نشر موقع "دويتشه فيله" تقريرًا يتناول فيه أبرز التحديات الاقتصادية العالمية المتوقعة في سنة 2025، مشيرًا إلى تأثيرات سياسات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بالإضافة إلى الحروب التجارية وارتفاع الأسعار، وصولًا إلى القضايا المعقدة مثل الهجرة والنزاعات العسكرية.

واستعرض الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي 21"، أهم هذه التحديات الاقتصادية:

رئاسة دونالد ترامب الثانية
قال الموقع إنه من المرجح أن يكون عدم القدرة على التنبؤ هو العامل الرئيسي في توجيه الأحداث خلال سنة 2025 وما بعدها.

وسيكون كل ذلك تقريبًا على يد رجل واحد، وهو دونالد ترامب، الرئيس المنتخب لأكبر اقتصاد في العالم.

وأضاف الموقع أن سياسة "أمريكا أولاً" التي يتبعها ترامب ستتجاوز حدود بلاده بكثير. وستعيد أهواء ترامب تشكيل النظام العالمي كما نعرفه.

وأشار الموقع إلى أن الازدهار والعولمة والحروب البعيدة سيتم تحديدها إلى حد كبير في واشنطن العاصمة. وهذا ليس بالأمر الجديد، لكن ما هو جديد هذه المرة هو حالة عدم اليقين ومستوى الفوضى الذي قد يحيط بتلك القرارات.

وأفاد الموقع أن ترامب شكك في التعاون الدولي واستخف بالحلفاء وحلف الناتو. وقد تؤدي التحالفات التجارية الجديدة وأمريكا المنغلقة على نفسها إلى عواقب غير متوقعة. كما أن غياب القيادة الأمريكية الواضحة سيفتح المجال أمام دول مثل الصين والهند وروسيا لملء الفراغات العسكرية والسياسية والاقتصادية.


التعريفات الجمركية والحروب التجارية وارتفاع الأسعار
وتابع الموقع أن التعريفات الجمركية تثير قلق الشركات التي تحب التخطيط للمستقبل، مبينًا أن ترامب يشيد بالتعريفات باعتبارها وسيلة لمعاقبة الدول بسبب العجز التجاري؛ حيث قال في تشرين الأول/ أكتوبر: "كلمة تعريفة جمركية هي أجمل كلمة في القاموس".

وخلال حملة الانتخابات لسنة 2024، هدد ترامب بفرض تعريفة جمركية شاملة تتراوح بين 10-20 بالمائة على جميع السلع الواردة إلى الولايات المتحدة، ووصلت إلى 60 بالمائة على السلع الصينية اعتبارًا من أول يوم له في منصبه.

وذكر الكاتب أن ترامب قام مؤخرًا بتعديل ذلك ليشمل فرض تعريفة جمركية بنسبة 25 بالمائة على جميع السلع الواردة من المكسيك وكندا، في حين ستبلغ التعريفة على السلع الصينية 10 بالمائة فقط. وقد وعدت المكسيك بفرض تعريفة مضادة، بينما قد تقوم الصين بالمثل. وزار رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، ترامب في فلوريدا في محاولة لتجنب الأمر برمته.

بالنسبة للشركات التي تمتلك سلسلة توريد عالمية، فإن تصعيد التعريفات الجمركية سيكون خبرًا سيئًا. فهذه التعريفات ستضر بجيران أمريكا ومن المحتمل أن تؤدي إلى تفكيك اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، وهي اتفاقية التجارة الحرة التي تم التوصل إليها خلال الولاية الأولى لترامب في المنصب.

وقال الموقع إن هناك نحو 80 بالمائة من صادرات المكسيك وأكثر من 75 بالمائة من صادرات كندا تذهب في الوقت الحالي إلى الولايات المتحدة. ويأتي أكثر من نصف واردات أمريكا من الفواكه والخضروات من المكسيك، كما تستورد الولايات المتحدة الأخشاب والملايين من براميل النفط الخام يوميًا من كندا.

وفي النهاية، سيتضرر المتسوقون الأمريكيون من ارتفاع الأسعار وقد يواجهون نقصًا في البضائع، ويزعم البعض أن ترامب يستخدم تهديد التعريفات الجمركية كأداة للتفاوض، ولكن مثل هذا التهديد قد يؤدي إلى انتقام سريع ويتصاعد بسرعة إلى حرب تجارية عالمية.

الهجرة في جميع أنحاء العالم
ولفت الموقع إلى أن السلع لن تكون وحدها هي التي قد تواجه عقبات حقيقية؛ بل ستواجه الهجرة العالمية بشكل متزايد عقبات حقيقية؛ حيث يشعر القادة في جميع أنحاء العالم بالحاجة لإظهار أنهم يسيطرون على حدودهم من خلال اتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه المهاجرين، وهذا سيجعل العالم أقل انفتاحًا وحيوية.

وخلال حملة الانتخابات الأمريكية، وعد الجمهوريون بـ "تنفيذ أكبر عملية ترحيل في تاريخ أمريكا" في برنامج الحزب الجمهوري لسنة 2024، وهي فكرة تمسك بها ترامب.

بالإضافة إلى عمليات الترحيل واتخاذ إجراءات أكثر صرامة على طول الحدود مع المكسيك، تعهد في مقابلةٍ أجريت مع في بداية كانون الأول/ ديسمبر بإنهاء منح الجنسية التلقائية لأي شخص يولد في الولايات المتحدة.

وأفاد الموقع أن الرئيس الأمريكي يتمتع بسلطة كبيرة عندما يتعلق الأمر بالهجرة غير الشرعية، ولكن معظم مقترحاته ستنتهي في المحاكم، كما أن لديه القدرة على تعقيد عملية الهجرة القانونية من خلال وضع حد أقصى لعدد اللاجئين أو جعل الحصول على التأشيرات أو بطاقات الإقامة الدائمة "الجرين كارد" أكثر صعوبة.

وأشار الموقع إلى أن إبعاد المهاجرين - أو إعادتهم إلى أوطانهم - سيكون له تأثير غير مباشر على سوق العمل في البلاد. قد تُترك المحاصيل لتتعفن وقد يبدأ رواد الأعمال في إقامة مشاريعهم في دول أخرى.

وقال الموقع إن تشديد السيطرة على الحدود المكسيكية سيكون له تأثير على الأشخاص القادمين من أمريكا اللاتينية، وخاصة دول مثل كوبا وهايتي وفنزويلا.

واعتبر الموقع أن الولايات المتحدة ليست الوحيدة التي تشدد موقفها تجاه الهجرة. فقد تعهد الاتحاد الأوروبي بتكثيف الإجراءات ضد الهجرة غير الشرعية. وتحاول إيطاليا معالجة مشكلة اللاجئين في ألبانيا، كما ستكون الهجرة قضية كبيرة في الانتخابات المقبلة في ألمانيا.


الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط وخارجهما
ومع اقتراب سنة 2025، يشهد العالم عدة صراعات مسلحة. وقد تسببت هذه الحروب في دمار وكوارث إنسانية، كما أنها تكلف أموالاً كان يمكن استثمارها بطرق أكثر إنتاجية.

وذكر الموقع أن ترامب يزعم أنه سينهي حرب روسيا في أوكرانيا في غضون 24 ساعة. يمكنه حجب التمويل الأمريكي الذي حافظ على بقاء البلاد منذ غزوها قبل ثلاث سنوات. وبما أن الولايات المتحدة هي أكبر داعم لأوكرانيا، فقد يضغط ذلك على أوكرانيا للجلوس على طاولة المفاوضات.

وأضاف الموقع أن الحرب التي تشنها إسرائيل ضد حماس في غزة، والتي امتدت مؤخرًا إلى لبنان، ما تزال مستمرة وقد تتسع في المستقبل. وفي آسيا، تواصل الصين مطالباتها بتايوان، التي تخشى من غزو وشيك.

وعلى مدى عقود، ساعدت القيادة الأمريكية في تحقيق التوازن في الساحة العالمية. ولكن ترامب قد شكك في ذلك. إذا امتنعت أمريكا عن الدفاع عن حلفائها، فإن عقودًا من السياسات ستذهب سدى. وقد يشجع هذا النظام العالمي الجديد إيران أو كوريا الشمالية على اختبار حدود تحركاتهم العسكرية.

هل طفرة الذكاء الاصطناعي قادمة أخيراً؟
وأفاد الموقع أن إطلاق "شات جي بي تي" الخاص بشركة "أوبن إيه آي" في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 كان بمثابة بداية استخدام الذكاء الاصطناعي على نطاق أوسع. وبعد أسابيع قليلة، وصل عدد مستخدميه إلى 100 مليون مستخدم.

ومع ذلك، فقد كان الذكاء الاصطناعي بطيئًا في تغيير حياة العمال العاديين والشركات. كما يعد استخدام هذه التقنية في صناعة الأدوية أو دعم الدفاع العسكري مهمة صعبة. ويجب على الشركات وضع سياسات واضحة حول كيفية ومتى استخدام الذكاء الاصطناعي، وتشجيع موظفيها على الاستفادة منه.

ولمواكبة التطورات، يقوم مزودو الذكاء الاصطناعي بالاستثمار بشكل كبير في مراكز البيانات الضخمة. ولتشغيل هذه المراكز والحفاظ على برودتها، يحتاجون إلى كميات هائلة من الكهرباء. وتدعم شركة مايكروسوفت خططًا لإعادة تشغيل محطة للطاقة النووية في بنسلفانيا، بينما تراهن شركة غوغل على المفاعلات النووية الصغيرة لتوفير الطاقة لمراكز بياناتها.

واختتم الموقع تقريره بالتساؤل عما إذا كان سنة 2025 ستكون هي السنة التي يصبح فيها الذكاء الاصطناعي أخيرًا العامل المحوري الذي وعد به داعموه، مشددًا على أنه سيتعين على المستثمرين والمبدعين والمستخدمين الانتظار لمعرفة ما إذا كانت كل تلك الكهرباء تستحق العناء، أو يمكنهم ببساطة أن يسألوا "شات جي بي تي".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي التحديات الاقتصادية العالمية ترامب الحروب تحديات الاقتصاد العالمي الحروب ترامب المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التعریفات الجمرکیة الولایات المتحدة الذکاء الاصطناعی الموقع أن أن ترامب سنة 2025

إقرأ أيضاً:

تقدير إسرائيلي باستبعاد مهاجمة إيران مع استمرار المفاوضات مع الولايات المتحدة

تتزايد التقديرات الاسرائيلية أن الاتفاق النووي الأمريكي الإيراني أقرب من أي وقت مضى، والآن بالذات، تحتاج "إسرائيل" التي تظل أيديها مُقيّدة فيما يتعلق بالنشاط في إيران حتى نهاية العملية، للحفاظ على التنسيق الوثيق مع إدارة الرئيس دونالد ترامب من أجل تحقيق الهدف المشترك، وهو منع إيران من امتلاك القدرة النووية.

وأكد الجنرال تسفيكا حايموفيتش، قائد مديرية الدفاع الجوي السابق، أن "هذا هو الوقت المناسب لوضع كل الخلاف والانقسام داخل الاسرائيليين خارج السياج العسكري، لأن المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع إيران التي بدأتها الولايات المتحدة خطوة متوقعة في ضوء تصريحات ترامب حتى قبل عودته للبيت الأبيض في يناير، وقدم فيها نفسه كـ"رئيس سلام". 

وأضاف حايموفيتش، في مقال نشره موقع "واللا" وترجمته "عربي21" أن المفاوضات مع إيران سبقتها عملية مماثلة فيما يتصل بالحرب بين روسيا وأوكرانيا، وستستمر مع الحرب في غزة، قائلا: "حتى لا نتفاجأ عندما تأتي، وفي نهاية العملية مع إيران، لا ينبغي لإسرائيل أن تبقى عند نفس النقطة، وسيتعين على إيران أن تكون خالية من القدرات النووية التي تهددها".

وأشار إلى أنه "بغض النظر عن طبيعة الاتفاق المرتقب الأمريكي الإيراني، فسوف يتعين تحسينه مقارنة بالاتفاق السابق، والالتزام بنقل اليورانيوم المخصب لدولة ثالثة خاضعة للإشراف، ووقف مشروع الصواريخ، وما يسمى بمجموعة الأسلحة، والسيطرة والإشراف الحقيقي على منشآتها، وتحرك عسكري ركّزته الولايات المتحدة على مسافة قريبة منها، بجانب إظهار الجدية ضد الحوثيين، وكلها أسواط وضعتها واشنطن على طاولة المفاوضات، وهو تهديد موثوق وقوي". 

وأكد أنه "سواء استمرت العملية ستة أسابيع أو أكثر، فإيران تريد شراء الوقت، والولايات المتحدة تريد الوفاء بالموعد النهائي الذي حدده ترامب، فستكون مصحوبة بارتفاعات وانخفاضات، وتقارب وأزمات مفتعلة، وتهديدات وتسريبات، وربما تؤدي حتى لتفعيل إيران المتحكم به لوكلائها في المنطقة، وليس الحوثيين فقط، هذا هو السوط الإيراني، ولهذا، ويجب على إسرائيل أن تكون مستعدة وجاهزة".

وأوضح أن "الإعلان الاسرائيلي خلال الأيام الماضية عن نوايا مهاجمة المنشآت النووية، التي أوقفها ترامب مثال واضح على التهديدات والتسريبات خلال المفاوضات، وهذه المرة يبدو أن التقرير المسرّب يخدم فعليا المصلحة الأميركية في المفاوضات مع إيران".

وأضاف أن "الأكيد أنه خلال المفاوضات ستُمنع إسرائيل من أي هجوم أو تحرك ضد إيران، ويجب عليها تجنّب التصريحات التي لا معنى لها، مثل "نموذج ليبيا" الذي سارع المبعوث ستيف ويتكوف للتوضيح أنه غير مطروح على الطاولة، وتركيز جهوده مع الولايات المتحدة، والتأكد من الحفاظ على المبادئ الإسرائيلية، وتعزيز التنسيق والاتصال معها فيما يتعلق بالنشاط العسكري، سواء التدريبات أو المساعدة غير المباشرة للعدوان على اليمن، والحفاظ على مستوى عالٍ من الجاهزية العسكرية، وتحسينها باستمرار، الدفاعية والهجومية". 

وأوضح أن "المفاوضات التي تقوم بها الولايات المتحدة مع إيران ليست منفصلة عن العمليات الإقليمية الأخرى التي تؤثر عليها بشكل مباشر، وسأذكر بعضها فقط: التطبيع مع السعودية حيث ستكون زيارة ترامب الشهر المقبل ذات أهمية كبيرة، وانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وما إذا كانت تركيا ستستغل ذلك لتعميق تغلغلها فيها، ونزع سلاح حزب الله من قبل الحكومة اللبنانية".

وأضاف أن "العمليات الداخلية في إسرائيل سيكون لها تأثير بعيد المدى، وهذا ليس الوقت المناسب لإلحاق الضرر بقدرات الجيش الإسرائيلي أو أي من الأجهزة الأمنية الأخرى، مما يستدعي وضع كل الخلافات والانقسامات خارج السياج العسكري، وإلا فإن إسرائيل سوف تضيع فرصة تاريخية بسبب الصراعات الداخلية بين أقطابها، لأنها تواجه عدداً من عمليات التغيير الاستراتيجي التي تحمل إمكانات كبيرة لإحداث تغيير كبير في منطقة الشرق الأوسط بأكملها".

مقالات مشابهة

  • (كير): الولايات المتحدة ترتكب ابشع جرائم حرب في اليمن
  • ترامب: الولايات المتحدة ستجني إيرادات ضخمة من الرسوم الجمركية المفروضة
  • لاحتواء الطموحات الصينية.. الولايات المتحدة تسعى لاتفاق نووي مزدوج مع طهران والرياض
  • شعبية ترامب تتراجع في الولايات المتحدة بعد 100 يوم من تنصيبه
  • شركات أدوية عالمية تتسابق للاستثمار في أمريكا قبيل إعلان "رسوم ترامب الدوائية"
  • هل انسحاب الولايات المتحدة من سوريا خدعة جديدة؟
  • تقدير إسرائيلي باستبعاد مهاجمة إيران مع استمرار المفاوضات مع الولايات المتحدة
  • ترامب:الولايات المتحدة لا تستطيع توفير محاكمة لكل مهاجر غير شرعي قبل ترحيله
  • طائرة بوينغ تعود إلى الولايات المتحدة من الصين بسبب حرب ترامب الجمركية
  • هل ستنسحب الولايات المتحدة من محادثات أوكرانيا وروسيا ؟