كيف يسهم الفلفل الحار في تخفيف آلام الأعصاب المزمنة؟
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
منوعات
تُعرف آلام الأعصاب بكونها من أكثر الآلام صعوبة في العلاج، إذ تترك المصابين يعانون من إحساس دائم بالحرق أو الوخز الذي يعيق حياتهم اليومية. في خطوة مبتكرة وغير تقليدية، بحسب صحيفة تاغيس تسايتونغ الألمانية لجأ الأطباء إلى استخدام مادة الكابسيسين، المستخلصة من الفلفل الحار، كعلاج للألم.
بيد أنّ المفارقة المثيرة أن هذه المادة تُسبب ألمًا شديدًا عند استخدامها، لتثبت صحة القول المأثور: “الألم يُعالج بالألم”.
الكابسيسين هو المكون النشط في الفلفل الحار، وهو المسؤول عن الطعم الحارق الذي يشعر به من يتناوله. هذه المادة لا تقتصر على إثارة التذوق، بل لديها تأثيرات طبية عميقة، إذ تعمل على تحفيز الأعصاب الحسية في الجلد بشكل مكثف، ما يؤدي إلى “إرهاق” هذه الأعصاب وجعلها أقل حساسية للألم مع مرور الوقت.
كيف تعمل لاصقات الكابسيسين؟تعتمد هذه الطريقة على وضع لاصقة تحتوي على نسبة عالية من الكابسيسين (8%) على المنطقة المصابة بالألم العصبي لمدة تتراوح بين 30 و60 دقيقة. خلال هذا الوقت، يعاني المريض من إحساس حارق شديد يشبه وضع الفلفل الحار على جرح مفتوح. هذا الألم المؤقت يهدف إلى إرهاق الأعصاب الحسية المسؤولة عن نقل إشارات الألم إلى الدماغ.
أحد المرضى، الذي عانى من آلام عصبية شديدة لسنوات، وصف تجربته مع العلاج بالكابسيسين للصحيفة الألمانية بأنها “ألم لعلاج الألم”.
يقول المريض: “في البداية، شعرت وكأنني وضعت صلصة الفلفل الحار على جرح مفتوح. لكن بعد انتهاء الجلسة، بدأت ألاحظ تحسنًا كبيرًا في حدة الألم، واستطعت تقليل استخدامي للمسكنات.”
رغم الألم المؤقت الذي يسببه العلاج، إلا أن النتائج تبشر بتحسن طويل الأمد. تظهر الدراسات أن تأثير اللاصقات يمكن أن يستمر حتى ثلاثة أشهر، مع إمكانية تكرار العلاج عند الحاجة. ومن بين الفوائد الإضافية، تقليل الاعتماد على المسكنات التي غالبًا ما تكون ذات آثار جانبية كبيرة.
عقبات أمام انتشار العلاجرغم فعالية العلاج، إلا أنه ما زال غير شائع الاستخدام. يعزو الخبراء ذلك إلى نقص الوعي بهذه التقنية، بالإضافة إلى الحاجة إلى تجهيزات خاصة لإجراء الجلسات تحت إشراف طبي، نظرًا لأن الكابسيسين يمكن أن يرفع ضغط الدم أثناء الجلسة بسبب الألم الشديد الذي يسببه.
ويرى الخبراء أن هذا العلاج يعيد تعريف مفهوم علاج الألم، عبر استثمار خاصية الحرق الشديد في الفلفل الحار للتغلب على آلام مزمنة يصعب علاجها.
ورغم صعوبة التجربة في البداية، إلا أن نتائجها تعد بالكثير للمصابين الذين يعانون من آلام عصبية أثرت على حياتهم لسنوات طويلة. يبدو أن الفلفل الحار، المعروف بلسعته الحادة، قد أصبح حليفًا غير متوقع في رحلة تخفيف الألم.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الفلفل الحار
إقرأ أيضاً:
صدور الترجمة العربية لـ "سَارَا تحت الشَّمْس"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
صدرت حديثا الترجمة العربية لرواية "سَارَا تحت الشَّمْس"، للكاتبة البرازيلية كريس جودار عن صفصافة للنشر ، ونقلها إلى العربية المترجم السيد واصل.
تدور الرواية حول شخصيتين هما "آنّا" و"جوان". الأولى نهارية ومعاصرة، تسيطر عليها النزعة الاستهلاكية والضغوط الجمالية والسلوكية؛ والثانية كائن ليلي، تتأثر بمفاهيم الأجداد والحدس واللاواعي.
آنّا وجوان
يقول الناشر: "كلتاهما، آنّا وجوان، على وشك بلوغ الثامنة عشرة من العمر، ونحن نتابع قصصهما بالتوازي، شهرًا بعد شهر، حتى موعد عيد ميلادهما. لكن لا تنخدع، فهي أكثر من مجرد رواية لرحلة شابتين.
يضيف: "سارا تحت الشمس" هي رواية عن العنف والاضطهاد الديني وفقدان الحرية والحقوق، والأحلام وإعادة صياغة الأجساد، والتشكيك في الأدوار الاجتماعية من خلال لغة نابضة بالحياة وفريدة من نوعها. حيث تمتلك كريس جودار واحدة من أكثر الكتابات إثارة للتفكير في الأدب المعاصر.
كتاب شيق يبحث في آلام المرأة
وفي بعض المراجعات، وصفت الرواية بأنها: "كتاب شيق يبحث في آلام المرأة ومعاناتها في شتى المجالات. وخاصة اولئك النساء اللواتي يحدن عن العرف وجادة الحق..فتبدء معاناتهن في تحدي العرف والتقاليد".
الكاتبة
كريس جودار (ساو باولو، 29 مايو 1971)، كاتبة روايات وسيناريو وصحفية برازيلية، حاصلة على دراسات عليا في الصحافة الثقافية من معهد FAAP المتخصص في الصحافة، ومسجلة لنيل درجة الدكتوراه في الأدب من جامعة ساو باولو.
كتبت القصص المصورة "لينا"، و"أحمر، عايش". كتاب القصص المصورة "سيناريو لحياة قصيرة" (تنويه مشرف في جائزة مركز الدراسات العليا للأدب عام 2014). وصلت روايتها "ثمانية على سبعة" إلى نهائي جائزة جابوتي لعام 2018، وحازت على جائزة ساو باولو للأدب 2018. بيعت حقوق نشر وترجمة روايتها "سارا تحت الشمس" لدول مثل موزمبيق وإيطاليا والولايات المتحدة.