موقع النيلين:
2025-03-02@21:41:05 GMT

لن تنهزم أمةٌ تراهن علي المستقبل .. وعلي التعليم

تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT

■ إمتحانات الشهادة السودانية التي تنطلق اليوم هي الحدث الأهم من بين كل الأحداث التي عاشتها بلادنا منذ اندلاع الحرب اللعينة ..

■ يكتسب حدث إمتحانات الشهادة أهميته لأنه يقف دليلاً بارزاً علي حالة التعافي الأمني والاجتماعي التي تشهدها البلاد .. حالة تعافي كان ولايزال مهرها الدم والجراح وتضحيات أسطورية كتبها أبطالٌ وشجعان قدموا أنفسهم رخيصةً في سبيل الله ثم الوطن .

. ويالها من تضحية نبيلة أن يستشهد الصادقون الأوفياء ليفتحوا الطريق لمئات الالاف من طلاب وطالبات السودان ليواصلوا مسيرة التعليم ذلك أن معركة بلادنا مع الجهلة وأعداء العلم ونور المعرفة ..
■ رجال ونساء يستحقون كلمة وفاء في هذا اليوم المحتشد بالمشاعر والعواطف والذكريات .. تحية وفاء لرئيس وأعضاء مجلس السيادة ومجلس الوزراء وللتربويين والمعلمين في وزارة التعليم العام وكل مؤسساته ..

■ تحية تقدير ووفاء لقادة القوات المسلحة وقادة جهاز المخابرات العامة .. تحية لكل قادة القوات النظامية الأخري .. تحية لجنود قواتنا كافة .. سلام ومحبة للمجاهدين والمستنفرين .. لهؤلاء جميعاً نرسل عميق الشكر والتقدير فبصدقهم وتضحياتهم المشهودة عادت مساحات الأمن والطمأنينة لدواخل الآباء والأمهات الذين بذلوا الغالي والنفيس وتحملوا الصعاب ليعود أبناؤهم إلي فصول الدراسة وهاهم يحصدون اليوم ثمار صبرهم وتوكلهم علي الله ..

■ اليوم أرجو أن ينال والي ولاية شمال كردفان الأستاذ عبدالخالق عبد اللطيف تكريماً خاصاً من أهل كردفان عامة ومن مجلس السيادة خاصة .. هذا الوالي وقف موقفاً لن ينساه أكثر من 25 ألف طالب وطالبة سيجلسون اليوم لإمتحان الشهادة السودانية داخل مدينة الأبيض والتي يعرف أهل السودان قاطبة الظروف الأمنية المعقدة التي تحاصرها من كل جانب .. ومع هذا ( أصرّ) الوالي عبدالخالق علي عقد الإمتحانات داخل الأبيض رافضاً توجيهات نقلها إلي خارج حدود شمال كردفان وكان له ما أراد ليؤكد أن عروس الرمال آمنة ومستقرة ..

■ وأزجي تحية خالصة للأخ الدكتور معتصم أحمد موسي أستاذ المناهج التربوية بالجامعات السودانية .. كنت قد التقيته قبل أشهر بمنزله بمدينة القضارف وكان ينادي بضرورة مواصلة العملية التربوية والتعليمية برغم ظروف الحرب لأن قراراً كهذا يعني أن أمتنا لن تتوقف عن التعليم ولن توقف مسيرته مهما كانت الظروف ..

■ ثم تحية تقدير لتلك المعلمة القديرة بمدينة الأبيض والتي فاضت دموعها لحظة قرعها للجرس قبل أشهر إيذاناً ببدء العام الدراسي بولاية شمال كردفان .. هاهي اليوم تقطف ثمار الصبر وتحدي الصعاب ( عشان أولادنا مايضوقوا الهزيمة) ..
■ ولن تنهزم أمةٌ تراهن علي المستقبل .. وعلي التعليم ..

عبد الماجد عبد الحميد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

حين تخجل من إلقاء تحية الصباح!

ـ 1 ـ

اعتدت أن ألقي تحية الصباح كل يوم على إخوتي وأفراد أسرتي المقيمين في طولكرم ومخيمها، في الآونة الأخيرة صرت أخجل حين أكتب لهم "صباح الخير" وأنا أعلم أنهم لم يروا الخير منذ زمن طويل، بعد أن "حرثت" آليات الاحتلال شوارع المدينة ومخيمها، ودمرت عددا غير قليل من منازلها وكثيرا من بنيتها التحتية، وهجرت جل سكان المخيم، هؤلاء الذين هجروا قبل سبعين عاما ونيف من قراهم ومدنهم شمال فلسطين: يافا وما حولها من قرى، ومدن وبلدات الساحل الفلسطيني، ثم لاحقتهم إلى مخيمهم، وهجرتهم إلى اللامكان!

بالنسبة لي، إعادة إنتاج نكبة أو نكبات صغيرة، في مخيمات ومدن الضفة الفلسطينية، ليست حدثا قابلا للتعاطف الإنساني، إنها كابوس شخصي، ويمس جزءا من عائلتي الصغيرة، فضلا عن عائلتي الكبيرة: أبناء الشعب الفلسطيني، لا يمكن لشخص سوي حتى لو لم يكن فلسطينيا، أن يمارس حياته وروتينه اليومي، وكأن ما يجري على بعد ساعة سفر من سكناه، لا يعنيه، فكيف يكون الحال وأنت أحد ضحايا الكيان المحتل شخصيا؟

ما لا يريد أن يعرفه سموتريتش وبقية العصابة التي تحكم في تل أبيب، أن الزمن تغير، الفلسطيني الذي ترك أرضه جهلا أو قهرا أو تآمرا عام النكبة الأولى، هو ليس الفلسطيني اليوم، ف "لا هجرة بعد الفتح" والفتح هنا هو طوفان الأقصى الذي غير كل مفردات الصراع، منذ نحو ثمانية عقود تحارب "إسرائيل" شعبا غير موجود، وفق مقولة غولدا مئير رئيسة وزرائها السابقة: " لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني" ورغم عدم وجود هذا الشعب(!) لم تنتصر "إسرائيل" على هذا الشعب غير الموجود!حين أرى فيلما وثائقيا عن يافا، وقريتي التي كانت تعيش وادعة على بعد كيلو متر أو أكثر قليلا من المدينة، يحلو لي أن أتخيل ماذا كان سيكون مسار حياتي والآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، لو لم يحصل كل ما حصل من نكبة واحتلال، وأصاب بصداع مركب، وأنا أرى كيف يعاد إنتاج النكبة ولكن بصورة أكثر وحشية وبشاعة خاصة في غزة!

ـ 2 ـ

كان يمكن أن يكون مسار حياتي وآلاف اللاجئين والنازحين مختلفا عما جرى، المخيف أن هذا المسار المفترض ليس مهما أمام ما يحصل الآن من المسارات المخيفة التي تنتظر بقية أبناء الشعب الفلسطيني، سواء من عانوا النزوح واللجوء، أم من لم يعانوا منه، فكل الشعب الفلسطيني اليوم برسم الإبادة الحسية أو المفترضة، عبر القتل فيزيائيا، أو إنهاء استقرارهم وإيقاع حياتهم اليومية، وتخييرهم بين الخضوع للاحتلال والعيش كما العبيد، أو الهجرة "الطوعية!" أو القتل، والحقيقة أن هذه الخيارات اليوم "المتاحة" أمام الشعب الفلسطيني هي نفسها العناصر التي وضعها بتسلئيل سموتريتش في "خطة الحسم" ويجري تطبيقها اليوم بمنتهى الحَرْفية والتفاصيل!

جل العرب وكثير من دوائر صنع القرار في الغرب، منشغلة اليوم بإخراج "أسرى" العدو من أيدي المقاومة في غزة، (لا أحد من هؤلاء يتحدث عن آلاف الأسرى والمختطفين الفلسطينيين في سجون العدو!) وهؤلاء أنفسهم منشغلون أكثر في اليوم التالي في غزة، طبعا بدون المقاومة بتشكيلاتها حماس والجها وبقية الفصائل، ليست مهمة حياة أكثر من مليوني فلسطيني يرتعشون من البرد والجوع وهم يقيمون في خرق بالية على حطام بيوتهم فيما بقي من غزة، المهم أن لا يكون هناك مقاومة، لأنها الوحيدة التي أعادت كتابة التاريخ الحالي ليس لفلسطين وبلاد الشام فقط، بل لكثير من البلاد حتى البعيدة منها.

بالسبة لهؤلاء وأولئك، كانت المقاومة هي "العورة" التي يتعين محوها من الوجود، كي تبقى خيارات سموترتش الثلاثة هي فقط المتاحة أمام الفلسطيني، وفي الوقت التي تقرر فيه المقاومة إلقاء سلاحها (وهي لن تفعل طبعا) فسيكون عليها هي وغزة أن تواجه ما واجهه مسلمو البوسنة والهرسك، حين حاصر الصرب سربرنيتسا سنتين، حيث لم يتوقف القصف لحظة، كان الصرب يأخذون جزءًا كبيرًا من المساعدات التي تصل إلى البلدة، ثم قرر الغرب تسليمها للذئاب: الكتيبة الهولندية التي تحمي سربرنيتسا تآمرت مع الصرب، وضغطوا على المسلمين لتسليم أسلحتهم مقابل "الأمان"! 

ـ رضخ المسلمون بعد إنهاك وعذاب، وبعد أن اطمأن الصرب، انقضوا على سربرنيتسا، فعزلوا ذكورها عن إناثها، جمعوا 12,000 من الذكور (صبيانًا ورجالًا) وذبحوهم جميعًا ومثَّلوا بهم.

ـ كان بعض المسلمين يتوسل إلى الصربي أن يُجهز عليه من شدة ما يلقى من الألم..! 

ـ كانت الأم تمسك بيد الصربي.. ترجوه ألا يذبح فلذة كبدها، فيقطع يدها ثم يجز رقبته أمام عينيها. 

ـ وبعد ذبح سربرنيتسا.. دخل الجزار رادوفان كاراديتش المدينة فاتحًا وأعلن:  سربرنيتسا كانت دائمًا صربية، وعادت الآن إلى أحضان الصرب، حماس لن تلقي السلاح، ولن يعيد التاريخ نفسه في غزة كما حصل في سربرنيتسا!

ـ 3 ـ

ما لا يريد أن يعرفه سموتريتش وبقية العصابة التي تحكم في تل أبيب، أن الزمن تغير، الفلسطيني الذي ترك أرضه جهلا أو قهرا أو تآمرا عام النكبة الأولى، هو ليس الفلسطيني اليوم، ف "لا هجرة بعد الفتح" والفتح هنا هو طوفان الأقصى الذي غير كل مفردات الصراع، منذ نحو ثمانية عقود تحارب "إسرائيل" شعبا غير موجود، وفق مقولة غولدا مئير رئيسة وزرائها السابقة: " لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني" ورغم عدم وجود هذا الشعب(!) لم تنتصر "إسرائيل" على هذا الشعب غير الموجود!

الطريق لم تزل طويلة أمام تحرير فلسطين، ولكن التحرير بدأ، وحتى ذلك الحين الذي لن يكون بعيدا، سأستمر في إلقاء تحية الصباح على من بقي من أسرتي في طولكرم ومخيمها، وسيردون على التحية بأحسن منها، فهم من يمدني بالأمل والصمود، وهم من يُصدّرون لنا في الشتات الكثير من الأمل والخير.

مقالات مشابهة

  • اتنين بيحبوا بعض بس مايقدروش يتجوزوا.. يعملوا ايه؟ شاب يسأل وعلي جمعة يجيب
  • حمدان بن محمد خلال إفطاره مع ضباط وأفراد حرس الحدود: تحية شكر وعرفان
  • نشرة التوك شو| أصداء مشادة ترامب وزيلينسكي.. وعلي جمعة يوضح الحكمة من خلق الجنة والنار
  • مخرجات التعليم المهني وبوصلة المستقبل 2
  • حين تخجل من إلقاء تحية الصباح!
  • بمناسبة اليوم العالمي للدفاع المدني.. تحية تقدير من وزير الداخلية للعاملين في المديرية
  • سعود بن صقر: التعليم ركيزة أساسية ورافد مهم لإعداد قادة المستقبل
  • مكتوم بن محمد: الاستثمار في التعليم هو الأغلى والأهم للمستقبل
  • مكتوم بن محمد: الاستثمار في التعليم ركيزة تضمن ريادتنا بين الأمم
  • أعضاء مجلس التعليم والتنمية البشرية: التعليم رؤية وطنية شاملة لبناء الإنسان