مدير دائرة الترَصُّد الوبائي لـ"الرؤية": استعداد كامل لأي طارئ وبائي.. ونتبنى نهجًا شاملًا لمجابهة التحديات
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
◄ حمى الضنك والإنفلونزا والبروسيلا.. أمراض وبائية أكثر شيوعًا في عُمان
◄ تطوير استراتيجيات استباقية للوقاية من الأوبئة والحد من تأثيرها
◄ نعتمد على آليات فعّالة للترَصُّد الوبائي تشمل إجراءات استجابة فورية
◄ رسم خرائط تفاعلية للمناطق الأكثر عرضة للأمراض لدعم التدخل السريع
◄ عُمان تُكمل تطبيق "نظام الترَصُّد" لكشف الأحداث الصحية غير المُعتادة
◄ جهود متواصلة لتطوير مهارات الكفاءات الصحية في مواجهة الأوبئة
◄ تخريج 4 أفواج في برنامج "الوبائيات الحقلية"
◄ منظمة الصحة العالمية تقدم دعمًا تقنيًا وتدريبيًا لبناء قدرات الكوادر الصحية
◄ تنظيم تدريبات عملية تعتمد على محاكاة سيناريوهات واقعية
◄ تعزيز المعرفة العلمية عبر إجراء بحوث متقدمة بالتعاون مع المؤسسات
◄ توظيف البيانات الوبائية في تطوير استراتيجيات صحية فعّالة
الرؤية- ريم الحامدية
كشف الدكتور عادل بن سعيد الوهيبي مدير دائرة الترَصُّد الوبائي بمركز مراقبة الأمراض والوقاية منها بوزارة الصحة أن الوزارة تستعد لإطلاق "نظام راصد"، الذي يُوفِّر إمكانيات مُوسَّعة لجمع بيانات الأوبئة من الميدان؛ اعتمادًا على المواقع الجغرافية، موضحًا أنه جرى إدخال تحليلات وبائية مُعقَّدة لتحليل البيانات الكبيرة بشكل أكثر دَقَّة واستباقيَّة، ما يُساعد على اكتشاف الأنماط وتوقع تفشِّي الأوبئة قبل حدوثها.
وقال الوهيبي- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- إنَّ دائرة الترَصُّد الوبائي في سلطنة عُمان تؤدي دورًا حيويًا في صون صحة المجتمع وحمايته من تهديدات الأمراض الوبائية. وأضاف أنَّ هذا الدور يتمثل في مراقبة ورصد انتشار الأمراض، مع التركيز على الحد من تفشيها من خلال جمع البيانات الوبائية من مختلف المنشآت الصحية بشكل يومي وتحليلها بدقة؛ حيث تعتمد الدائرة على آليات فعّالة تشمل التقييم المستمر للمعلومات، واتخاذ إجراءات استجابة فورية للحالات المُشتبه بها، والتنسيق الوثيق مع الجهات الصحية المحلية والدولية لضمان الامتثال للمعايير الصحية العالمية، ويُعد هذا النهج أساسيًا في دعم الجهود الوطنية لمكافحة الأمراض وتعزيز الصحة العامة.
نظام الترَصُّد
وأضاف مدير دائرة الترَصُّد الوبائي بمركز مراقبة الامراض والوقاية منها بوزارة الصحة أن السلطنة أكملت مؤخرًا تطبيق "نظام الترَصُّد" القائم على الحدث، الذي يمثل نقلة نوعية في رصد الأمراض؛ إذ يُوَفِّر هذا النظام القدرة على كشف الأحداث الصحية غير المعتادة بشكل أسرع من خلال جمع المعلومات من مصادر متعددة، مثل القطاع الصحي والحيواني والبيئي والبلدي، إضافة إلى القنوات التقليدية. وبيَّن الوهيبي أن فوائد هذا النظام تشمل: تحسين سرعة اكتشاف التفشِّيات وتقليل الوقت اللازم للاستجابة؛ مما يُعزز من فعالية التدخلات الصحية، كما يسهم في توسيع نطاق الرصد ليشمل مصادر غير تقليدية؛ الأمر الذي يدعم اتخاذ قرارات مُستنيرة قائمة على بيانات دقيقة، علاوة على أن تطبيق هذا النظام يعكس التزام سلطنة عُمان بتعزيز بنيتها الأساسية الصحية وفقًا لأحدث الممارسات العالمية.
وأبرز الوهيبي مدى إسهام التقنيات الحديثة في دعم جهود الترَصُّد الوبائي في سلطنة عُمان، وقال إن التقنيات الحديثة تمثل الركيزة الأساسية في تعزيز جهود الترَصُّد الوبائي في سلطنة عُمان؛ حيث تؤدي دورًا محوريًا في تحليل البيانات واتخاذ القرارات الدقيقة، ويُعد "نظام ترَصُّد بلس" من أبرز الأنظمة المتطورة التي ساهمت في تحسين كفاءة جمع البيانات الوبائية من جميع محافظات السلطنة؛ مما يتيح متابعة دقيقة للحالات والتنبؤ باتجاهات الأوبئة المحتملة.
خرائط تفاعلية
وبيّن أن نظام المعلومات الجغرافية يُستخدم لتحديد المناطق الأكثر عُرضة للأمراض ورسم خرائط تفاعلية تدعم عمليات التدخل السريع، كما إنه وتعزيزًا لمشاركة المجتمع يتم استخدام تطبيقات هاتفية مُبتكرة تُتيح الإبلاغ الفوري عن الحالات ونشر التوعية، مما يُعد خطوة جوهرية نحو تحسين سرعة وكفاءة الاستجابة الوبائية.
وأشار الوهيبي إلى التحديات الرئيسية التي تواجه دائرة الترَصُّد الوبائي في ظل انتشار الأوبئة عالميًا، مُبرزًا آلية تعامل الوزارة معها؛ حيث قال إنه مع تزايد انتشار الأوبئة على الصعيد العالمي، تواجه دائرة الترَصُّد الوبائي في سلطنة عُمان تحديات كبيرة تتضمن: ظهور أمراض وبائية مُستجدَّة، إضافة الى محدودية الموارد البشرية، والتحديات اللوجستية. وأضاف أنه لمواجهة هذه الصعوبات، تبنَّت السلطنة نهجًا شاملًا يعتمد على تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية، مثل منظمة الصحة العالمية، والمركز الأمريكي للسيطرة على الامراض؛ لضمان تبادل الخبرات وتنسيق الجهود.
وتابع أن السلطنة تولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير مهارات الكوادر الصحية من خلال برامج تدريبية مكثفة، مثل برنامج الوبائيات الحقلية، والذي شهد تخريج 4 أفواج، إضافة إلى التحديث المُستمر للأنظمة التقنية، وتوسيع عمليات المراقبة لتلبية المُتطلِّبات المُتغيِّرة وضمان الاستعداد الكامل لأي طارئ وبائي.
تنسيق وسرعة تنفيذ
وفيما يتعلق بالتنسيق بين دائرة الترَصُّد الوبائي والمستشفيات والمراكز الصحية لضمان سرعة التعامل مع الحالات الوبائية، أوضح مدير دائرة الترَصُّد الوبائي بمركز مراقبة الأمراض والوقاية منها بوزارة الصحة أن الدائرة تُعد نموذجًا للتنسيق الفعّال مع المستشفيات والمراكز الصحية من خلال برنامج "ترَصُّد"؛ حيث يُتيح الإبلاغ الفوري عن الحالات المُشتبه بها عبر هذا النظام الإلكتروني المتطور، وهذا التنسيق الفوري يُمكِّن فرق التدخل المُختَصة- التي تتمتع بخبراتٍ عالية- من الاستجابة السريعة والفعّالة للحالات الوبائية. وتابع الوهيبي أن اجتماعات مرئية للصحة العامة تُعقد بشكل مُنتظم لتقييم الإجراءات المتخذة ومراجعة استراتيجيات العمل؛ مما يساهم في تعزيز كفاءة التدخلات الصحية وتحسين جودة الاستجابة بشكل مستمر.
وحول الإجراءات التي تتخذها وزارة الصحة للوقاية من انتشار الأوبئة والسيطرة عليها، ذكر الوهيبي في حديثه مع "الرؤية" أن وزارة الصحة تتبنى نهجًا شاملًا لمكافحة انتشار الأوبئة من خلال تنفيذ مجموعة من الإجراءات الوقائية الفعّالة، وتتضمن هذه الجهود التوعية المجتمعية والتثقيف الصحي، وتنظيم حملات تطعيم واسعة النطاق لضمان الحماية المجتمعية، والتعاون مع الجهات الأخرى في برامج مكافحة النواقل مثل البعوض؛ للحد من انتشار الأمراض المنقولة. ومضى قائلًا إنه يجري تطبيق إجراءات الحجر الصحي عند الضرورة لاحتواء الحالات المُشتبه بها أو المؤكدة. وزاد بالقول إن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بالتوعية المجتمعية عبر وسائل الإعلام المختلفة وبرامج تثقيفية تهدف إلى تعزيز الوعي الصحي بين أفراد المجتمع، وهذه الاستراتيجيات تعمل بشكل متكامل على بناء بيئة صحية آمنة ومُستدامة.
وأضاف الوهيبي أن سلطنة عُمان تسعى إلى تعزيز قدراتها في مجال الترَصُّد الوبائي من خلال شراكات استراتيجية مع منظمات دولية مثل المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) ومنظمة الصحة العالمية، خاصة وأن هذه الجهات تؤدي أدوارًا رائدة في تدريب الكوادر الصحية العُمانية على أحدث أساليب الترَصُّد الوبائي الميداني؛ بما في ذلك برامج متخصصة في الوبائيات الحقلية المعتمدة من المركز الأمريكي. وتابع أن منظمة الصحة العالمية تقدم دعمًا تقنيًا وتدريبيًا يُسهم في بناء قدرات الكوادر الصحية لمواجهة التحديات الوبائية بشكل استباقي. يعزز هذا التعاون تطوير المهارات الوطنية، ويدعم الجاهزية للاستجابة الفعّالة للأوبئة، علاوة على أن الشراكات الإقليمية- ضمن مجلس التعاون الخليجي- تُكمل هذا الجهد، من خلال التنسيق وتبادل الخبرات للتعامل مع التحديات المشتركة.
وأكد مدير دائرة الترَصُّد الوبائي بمركز مراقبة الامراض والوقاية منها بوزارة الصحة أن عُمان تحرص على تعزيز جاهزية كوادرها الصحية لمواجهة الأوبئة من خلال برامج تدريبية متكاملة وورش عمل متخصصة، ويتم التركيز على تطوير مهارات الاستجابة السريعة للتفشِّيات، عبر تنظيم تدريبات عملية تعتمد على محاكاة سيناريوهات واقعية؛ مما يتيح للفرق الطبية اكتساب خبرة ميدانية فعّال.
أمراض وبائية شائعة
وتحدث الوهيبي عن الأمراض الوبائية الأكثر شيوعًا في عُمان، وكيف تعمل الدائرة على مراقبتها والحد من انتشارها، وقال إنها تشمل: "حمى الضنك"، و"الإنفلونزا الموسمية" والأمراض التنفسية الأخرى، و"البروسيلا"، و"التسمُّمات الغذائية"، لافتًا إلى أن دائرة الترَصُّد الوبائي تولي اهتمامًا بالغًا بمراقبة هذه الأمراض وغيرها، من خلال أنظمة إبلاغ مُتطوِّرة تُتيح رصد الحالات بدقة وتحديد أنماط انتشارها. وأضاف أن الدائرة تعمل على الحد من انتشار هذه الأمراض عبر التعاون مع الجهات بتكثيف برامج مكافحة النواقل مثل البعوض، وتوفير اللقاحات الوقائية اللازمة، وتعزيز التدخلات الصحية مثل تحسين سلامة الغذاء للوقاية من التسممات الغذائية، كما تُنفَّذ حملات توعية مجتمعية واسعة تهدف إلى تثقيف الجمهور بطرق الوقاية وتعزيز الممارسات الصحية؛ مما يسهم في تقليل معدلات الإصابة وضمان صحة وسلامة المجتمع.
وتابع القول إن التوعية المجتمعية تسهم بدور أساسي في دعم جهود الترَصُّد الوبائي؛ إذ تساعد في نشر الوعي حول أهمية الوقاية والنظافة الشخصية؛ مما يعزز من قدرة المجتمع على مواجهة الأمراض الوبائية، كما تعمل وزارة الصحة على تنفيذ برامج توعية شاملة تستهدف مختلف الفئات العمرية، مع توظيف وسائل الإعلام والمنصات الرقمية الحديثة في نشر الرسائل الصحية، إضافة إلى توزيع مواد تثقيفية مثل الكُتيِّبات والمطوِيَّات التي تُقدِّم إرشادات عملية للوقاية من الأمراض، فضلًا عن تنظيم ورش عمل وحملات ميدانية تسعى إلى إشراك المجتمع بشكل فعّال، مما يعزز من ثقافة الصحة العامة ويسهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا واستعدادًا لمواجهة التحديات الصحية.
تعزيز المعرفة العلمية
وأوضح الوهيبي أن دائرة الترَصُّد الوبائي تقوم بدور حيوي في تعزيز المعرفة العلمية حول الأمراض، من خلال إجراء أبحاث متقدمة بالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية والمراكز البحثية، مشيرًا إلى أن هذه الأبحاث تُركِّز على دراسة السُلالات الجديدة من الفيروسات، وتحليل فعّالية التدخلات الصحية، بهدف تطوير استراتيجيات استباقية للوقاية من الأوبئة والحد من تأثيرها على الصحة العامة. وضرب الوهيبي مثالًا على ذلك التعاون العلمي، ومنها الأبحاث التي أُجريت خلال فترة جائحة "كوفيد-19"؛ حيث ركَّزت على تحليل ديناميكيات انتشار الفيروس وتقييم فعّالية التدخلات الوقائية والعلاجية. وشدد على أن هذه الأبحاث أسهمت بشكل كبير في تحسين استجابة النظام الصحي في السلطنة، وأثبتت أهمية البحث العلمي في اتخاذ قرارات مُستنيرة لمواجهة التحديات الصحية.
وفي إطار استخدام البيانات الوبائية في تطوير استراتيجيات صحية فعّالة، قال الوهيبي: "تؤدي البيانات الوبائية دورًا محوريًا في صياغة سياسات صحية فعّالة وموجهة؛ حيث يجري تحليل هذه البيانات لتحديد المناطق والفئات الأكثر عرضة للأوبئة؛ مما يتيح تخصيص الموارد بشكل أكثر كفاءة وتحقيق استجابة صحية متوازنة". وأضاف أن هذه البيانات تُستخدم أيضًا في تقييم فعّالية البرامج الصحية القائمة، وتطوير استراتيجيات جديدة تركز على الوقاية والعلاج لضمان صحة وسلامة المجتمع. وتابع أن من الأمثلة المهمة على دور البيانات في السياسات الصحية، بيانات المسح الوطني لنواقل الأمراض، التي توفر رؤى دقيقة حول توزيع النواقل وأماكن تكاثرها؛ مما يدعم برامج المكافحة الموجهة ويعزز التدخلات الوقائية، كما تُسهم بيانات دراسة الاحتياجات للقطاعات المختلفة، التي تم إعدادها ضمن سياسة اللجنة الوطنية لنواقل الأمراض، في تحديد الأولويات الصحية ودعم اتخاذ القرارات الاستراتيجية لتعزيز الجهود الوطنية في مكافحة الأمراض المنقولة وضمان التكامل بين القطاعات المختلفة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: تطویر استراتیجیات التدخلات الصحیة الکوادر الصحیة الصحة العالمیة انتشار الأوبئة هذا النظام التعاون مع للوقایة من من انتشار وأضاف أن وتعزیز ا وبائیة م من خلال ع مان ت التی ت أن هذه
إقرأ أيضاً:
بالفيديو.. مدير عام "الصحة العالمية" يعيش لحظات من الرعب خلال استهداف الاحتلال لمطار صنعاء
الرؤية- الوكالات
نشرت وسائل إعلام يمنية مشاهد قالت إنها لحظة استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمطار صنعاء باليمن.
ويظهر في الفيديو الذي التقطته كاميرات المراقبة لحظة استهداف المطار أثناء تواجد مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس.
وعقب الحادث، نشر غيبريسوس على صفحته بمنصة "إكس" واصفا ما حصل إنه لم يكن واثقا من أنه سينجو من غارة جوية نفذتها إسرائيل على مطار صنعاء الدولي في اليمن.
وأضاف تيدروس في تصريحات أدلى بها بعد المحنة التي تعرض لها في مطار صنعاء أن الانفجارات التي هزت المبنى كانت تصم الآذان لدرجة أنه ظل "هناك طنين في أذنيه بعد مرور أكثر من 24 ساعة".
وكان تيدروس قد سافر إلى اليمن للتفاوض على إطلاق سراح موظفين تابعين للأمم المتحدة محتجزين هناك وتقييم الوضع الإنساني.
???? مشاهد حصلت عليها #المسيرة للحظة الغارة الصهيونية على #مطار_صنعاء الدولي#التصعيد_بالتصعيد #معركة_الفتح_الموعود_والجهاد_المقدس pic.twitter.com/B7zoJKTUcR
— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) December 27, 2024