مرسيدس تطور طلاء شمسيا ثوريا للسيارات الكهربائية
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
#سواليف
تعمل شركة #مرسيدس بينز على تطوير طلاء_شمسي جديد يمكنه #توليد_الكهرباء لتشغيل #المركبات_الكهربائية، فيما يعد خطوة كبيرة نحو تحسين كفاءة الطاقة في صناعة السيارات.
ويهدف هذا الطلاء إلى إحداث ثورة في تقنيات الطاقة المتجددة، مع توفير طريقة مبتكرة لزيادة المدى الكهربائي للمركبات وتقليل الاعتماد على الشحن التقليدي.
ويتميز الطلاء الشمسي الجديد بسماكة تبلغ 5 ميكرومتر فقط، أقل من سمك شعرة الإنسان، ويغطي 11 مترا مربعا من سطح السيارة. ويمكن للطلاء الذي يتكون من خلايا شمسية مبتكر توليد طاقة تكفي للسماح للسيارة بالتحرك لمسافة تصل إلى 7456 ميلا (12000 كيلومتر) سنويا في الظروف المثالية.
مقالات ذات صلة مؤيد بارز لنظرية الأرض المسطحة يواجه الحقيقة الصادمة في القطب الجنوبي 2024/12/28ويعتمد الطلاء على جسيمات نانوية تسمح بمرور 94% من الطاقة الشمسية، ويزن 50 غراما لكل متر مربع، ما يجعله خفيفا وفعالا.
وأوضحت مرسيدس بينز أن الخلايا الشمسية في الطلاء تتمتع بكفاءة عالية تصل إلى 20%. ويتم استخدام الطاقة المولدة من هذه الخلايا لتشغيل المركبة أو لتغذية البطارية ذات الجهد العالي، كما أن النظام يظل نشطا حتى عندما تكون السيارة متوقفة، ما يتيح توليد الطاقة بشكل مستمر ويساعد في تقليل الحاجة إلى الشحن الخارجي.
وتعتمد كمية الطاقة التي يتم توليدها على مستويات الظل وكثافة أشعة الشمس والموقع الجغرافي. وفي شتوتغارت الألمانية، على سبيل المثال، يمكن للطلاء توفير 62% من الطاقة اللازمة للقيادة اليومية (51.5 كيلومتر في المتوسط). أما في مدن مشمسة مثل لوس أنجلوس، يمكن للطلاء الشمسي توفير 100% من احتياجات القيادة اليومية، بالإضافة إلى إمكانية تغذية الفائض من الطاقة إلى شبكة المنزل عبر الشحن ثنائي الاتجاه.
وقال فريق البحث إن الطلاء الشمسي يتميز أيضا بأنه خالي من السيليكون والعناصر الأرضية النادرة، ويعتمد على مواد خام غير سامة ومتوفرة بسهولة. كما أنه سهل إعادة التدوير وأرخص بكثير في الإنتاج مقارنة بالوحدات الشمسية التقليدية، ما يجعله حلا اقتصاديا ومستداما.
وقال ماركوس شيفر، عضو مجلس إدارة مجموعة مرسيدس بينز: “نحن نعمل على تطوير مجال السيارات منذ ما يقرب من 140 عاما بتقنيات رائدة. بالنسبة لنا، لا يكون الابتكار منطقيا إلا إذا قدم لعملائنا قيمة مضافة حقيقية. لهذا السبب نواصل تطوير تقنيات مبتكرة”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف مرسيدس توليد الكهرباء المركبات الكهربائية
إقرأ أيضاً:
صراع السيارات الكهربائية
في خضم التحولات الكبرى التي تشهدها صناعة السيارات الكهربائية، تبرز المنافسة العالمية بين أوروبا والصين كأحد أكثر القضايا الاقتصادية المعاصرة إثارة. هذا التنافس لم يعد صراع صناعي بقدر ما هو مواجهة استراتيجية تمس بنية الاقتصاد العالمي نفسه. ففي ظل القرارات الأخيرة التي اتخذها الاتحاد الأوروبي بفرض تعريفات مؤقتة تصل إلى 38% على السيارات الكهربائية الصينية، إلى جانب الرسوم البالغة 10% التي فُرضت في السابق، تتصاعد حدة التوتر بين القوتين في الأسواق الأوروبية، بينما تبقى الأسواق الأخرى، بما فيها العربية، أمام مفترق طرق، تتطلّع إلى دور أعمق في هذه المعركة التي يمكن استغلالها لخلق فرص اقتصادية وتنموية واعدة.
الصين، التي استطاعت بناء سلسلة إمدادات متكاملة لصناعة البطاريات، تمكّنت عبر آليات الدعم الحكومي واسع النطاق من تحويل سوقها المحلي إلى أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم، لتجمع بين التفوق التكنولوجي والتكلفة المُنخفضة. بينما على النقيض، تواجه الشركات الأوروبية صعوبة في تحقيق تنافسية اقتصادية وصناعية مُماثلة، وهو ما دفعها إلى الضغط على حكوماتها لاتخاذ إجراءات حمائية، في محاولة لإبطاء الامتداد الصيني في الأسواق الأوروبية. إلا أنه ومع ذلك، فإن هذه الإجراءات قد لا تكون حلاً مستداماً، إذ من المتوقع أن تسعى الصين نحو توسيع حصتها في الأسواق الخارجية، بما في ذلك الأسواق الناشئة، التي تُعد ذات أهمية استراتيجية لكل من الطرفين.
وبموازاة هذه التحولات، تبرز فرص حقيقية للعالم العربي، الذي يُمكنه توظيف هذه المنافسة العالمية لصالحه عبر جذب استثمارات ضخمة في قطاع السيارات الكهربائية، لاسيما في مجال تصنيع البطاريات وإنتاج المعادن النادرة المستخدمة في هذه الصناعة. يمكن لهذه الاستثمارات أن تحقق للعالم العربي نقلة نوعية، عبر خفض الاعتماد على إيرادات النفط، وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام. وبما أن السيارات الكهربائية تمثل خطوة نحو الحد من الانبعاثات الكربونية وتحسين جودة الهواء، فإن تبنيها بشكل واسع قد يساهم في مواجهة التحديات البيئية وخفض البصمة الكربونية للمنطقة.
لكن، وكما أن هذه الفرص مُغرية، فهي تتطلب استعداداً ضخماً لمواجهة تحديات عدة. فالتحول نحو السيارات الكهربائية لا يمكن أن يحدث من دون بنية تحتية متكاملة تشمل شبكات كهرباء متقدمة ومحطات شحن متوفرة في مختلف المناطق، وهو ما يستدعي استثمارات مالية ضخمة، وتخطيط استراتيجي طويل الأمد. إضافة إلى ذلك، يجب على الدول العربية التفكير في كيفية جعل السيارات الكهربائية متاحة لفئات أوسع من المواطنين، في ظل ارتفاع تكاليف اقتنائها حالياً. وهذا التحدي يتطلب سياسات تضمن تحفيز السوق المحلي، وتعزيز الوعي المجتمعي حول الفوائد البيئية والاقتصادية للسيارات الكهربائية، وسبل استخدامها بشكل فعال.
ومن المهم أن تتبنى الحكومات العربية رؤية أكثر شمولية، لتستفيد من التنافس الصيني الأوروبي وتضع إطار واضح للتعاون مع الشركات الكبرى التي تتطلع إلى تأسيس مراكز إنتاج في المنطقة. ويجب أن تشمل هذه الرؤية على كيفية تطوير شراكات استراتيجية مع الجهات الأجنبية لتعزيز القدرات المحلية في مجالات التصنيع والتكنولوجيا، وتوجيه استثمارات القطاع الخاص نحو تطوير قطاع السيارات الكهربائية وتوفير فرص عمل جديدة.
إضافة إلى ذلك، لا بد من إدراك التحولات العالمية نحو الاقتصاد الأخضر، وهو ما يستدعي من الدول العربية التخلي تدريجياً عن الاعتماد الكلي على موارد الطاقة التقليدية، ودعم استراتيجيات التنويع الاقتصادي من خلال استغلال الطاقات المتجددة والسيارات الكهربائية. فمثل هذا التوجه سيعزز من استقلالية الدول العربية في مجال الطاقة، ويسهم في الحد من التبعات البيئية السلبية، ويوفر قاعدة قوية للنمو المستدام.
بناءً على كل هذه المعطيات، يمكن القول بأن العالم العربي يقف اليوم أمام لحظة مفصلية، حيث يستطيع استثمار الصراع الاقتصادي بين أوروبا والصين كفرصة لتحقيق قفزة تنموية واستراتيجية، تعزز من مكانته الاقتصادية على الساحة الدولية. هذا المسار يتطلب تعاون وثيق بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، لتطوير سياسات جريئة تضع المستقبل البيئي والاقتصادي في مقدمة الأولويات، وتسهم في خلق بنية اقتصادية أكثر استدامة واستقلالية.