قررت كوريا الشمالية إطلاق "أشد" إستراتيجية لها على الإطلاق لمواجهة الولايات المتحدة، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية عن اجتماع حزبي مهم في نهاية العام أشرف عليه الزعيم كيم جونغ أون ووجه من خلاله رسائل "للأعداء".

وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية في تقرير مطول اليوم الأحد أن الدولة المسلحة نوويًا عقدت الاجتماع العام السنوي للجنة المركزية لحزب العمال الكوري الحاكم لمدة 5 أيام الأسبوع الماضي كجزء من حملة لرسم مسار البلاد لعام 2025.

وقال التقرير "إن الولايات المتحدة هي الدولة الأكثر رجعية التي تعتبر معاداة الشيوعية سياسة دولة ثابتة"، وفق تعبيره.

وانتقدت بيونغ يانغ العلاقات المتنامية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان، قائلة إنها "توسعت إلى كتلة عسكرية نووية عدوانية". وقالت أيضًا إن كوريا الجنوبية "تحولت إلى موقع متقدم معاد للشيوعية".

وأوضحت وكالة الأنباء المركزية الكورية "أن هذا الواقع يظهر بوضوح الاتجاه الذي يجب أن نتقدم فيه وما يجب أن نفعله وكيف".

وعلى هذه الخلفية، أوضح خطاب كيم أمام كبار المسؤولين "إستراتيجية أقوى عمل مضاد للولايات المتحدة يتم إطلاقه بقوة"، وفقًا للتقرير دون تقديم تفاصيل.

من لقاء ترامب (يمين) والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في سنغافورة يونيو/حزيران 2018 (وكالة الأنباء الأوروبية)

ويأتي التصعيد باللهجة ضد الولايات المتحدة قبل نحو شهر على تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه رسميا في 20 يناير/كانون الأول المقبل.

إعلان

كما أمر كيم خلال الاجتماع نفسه بتطوير التكتيكات الحربية لتلبية متطلبات الحروب الحديثة ومحاولات الحروب المتغيرة من قبل "الأعداء"، داعيا أيضا إلى استمرار تحسين قدرات الجيش الحربية، وفقا للوكالة الكورية.

وخلال الجلسة، تم تعيين باك ثاي-سونج، وهو أمين الحزب، رئيسا للوزراء، ليحل محل سلفه كيم توك-هون.

واستعرض الاجتماع الاستجابة للفيضانات الواسعة النطاق في وقت سابق من هذا العام، وشمل أيضًا تعهدًا بتعزيز العلاقات مع الدول "الصديقة".

وعادة ما تستخدم بيونغ يانغ مثل هذه الاجتماعات الحزبية، وخطابات كيم أمام المسؤولين، لإصدار إعلانات سياسية رئيسية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

بلومبيرغ: أميركا ترامب تتجه للانكفاء بأسرع مما كان يُخشى

بعد مرور 100 يوم فقط على بدء الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، تُظهر تحركات البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تسير نحو الانغلاق والانفصال عن النظام الدولي بسرعة تفوق التوقعات، وفق مقال رأي نُشر في وكالة بلومبيرغ للكاتب أندرياس كلوت.

ويقول الكاتب إن كثيرين كانوا يأملون بأن يكون خطاب ترامب تجاه العالم مجرد "مبالغات انتخابية"، أو "استفزازات لغوية"، لكن الواقع الحالي يكشف عن تحول جوهري في السياسة الخارجية الأميركية، من دورها التقليدي كقائد دولي إلى فاعل متقلب، منعزل، وأحيانا عدائي.

تقليص حاد للوجود الدبلوماسي

ومن أبرز مؤشرات هذا التحول، بحسب بلومبيرغ، خطط الإدارة الأميركية لخفض ميزانية وزارة الخارجية إلى النصف خلال العام المالي القادم.

ووفقا لمذكرة داخلية، فإن ذلك سيؤدي إلى إغلاق أو تقليص حجم 10 سفارات و17 قنصلية، بينها 6 سفارات في أفريقيا، بالتزامن مع تصاعد النفوذ الروسي والصيني في القارة السمراء.

الوكالة الأميركية للتنمية الدولية توقفت عن تقديم خدماتها مع استلام ترامب الحكم (أسوشيتد برس)

وفي السياق نفسه، جرى تفكيك إذاعة صوت أميركا وراديو أوروبا الحرة وراديو آسيا الحرة، مما أدى إلى غياب الصوت الأميركي من المشهد الإعلامي الدولي، خاصة في مناطق النزاع والاضطرابات.

إعلان

كما توقفت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عن تقديم المساعدات في أعقاب الزلازل والكوارث، بما في ذلك في ميانمار، بينما تراجعت التمويلات المخصصة للصحة العالمية والمساعدات الإنسانية والمؤسسات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة وحلف الناتو.

انسحاب من الاتفاقيات والمهمات الدولية

وأعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، مما أبعد واشنطن عن جهود التفاوض على اتفاقية دولية جديدة لمواجهة الأوبئة، وهي خطوة أثارت مخاوف كبيرة في أوساط الصحة العالمية.

كما تم إلغاء تمويل الولايات المتحدة لمهام حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بالكامل، مما يُضعف المشاركة الأميركية في دعم الاستقرار في مناطق الصراع، بحسب كلوت.

أما في ما يتعلق بالتغير المناخي، فقد وصف التقرير موقف إدارة ترامب بأنه تجاهل تام للمسؤولية الدولية، مشيرا إلى أن الملف لم يعد مطروحا على طاولة السياسة الأميركية.

تشكيك في تحالفات ما بعد الحرب العالمية الثانية

يشير المقال إلى أن ترامب حوّل حلف شمال الأطلسي (الناتو) من منظومة أمنية إلى ما يشبه "نظام الحماية المدفوعة"، بعد أن ربط التزامات الدفاع الأميركي بمدى إنفاق الدول الأعضاء على جيوشها، وطرح شروطا متقلبة (2% أو 5% من الناتج المحلي الإجمالي).

الأخطر من ذلك، بحسب بلومبيرغ، أن ترامب يفكر في التخلي عن تعيين أميركي في منصب القائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا "إس إيه سي إي يو آر" (SACEUR)، وهو المنصب الذي شغله جنرالات أميركيون منذ عهد دوايت آيزنهاور.

والتخلي عن هذا المنصب لصالح أوروبي أو كندي، سيطرح تساؤلات قانونية بشأن صلاحيات القيادة، وسيُعد بمثابة ابتعاد رمزي كبير عن الناتو، وقد يُفسَّر في موسكو على أنه تراجع في مصداقية الردع الأميركي.

ترامب حوّل حلف الناتو من منظومة أمنية إلى ما يشبه "نظام الحماية المدفوعة" (أسوشيتد برس) انهيار تدريجي للنظام الدولي

ويرى الكاتب أن كل هذه التحركات تشير إلى أن ترامب لا يدرك أو لا يقدّر المبادئ التي شكلت السياسة الخارجية الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية، والتي قامت على تأسيس المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية، بهدف حفظ السلام وتعزيز الازدهار.

إعلان

ويضيف الكاتب، محذرا من أن ما يُعرف بـ"السلام الأميركي" (Pax Americana)، الذي وفّر للدول فرصة النمو في ظل قيادة قوة عظمى متسامحة، قد أصبح من الماضي: "ترامب لا يرى لا فائدة في النظام الدولي، ولا بنفسه كجزء منه"، فهل نحن على أعتاب فوضى عالمية؟

وفي خاتمة التقرير، يحذّر الكاتب من أن تحول واشنطن إلى فاعل دولي مهمل أو حتى عدائي، يُنذر بمرحلة من الانحدار الجيوسياسي الخطير. وإذا استمرت هذه السياسات، قد نرى الولايات المتحدة تنسحب من أو تهدد السلم الدولي، لا تحافظ عليه.

"وداعا للقرن الأميركي.. ومرحبا بعصر الفوضى"، يكتب كلوت، في تلخيص قاتم لواقع السياسة الأميركية الجديدة تحت قيادة ترامب.

مقالات مشابهة

  • محافظ دمشق يعقد اجتماعاً موسعاً مع مديري المديريات المركزية في المحافظة
  • شراكة سعودية - مصرية إستراتيجية ومنتدى استثماري مرتقب
  • بلومبيرغ: أميركا ترامب تتجه للانكفاء بأسرع مما كان يُخشى
  • برلماني يستعرض المناقشة العامة بشأن إستراتيجية تطوير واستغلال الأصول العقارية لقطاع الأعمال العام
  • كوريا تطلق رابع قمر اصطناعي للاستطلاع العسكري
  • كوريا الجنوبية تبدي تفاؤلاً حيال محادثات التجارة مع أميركا
  • وول ستريت جورنال: أميركا أمة في حالة استسلام
  • وزير السياحة والآثار يوجه 3 رسائل لضبط تجربة زيارة الأهرامات .. صور
  •  لهذا السبب.. تعليق الرحلات الجوية لـ«سلاح الجو» في كوريا الجنوبية!
  • صعود تركيا يثير مخاوف إسرائيل! عميل في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية يصف أنقرة بأنها “أخطر الأطراف”