تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

_ عزة هيكل: نعاني من فراغ قيمي وفني وموضوعي.. وعلى الدولة دعم العقول 

_ محمد شوقي: الأفلام المقدمة حاليًا لا تشبع ولا ترضى الذوق العام 

_عزة فتحي: نعيش عصر ثقافة الازدحام.. والناس تحن لأخلاقيات الفنانين الراقية ووطنيتهم

_ حسن يوسف: الفن تولى معالجة القضايا الهادفة في الخمسينيات والستينيات.

. والآن يسود التفكير السطحي و«الهيافة»

انتشرت العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تعرض وتُمجد زمن الفن الجميل، ويدخلها المتابعون؛ بحثًا عن أغنية أو فيلم قديم، يسترجع معه ذكرياته، ويعيد إليه روحا افتقدها، وأحاسيس أصبحت كالخيال، فيما يُسمى بـ«النوستالجيا». ولكن الغريب، أن الأجيال الشابة أيضا تنفعل وتتحمس لما ينشر من أعمال فنية من العصور القديمة، فهل ذلك يعود إلى قيمة وتفرد تلك الأعمال، أم السبب هو حالة الفراغ الفني والقيمي التي يعيشها المجتمع.

«البوابة نيوز» تفتح ملف الحنين إلى الماضي، وسبب غياب قيم الجمال والفراغ الفني الذي يشهده المجتمع، عبر استطلاع آراء نقاد الفن وأساتذة الفلسفة وعلم الجمال وعلم الاجتماع ومؤرخي الفنون.

تقول الكاتبة والناقدة الدكتورة عزة هيكل، أستاذ الأدب المقارن، مستشار رئيس الأكاديمية العربية للإعلام، إن هناك فراغا قيميا وفنى وموضوعيا، لذلك يلجأ الناس الى المرحلة التى يوجد بها الفترة الزمنية الخصبة، المليئة بالإنتاج الفني الحقيقي والدرامي والسينمائي، والمسرحي، والاستعراضي. 

وأضافت أستاذ الأدب المقارن، إنه فى هذه المرحلة، يصبح لدى الناس حنين للزمن الجميل المليء بالثقافة والفن الحقيقى، والذى يوجد به بعض المثاليات، لا نستطيع ان نقول إن كل ما كان يعرض مثاليا، ولكن كان هناك زخم وحالة فنية كبيرة، على سبيل المثال مصر كانت تعرض ٢٠٠ مسلسل فى العام الواحد، نجد منها ٢٠ مثلا بجودة عالية، لكن الآن يُعرض ٤٠ عملا دراميا، منها عملا أو اثنين جيدين وأحيانا لا يوجد.

وتابعت: نفس الأمر تشهده السينما، وكان لدينا إنتاج سينمائى يتخطى الـ ٥٠ او ٦٠ عملًا فى العام الواحد، أما الآن الأعمال تُعد على أصابع اليد الواحدة، وكان هناك مسرح متنوع به تعريب وترجمات وإعادة لأعمال قديمة، لكن الآن المسرح "بعافية كبيرة"، ولدينا قصور ثقافة جماهيرية كان من الممكن أن نعمل من خلالها، وهذه قضية كبيرة أتمنى أن نلتفت إليها وأن يصبح هناك قياسات للرأى العام.

كما انتقدت الدكتورة عزة هيكل، الصفحات التى تتحدث عن ثروات هؤلاء الفنانين والفنانات، أو تتحدث عن أحدث ظهور لهم فى إطلالاتهم، وما يرتدون، وما يمتلكون، من ملابس، وساعات ثمينة، وإكسسوارت، وسيارات فاخرة، وغيرها من الصفحات التى تتحدث عن زواج وطلاق الفنانين والفنانات والعلاقات غير السوية مثل المساكنة، أو نشر صور فاضحة لهم، كل ذلك استهلاك واستدعاء للشهرة. 

وأكدت "هيكل" أن المجتمع المصرى أو المتلقى المصرى لديه فهم ووعى عن ما يحدث على شبكات التواصل الاجتماعي، من أخبار المشاهير التى باتت للأسف الشديد جميعها مستفزة، اخبار تستفز المشاهد والمتلقي والمتابع اقتصاديا واجتماعيًا ونفسيًا.

وأوضحت أن من الطبيعي أن المتلقي والجمهور المصري، يحن الى زمن المثاليات، للبحث عن جمال طبيعى، والبحث عن مواقف إنسانية نبيلة، وعن قدوة ومثل، لأن الفنانين حاليا ليس لديهم إنتاج فنى حقيقى، فهم يعملون بالإعلانات ويحضرون مهرجانات ويقومون بعمل جلسات للتصوير، لكن ما هو الإنتاج الثقافى والفنى لهم وما هو الدور الذى يقدموه فى المجتمع لا يوجد.

وتساءلت "هيكل" أين هي الدراما التى تُناقش قضايا المجتمع وما يعيشه المواطن؟ جميعها أعمال مقتبسة وأعمال ورش ومفبركة لا تعبر عن الواقع ولا تمسه، فكثير من الفنانين أصبحوا غير مرتبطين بالواقع، ولكنهم مرتبطين بكل من يدفع، يهرولون وراء من يدفع لهم، يقومون بحضور مهرجانات لكل من يدفع لهم، ولم نر فنانًا متعاطفًا مع ما يجري من حولنا لما يحدث فى سوريا وغزة والسودان واليمن وليبيا، كل ما يهم أن يظهروا بشكل مبالغ فيه من أناقة، مع جنوح إلى كل ما هو استهلاكي.

وتؤكد أستاذ الأدب المقارن أن هناك أصواتا مصرية رائعة، وفنانين كان لديهم دور والحان جميعها ذات معنى وقيمة وكل مرة تتلقاها بأسلوب مختلف فن حقيقى، لذلك نقوم بسماعه أكثر من مرة، لكن ما يسمى بالمهرجانات هى موجة من موجات الغضب والرفض تأتى بسبب انقلابات فى السلم الاجتماعى وهزات شديدة، كما حدثت فى أمريكا خلال حرب فيتنام، وحدثت فى أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، يحدث موجات وواقع جديد من الفن يحاول أن يعبر عن الطبقة العشوائية الكادحة التى لم تتلق القدر الكافي من التعليم والثقافة، وتعبر عن مرحلة ربما تتلاشى أو تتطور أو تتغير أن تصبح أفضل، ونختار منها الأنسب، أعتقد أننا قادرون على حسم الأمر.

وأضافت: "الفنان لا بد وأن يكون لديه رسالة ودور، وقيمة فى المجتمع لا بد وأن يقدم للمجتمع ما يرضيه ليس ليخاطب غرائزهم ولكن ما يتماشى ويعبر عنهم، والطبيعى أن الجمهور يلفظ هذا النوع من الفن وهؤلاء الفنانين".

وقدمت الدكتورة عزة هيكل روشتة للخروج من الأزمة، وطالبت بإفراد مساحة للنقاد الحقيقيين، وليس فقط نقاد الموقف أو النقاد الشخصيين، ولكن النقد العلمى الفنى المدروس، والذى يتميز بالموضوعية وليس مجرد الرفض والهجوم أو التقليل من الشأن. 

وتابعت: "النقد هو إبراز الجوانب السيئة والجوانب المضيئة هو نوع من تنمية الذائقة الفنية عند الجمهور وعند المتلقى، ويجب أن يصبح هناك برامج ثقافية وفنية أكثر لتتنافس فيها الفنون المختلفة وليس الدراما والمسرح والسينما فقط، نتمنى أن يصبح أن هناك برامج فنية وموضوعية حقيقية، وليس تلك التى تستضيف فنانين أو أشباه فنانين، وتتحدث عن زواجهم وطلاقهم وفساتينهم". 

وأردفت: "وعلى الدولة دور فى ذلك، مثلما تنفق الدولة على دعم الغذاء، لا بد وأن يصبح هناك دعم للعقول، مثل الثقافة والتعليم ولا بد أن يصبح هناك مهرجانات للأغاني والدراما والمسرح والسينما ليس للتكريم والحفلات فقط، وأن يصبح هناك عرض لأعمال مصرية مسرحية وسينمائية ودرامية. 

كما طالبت "هيكل" بضرورة أن يصبح لدينا مهرجانات تجوب المحافظات وأن يصبح لدينا إنتاج لجميع أنواع الفنون "فن تشكيلي وإيقاعي واستعراضي ومسرح في كل المحافظات بفعاليات وعروض على مدار شهر أو أسبوع وأن يعمل فيها العاملون الحقيقيون، ويعرض فيه أفلام قصيرة وروائية وتسجيلية.

الزمن الجميل

وقال الأستاذ الدكتور حسن يوسف، أستاذ الفلسفة وعلم الجمال بأكاديمية الفنون، إن ما يدفعنا إلى وصف الفن في الماضي بأنه كان الأفضل، يعود إلى أن الزمن الجميل وخاصة القرن الماضي، كان لديه فكرة وله قيمة يقدمها.

والفنون تسقط داخل المجتمعات عندما نفتقد الهوية، ونفتقد الاتجاه، وبالتالي في الخمسينات والستينيات كان هناك قضية يتولاها الفن، وكان له قيمة لأنه يعبر عن فكرة وقضية ما، وهو ما كان يعبر عنه الفن في السينما والغناء..

وأضاف أستاذ الفلسفة والجمال، أننا في زمن الفقر الفني لأنه لا يوجد توجه ولا رؤية وبالتالي نحن نعاني، ومثال على ذلك أيام الستينيات، ثروت عكاشة كان وزيرًا للثقافة، وهو من اقترح على الرئيس جمال عبد الناصر، إنشاء أكاديمية الفنون نظًرًا لأهميتها للمجتمع وللفنون، وكان الفن في بؤرة اهتمامه، فكان الجيل المعاصر يجد قيما وأفكارا وجمالا وقضية، أما الآن فنجد جيل فاقد للتوجه والاتجاه.

وعن نشر السوشيال ميديا للسلبيات فقط دون الإيجابيات، أرجع الدكتور حسن يوسف السبب الأساسي إلى سيادة التفكير السطحي والهيافة، ولم تعد لديك قضية، ناهيك عن تدمير التعليم منذ الثمانينيات، وطالب بعودة حصة الموسيقى في المدارس مرة أخر، لأنها أحد العلاجات لهذا المجتمع مع الاسرة في المنزل.

ويرى أن السبب الرئيسي والأساسي فى انتشار الأغاني الهابطة هو إنهاء واختفاء الطبقة الوسطى وهي تعد أهم طبقة في المجتمع، والطبقة السائدة الآن هي الطبقة الشعبية أو الشعبوية، وهي التي تتحكم في المشهد الفني ولذلك البيئة الاجتماعية بها خلل كبير.

بينما تؤكد الأستاذة الدكتورة عزة فتحى، أستاذ مناهج علم الاجتماع بجامعة عين شمس، خبيرة الأمن الفكرى، أن السوشيال ميديا تحولت للحنين للفن الجميل والزمن الماضى، لأننا الآن نعيش عصر ثقافة الازدحام، فكل شىء سريع.

وأوضحت أن الناس أصبحت تحن لأخلاقيات الفنانين الراقية ووطنيتهم وكيف وقفوا بجانب الوطن فى حرب ٦٧ وحرب ٧٣ وضحوا بالمال والجهد، لصالح المجهود الحربي، ونذكر على سبيل المثال أم كلثوم، وعبد الحليم وكيف شاركوا الناس همومهم وأحزانهم وأفراحهم، واختيارهم لمعانى الكلمات، ومستوى الإتقان، لكل شىء من كلمة ولحن وملابس، وفرق موسيقية، حتى الأفلام حسن اختيار النص، وضروري أن يعبر عن مشكلات المجتمع وآماله وأهدافه.

وعن العشوائية فى الغناء أو الموسيقى، أكدت الدكتورة عزة فتحي، أن ما يحدث الآن من انتشار لأغان هابطة، ومزعجة، تجذب جيل الشباب لا تعد فنا شعبيا بل هى نوع من الكلمات الغريبة مع موسيقي صاخبة، أو راقصة بهدف استهلاك وقتى لفئة معينه منها، سائقو التوكتوك، أو الميكروباص، والشباب ينجرفون بفعل حب المغامرة والتغيير، و"الروشنة" كما يطلقون.

الحنين إلى الماضى

وفيما يتعلق بالحنين إلى الماضي، رأى المؤرخ الفني محمد شوقي، أن الفن يعبر عن المجتمع بكل طوائفه، وبكل أحداثه وسلوكياته، وبكل تغييراته، وهذا ما شاهدناه في أفلام الزمن الجميل، من سلوكيات الناس في الشارع، وهذا كان يعبر عن هذه الحقبة الزمنية، بالإضافة إلى أن الأفلام كانت تُعالج قضايا، وسلوكيات المجتمع بشكل يحترم الُمشاهد، وهناك أفلام كثيرة عبرت عن ذلك، مثل "جعلوني مجرما" و"أولاد الشوارع"، و"رصيف نمرة خمسة"، وكانت تُحاكي الواقع ولها رسالة من مضمون محتواها.

وأشار المؤرخ الفنى الى أن مواقع التواصل الاجتماعي مليئة بالحديث عن نجوم الزمن الجميل "نوستالجيا"، وعندما نشاهد الأفلام القديمة على موقع "يوتيوب"، نرى تعليقات من شباب في مرحلة العشرينيات، ونفاجأ باتجاهات الشباب نحو هذه الأفلام التي مر عليها سنوات عديدة، وهذا يدل على أن الأفلام التي تقدم حاليا لا تشبع ولا ترضي الذوق العام، ومثال على ذلك أنك تشاهد أفضل الأفلام الحالية مرة واحدة فقط، ولا تريد أن تشاهده ثانية، بخلاف ما يحدث لأفلام الزمن الجميل، لأن في زمن الفن الجميل كانت الأعمال السينمائية او الدرامية لها حضور، ولا يزال يشاهده جيل بعد الآخر.

ولفت إلى أن الأجانب حتى الآن يستمعون الي كوكب الشرق أم كلثوم، وفي العام الماضي جرى استفتاء على أهم ٢٠٠ فنان في العالم، وكوكب الشرق كانت من ضمنهم، وهذا فخر لنا وشرف كبير، لأن الفن المصري في عصر زمن الفن الجميل ملا زال موجودا خارج مصر بشكل كبير.

وعن المهرجانات الفنية، أشار "شوقي" إلى أن الأحداث الفنية من مهرجانات فنية تختلف كليا عن المعنى الحقيقي لها، حيث لا نري حاليا سوى الريد كاربت، والأزياء، ولا نعرف ما يقدمه هذا المهرجان، وطوال أوقات المهرجانات، التي حدثت مؤخرا كانت السوشيال ميديا لا تتحدث إلا على زمن الفن الجميل.

وتابع: " وجميعنا لاحظنا هذا وتعجبنا من هذا التصرف، وعلي سبيل المثال تحدث السوشيال ميديا عن مهرجان كان السينمائي ومشاركة نجمات ونجوم مصريين، وكم كانوا وجهة مشرفة لمصر بحضورهم المميز والراقي، وحتي المناسبات الأسرية لفناني الجيل القديم كانوا حريصين علي الظهور أمام الكاميرا بشكل يحترم المشاهد ويقدره وهذا يعكس ما نحن فيه".

ويرى "شوقي" أننا نعود لنشاهد أفلام الزمن الجميل، ومشاهدة هذه الأفلام تأتي بعلاج نفسي ورحلة جميلة للخروج من مشاكلنا، وأزماتنا، لأن الزمن الجميل به جماليات كثيرة، بدليل أنه يعيش حتى الآن.

وقال "شوقى": "لدينا إمكانيات ضخمة جدا ومهمة ونحتاج أن نقدمها بشكل يواكب الذوق العام، ونحتاج أن نقدم فن أكثر منه صناعة أو تجارة، فالأعمال السينمائية بعضها يحقق نجاحا كبيرا، لكنها لم تعيش وللأسف نحتاج الموهبة تصبح أقوى في الكتابة والخراج والتأليف، ونحن الآن لا يوجد بيننا إحسان عبدالقدوس، ولا يوسف السباعى، لكننا لدينا العديد من المواهب ولو بحثنا عنهم لوجدناهم بيننا لكن يحتاجون الى أن نرعاهم". 

 

 

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: عزة هيكل محمد شوقي مواقع التواصل الاجتماعي النوستالجيا الحنين إلى الماضي حسن يوسف زمن الفن الجمیل السوشیال میدیا الدکتورة عزة الزمن الجمیل تتحدث عن وأن یصبح ما یحدث یعبر عن لا یوجد إلى أن التى ت

إقرأ أيضاً:

سامر المصري يعود بـ”أبو جانتي” ويفتح قلبه عن مشاريعه الجديدة

نقلنا لكم – بتجــرد: يستعد النجم السوري سامر المصري لتصوير جزء جديد من مسلسله “أبو جانتي” الذي قدّمه قبل 14 عاماً، وكذلك المسلسل الشهير “باب الحارة” الذي جسّد فيه شخصية “العقيد أبو شهاب”، كما شارك أخيراً في الفيلم الأميركي “ما وراء الإعجابات” متحدّثاً خلاله باللغة الإنكليزية. في حوار له مع مجلة “لها”، يتحدث سامر المصري عن مشاركته في الفيلم الأميركي، ويكشف سبب ترشيحه النجمة السورية جومانا مراد لتشاركه فيه، وكواليس التحضيرات للجزء الجديد من مسلسله الشهير “أبو جانتي”، وتأثير فيلم “نزوح” الذي قدّمه منذ فترة في مسيرته الفنية. إلى نصر الحوار…

-كيف ترى تجربتك الأخيرة في الفيلم الأميركي “ما وراء الإعجابات”؟

كانت تجربة رائعة ومختلفة تماماً عن أي عمل فني قدّمته من قبل. فالمشاركة في فيلم سينمائي عالمي تتطلب مستوى عالياً من الاحترافية، وتمنحك فرصة التواصل مع ثقافات وأساليب جديدة في التمثيل والإنتاج. ورغم أنني شاركت سابقاً في أفلام عالمية مثل “المختارون”، وهو فيلم عربي ولكن بإنتاج عالمي، و”The Misfits” مع نجوم كبار مثل بيرس بروسنان وتيم روث، إلا أن ما يميّز فيلم “ما وراء الإعجابات” هو أنه يحمل طابعاً كوميدياً خفيفاً، ويمرّر رسائل اجتماعية بطريقة ذكية.

-كيف وجدت التمثيل باللغة الإنكليزية؟

التمثيل باللغة الإنكليزية لم يكن تحدّياً صعباً بالنسبة إليّ، لأنني درست الأدب الإنكليزي ومثّلت بهذه اللغة من قبل، لكن المختلف في هذه التجربة كان التعامل مع المصطلحات العامية الجديدة، فالتمثيل بلغة مختلفة يتطلب منك أن تخلق حالة عاطفية متكاملة، وهو ما يمنحك أدوات جديدة تساعدك في تقديم الشخصية.

-ما سبب ترشيحك جومانا مراد لتشاركك في الفيلم؟

جومانا فنانة موهوبة وصديقة عزيزة، وتجمعنا كيمياء فنية، وعندما أُتيحت لي فرصة المشاركة في هذا الفيلم، شعرت بأن جومانا ستُضيف الى العمل بفضل خبرتها وحضورها القوي، بجانب أن الجمهور العربي كان متحمّساً جداً لرؤيتنا معاً من جديد بعد نجاح ثنائيتنا الشهيرة “العقيد أبو شهاب وشريفة” في مسلسل “باب الحارة”.

مسلسل “ستيليتو” حقق نجاحاً باهراً في الوطن العربي، ما السبب في رأيك؟

“ستيليتو” هو بطولة جماعية، وقدّم قصة تحاكي واقع المشاهدين وتجسّد يومياتهم بطريقة مميزة وبنوع جديد من الدراما العربية، ولذلك تعلّق الجمهور بالشخصيات واستمتع بمتابعة الأحداث.

هل أُعجبت بمسلسلات عربية خلال الفترة الماضية؟

بالطبع، هناك أعمال فنية مميزة قُدّمت خلال الفترة الماضية وشدّتني لمتابعتها، مثل “رشاش” و”الهرشة السابعة” و”الزند” و”ابتسم أيها الجنرال”. أرى أن الدراما العربية تتطوّر باستمرار، ولكن علينا أن نحافظ على الجودة ونبتعد عن التكرار والاستسهال في تقديم الأفكار.

كيف ترى فيلم “نزوح” في مسيرتك الفنية؟

“نزوح” كان تجربة مؤثّرة جداً بالنسبة إليّ كفنان سوري، وهو فيلم يسلّط الضوء على معاناة الشعب السوري خلال سنوات الحرب، وكان بمثابة صرخة إنسانية في وجه الظلم. أعتقد أن هذا الفيلم سيبقى محفوراً في ذاكرة الجميع كأحد الأعمال السينمائية التي وثّقت معاناة السوريين، وتحديداً في الفترة الحالية التي نشهد فيها تحرير سوريا.

ما سبب ابتعادك عن دراما رمضان لسنوات؟

الابتعاد لم يكن قراراً واعياً بمقدار ما كان نتيجة لعدم العثور على السيناريوهات التي تحترم عقلية الجمهور وتضيف الى مسيرتي الفنية. بطبيعتي، أفضّل الابتعاد عن الساحة الفنية على أن أقدّم عملاً لا يرضي طموحاتي أو لا يليق بالمستوى الذي اعتاده جمهوري مني.

تحضّر حالياً لجزء ثالث من مسلسل “أبو جانتي”، حدّثنا عنه؟

“أبو جانتي” عمل درامي مميز في مشواري الفني، وله مكانة خاصة في قلبي، ومنذ قدّمته قبل 14 عاماً والجمهور يطلب مني جزءاً جديداً، حيث كان مخطّطاً للمسلسل أن يكون بأجزاء متعددة، وكل جزء يُصوّر في بلد مختلف، والعودة لتقديم جزء ثالث منه تحمل مزيجاً من الحماسة والتحدّي، وربما يعود “أبو جانتي” إلى شوارع الشام ليحكي قصصاً جديدة تعكس واقع سوريا اليوم.

ما التغيير الذي سيحدث في الجزء الثالث من المسلسل؟

الجزء الثالث من المسلسل سيكون مختلفاً في الطرح وسيحمل الكثير من المفاجآت، حيث سيتناول قضايا من واقع مجتمعنا اليوم، مع الحفاظ على الطابع الكوميدي والإنساني الذي اتّسم به جزؤه الأول، لكن سنحرص كفريق عمل على تسليط الضوء على سوريا التي تأثّرت بالحرب وسوريا الجديدة، مع الحفاظ على الروح التي أحبّها الجمهور في شخصية “أبو جانتي”.

شخصية “العقيد أبو شهاب” التي قدّمتها في مسلسل “باب الحارة”، ما الذي تمثّله لك فنياً وإنسانياً؟

لا تزال شخصية “العقيد أبو شهاب” راسخة في أذهان الجمهور، وأفتخر بأنني كنت جزءاً من نجاح المسلسل، فـ”أبو شهاب” هو رمز للرجل السوري الشهم الأصيل، وأشعر بالامتنان للجمهور الذي أحبّ هذه الشخصية التي أعتز بها كثيراً في مسيرتي الفنية.

كيف ترى مشاركتك في أكاديمية المؤثّرين العرب؟

هي تجربة مميزة جداً ومختلفة عن كل التجارب الفنية التي خضتها من قبل. أرى أن من واجب الفنان أن يكون له دور في توجيه الجيل الجديد نحو تقديم محتوى هادف وذي تأثير إيجابي. في الحقيقة، الأكاديمية كانت فرصة للتواصل مع شباب لديهم طموحات كبيرة، واستخدام الفن والتأثير الرقمي بهدف التغيير الى الأفضل.

ما هي رسالتك لزوجتك؟

زوجتي نيفين هي شريكة حياتي وأم أولادي، وأقول لها: “أشكرك على صبرك ودعمك الدائم لي. أنتِ القوة التي تحفّزني على الاستمرار، وأتمنى أن يكون هذا العام مليئاً بالحب والفرح لنا ولعائلتنا”.

ما هي هوايات أبنائك؟ وهل يحب أحدهم التمثيل؟

لدي ثلاثة أبناء، هم: عمر وورد اللذان يفضّلان الرياضة؛ فعمر يحب السباحة وورد يعشق لعبة كرة القدم، وياسمين التي تحب الموسيقى والعزف، علماً أن عمر مثّل مراراً في صغره، وورد جرّب التمثيل لفترة قصيرة. أعتقد أن عمر موهوب ويحب التمثيل، لكنه اختار العمل في مجال المحاماة وإدارة الأعمال. أؤمن بأن كل واحد من أبنائي سيجد شغفه في المجال الذي يستهويه، وسأدعمهم بقوة مهما كانت اختياراتهم في الحياة.

ما هي هوايتك بعيداً من الفن؟

أحب القراءة، خاصة الروايات والكتب التاريخية، كما أهوى السفر وأعتبره جزءاً مهماً من حياتي، بحيث يمنحني الفرصة للاسترخاء والتعرف على ثقافات جديدة، كذلك أجد متعة كبيرة في السباحة والرياضة بشكل عام.

هل تفكّر في تقديم أعمال فنية سورية قريباً؟

بالتأكيد أسعى دائماً لتقديم أعمال فنية تعكس الواقع السوري وتساهم في إيصال صوت الناس. هناك الكثير من القصص الإنسانية التي تحتاج الى تسليط الضوء عليها من خلال الأعمال الفنية.

أمنياتك في العام الجديد؟

أتمنى أن أقدّم أعمالاً فنية مميزة تضيف إلى مسيرتي الفنية وتنال إعجاب الجمهور، وعلى الصعيد الشخصي والإنساني أتمنى السلام لعائلتي ولوطني الحبيب سوريا، وأدعو أن يكون العام الجديد بداية لمرحلة جديدة مليئة بالحب والأمل للجميع.

main 2025-02-28Bitajarod

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأمريكي: لم تكن هناك حاجة لقدوم زيلينسكي للبيت الأبيض وأن يصبح عدائيًا.
  • د. عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي في حواره لـ"البوابة": نستعد لتنفيذ المسح القومي الجديد لمشكلة المخدرات في المجتمع المصري خلال العام الجاري
  • سامر المصري يعود بـ”أبو جانتي” ويفتح قلبه عن مشاريعه الجديدة
  • "البوابة نيوز" ترصد اليوم الدراسي المسائي في مدرسة المستقبل بالمطرية.. صور
  • رئيس جامعة حلوان: معرض "حكاية مصرية" يجسد عراقة الفن المصري
  • أنتوني: متحمس لمواجهة ريال مدريد..وسأبذل قصارى جهدي
  • أسعار صرف الدولار امام الدينار العراقي
  • بعد التألق أمام توتنهام..غوارديولا يراهن على جيل السيتي الجديد
  • نشرة الفن | قائمة ضحايا رامز إيلون مصر في رمضان .. وتطور حالة ريكو بعد دخوله المستشفى
  • طارق لطفي في حوار خاص لـ "البوابة نيوز": مشاهد الأكشن في "العتاولة 2" تفوق الجزء الأول.. موسم رمضان ماراثون كبير للأعمال الدرامية… صراعات أكثر شراسة في الجزء الثاني من المسلسل