خبيران: إطلاق صواريخ من شمال غزة يؤكد فشل إسرائيل في إخضاع المقاومة
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
قال خبيران عسكريان إن إطلاق صواريخ من بيت حانون شمالي قطاع غزة باتجاه مدينة القدس المحتلة يعكس فشل إسرائيل في القضاء على قدرات المقاومة، وينغص على جيش الاحتلال شعوره بالنصر.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس السبت اعتراض صاروخين أطلقا من شمال قطاع غزة بعدما دوّت صفارات الإنذار في القدس المحتلة وجنوب إسرائيل.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الصواريخ أطلقت من مسافة قريبة من مكان تمركز الجنود الإسرائيليين في بيت حانون.
وتمثل العملية مفاجأة لإسرائيل ليس فقط لأنها حدثت بعد نحو 15 شهرا من الحرب المدمرة، وإنما لأنها خرجت من بيت حانون التي بها 3 ألوية إسرائيلية من أجل تدميرها، حسبما يقول الخبير العسكري العميد إلياس حنا.
وفي تحليل للمشهد العسكري بالقطاع، قال حنا إن إطلاق هذه الصواريخ "يعطي إشارات مهمة، لأنه تزامن مع وجود قوة إسرائيلية كبيرة في القطاع، وفي وقت يجري فيه التفاوض بشأن الأسرى، ويتواصل فيه إطلاق الصواريخ من اليمن أيضا".
وتؤكد العملية أن إسرائيل لم تنتصر وأن المقاومة لم تهزم -برأي حنا- لأن الصواريخ أطلقت من بيت حانون التي دمر الاحتلال 3500 منزل فيها، ولا يزال يخوض عملية تدمير أوسع فيها وفي شمال القطاع كله.
إعلان
إسرائيل لم تنتصر والمقاومة لم تهزم
ولن تنهي هذه الضربات الحرب، لكن الخبير العسكري يقول إنها "تحرج إسرائيل وتؤكد لها أن المقاومة لا تزال موجودة وقادرة على الضغط".
بدوره، قال الخبير العسكري اللواء محمد الصمادي إن هذه العملية تؤكد غياب الحسم العملياتي من جانب إسرائيل، وتبعث برسالة قوية لجيش الاحتلال والداخل الإسرائيلي، "خصوصا اليمين المتطرف"، بأن المقاومة لا تزال قادرة على العمل.
كما تعكس العملية -حسب الصمادي- أن الأنفاق لا تزال تعمل بكفاءة في مواجهة جيش مزود بأحدث الأسلحة ويحظى بدعم دولي واسع، ولديه 4 فرق عسكرية تعمل بالقطاع.
ورغم تحقيق جيش الاحتلال مكاسب تكتيكية من تدمير القطاع وقتل عدد كبير من سكانه وتهجير سكان أجزاء كبيرة منه، فإنه يحتاج إلى كثير من الوقت والقوة لكي يتمكن من تحقيق هدفه الأساسي المتمثل في القضاء على المقاومة، حسب الصمادي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
وَهم القضاء على المقاومة.. اغتيال قيادات "حماس" سياسة إجرامية هدفها الانتقام
◄ إسرائيل تراهن على الاغتيالات للقضاء على المقاومة الفلسطينية
◄ "حماس": جرائم الاحتلال لن تثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة درب المقاومة
◄ استشهاد إسماعيل برهوم بقصف لمستشفى ناصر أثناء تلقي العلاج
◄ اغتيال صلاح البردويل وهو يصلي في خيمته بخان يونس
◄ ارتفاع عدد شهداء غزة إلى أكثر من 50 ألف شهيد
◄ الأوضاع في غزة تتجه نحو مزيد من التدهور بسبب الحصار الإسرائيلي الشامل
◄ حجازي: عودة إسرائيل لسياسة الاغتيالات تؤثر على جهود استئناف الهدنة
◄ مصر تقدم مقترحًا جديدًا لاستعادة وقف إطلاق النار
◄ "حماس" وأمريكا توفقان على مقترح القاهرة
الرؤية- غرفة الأخبار
منذ انقلاب الاحتلال الإسرائيلي على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، باتت وتيرة الاستهدافات الإسرائيلية لكافة مناطق القطاع متصاعدة؛ إذ لم يفرق جيش الاحتلال بين خيم النازحين أو مساكن المدنيين أو حتى المستشفيات والسيارات المتحركة والمتوقفة.
وتضمنت سياسة الضغط العسكري الأخيرة التي تنتهجها إسرائيل التركيز على استهداف قادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ظنا منها أنه باغتيال قادة حماس يمكن القضاء على المقاومة الفلسطينية.
ومنذ عودة حرب الإبادة الجماعية مرة أخرى بعد الانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، اغتال جيش الاحتلال كلا من: محمد الجماصي "أبو عبيدة الجماصي" عضو بالمكتب السياسي للحركة، وصلاح البردويل عضو المكتب السياسي بالحركة، وعصام الدعاليس رئيس متابعة العمل الحكومي وعضو المكتب السياسي للحركة.
وكان آخر القيادات التي تمكنت إسرائيل من اغتيالها إسماعيل برهوم عضو المكتب السياسي في قطاع غزة، وذلك إثر قصف إسرائيلي لأحد أقسام مستشفى ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
ووفقا لتقرير نشرته وكالة "بلومبرج"، فقد اغتالت إسرائيل 11 شخصا ضمن المكتب السياسي للحركة والمكون من 20 شخصا.
وقالت حركة حماس إن "جرائم الاحتلال لن تثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة درب المقاومة والجهاد حتى التحرير والعودة".
ويرى عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية ووزير الخارجية الأسبق، السفير محمد حجازي، أن عودة إسرائيل لسياسة الاغتيالات ضمن أقصى درجات الضغط على "حماس" ستؤثر على جهود استئناف الهدنة، ما سيزيد العنف والصراع بالمنطقة.
ولفت حجازي- في تصريحات صحفية- إلى أن قيادات حماس جزء من مئات قُتلوا منذ استئناف الحرب الإسرائيلية، ومن ثم يمتد التأثير إلى أعداد كبيرة، ما يستدعي تسريع سبل تحرك الوسطاء لوقف إطلاق النار مجدداً.
وفي ظل هذه التطورات، قال مصدران أمنيان لرويترز إن مصر قدمت مقترحا جديدا يهدف إلى استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ويأتي المقترح، الذي قال المصدران إن القاهرة طرحته قبل أيام، متضمنا أن تطلق حماس سراح 5 رهائن إسرائيليين أسبوعيا على أن تبدأ إسرائيل تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بعد الأسبوع الأول. وذكر المصدران أن المقترح المصري يتضمن أيضا جدولا زمنيا لانسحاب إسرائيل الكامل من غزة، بدعم من ضمانات أمريكية، مقابل إطلاق سراح الرهائن.
وقال المصدران إن الولايات المتحدة وحماس وافقتا على الاقتراح لكن إسرائيل لم ترد بعد. ولم يؤكد مسؤول في حركة حماس الخطة المقترحة لكنه قال لرويترز "عدة مقترحات يجري نقاشها الآن مع الوسطاء لجسر الهوة والعمل على استئناف المفاوضات والوصول إلى نقطة متفق عليها تمهد للدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق".
وكان المدير العام بوزارة الصحة الدكتور منير البرش قد قال إن إجمالي عدد الشهداء جراء حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة بلغ 50 ألفا و21 شهيدا، في حين بلغ عدد الجرحى 113 ألفا و274 مصابا.
وأشار الدكتور البرش إلى أن من بين الشهداء 15 ألفا و613 طفلا، منهم 872 رضيعا لم يكملوا عامهم الأول، إضافة إلى 247 طفلا ولدوا واستشهدوا خلال العدوان، كما أوضح أن نحو 7% من إجمالي سكان القطاع باتوا بين شهيد وجريح بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر.
وفيما يخص المصابين، أكد مدير عام وزارة الصحة أن أكثر من 25 ألف مواطن منهم بحاجة إلى تأهيل وعلاج طويل المدى، في حين بلغ عدد حالات البتر نحو 4700 حالة، من بينهم 850 طفلا.
وأضاف أن الأوضاع بغزة تتجه نحو مزيد من التدهور في ظل استمرار الإغلاق والحصار الشامل الذي تفرضه قوات الاحتلال، وهذا أدى إلى انهيار المنظومة الصحية وعجز المستشفيات عن التعامل مع الأعداد الهائلة من الإصابات، وسط نقص حاد بالتجهيزات والمستلزمات الطبية مع تصاعد العدوان الإسرائيلي.