الثورة / افتكار القاضي

ما أقسى الموت الذي يتسلل بردًا وصقيعًا ليخطف الأطفال الصغار والرضع بعد أن حول أجسادهم الهزيلة الشاحبة إلى قطع متجمدة، في ليل بارد من ليالي شتاء غزة، حيث الخيام لا تدفئ ولا تقي من نزلة البرد والصقيع الذي يتغلغل إلى العظام، وحيث الحياة مستحيلة العيش وسط كل ما يحدث، ولا شيء حتى الآن يغير الحال، ولا قوة تتحرك لوقف حرب الإبادة الوحشية، والحصار المطبق، ولا حيز للأمان في تلك البقعة الصغيرة التي حولها الاحتلال إلى مكان غير صالح للحياة.

ثلاثة أطفال رضع ماتوا خلال يوم واحد بسبب البرد الشديد وموجة الصقيع، حيث لم تحتمل أجسادهم الضعيفة والصغيرة برد الشتاء القاسي في خيمة تفقد كل مقومات العيش، ولا أغطية كافية، يتضورون جوعا، ولا احد يرحمهم، بعد أن فقدت الإنسانية أخلاقها وقيمها .

ما ذنبهم؟

أطفال رضع يتجمدون حتى الموت، وذنبهم أنهم ولدوا في غزة، التي تعيش كل فصول الدمار والخراب والإبادة، والوحشية والجنون، منذ ٤٤٨ يومًا، وأضحى ما تبقى من خيام النازحين مهترئة وممزقة، ومراكز الإيواء تحولت إلى أماكن موبوءة .

يموت الأطفال الرُضع في غزة بردًا، في صورة مفجعة يراها العالم ويتقبلها بكل برود ولا يحرك ساكنا، رغم أن المشهد يتمزق له كل قلب ينبض ..سيلا الفصيح، عائشة القصاص، وثلاثة آخرون من الأطفال الذين ماتوا، حيث تجمدت أجسادهم بردًا، وهم لايزالون في الأيام والأسابيع الأولى من العمر، ماتوا بسبب الصمت المخزي والعمى الذي أصاب ضمير العالم الذي تجرد من كل قيم الإنسانية، أمام الأهوال العظيمة التي تعيشها غزة .

لفظوا أنفاسهم بردا وجوعا

الطفلة سيلا محمود التي، تبلغ من العمر 3 أسابيع، تجمدت حتى الموت في مخيم النازحين بمنطقة المواصي في خان يونس جنوب قطاع غزة، أمام أعين والدتها ومن بقي من أسرتها دون أن يستطيعوا أن يعملوا لها شيئا يبقيها على قيد الحياة.

وأظهرت لقطات لـ«سي إن إن» من إحدى الساحات في المواصي جسد سيلا الصغير ملفوفاً بأكفان بيضاء، ووالدها محمود البالغ من العمر 31 عاماً، يحتضنها.

وقالت والدتها، ناريمان: «ماتت سيلا من البرد، كنت أقوم بتدفئتها واحتضانها، لكن لم تكن لدينا ملابس إضافية لتدفئتها».

وفي مستشفى ناصر في خان يونس، قال الدكتور أحمد الفرا – رئيس قسم طب الأطفال والتوليد في المستشفى إن طفلين آخرين توفيا خلال اليومين الماضيين – يبلغان من العمر ثلاثة أيام وشهر واحد – بسبب شدة البرد وعدم القدرة على الوصول إلى مأوى دافئ.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت الخميس الماضي وفاة 4 أطفال حديثي الولادة بسبب البرد وانخفاض درجات الحرارة.

وقال مدير وحدة حديثي الولادة في مجمع ناصر الطبي الدكتور عايد الفرا: إن هؤلاء الأطفال كانوا في غاية الهشاشة نظرا لولادتهم المبكرة، مما جعلهم عرضة بصفة خاصة لانخفاض درجات الحرارة.

نقص حاد في درجة الحرارة

وأضاف الفرا أن المستشفى يستقبل يوميا 5 إلى 6 حالات من انخفاض درجة حرارة الجسم لدى الأطفال حديثي الولادة تحتاج جميعها إلى تدخّل فوري.

وأمام هذه الفاجعة التي تضم إلى جملة المآسي والأهوال التي تعيشها غزة ..قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني: إن أطفال غزة يتجمدون حتى الموت بسبب البرد ونقص المأوى.

وأوضح لازاريني في تغريدة عبر حسابه بمنصة “إكس” أن الأغطية والإمدادات الشتوية، ظلت عالقة منذ أشهر في انتظار الموافقة على دخولها إلى غزة.

ودعا لازاريني إلى وقف فوري لإطلاق النار في القطاع، والسماح بدخول الإمدادات الأساسية المطلوبة بشدة، بما في ذلك الموجهة للاستجابة للحاجة التي يفرضها فصل الشتاء القاسي، وأوضح أن طفلاً واحداً في غزة يستشهد كل ساعة.

 

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: حتى الموت من العمر

إقرأ أيضاً:

سفير ألمانيا لدى إسرائيل: تجمد الرضع في غزة حتى الموت دافع قوي لوقف الحرب

قال السفير الألماني لدى  إسرائيل، شتيفن زايبرت في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي إكس الخميس، "إذا كانت التقارير عن تجميد 3 أطفال رضع حتى الموت في غزة لا تحركنا، فنحن لا نفهم الولادة في مذود (وعاء للعلف في الإسطبل) في بيت لحم أو ضوء شمعدان الحانوكا".

وكانت مصادر طبية فلسطينية أفادت في وقت سابق بوفاة ثلاثة رضع، صباح الخميس، بسبب البرد وانخفاض درجات الحرارة خلال 48 ساعة في  قطاع غزة. 
ونقلت وكالة الأنباء المعلومات الفلسطينية (وفا) عن المصادر قولها، إن "أعمار الشهداء الثلاثة من الأطفال حديثي الولادة  تتراوح بين أربعة و21 يوماً".
وأشارت إلى أن انعدام الأمن الغذائي بين الأمهات أدى إلى حالات مرضية جديدة بين الأطفال. 

وفاة 3 رضّع تجمّدوا من البرد في خيام غزة - موقع 24أفادت وسائل إعلام فلسطينية بوفاة 3 أطفال حديثي الولادة في قطاع غزة، خلال الساعات الـ48 الماضية، بسبب البرد في خيام النازحين، وعدم تمكن أهاليهم من إيجاد وسائل تدفئة.

وأضاف زايبرت في تدوينته، "يجب أن تدفعنا وفاتهم للمطالبة بإنهاء الحرب وإرهاب حماس والإمدادات الشتوية لسكان غزة وإطلاق سراح كامل للرهائن". 

If reports about 3 babies freezing to death in Gaza don‘t move us then we don’t understand the birth in a manger in Bethlehem or the light of Hanukkah. They should move us to demand an end of the war and Hamas terror, winter supplies for the Gazans and a full hostage release.

— Steffen Seibert (@GerAmbTLV) December 26, 2024

ووفقاً لأرقام الأمم المتحدة، يفتقر ما يقرب من مليون شخص في غزة إلى المأوى الملائم. وقد أجبرت نسبة كبيرة من سكان قطاع غزة البالغ عددهم نحو مليوني نسمة على الفرار من منازلهم عدة مرات بسبب القتال المستمر بين إسرائيل وحماس.
وترك الدمار الكثيرين يعيشون في مخيمات، حيث انخفضت درجات الحرارة في مدينة غزة مؤخراً إلى أقل من 10 درجات مئوية ليلاً.
وبحسب وفا، "تواصل قوات الاحتلال لليوم الـ447 على التوالي، شن مئات الغارات، والقصف المدفعي وتنفيذ جرائم في مختلف أرجاء قطاع غزة، وارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين، وتنفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغل، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار، ونزوح أكثر من 90% من السكان".

مقالات مشابهة

  • أطفال غزة يتجمدون حتى الموت بسبب البرد ونقص المأوى
  • (الأونروا): أطفال غزة يتجمدون حتى الموت بسبب البرد ونقص المأوى
  • وفاة طبيب في غزة بسبب البرد القارس.. والأونروا: الأطفال يتجمدون حتى الموت
  • الأونروا: الأطفال في غزة يتجمدون حتى الموت بسبب البرد
  • مفوض الأونروا: الأطفال في غزة يتجمدون حتى الموت بسبب البرد ونقص المأوى
  • المفوض العام للأونروا: أطفال غزة يتجمدون حتى الموت بسبب البرد ونقص المأوى
  • لازاريني: أطفال غزة يتجمدون حتى الموت بسبب البرد ونقص المأوى
  • عاجل | المفوض العام للأونروا: أطفال غزة يتجمدون حتى الموت بسبب البرد ونقص المأوى
  • سفير ألمانيا لدى إسرائيل: تجمد الرضع في غزة حتى الموت دافع قوي لوقف الحرب