لن تنهزم أمةٌ تراهن علي المستقبل .. وعلي التعليم
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
■ إمتحانات الشهادة السودانية التي تنطلق اليوم هي الحدث الأهم من بين كل الأحداث التي عاشتها بلادنا منذ اندلاع الحرب اللعينة ..
■ يكتسب حدث إمتحانات الشهادة أهميته لأنه يقف دليلاً بارزاً علي حالة التعافي الأمني والاجتماعي التي تشهدها البلاد .. حالة تعافي كان ولايزال مهرها الدم والجراح وتضحيات أسطورية كتبها أبطالٌ وشجعان قدموا أنفسهم رخيصةً في سبيل الله ثم الوطن .
■ رجال ونساء يستحقون كلمة وفاء في هذا اليوم المحتشد بالمشاعر والعواطف والذكريات .. تحية وفاء لرئيس وأعضاء مجلس السيادة ومجلس الوزراء وللتربويين والمعلمين في وزارة التعليم العام وكل مؤسساته ..
■ تحية تقدير ووفاء لقادة القوات المسلحة وقادة جهاز المخابرات العامة .. تحية لكل قادة القوات النظامية الأخري .. تحية لجنود قواتنا كافة .. سلام ومحبة للمجاهدين والمستنفرين .. لهؤلاء جميعاً نرسل عميق الشكر والتقدير فبصدقهم وتضحياتهم المشهودة عادت مساحات الأمن والطمأنينة لدواخل الآباء والأمهات الذين بذلوا الغالي والنفيس وتحملوا الصعاب ليعود أبناؤهم إلي فصول الدراسة وهاهم يحصدون اليوم ثمار صبرهم وتوكلهم علي الله ..
■ اليوم أرجو أن ينال والي ولاية شمال كردفان الأستاذ عبدالخالق عبد اللطيف تكريماً خاصاً من أهل كردفان عامة ومن مجلس السيادة خاصة .. هذا الوالي وقف موقفاً لن ينساه أكثر من 25 ألف طالب وطالبة سيجلسون اليوم لإمتحان الشهادة السودانية داخل مدينة الأبيض والتي يعرف أهل السودان قاطبة الظروف الأمنية المعقدة التي تحاصرها من كل جانب .. ومع هذا ( أصرّ) الوالي عبدالخالق علي عقد الإمتحانات داخل الأبيض رافضاً توجيهات نقلها إلي خارج حدود شمال كردفان وكان له ما أراد ليؤكد أن عروس الرمال آمنة ومستقرة ..
■ وأزجي تحية خالصة للأخ الدكتور معتصم أحمد موسي أستاذ المناهج التربوية بالجامعات السودانية .. كنت قد التقيته قبل أشهر بمنزله بمدينة القضارف وكان ينادي بضرورة مواصلة العملية التربوية والتعليمية برغم ظروف الحرب لأن قراراً كهذا يعني أن أمتنا لن تتوقف عن التعليم ولن توقف مسيرته مهما كانت الظروف ..
■ ثم تحية تقدير لتلك المعلمة القديرة بمدينة الأبيض والتي فاضت دموعها لحظة قرعها للجرس قبل أشهر إيذاناً ببدء العام الدراسي بولاية شمال كردفان .. هاهي اليوم تقطف ثمار الصبر وتحدي الصعاب ( عشان أولادنا مايضوقوا الهزيمة) ..
■ ولن تنهزم أمةٌ تراهن علي المستقبل .. وعلي التعليم ..
عبد الماجد عبد الحميد
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
كردفان مقبرة الجنجويد
منذ أن بدأت قوات التمرد في التوسع و الإنتشار لإبتلاع السودان كانت كردفان هي السد المنيع ضدهم منذ أن قام والي شمال كردفان أحمد هارون بطردهم من الولاية و اليوم تتحرك القوات المسلحة و المساندون لها من كل ولاياتها لحسم و إنهاء التمرد بعمليات مدروسة و بخطط محكمة و في غاية السرية.
كانت أولى نتائج هذه التحركات بداية إنهيار شامل لقوات التمرد.. أحد أبواقهم المشهورة و إسمه ميسرة و يقيم في هولندا كشف ما يجري لهم بقوله: “برشم والصادق وماكن بتلمو وكلهم ما بعملو 20 عربية .. طلبنا يسلحونا في كردفان جابوا لينا مواتر عشان نواجه بيها الصيّاد .. دا رمي بالناس للتهلكة”.
النتيجةالثانية المهمة للإنهيار تتمثل في مقتل كبار القادة في العمليات الجارية حالياً و منهم حسبو و أبو دقة و هروب آخرين مثل الناعم و رفض القائد الكبير حسين برشم فزع القوات المنهارة.
تلقي التمرد ضربة طيران قوية في منطقة بارا و يرأس قواتهم فيها أبو دقة الذي هلك في المنطقة و التي تضم مخزناُ كبيراً للسلاح و وحدة طبية ينتدب لها أطباء أجانب.
لأول مرة في هذه الحرب يشكل التمرد لجنة للتحقيق في ضربة عسكرية نالت منهم، برئاسة رفيعة هي المقدم عبد الكريم محمد صوصل نائب القائد في المنطقة و إسمه ( الناعم ) المختفي حالياً.
الهزائم و الخسائر الكبيرة دفعت التمرد لمحاولة صرف الأنظار عن انهيارهم بالحديث عن وقائع وهمية مثل توجه متحرك للدبة يقولون ذلك و قواتهم في كردفان تتعرض للفناء و تصرخ مطالبة بنجدة لا يجدونها ثم لتهرب منهم مجموعات من المعركة و تسلم أخري كما تحدثوا كذباً عن مهاجمة الجيش للرشايدة في شرق السودان و هم ليسوا من أنصارهم و في منطقة بعيدة عن المعارك الجارية و لا تؤثر عليها.
إنتصارات كردفان لها أهمية كبرى حيث تفتح الطرق نحو مناطق مهمة في الطريق إلى دارفور خاصة نحو الضعين التي بدأ المتمردون في حفر خنادق حولها بعدما أصابهم الرعب و طالب ناظر الرزيقات بتوفير حماية له و هو يرتعب من أخبار تحركات البراؤون و الجيش نحوهم.
باتت بابنوسة في مرمى القوات المسلحة و أهميتها تكمن في أنها عاصمة المسيرية و التي بدأ أفرادها في الدعم السريع يصرخون بأنهم يعانون من تجاهلهم و عدم مدهم بالسلاح مثلما كان يحدث للماهرية في الجزيرة.
الطريق إلى الفاشر بات سالكاً لفك الحصار عنها و قد توقف التمرد عن الحديث عن استهدافها بعد كسر أولى موجات هجومهم عليها .
من أرض الهجانة أبو ريش تبدأ عمليات تطهير البلاد من سرطان الدعم السريع .
راشد عبد الرحيم
إنضم لقناة النيلين على واتساب