عربي21:
2025-01-30@05:55:35 GMT

فلسطينيو الخارج والانتقاد الصريح للسلطة

تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT

للمرة الأولى منذ تأسيسه عام 2017، يوجه المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج انتقادا صريحا ومباشرا للسلطة الفلسطينية، بعد أن بلغت ممارسات الأخيرة تجاه أبناء شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية، وتحديدا في جنين ومخيمها، حدّا لا يُحتمل.

ما نشهده اليوم من صور تُدمي القلوب، من إذلال للشباب الفلسطيني وإجبارهم تحت التعذيب على الهتاف لعباس، فضلا عن إطلاق الرصاص الحي عليهم، يتجاوز كل الخطوط الحمراء.

هذه الانتهاكات تؤكد عبثية أي جهود تهدف إلى التوافق مع سلطة اختارت التنسيق الأمني مع الاحتلال كنهج دائم، ونافست قادتها في تقديم الولاء للمحتل على حساب الشعب وقضيته.

منذ انطلاقه، ركّز المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج على توحيد الجهود الفلسطينية بعيدا عن المناكفات السياسية، مكتفيا بإبراز معاناة الشعب الفلسطيني، خاصة في الشتات، ودعم صموده في الداخل. ومع ذلك، جاءت الجرائم التي تُرتكب في الضفة الغربية تحت ذريعة "الحفاظ على النظام" لتدفع المؤتمر إلى كسر حاجز الصمت.

هذا الانتقاد يعكس حالة إحباط متزايدة بين الفلسطينيين في الخارج، والذين طالما وقفوا إلى جانب أهلهم في الداخل وقدّموا الدعم المادي والمعنوي لتعزيز صمودهم. لكن رؤية ممارسات السلطة ضد المقاومين وتهاونها المفضوح مع الاحتلال، جعلت الكثيرين يشعرون بالخيانة، وكأن جهودهم تضيع في مسار لا يخدم القضية
هذه المرة، كان الانتقاد واضحا ومباشرا في نصوص العريضة التي تبنّاها المؤتمر، والتي رفعت شعار "الدم الفلسطيني خط أحمر". العريضة استنكرت بشدة ممارسات القمع والاعتقال والاستهداف بالقتل بحق المقاومين في الضفة الغربية، وطالبت بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال كخطوة أساسية في مواجهة الاحتلال.

ما يلفت الانتباه أن هذا الانتقاد يعكس حالة إحباط متزايدة بين الفلسطينيين في الخارج، والذين طالما وقفوا إلى جانب أهلهم في الداخل وقدّموا الدعم المادي والمعنوي لتعزيز صمودهم. لكن رؤية ممارسات السلطة ضد المقاومين وتهاونها المفضوح مع الاحتلال، جعلت الكثيرين يشعرون بالخيانة، وكأن جهودهم تضيع في مسار لا يخدم القضية.

التغيّر في لهجة الخطاب يعكس أيضا إدراكا متزايدا لدى فلسطينيي الخارج بأن السلطة لم تعد شريكا جديرا بالثقة في النضال الفلسطيني. فبدلا من تعزيز الوحدة الوطنية، أصبحت السلطة عاملا للانقسام والتفرقة، تستخدم قوتها الأمنية لحماية الاحتلال بدلا من الدفاع عن شعبها.

الانتقاد الصريح من المؤتمر الشعبي يعكس تطوّرا في وعي الجاليات الفلسطينية في الشتات، وإدراكها أن الصمت على ممارسات السلطة بات جريمة بحق القضية الفلسطينية. ومع تزايد التحدّيات الكبرى التي تواجه شعبنا، بدءا من محاولات تصفية الحقوق التاريخية عبر الاستيطان المتصاعد، ومشاريع الضمّ والتهجير، وصولا إلى الإبادة الجماعية في غزة والعدوان المستمر على القدس، لم يعد ممكنا تجاهل خطورة تلك الممارسات.

هذا الموقف يعيد التأكيد على أهمية فصل المسار الوطني الفلسطيني عن سيطرة السلطة، والعمل على إيجاد إطار وطني جامع يقف في وجه الاحتلال، بعيدا عن قيود التنسيق الأمني أو حسابات البقاء في السلطة.

لقد بات مشروع السلطة والحركة التي تمنحه الشرعية (فتح) معدوم الأمل بالكامل، ليس فقط بقرار الكنيست رفض "الدولة الفلسطينية"، ولا بالاستيطان المتصاعد، حتى في مناطق (ب)، حسب تصنيف "اتفاق أوسلو"، ولا بمخططات الضمّ والتهجير، ولم يعد ممكنا تبعا لذلك بيع أوهامه من جديد على الشارع الفلسطيني، الضرورة الوطنية تُحتّم هذا الموقف الصريح الذي تأخر كثيرا. حان الوقت لتصحيح المسار وإعادة توجيه البوصلة نحو العدو الحقيقي: الاحتلال الإسرائيليما يضع تلك السلطة وقيادتها التي هي ذاتها قيادة "فتح" و"منظمة التحرير" أمام ضرورة الاعتراف بالفشل. ألم يقولوا للناس قبل عشرين عاما إن لدى عباس مشروعا فاتركوه يجرّبه، وها هي الحصيلة البائسة شاهدة على الفشل الذريع؟!

إنه لأمر مؤسف أن نجد أنفسنا في موقف يُجبرنا على انتقاد القيادة الفلسطينية بدلا من حشد الجهود كاملة ضد الاحتلال، لكن يبدو أن الضرورة الوطنية تُحتّم هذا الموقف الصريح الذي تأخر كثيرا. حان الوقت لتصحيح المسار وإعادة توجيه البوصلة نحو العدو الحقيقي: الاحتلال الإسرائيلي.

بهذا الانتقاد الجريء، فتح المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج الباب أمام نقاش أوسع حول دور السلطة و"فتح" و"منظمة التحرير" ومسؤوليتها التاريخية تجاه شعبها وقضيته. والأمل أن يكون ذلك بداية لصحوة وطنية تعيد ترتيب الأولويات الفلسطينية وتفرض على تلك العناوين أن تغيّر نهجها، وإلا تعرّضت للعزل التدريجي من قبل الجماهير في الداخل والخارج، وصولا إلى تهميشها وإبعادها عن طريق القضية، وذلك بوصفها من أسوأ العقبات أمام مسيرة التحرير.

الحق أن "الطوفان" قد عزّز فضيحتها وكشف بؤسها، ولم يتبقّ الكثير حتى تنتهي كعنوان للتحرير، وتنكشف كعائق أمامه، وإن استغرق ذلك بعض الوقت.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية الضفة السلطة فلسطينيي الخارج فلسطين السلطة الضفة فلسطينيي الخارج مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات عالم الفن صحافة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المؤتمر الشعبی مع الاحتلال فی الداخل التی ت

إقرأ أيضاً:

فتح: لقاء المبعوث الأمريكي بممثل السلطة الفلسطينية بداية لكسر جمود العلاقات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد عضو المجلس الوطني لحركة "فتح" تيسير نصر الله، أن لقاء المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ومسئول السلطة الفلسطينية حسين الشيخ في الرياض، يُعد بمثابة بداية لكسر حالة الجمود بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية التي استمرت لأعوام.
وقال عضو حركة "فتح" في مداخلة مع قناة "الحرة" الأمريكية اليوم الأربعاء، "إن لقاءات المبعوثين الأمريكيين مع ممثلي السلطة الفلسطينية، كانت تبحث وقف العدوان والمضي على طريق السلام الذي سيفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية".
وأوضح أن تلك اللقاءات تتضمن عرض موقف السلطة الفلسطينية ورفض التهجير الذي يثير غضب الشعب الفلسطيني الذي يتعرض منذ عدة أشهر لحرب إبادة جماعية وتطهير عرقي، لافتا إلى أنه سيتم العمل دائما على عدم الفصل ما بين الضفة الغربية وغزة، فهذا الربط الجغرافي والسياسي غير مقبول تغييره.

مقالات مشابهة

  • توجه إسرائيلي لترويج فكرة تهجير سكان غزة مع دخول ترامب للسلطة
  • فتح: لقاء المبعوث الأمريكي بممثل السلطة الفلسطينية بداية لكسر جمود العلاقات
  • حماس تستهجن تصريحات السلطة الفلسطينية حول دولة مصغرة  
  • لأول مرة الاتجاه المعاكس في دمشق.. كيف ينظر السوريون لبناء بلدهم من جديد؟
  • السيسي: مصر تولي أهمية لتعزيز دور السلطة القضائية في المجتمعات الأفريقية
  • هل تخدم السلطة الفلسطينية خطط نتنياهو؟
  • الاتحاد الأوروبي يؤكد دعمه للسلطة الفلسطينية والأونروا ويشدد على أهمية حل الدولتين
  • فلسطينيو الخارج: دعوة ترامب لتهجير أهل غزة نهج استعماري مرفوض
  • أحزاب المشترك تدين التصريحات التي تدعو إلى تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة
  • الكسوف المستمر.. شمس يناير التي ما زالت تؤذي أعيّن السلطة في مصر