فضل الأذكار والتسابيح في حياة المسلم .. تكفر الذنوب والآثام
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
ورد إلى الدكتور أحمد العوضي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، سؤال يقول: ما ثواب الأذكار والتسابيح؟ وهل تكفر الذنوب؟
ثواب الأذكار والتسابيحأجاب الدكتور العوضي بأن الذكر هو من أفضل ما يتقرب به الإنسان إلى ربه، مستشهدًا بقوله تعالى: "وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا"وأشار إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت".
وأضاف الدكتور أن للذكر فضائل عديدة وردت في القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى: "وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا"، موضحًا أن العلماء فسّروا "الباقيات الصالحات" بأنها التسابيح والأذكار.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الذكر يمثل صلة وثيقة بين العبد وربه، فهو سبب لمغفرة الذنوب، ومحو السيئات، وبركة في الرزق. كما دعا إلى الحرص على الانشغال بذكر الله في جميع الأوقات.
حكم ختام الصلاة جماعيًّاوأكدت دار الإفتاء المصرية أن الذكر عقب الصلاة، سواء كان جهرًا أو سرًّا، أمر واسع في الشريعة، واستشهدت بقوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ﴾، مشيرة إلى أن النصوص الشرعية لم تقيد طريقة الذكر.
كما أوضحت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية أن رفع الصوت بالذكر عقب الصلوات جائز، واستدلوا بما رواه مسلم عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: "رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم".
وأشار العلماء إلى أن الجهر بالذكر له فوائد، منها إيقاظ الغافلين، واستحضار القلوب، ونفعه يمتد ليشمل المحيطين بالمصلين.
ومع ذلك، أكدت اللجنة أن اختيار الجهر أو الإسرار يعتمد على المصلحة العامة، مع تجنب النزاع بين المصلين، وأن إمام المسجد هو المسؤول عن تقدير الأنسب بما يحقق وحدة الصف وراحة المصلين.
ختام الصلاة للصلواتأوضح الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية السابق، أن الأذكار والتسبيح المطلوب أداؤها بعد الصلاة يجب أن تكون عقب الصلوات المكتوبة مباشرة، كما دلت عليه الأحاديث النبوية. واستشهد بحديث ثوبان -رضي الله عنه-: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثًا، وقال: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام" (رواه مسلم).
أما بالنسبة لختام الصلاة للصلوات الفائتة، فقد أكد أن الأولوية تكون لقضاء تلك الصلوات أولًا، لأن أداء الفوائت هو الأهم، بينما ختم الصلاة بعد الفائتة يعتبر نافلة.
وأشار إلى فضل ختام الصلاة بما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من سبّح الله دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبّر الله ثلاثًا وثلاثين، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر" (رواه مسلم).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء الذنوب الذكر التسابيح الأذكار المزيد صلى الله علیه وسلم ثلاث ا
إقرأ أيضاً:
أفضلية التسمية باسمٍ من أسماء النبي عليه السلام
قالت دار الإفتاء المصرية إنَّ من أفضل الأسماء على الإطلاق أسماءُ نبيِّنا محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، ولد آدم عليه السلامُ وحبيبِ الرحمن، الذي قَرَنَ اللهُ عزَّ وجلَّ اسمَهُ بِاسْمِهِ ما دامتِ السماواتُ والأرض، وفي فضل التسمِّي بخصوص اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وَرَدَ الكثيرُ من الأحاديث والآثار.
ورد عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال: قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «سَمُّوا بِاسْمِي، وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي؛ فَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ» متفق عليه.
وعن محمدِ بن الْحَنَفِيَّةِ قال: قال عَلِيٌّ رضي الله عنه لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: إِنْ وُلِدَ لِي غُلَامٌ بَعْدَكَ أُسَمِّيهِ بِاسْمِكَ وَأُكَنِّيهِ بِكُنْيَتِكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» أخرجه ابن أبي شيبة في "الأدب".
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ وُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا تَبَرُّكًا بِهِ كَانَ هُوَ وَمَوْلُودُهُ فِي الْجَنَّةِ» رواه ابن بُكَير في "فضائل التسمية بأحمد ومحمد"، وقاضي المارستان في "مشيخته"، وهذا الحديث أمثل ما ورد في هذا الباب، وإسناده حسن؛ كما قال الإمام المناوي في "فيض القدير" (6/ 237، ط. المكتبة التجارية الكبرى).
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَّا يُدْعَى بِاسْمِهِ، إِلَّا آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ فَإِنَّهُ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ» أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "صفة الجنة"؛ وذلك تعظيمًا وتوقيرًا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فإنَّ العرب قد تعارفت على أنها إذا ما أرادت تعظيم إنسانٍ: كَنَّتْهُ، ويُكنَّى الإنسانُ بِأَجَلِّ ولده.
وثبتت أفضليَّةُ التَّسمِّي بأسماءِ الأنبياءِ، وبِاسم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم على جهة التفرَّد والخصوص؛ فإنَّه لا خلاف في ثُبُوتِ أفضليَّةِ التسمِّي بجميعِ أَسْمائِهِ صلى الله عليه وآله وسلم إذا ما أُرِيدَ بها التقربُ إلى الله تعالى، وحبًّا وتبركًا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد تعارفَ المسلمون منذ زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى عصرنا هذا على التعلّقِ بالتسمي بجميع أسمائه صلى الله عليه وآله وسلم، حتى إنَّه يمكن القول بأنَّه لا يخلو بيتٌ من بيوتِ المسلمينَ ممن تسمَّى باسمٍ من أسمائهِ صلى الله عليه وآله وسلم محبةً وتعلقًا وتبركًا به صلى الله عليه وآله وسلم.