوبية.
“لقد أصبحت التفاهة نظامًا عالميًا يستبعد الجودة والكفاءة، ويعلي من شأن الرداءة.
على الرغم من شعبية الكتاب، إلا أنه تعرض للنقد من بعض القراء والمفكرين، فراى هؤلاء أن (دونو ) قدم نظرة متشائمة دون تقديم حلول عملية لتجاوز “نظام التفاهة”. كما أن بعض النقاد رأوا أن الكتاب يفتقر إلى أدلة علمية واضحة تدعم أطروحاته، وانه يعتمد بشكل كبير على أسلوب الإنشاء الفكري.
“نظام التفاهة” ليس مجرد كتاب فكري، بل هو صرخة تحذير من أن النظام العالمي الحالي قد يؤدي إلى انهيار القيم الإنسانية الحقيقية لصالح تفاهة تملأ الفراغ. إنه دعوة لإعادة التفكير في مسار المجتمعات واستعادة المبادئ التي تجعل العالم مكانًا أفضل للعيش.
وأخيرا يبرز السؤال الآتي في ظل الانتشار الواسع للكتاب في العالم العربي: هل يمكن أن نواجه “نظام التفاهة” أم أننا سنظل عالقين فيه؟

مقالات مشابهة

  • المديرة التنفيذية للأبحاث والابتكار في مستشفى الملك فيصل التخصصي ضمن قائمة فوربس “50 فوق 50” العالمية
  • ريال مدريد يتصدر قائمة المرشحين لجائزة لوريوس العالمية لأفضل فريق في 2025
  • مشاركة كبيرة في الدورة الرياضية لحكومة عجمان
  • المسار الرياضي.. “رئة الرياض” تنبض بالحياة
  • “سدايا” تحصد شارة منتدى الاستثمار الرياضي
  • “إرث” أبوظبي يستضيف بطولة زايد الرياضية للناشئين 2025 خلال شهر رمضان
  • “جودو الإمارات” يحقق برونزية في بطولة “طشقند جراند سلام”
  • اتحاد كرة القدم يطلق حملة توعوية بعنوان “الرياضة صحة”
  • منتخب محافظة إب يتوج بكأس بطولة “الوفاء لمأرب”  في كرة القدم
  • “نظام التفاهة”: قراءة في ملامح الانحدار الثقافي والسياسي