نوري المالكي يسعى لتشكيل فصيل مسلح جديد.. تطمينات متبادلة مع سوريا
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
يسعى رئيس الوزراء العراقي الأسبق ورئيس ائتلاف "دولة القانون"، نوري المالكي، لتشكيل فصيل مسلح جديد تحت مسمى "أبناء الدولة" وذلك بهدف "حماية البلاد من أي خطر مستقبلي"، وذلك في ضوء التحوّلات التي شهدتها سوريا مؤخرا.
ويأتي تحرك المالكي "على خلفية الضغوط الدولية والإقليمية لتفكيك الفصائل المسلحة وحل الحشد الشعبي (مقربة من المالكي) ودمجه مع المؤسسات الأمنية، ما قد يجعل العراق مرشحا بعد سوريا لتغيير النظام أو استبدال الطبقة السياسية فيه من قبل قوى دولية وعلى رأسها الولايات المتحدة"، بحسب ما نقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن مصادر خاصة.
وأثارت زيارة الوفد الأمني العراقي الأيام الماضية إلى دمشق، ولقاؤه قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، انقساما بين القوى السياسية، واعتبرت مصادر في الفصائل المسلحة أن إرسال الوفد جاء بضغط دولي، وخاصة من قبل الولايات المتحدة التي تريد إعطاء الشرعية للإدارة الجديدة.
ورأت قوى سياسية أخرى أن لتلك الزيارة أهمية كبيرة، وأن "موقف الحكومة تجاه سوريا يختلف تماما عن موقف المقاومة العراقية، ولا سيما أننا ندرك أن المجموعات المسلحة المنقلبة على نظام بشار الأسد كانت إرهابية ومتورطة في دماء العراقيين ومدعومة حاليا من إسرائيل وأميركا، ولذا لا نتصالح معها، بل هي عدوة لنا"، بحسب ذات المصادر.
ومن المرجح أن يعطي "التحولات الجديدة الفرصة لانتعاش عصابات داعش من جديد ومحاولاتها دخول العراق، كون سوريا أصبحت مرتعاً للإرهاب، وأن عودة العمليات العسكرية للمقاومة ستكون في الوقت المناسب"، بحسب ما نقلت الصحيفة أيضا.
ويذكر أن وفد أمني رفيع المستوى بقيادة رئيس جهاز المخابرات العراقي، حميد الشطري وزار دمشق، والتقى الشرع، في حين صدرت بيانات عراقية رسمية أكدت أن الزيارة تهدف إلى "تأمين الحدود بين البلدين".
ونقلت الصحيفة اللبنانية عن "مصدر مقرب من الحكومة العراقية أن زيارة الشطري لها عدة أهداف، أبرزها التأكيد أن العراق ليس لديه موقف سلبي من الإدارة الجديدة ولا يريد أن يتدخل في الشأن السوري".
وأضافت "العراق لديه مخاوف من خطر عودة داعش والمجاميع المتشدّدة إلى أراضيه من جديد. ولهذا، أرسلت الحكومة وفدا أمنيا بحتا لغرض تأمين الحدود وإعطاء التطمينات للإدارة الجديدة بأن بغداد لن تسمح للفصائل المسلحة العراقية بالتدخل في شؤونها".
وأشارت إلى أن "الوفد أبلغ الإدارة الجديدة بخطورة بقاء إرهابيين في سجون تسيطر عليها قوات قسد، التي قد تستخدمها مستقبلاً ورقة ضغط لتهديد أمن المنطقة وخاصة سوريا والعراق، من أجل تحقيق مصالح معينة تخدمها في شمال سوريا وشرقها".
ومن ناحية أخرى، رأى القيادي في الإطار التنسيقي"، علي الموسوي، أن التواصل مع الإدارة السورية الجديدة هو "أمر في غاية الأهمية من أجل تأمين الحدود والتفاهم على ملفات مشتركة بين البلدين، وهذا الأمر يعكس حرص الحكومة العراقية على حماية البلد من التحولات الجديدة".
وأضاف الموسوي أن "الزيارة كانت خطوة في اتجاه تهدئة هواجس الطرفين اللذين يخشيان انفلات الوضع".
أما مدير مركز الرفد للدراسات السياسية، عباس الجبوري، فأعرب عن اعتقاده بأن "الزيارة تحمل رسائل عدة على المسارين السياسي والأمني، ولا سيما أن العراق مجبر على التماشي مع الواقع الحالي لسوريا"، محذرا من "التعامل بشكل مطلق مع الإدارة الجديدة، لأن تجربتها لم تنضج بعد، ولم توضح نظام حكمها: هل هو إسلامي متطرف أو ديموقراطي وطني؟ وهذا يحتاج إلى التأني والتعامل بحذر، خاصة أن الذين أسقطوا بشار كانوا سابقاً مع تنظيمَي القاعدة وداعش".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية العراقي نوري المالكي سوريا الشرع العراق سوريا نوري المالكي الشرع المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
محمد مصطفى أبو شامة: أحاديث إدارة سوريا الجديدة عن إسرائيل أمر مستغرب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد مصطفى أبو شامة مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، إنّ التطمينات من إدارة سوريا الجديدة جيدة، لكن دائرتها اتسعت وطالت الأعداء ومن يعتدي على الأرض السورية في اللحظة.
وأضاف أبو شامة، في لقاء ببرنامج "ملف اليوم"، الذي تقدمه الإعلامية داليا أبو عميرة، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ الأحاديث التي خردت من هذه الإدارة بخصوص إسرائيل التي تكتسب المزيد من الأراضي السورية كل يوم وتقتطعها لتضمها لصالحها وحسابها أمر مستغرب.
وتابع: "الإدارة السورية الجديدة وجهت العداء لإيران التي انسحبت بالكامل من سوريا"، مشيرًا، إلى أن تطمينات الإدارة السورية متضاربة ولا تعكس حالة منطقية بقدر الرغبة التي تحملها في كسب المزيد من الوقت.
وأوضح، أنّ ما حدث للسلطة في سوريا عملية "أدلبة"، أي أن أحمد الشرع أحضر معه كل فريق العمل الذي كان يعاونه في إدارة إدلب طوال السنوات الماضية، وكلفهم بكل المسؤوليات في سوريا، وهذا ينجح إذا كان في صدد تدريب فريق لكرة القدم أو يخرج فيلما سينمائيا، لكنه منطق لا يصلح لإدارة دولة بحجم التناقضات في سوريا.
وأكد، أن الشرع لو كان يسعى إلى تطمينات حقيقية لاستدعى الكثير من النخبة السورية والمثقفين السوريين للتشاور واللقاء كما يسعى للقاء ممثلي الدول الأجنبية والعربية.