مات الضمير الدولي ولا عزاء للإنسانية
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
تسوء الحياة في قطاع غزة يوماً بعد يوم، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تستهدف الجميع هناك، بشرا وحجرا، منازل ومستشفيات، مدارس وحتى خيام النازحين، ليجد الفلسطينيون أنفسهم يفرون من الموت إلى الموت تحت زخّات الرصاص وصوت المدافع، وكل ذلك يحدث تحت أنظار العالم العاجز عن التدخل لوقف هذه الحرب البربرية الغاشمة.
وضمن حملته لإخلاء شمال غزة وتنفيذ مخططاته الإجرامية والشيطانية، اقتحم جيش الاحتلال مستشفى كمال عدوان وأحرق أقسامه واعتقل مديره والطواقم الطبية والإدارية وبعض المرضى والنازحين، وأجبر الباقين على النزوح، لتعرض علينا صور العشرات ممن اعتقلهم جيش الاحتلال يجبرهم على السير شبه عراة، وكأنَّ العالم أصابه الشلل التام عن فعل أي شيء لحفظ ما تبقى من ماء وجه الإنسانية.
وفي ظل هذه المآسي الإنسانية، أعربت وزارة الخارجية عن استنكار سلطنة عُمان استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلية في عدوانها على قطاع غزة الفلسطيني وقيامها بإحراق مستشفى كمال عدوان، وإجبار المرضى والكوادر الطبية على إخلائه بالقوة وتجاهل كافة المطالب الدولية بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني، كما جددت موقف عُمان الراسخ في تحقيق السلام العادل وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً لأحكام القانون الدولي.
إنَّ غزة الآن باتت شاهدة على غياب الضمير العالمي والعدالة الدولية، ولا عزاء للإنسانية التي ماتت على أعتاب خيام النازحين الذين مات أطفالهم متجمدين من برد الشتاء.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
انتهاك للقوانين الدولية.. المفتي يدين قرار إسرائيل بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
أدان الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بأشد العبارات القرار الصادر عن الكيان الإسرائيلي المحتل بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وإغلاق المعابر المستخدمة في أعمال الإغاثة، مؤكدًا أن هذا القرار يمثل انتهاكًا صارخًا لكل القوانين والأعراف الدولية، ويزيد من تفاقم المعاناة الإنسانية التي يواجهها المدنيون في القطاع.
وشدِّد مفتي الجمهورية، على أن حرمان الأبرياء من الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية جريمة إنسانية تتعارض مع المبادئ الأساسية للشرائع السماوية والقوانين الدولية، التي تُوجب تقديم العون للمدنيين، لا سيما في أوقات الأزمات والصراعات.
وأضاف أن الاستمرار في فرض القيود على دخول المساعدات يؤدي إلى كارثة إنسانية كبرى، ويُضاعف معاناة النساء والأطفال وكبار السن الذين يعيشون ظروفًا مأساوية داخل القطاع، خاصة في شهر رمضان المبارك.
دعاء اليوم الثالث من رمضان.. 3 كلمات في القرآن لا ترد
دعاء الليلة الثالثة من رمضان.. ردده في صلاة القيام
ودعا المفتي، المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى التحرك العاجل والفوري للضغط على السلطات الإسرائيلية لإلغاء هذا القرار غير الإنساني، والعمل على ضمان التدفق السريع والآمن للمساعدات الإنسانية إلى غزة، مؤكدًا أن الصمت تجاه هذه الانتهاكات يعد تواطؤًا ضد القيم الإنسانية، وأن من واجب الدول والمنظمات الدولية القيام بدورها الأخلاقي والإنساني لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات إليهم دون عوائق.
وناشد مفتي الجمهورية كافة القوى الفاعلة على الساحة الدولية بذل الجهود اللازمة لوقف التصعيد في الأراضي الفلسطينية، والعمل على إنهاء المعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الشرائع السماوية كافة جاءت لترسيخ قيم العدل والرحمة والتعايش، وليس لتبرير الظلم والتجويع والحصار، مشددًا على أن الصمت حيال هذه الجرائم لا يزيدها إلا استشراءً، ولا يزيد الضحايا إلا معاناةً، ولا يزيد الإنسانية إلا خذلانًا.