تظهر الدكتورة (نانسي بيدي) في دراستها المقارنة لمصادر النجاح في أكاديميات القرن التاسع عشر والمنشورة في المجلة الأمريكية للتربية في العام ١٩٩٩م، أن سر النجاح يكمن في وجود المدارس غير المختلطة وبناء عليه تقترح زيادة الدراسة في إمكانية قيام مدارس على هذا النمط في الوقت الراهن بناء على معطيات متطلبات السوق.


ولعل مثل هذه الدراسات قد فتحت آفاقا جديدة في أساليب التعليم مما جعل حاكم كاليفورنيا (بت ولسون) يخصص خمسة ملايين دولار لإنشاء عشر مدارس غير مختلطة كنوع من التجربة العملية للتحقق من النتائج، ولقد شجعت هذه النتائج على قيام العديد من المدارس الحكومية والخاصة على أساس عدم الاختلاط في العديد من مناطق الولايات المتحدة الأميركية مثل نيويورك، فيلادلفيا، بالتيمور، ديترويت وكاليفورنيا.
وعلاوة على ذلك فإن بحوثًا كثيرة منذ الثمانينات قد أكدت إيجابية ومنفعة الجامعات النسائية على وجه الخصوص، فلقد ذكرت الدكتورة (ليزا ويندل) من جامعة كنساس بالولايات المتحدة الأميركية في بحثها القيم (الوصول إلى القضايا في الجامعات النسائية) العديد من البحوث الحديثة التي تؤكد النتائج السابقة والتي تربو على الخمسين بحثا وكتابًا، وتحققًا من نتائج تلك الدراسات فقد قامت بدراسة فريدة من نوعها تقوم على أساس الزيارة والمشاهدة الميدانية حيث خرجت بنتائج باهرة مفادها أن المدارس النسائية تحقق التركيز على العلم أكثر وتحقق درجة أفضل من التوقعات والطموحات عند الطلبة وتحسسهم بأهميتهم الاجتماعية والروح القيادية العالية، بالإضافة إلى التسلح الأفضل لمواجهة الحياة العملية بعد التخرج.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

اختطاف وقمع للمظاهرات.. دول غربية تصعد حملتها ضد المتضامنين مع غزة

تلاحق عناصر شرطة بزي مدني الطلاب المتضامين مع غزة في الشوارع الأميركية، تختطفهم وتقتادهم لجهات مجهولة وتمنعهم لأيام من التواصل مع محاميهم وعائلاتهم وتهدد بطردهم من البلاد، في تناقض واضح مع حرية التعبير التي ظل أميركا تباهي بها العالم لعشرات السنوات.

وقد وصفت وسائل إعلام أميركية ومنظمات حقوقية حملة الاختطاف -التي طالت الطالبين الفلسطينيين بجامعة كولومبيا محسن مهداوي ومحمود خليل وطالبة الدكتوراه التركية روميسا أوزتورك بجامعة تافتس- بأنها جزء من حملة أوسع تشنها إدارة الرئيس دونالد ترامب ضد الجامعات، بتهمة معاداة السامية، وذلك في محاولة لقمع الاحتجاجات المناهضة للحرب الإسرائيلية على غزة.

لكن قمع الطلاب والنشطاء المتضامنين مع فلسطين لم يعد مقتصرا على الولايات المتحدة، فقد أصبح ظاهرة متصاعدة عبر ضفتي المحيط الأطلسي، ففي هولندا كشفت مقاطع مصورة اعتداء عناصر من الشرطة السرية على طلاب مؤيدين لفلسطين في جامعة أمستردام.

ولم يختلف الحال كثيرا في بريطانيا التي شهدت عدة حالات لقمع الشرطة مظاهرات تندد بالإبادة الجماعية المستمرة ضد الفلسطينيين في غـزة.

ورغم القمع، نشرت الجزيرة فيديو لناشط بريطاني يخاطب الصحفيين لحظة اعتقاله قائلا "إنه لشرف لي أن أدافع عن الشعب الفلسطيني، استمروا في التظاهر ولا تسمحوا لهم بقمعكم".

الشرطة البريطانية تعتــدي بعنـف على متظاهرين خلال احتجاج في #لندن، للتنديد بالإبــادة الجماعية المستمرة ضد الفلســطينيين في #غـزة.#طوفان_الأقصى #قطاع_غزة #الضفة_الغربية pic.twitter.com/EOKDHaOwRf

— وكالة قدس برس (@qudspressagency) April 16, 2025

 

"إنه لشرف لي أن أدافع عن الشعب الفلسطيني، استمروا في التظاهر".. رجل بريطاني يوجه رسالة مناصري #فلسطين أثناء اعتقاله من مظاهرة داعمة لقطاع #غزة في #لندن#حرب_غزة pic.twitter.com/FG4xKgjxqO

— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 14, 2025

إعلان

وفي ألمانيا، اعتقلت الشرطة أمس الأربعاء طلابا في جامعة هومبولت بالعاصمة برلين، خلال مشاركتهم في مظاهرة للاحتجاج على هجمات إسرائيل في غزة وخطط حكومة ولاية برلين ترحيل 4 نشطاء مؤيدين لفلسطين.

وإلى جانب قمع المظاهرات، رفعت النيابة العامة الألمانية آلاف القضايا ضد النشطاء الرافضين لحرب الإبادة الجماعية في غزة، كما أصدرت عدة ولايات بينها برلين قوانين تحظر رفع الأعلام والرموز الفلسطينية بدعوى معاداة السامية.

قمع الديمقراطيات

قمع عدة دول غربية للمظاهرات وملاحقة الناشطين دفع إيرين خان المُقررة الخاصة في الأمم المتحدة المعنية بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير لاتهام كل من الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا بقمع الحق في التظاهر من أجل القضية الفلسطينية.

وقالت إيرين خان في تقرير قدمته إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة والصحافة "إن عددا من الدول الأوروبية فرضت تدابير لتقييد حرية التعبير وقمع الاحتجاجات ضد المجزرة في غزة وحظر المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين".

وتحدثت المُقررة الأممية الخاصة عن "مظاهرات في جامعات بالولايات المتحدة قُمعت بقسوة" في إشارة إلى تدخل شرطة مكافحة الشغب في نيويورك نهاية أبريل/نيسان الماضي لطرد عشرات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين الذين كانوا يحتلون جزءا من جامعة كولومبيا.

أما بالنسبة إلى الدول الأوروبية، فخصت إيرين خان بالذكر "ألمانيا التي فرضت حظرا تاما على المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين منذ أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، وقيودا منذ ذلك الحين على احتجاجات كهذه في مختلف المناطق" مضيفة أن هذه القيود لم تُفرض أبدا على مظاهرات من أجل إسرائيل "بل دائما على تلك المؤيدة للفلسطينيين".

وتابعت قائلة إن "فرنسا حاولت اتخاذ الإجراءات نفسها، لكن المحاكم رفضتها وبات التقييم يتم على أساس كل حالة على حدة" مشيرة إلى أن "بلجيكا وكندا تبنتا مواقف مماثلة".

إعلان

ومن جانبه، قال الصحفي اليهودي البريطاني جيمس شنايدر -المتضامن مع غزة- إن "الطبقة السياسية والإعلامية الحاكمة في بريطانيا وأميركا تعتقد أن إسرائيل لديها الحق في فعل ما تريد وإن الفلسطينيين ليست لديهم أي حقوق".

وأضاف أن "المؤسسات الحاكمة في البلدين تتمنى أن تنتزع إسرائيل الأراضي الفلسطينية بأقل عدد ممكن من الخسائر في الأرواح، حتى تصبح الصورة أقل فظاعة وتأثيرا على المجتمعات الغربية لكنهم لن يفعلوا أي شيء لوقف الجرائم الإسرائيلية".

"إسرائيل لديها الحق في فعل ما تريد، والفلسطينيون ليست لديهم أي حقوق"

الصحفي اليهودي البريطاني جيمس شنايدر يفضح دعم الغرب لـ "إسرائيل" في مواصلة جرائمها في #غزة في الوقت الذي يدعو فيه لقيم حرية التعبير وحفظ كرامة الإنسان.#العرب_في_بريطانيا AUK pic.twitter.com/MpvAIDuNrp

— AUK العرب في بريطانيا (@AlARABINUK) December 3, 2023

صهينة الغرب

بدوره، قال الباحث محمد الراجي إن الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة كشفت أن القوة المعيارية والأخلاقية للغرب تواجه تهديد التدمير لمرتكزاتها الفكرية والسياسية والحقوقية بسبب الاتجاه نحو "صهينة المجتمع الغربي" والتضييق على حرية الأفراد والجماعات في التعبير عن الرأي وإدانة جرائم الاحتلال الإسرائيلي وسياساته في التطهير العرقي والإبادة الجماعية.

وأكد الراجي -في دراسة بعنوان "صهينة المجتمع الغربي: الخطر الداهم على القوة المعيارية والأخلاقية للغرب" نشرها مركز الجزيرة للدراسات- أن العالم الغربي ظل طوال العقود الماضية يقدم نفسه "القوة الأخلاقية" التي تنتج القيم والمثل العليا والمبادئ الإنسانية وتُعزز الديمقراطية عبر الحكم المؤسساتي وسيادة القانون وحماية حقوق الإنسان والعدالة والحرية.

وأردف قائلا "لقد كشفت الحرب على غزة أن حرية الرأي والتعبير، والحق في الاختلاف، والحق في التظاهر والتجمع، والتعاطف أو مساندة القضايا الإنسانية، والحق في مقاومة الاضطهاد، وإدانة الإبادة الجماعية، ليست من مشمولات النسق القيمي الغربي".

إعلان

وأكد الراجي أن الدول الداعمة لإسرائيل تجرف "قوتها الأخلاقية" وترفع شعارا جديدا وهو "من ليس مع إسرائيل فهو ضدنا (ضد العالم الغربي) ومن لا يُدين حماس فهو إرهابي، ومن يتعاطف مع أهل غزة فهو يكره إسرائيل، ومن يُدين إسرائيل فهو معاد للسامية".

واختتم الباحث دراسته قائلا "تحاول الأنظمة الغربية استبدال حرية الرأي والتعبير إلى صهينة الرأي والتعبير، من أجل دعم الاضطهاد والإبادة الجماعية، الأمر الذي يجعل إسرائيل دولة فوق النقد يجب عدم المساس بها ولا التعريض بها ولا إدانة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي التي يجرمها القانون الدولي الإنساني.

وشدد على أن صهينة المجتمع الغربي تشكل تهديدًا وخطرا داهما للديمقراطية الغربية والقوة المعيارية والأخلاقية للدول الغربية، فلم تعد حرية الرأي والتعبير مكفولة بقوة القانون، كما أن حق الاجتماع والتظاهر السلمي في المؤسسات الجامعية، أو في الفضاءات العامة، أصبح مخالفًا للقوانين واللوائح التنظيمية. وقال إن ذلك "سينعكس سلبيًّا على منظومة الحكم المؤسسي وفاعليتها، لأن حركة التاريخ تشير إلى أن السقوط الفكري والأخلاقي يستتبعه سقوط الموقع واضمحلال المكانة بين الأمم والشعوب".

وبدعم أميركي وغربي وعلى مرأى ومسمع من العالم كله، ترتكب إسرائيل -منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • الصين تقلل من أهمية التعريفات الجمركية الأميركية البالغة 245%: “لا معنى لها”
  • التخطيط وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يطلقان الدليل الإجرائي للمتابعة والتقييم
  • اختطاف وقمع للمظاهرات.. دول غربية تصعد حملتها ضد المتضامنين مع غزة
  • لوبوان: ترامب حفار قبر الإمبراطورية الأميركية
  • منظمة التجارة العالمية: الرسوم الجمركية الأميركية ستؤدي إلى انكماش التجارة العالمية
  • اقتطاعات مرتقبة واسعة النطاق بموازنة الخارجية الأميركية
  • إطلاق نار في مدرسة ثانوية بدالاس الأميركية
  • نيويورك تايمز: خبايا الحملة التي يشنها ترامب ضد الجامعات الأميركية
  • قصة حزينة لطالب فلسطيني وصل لآخر خطوات الجنسية الأميركية ثم اعتُقل
  • بافتتاح النسخة الثانية من ندوة دراسات الخليج.. أمين مجلس التعاون يشيد بالشراكة الخليجية – الأمريكية