حميدتي كان هو الأداة المثالية للسيطرة والتحكم في السودان أو لتدميره إن لزم الأمر
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
أي جهات تريد اختراق بلد مثل السودان والسيطرة عليه ستحاول ذلك عن طريق الجيش. ولكن في حالة السودان هناك مدخل أفضل من الجيش هو الدعم السريع. قوات تخضع بشكل كامل لشحص واحد من خليفة بدوية؛ رجل جاهل بعقلية مرتزق يفهم لغة المال والسلطة أكثر من أي شيء آخر؛ يُمكن التحكم استخدامه للاستيلاء على الدولة وإزاحة القوة التي تقف حائط صد أمام المطامع الخارجية، هذه القوة هي الجيش كمؤسسة وطنية والإسلاميين كتيار سياسي قومي يؤمن بسيادة الدولة واستقلال قرارها.
هكذا كان حميدتي هو الأداة المثالية للسيطرة والتحكم في السودان أو لتدميره إن لزم الأمر.
إن حجم حميدتي أكبر من أن يكون صناعة الإنقاذ لوحدها؛ صحيح البشير هو من جاء به في البداية، ولكن هناك من كبَّره وقوَّاه بما هو أكبر من موارد الدولة السودانية. ما قاله أحد أبواق الدعم السريع رداً على ود الفكي حين قال الدعم السريع تكون بأموال دافعي الضرائب وقال له البوق المطلع ما معناه أن الدعم السريع كان يصرف على الدولة نفسها من ماله الخاص يؤكد ذلك؛ يؤكد أن الدعم السريع كان ينمو ويتمدد بأموال وإمكانيات من خارج موارد الدولة ومن خارج السودان.
ولذلك، حينما نتكلم عن الدعم السريع لا يجب أن نحمِّل الجيش فوق طاقته. الأمر لا يتعلق بتاجر حمير بدوي استطاع أن يتمدد تحت بصر الجيش وسمعه حتى كاد أن يبتلع الجيش والدولة،
ولكنه كان مجرد أداة لقوى خارجية لها موارد ضخمة ومكر وتخطيط وأهداف، وهي التي كانت تبني الدعم السريع بشركاته الإقتصادية وقدراته العسكرية وتمدده السياسي والاجتماعي عبر الواجهات والوسائل المختلفة.
هذا العمل الضخم ليس عمل شخص واحد كان يرعى الإبل فتحول إلى محارب تحت ظل البشير ثم أصبح فجأة شخصاً خارقاً بهذا الطموح وهذه القدرات. فحتى طموحه للسلطة هو طموح مصنوع ومدفوع من الخارج. ولذلك فالمعركة الحقيقة ليست مع حميدتي، هي مع من يقفون خلفه ولقد هزمناهم وسنهزمهم.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع يهاجم أم درمان بالمسيرات ويقتحم 10 قرى بشرق النيل
شنت قوات الدعم السريع فجر اليوم هجوما بالطائرات المسيرة على مواقع شمالي أم درمان في السودان، كما "اقتحمت ونهبت" نحو 10 قرى في محلية شرق النيل، وفقا لما ذكره مصدر مطلع للجزيرة وإعلام حكومة ولاية الخرطوم.
وأوضح المصدر المطلع أن قوات الدعم السريع شنت هجوما بالطائرات المسيرة على دفعتين على مواقع في محلية كرري، مضيفا أن المضادات الأرضية للجيش السوداني تصدت لها.
ويعد هجوم الدعم السريع بالمسيرات اليوم هو الثاني من نوعه حيث تعرضت أمس قاعدة وادي سيدنا العسكرية لهجوم مماثل أوقع خسائر بشرية ومادية محدودة، وفقا لمصادر عسكرية في الجيش السوداني.
وإضافة إلى الهجوم بالمسيرات رصد مراسل الجزيرة أصوات نار كثيفة فجر اليوم شمالي أم درمان.
وفي إطار متصل قال إعلام حكومة ولاية الخرطوم في بيان صحفي اليوم إن قوات الدعم السريع "اقتحمت ونهبت نحو 10 قرى ببادية أم ضوا بان" بمحلية شرق النيل التابعة للخرطوم بحري.
وأضاف البيان أن عمليات النهب طالت ممتلكات المدنيين والمرافق العامة بما في ذلك ألواح الطاقة الشمسية المستخدمة في محطات توفير المياه.
جانب من آثار الدمار الذي لحق بمساكن مدينة الفاشر خلال معارك سابقة (مواقع التواصل) معارك الفاشرولا تزال تشهد أرجاء أخرى من السودان معارك بين الجيش وقوات الدعم السريع حيث قتل مساء أول أمس السبت 7 مدنيين وجرح 47 آخرون نتيجة قصف مدفعي مكثف شنته قوات الدعم السريع على سوق مخيم أبو شوك للنازحين شمالي مدينة الفاشر، غرب السودان، وفقا لمصادر محلية.
وكانت المدينة شهدت خلال يومي الجمعة والسبت تبادلا للقصف المدفعي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما اضطر عشرات المواطنين، معظمهم من الأطفال والنساء، للفرار من منازلهم إلى أماكن أكثر أمانا.
ووفق مصادر محلية، تواصل قوات الدعم السريع استهداف منازل المدنيين في وسط مدينة الفاشر باستخدام المدفعية الثقيلة، حيث تركز قصفها على بعض الأحياء الجنوبية والغربية.
وشُوهدت مساء أمس الأحد طائرة حربية للجيش السوداني تحلّق في سماء المدينة، كما عزز الجيش وحلفاؤه دفاعاتهم في الأحياء الشرقية تحسبا لأي هجوم محتمل.
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال زيارته لسنجة بعد استعادة السيطرة عليها (مواقع التواصل) استعادة سنجةوكان الجيش السوداني أعلن أول أمس السبت استعادته السيطرة على مقر الفرقة 17 في مدينة سنجة حاضرة ولاية سنّار وسط السودان، وذلك بعد معارك ضارية شهدتها المدينة على مدى يومين.
وتعد "سنجة" أول عاصمة ولائية يستطيع الجيش السوداني استعادتها من قبضة قوات الدعم السريع، منذ اندلاع الحرب التي يشهدها السودان منذ 15 أبريل/نيسان من العام الماضي، وتعد سيطرة الجيش عليها إنجازا إستراتيجيا لوقوعها عند محور أساسي يربط بين مناطق يسيطر عليها الجيش في شرق السودان ووسطه.
في المقابل، لا تزال قوات الدعم السريع تتواجد في بعض مناطق من ولاية سنار، خاصة في "الدالي والمزمزم وأبو حجار وكركوج وقرى غرب الدندر"، وفقا لوسائل إعلام محلية.
كما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم مناطق ولاية الجزيرة باستثناء مدينة المناقل والمناطق المجاورة لها والتي تمتد حتى حدود ولاية سنار جنوبا وغربا حتى ولاية النيل الأبيض.
وتسببت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في تشريد أكثر من 11 مليون شخص، من بينهم 3.1 ملايين نزحوا خارج البلاد، حسب المنظمة الدولية للهجرة.