سواليف:
2025-02-07@02:52:22 GMT

إيران والعرب: صراع مستمر بين الهيمنة والمقاومة

تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT

#سواليف

#إيران و #العرب: #صراع_مستمر بين #الهيمنة و #المقاومة

بقلم : ا د محمد تركي بني سلامة

منذ فجر الإسلام، وبالتحديد مع معركة القادسية الأولى، حملت العلاقة بين العرب والفرس طابعاً مشحوناً بالتوتر والعداء. تلك المعركة التي جسدت صراعاً حضارياً وانتصاراً عربياً حاسماً على الإمبراطورية الفارسية، لم تكن مجرد حدث عسكري بل شكلت بداية لمواجهة تاريخية.

حتى بعد دخول الفرس الإسلام، لم تتغير نظرتهم للعرب؛ فالإسلام لم يكن كافياً لتهذيب إرث العداء التاريخي المتجذر في العقلية الفارسية تجاه العرب.

مقالات ذات صلة تحطم طائرة على متنها 181 شخصاً في كوريا الجنوبية 2024/12/29

وفي العصر الحديث، كرّست إيران نفسها، في عهد الشاه، كشرطي المنطقة، مهددةً أمن دولها واستقرارها. كانت تسعى إلى فرض سطوتها الإقليمية، مستغلة الدعم الغربي ودورها كحليف استراتيجي للولايات المتحدة في مواجهة النفوذ السوفيتي. ومع سقوط الشاه وصعود الخميني إلى الحكم، لم تتراجع هذه السياسات التوسعية؛ بل أخذت منحى أكثر عدائية تحت شعار “تصدير الثورة الإسلامية”. كانت هذه الثورة في حقيقتها محاولة لإحياء طموحات الهيمنة الفارسية القديمة، مستخدمةً أدوات جديدة وأيديولوجيا طائفية لتبرير تدخلاتها في شؤون الدول العربية.

خلال الحرب العراقية-الإيرانية، كان العراق، بقيادة صدام حسين، يمثل البوابة الشرقية للأمة العربية، حائط الصد الأول أمام الطموحات الإيرانية. ولهذا، وقفت غالبية الدول العربية والغربية إلى جانب العراق، مدركةً أن سقوطه كان سيعني فتح الطريق أمام إيران للتغلغل في المنطقة. إلا أن طهران لم تتوقف عند هزيمتها في تلك الحرب؛ بل استمرت في سعيها للهيمنة، مستغلةً الانقسامات الداخلية في الدول العربية والأزمات التي عصفت بها.

إيران اليوم لا تزال تحتل الجزر الإماراتية الثلاث، وتمارس سياسات عدائية تجاه دول الخليج العربي، بدءاً من البحرين وصولاً إلى حقل الدرة النفطي. لم تتوانَ عن التدخل في اليمن، حيث دعمت الميليشيات الحوثية لتحويله إلى قاعدة تهدد أمن الجزيرة العربية. وفي العراق وسوريا ولبنان، وظفت إيران وكلاءها الطائفيين لتثبيت نفوذها، متسببةً في تدمير النسيج الاجتماعي لهذه الدول وإشعال الحروب الداخلية التي أضعفتها وأرهقت شعوبها.

لكن هذا النفوذ الإيراني بدأ بالتراجع مع بداية انحسار الحقبة الإيرانية في المنطقة. إن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا يمثل نقطة تحول محورية. هذا السقوط سيعيد تشكيل الخارطة السياسية، لأنه سيؤدي إلى قطع الحبل السري الذي يربط إيران بوكلائها في لبنان، ممثلاً بحزب الله، ويضعف قبضتها على العراق، ويمهد الطريق لإعادة اليمن إلى محيطه العربي. من هنا، يصبح دعم الدول العربية، وخاصة دول الخليج، للقيادة السورية الجديدة ضرورة استراتيجية. هذا الدعم سيعزز استقلال سوريا عن النفوذ الإيراني، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الأمن والاستقرار في المنطقة.

إن أمام دول الخليج فرصة تاريخية يجب ألا تضيعها. دعم الثورة السورية اليوم لا يعني فقط تحرير سوريا من الهيمنة الإيرانية، بل إنه مفتاح لتحجيم النفوذ الإيراني في لبنان والعراق واليمن. الكلفة السياسية والاقتصادية لإعادة إعمار سوريا، ومساندة القيادة الجديدة، أقل بكثير من الثمن الذي تدفعه الدول العربية بسبب استمرار الهيمنة الإيرانية على المنطقة.

آن الأوان لأن تستعيد الدول العربية زمام المبادرة، لتوحيد جهودها وتكثيف دعمها للثورات الشعبية التي تسعى للتحرر من الهيمنة الأجنبية. إنه واجب قومي تجاه الشعوب العربية التي أنهكتها الحروب والصراعات. فالتاريخ يُكتب اليوم، وأمام العرب فرصة ذهبية لتأسيس نظام إقليمي جديد قائم على التعاون العربي المشترك، خالٍ من التدخلات الأجنبية.

النهاية الطبيعية لهذا الصراع تكمن في عودة الدول العربية، كلٌ إلى حاضنتها الطبيعية، بعيداً عن النفوذ الإيراني الذي لم يجلب سوى الحروب والدمار. إن الحلم بأمة عربية موحدة ومستقرة قد يبدو بعيد المنال، لكنه يبدأ بخطوة واحدة: قطع خيوط الهيمنة الإيرانية، دولةً بعد أخرى، ليعم الأمن والاستقرار في المنطقة، ولتصبح أحلام الشعوب واقعاً ملموساً.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف العرب صراع مستمر الهيمنة المقاومة النفوذ الإیرانی الدول العربیة فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

وزير الخا رجية يؤكد من أنقرة: وحدة الأراضي في الدول العربية ومكافحة الإرهاب ضرورة لاستقرار المنطقة

 

عقد وزيرا خارجية جمهورية مصر العربية وجمهورية تركيا مشاورات، في أنقرة، اليوم الثلاثاء ٤ فبراير ٢٠٢٥، والتي تناولت العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث عُقِدت هذه المشاورات في إطار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وقد خلص الوزيران إلى الآتي:

اجتماع وزير الخارجية مع نظيره التركي

1. وضعًا في الاعتبار حلول الذكرى المئوية لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا في عام ٢٠٢٥، أعرب الوزيران، عن رضائهما تجاه المسار الإيجابي للعلاقات الثنائية، وهو ما يتسق مع مخرجات اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين جمهورية مصر العربية وجمهورية تركيا في سبتمبر ٢٠٢٤، والتي انعكست في الزيادة الملحوظة لحجم التبادل التجاري، حيث وصلت قيمة التبادل التجاري بين البلدين ٨،٨ مليار دولار خلال عام ٢٠٢٤.

2. أكدا التزامهما نحو مواصلة جهودهما لتعزيز المناخ الاستثماري للقطاع الخاص والمستثمرين في البلدين، كما تعهدا بالاستمرار في دفع حجم التبادل التجاري بينهما قدمًا ليبلغ ١٥ مليار دولار عبر تقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية وتعزيز التعاون في مجال الصناعة.


التأكيد على إتمام وقف إطلاق النار في كافة مراحله
3. رحبا بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى في غزة، وأثنيا على الجهود التي بذلتها جمهورية مصر العربية، ودولة قطر، والولايات المتحدة الأمريكية في هذا الصدد، كما دعما الجهود الرامية لضمان تنفيذ الاتفاق في كافة مراحله.


تكثيف الجهود مع المجتمع الدولي لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
4. شددا على أهمية تكثيف الجهود الجماعية من قبل المجتمع الدولي لتخفيف المعاناة في غزة، وذلك عن طريق زيادة المساعدات الإنسانية، والالتزام بإعادة إعمار القطاع دون تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم. 

وعلى ضوء آثار الحرب على غزة التي أدت إلى واحدة من أسوأ المآسي الإنسانية في التاريخ الحديث، دَعَا الوزيران في هذا السياق المانحين الدوليين إلى المشاركة الفعالة في مؤتمر إعادة الإعمار الذي من المتوقع أن تستضيفه مصر.


لا يمكن الإستغناء عن الأونروا في الأراضي الفلسطينية
5. أكدا أهمية الحفاظ على دور وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والتي لا يمكن الاستغناء عنها في سبيل دعم اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى التأكيد على ضرورة تراجع إسرائيل عن قراراتها التي تقوض دور الأونروا.


رفض التهجير وعدم المساس بحقوق الشعب الفلسطيني
6. شددا على دعمهما القوي لصمود الشعب الفلسطيني والتزامه الثابت بأرضه ووطنه وحقوقه المشروعة. 

 وجدد البلدان رفضهما لأي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، سواءً من خلال الأنشطة الاستيطانية وضم الأراضي، أو من خلال التهجير والانتزاع من الأرض، أو تشجيع نقل الفلسطينيين إلى دول أخرى خارج الأراضي الفلسطينية لأغراض قصيرة أو طويلة الأجل على حد سواء، حيث أن مثل هذه الأعمال تهدد الاستقرار وتؤجج الصراع في المنطقة وتقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.


حل الدولتين السبيل للاستقرار في المنطقة
7. جددا التزامهما بمعالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط من خلال تحقيق سلام عادل ودائم بين فلسطين وإسرائيل استنادًا إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وحل الدولتين، لا سيما من خلال ترسيخ دولة فلسطينية على خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.

مؤتمر وزير الخارجية المصري ونظيره التركي


ضمان وحدة الأراضي السورية وعدم تشكيل أي تهديد لدول الجوار
8. أكدا تصميمهما على وحدة وسيادة سوريا وسلامة أراضيها، وضمان ألا تشكل الأراضي السورية تهديدًا لأي دولة. 

وشددا على أهمية وجود عملية سياسية شاملة تخدم مصالح الشعب السوري الشقيق. 

وجددا فهمهما المشترك حول العودة الطوعية والكريمة للنازحين السوريين إلى وطنهم. 

وفي هذا الصدد، أكدا أهمية مكافحة الإرهاب واقتلاعه من جذوره، والحفاظ على علاقات حسن الجوار مع دول المنطقة. 
دعم حكومة الصومال 
9. جددا التزامهما بدعم سيادة ووحدة الصومال وسلامة أراضيه، بالإضافة إلى دعم الحكومة الفيدرالية في تحقيق الأمن والاستقرار.

ضرورة نفاذ المساعدات الإنسانية في السودان

10. أعربا عن أسفهما وقلقهما بشأن الصراع المستمر في السودان، والذي أدى إلى عواقب إنسانية كارثية في جميع أنحاء البلاد والمنطقة، وأثنيا على قرار مجلس السيادة السوداني الانتقالي لإنشاء مناطق إنسانية بهدف تسهيل نفاذ وتوزيع المساعدات الإنسانية.
وحدة ليبيا وسيادتها
11. شددا على التزامهما بدعم عملية سياسية يقودها ويملكها الليبيون تحت رعاية الأمم المتحدة بهدف الحفاظ على الوحدة السياسية وأمن واستقرار وسيادة ووحدة الأراضي الليبية.
عدم التسامح مع الإرهاب والقضاء على كل أشكاله وعناصره 
12. أكدا التزامهما بدعم العمل المنسق والمشترك من قبل المجتمع الدولي للقضاء على الإرهاب بجميع أشكاله، بما في ذلك معالجة أسبابه وجذوره الأيديولوجية ومكافحة تنقل العناصر الإرهابية عبر الحدود، ودَعَوا إلى "عدم التسامح مطلقًا" مع الإرهاب وداعميه.

وزير الخارجية مع نظيره التركي

مقالات مشابهة

  • مصطفى بكري: يجب اتحاد الدول العربية لإجهاض المخطط الصهيوني في المنطقة
  • بكري: يجب اتحاد الدول العربية لإجهاض المخطط الصهيوني من المنطقة
  • قرقاش: بات التعاون بين الدول العربية أكثر أهمية للحفاظ على استقرار المنطقة
  • صراع النفوذ الحوثي في إب إشتباكات دامية على قطعة أرض تقتل شابا وتصيب أخرين بجروح خطيرة
  • ينطوي على سيناريو تهجير..جامعة الدول العربية: طرح ترامب لن يضمن السلام والأمن
  • جامعة الدول العربية تؤكد حل الدولتين يُمثل السبيل الوحيد لإحلال السلام والأمن بين الفلسطينيين والإسرائيليين
  • قناة بنما.. صراع الهيمنة الدولية عبر التاريخ
  • وزير الخا رجية يؤكد من أنقرة: وحدة الأراضي في الدول العربية ومكافحة الإرهاب ضرورة لاستقرار المنطقة
  • إيران: لا تبادل رسائل مع سوريا
  • صراع النفوذ والمال.. دانييلا رحمة ومحمد الأحمد معاً مُجدداً في "فرانكلين"