الثورة نت:
2024-12-29@16:11:57 GMT

اليمن والتحديات الجيوسياسية..

تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT

 

ثمة سؤال يتبادر لذهن أي مراقب حول تداعيات المرحلة العربية وموقف اليمن من هذه التداعيات ورؤيتها الاستراتيجية لها وآلية التعاطي معها ومع نتائجها، الأمر الذي يجعلنا نتساءل: هل دخلت صنعاء في معترك الصراع الجيوسياسي؟ وهل أصبحت ضمن منظومة المعادلة الاستراتيجية العربية -الإسلامية فيما يتعلق بمواجهة المخططات قوى الاستعمار والهيمنة وفي المقدمة الكيان الصهيوني ومن خلفه أمريكا وبقية المنظومة الاستعمارية الغربية.

.؟!

غير أننا وقبل الخوض في هذا الجانب، نتساءل أيضا عن قدرة وإمكانية -صنعاء – في الصمود ومواجهة أدوات العدوان محليا وقوميا..؟!

ندرك أن ما حدث في المنطقة هو حصيلة مؤامرة كبرى تحاك ضد الأمة منذ عقود، مؤامرة كان تركيزها يتمحور حول فلسطين ولبنان وسوريا وصولا إلى طهران، صراع أخذ أبعاداً وطرقاً مختلفة تراوحت بين الكر والفر، وبين عمليات استخبارية وحصار وأنشطة دبلوماسية، واغتيالات ومساومات وصفقات شاركت بكل هذا أنظمة عربية وإسلامية ودولية وما خفي منه أعظم بكثير مما كان معلناً، غير أن الطرف الغائب في هذه المعادلة التراجيديا بكل ما فيها من تداعيات درامية هو -صنعاء – التي فاجأت العالم، الأعداء منهم والأصدقاء، بل إن موقف “صنعاء” تفاجأت به قوى محلية كانت ترى “صنعاء” بمنظار علاقتها مع الخارج الإقليمي والدولي وكذا منظار المؤسسات الدولية التي بدورها رأت في قيادة صنعاء، مجرد (قوى انقلابية) و(مليشيا) يطلق عليها خصومها بأنها مجرد ( ذراع إيران)، تماهيا مع معزوفة ابتكرتها دول الجوار التواقة إلى استعادة فرض هيمنتها على اليمن ومصيره وقراره السيادي، طمعا بثروات اليمن من ناحية ومن ناحية أخرى رغبة كبرى الدول الجارة على إبقاء حكام اليمن مجرد (موظفين لديها برتبة خدم) يأتمرون بأمرها ويلبون رغباتها وفق رغبات الراعي الاستعماري الأكبر الذي يتحكم بدوره بقرار دول الجوار اليمني وبعض أنظمة المنطقة التي ترى في أمريكا ليس مجرد حليف لها بل (إلهاً) يعبد من قبل هذه الأنظمة..!

صنعاء لم تكن في حسبان أطراف الصراع الجيوسياسي ولا كانت كذلك في مخيلة الأعداء المفترض أنهم يهيمنون على الوطن العربي وأخص بالذكر الكيان الصهيوني وما يسمى بدول الاعتدال العربي..!

بيد أن معركة طوفان الأقصى جعلت “صنعاء” تقف في واجهة الصراع بكل أبعاده الاستراتيجي والجيوسياسي وكان لوقفتها غير المتوقعة تأثير حقيقي على مسار السيناريو الذي كان يفترض أن يطبق على المنطقة، والذي تم اعتسافه من قبل “صنعاء ” بطريقة لم تكن تخطر في بال معدي سيناريو الارتهان الكلي للمنطقة، الذين استطاعوا أن يحققوا إنجازات مهمة وكبيرة نعترف بها ونؤكدها في لبنان وسوريا وحتى في إيران- عاصمة ما يفترض أنه محور المقاومة، كما استطاعوا أن يدمروا قطاع غزة على رؤوس من فيه، حتى أن شهداء غزة يفوق عددهم ربما أضعاف ما هو معلن عنه وكذلك الجرحى والنازحين، وكل هذا حدث وتحقق ليس بقدرة الكيان الصهيوني وأمريكا وحسب، بل أيضا بدعم أنظمة الارتهان والتبعية التي كانت داعما ومساندا للكيان الصهيوني وشريكاً فعليعاً بجرائمه سواءً عن طريق الفعل غير المباشر، أو عن طريق الصمت والتزام الحياد، أو عن طريق الشراكة عبر الدبلوماسية المخادعة التي سارت حينا من خلال الوساطة والرعاية أو من خلال رحلات مكوكية لعواصم العالم تستجدي ظاهريا وقف إطلاق النار وحل الدولتين وإدخال المساعدات، فيما واقعيا كان الهدف هو منح الصهاينة فرص القضاء على المقاومة داخل فلسطين وعلى جبهات الإسناد..!

صنعاء برزت بمواقف لم تكن تخطر ببال الأعداء وحلفائهم وجيوب مرتزفتهم في الداخل والإقليم، فهي تفردت بقوة إسنادها وسيطرتها على أهم طرق التجارة الدولية، هذا أولا ، رابطة موقفها هذا بوقف العدوان على غزة ثانيا: جاءت مواقف صنعاء عسكريا وقرارها استهداف عمق الكيان داخل فلسطين المحتلة، الأمر الذي ضاعف حضور صنعاء في معادلة الفعل وفي قلب الصراع الدائر في المنطقة، الأمر الذي عزز مكانة صنعاء في ميدان التفاعل وفي الوعي الجمعي العربي والإسلامي والدولي، فبدت صنعاء رقما صعبا في المعادلة حاضرة بقوة تتجاوز الفعل الإيراني في المعترك وتتجاوز منطق الاستلاب الذي كان يعتسف حقيقة النظام في صنعاء ويعتبره مجرد (جماعة انقلابية) أو (مليشيا تعمل بأوامر خارجية)، وتلكم تهم جزافية كاذبة، صدقها من أطلقها وتجاهل قوة صنعاء الفعلية في المعادلة، موقف صنعاء لم يأت قطعا رغبة في الشهرة أو بحثا عن مغانم كحال أولئك الذين ارتهنوا للشيطان، بل جاءت مواقفها حصيلة قناعة مبدئية وفكر عقائدي وتجسيدا لهوية إيمانية، أيا يقال عنها فإن الميدان والفعل هما من يعبران عن هذه الحقائق وليس تهريجات بعض نخب الدفع المسبق الذين يتحمسون لتسويق أفكار رعاتهم بقدر العائد المرجو من الرعاة..!

صنعاء حسمت موقفها وقررت بثقة وقناعة وقدرة على خوض المعترك، ليس دفاعا عن فلسطين أو إسنادا لمقاومتها وحسب، بل دفاعا عن وجود اليمن ودوره ومكانته، وهي التي تتميز بموقع جيوسياسي فريد ومتفرد عن غيرها من بلدان المنطقة ولهذا لا غرابة إن هرولت الإمارات إلى (سقطرى) في البحر العربي وهي آخر نقطة في الحدود الجغرافية اليمنية، وآخرون هرولوا نحو المخا على البحر الأحمر، وقسموا جغرافية تعز وهي المحافظة الأهم في الجغرافية الوطنية، على أمل أن يجعلوا منها (إدلب) أخرى كما توهم بعضهم بعد سقوط سوريا..!

معادلة تنسفها مواقف صنعاء المبدئية التي تدرك جيدا دورها ومكانتها ورسالتها وأهمية موقعها، بعيدا عن ( جعجعة المجعجعين) وبعيدا عن تهويمات وأحلام قادة الكيان الصهيوني أو هدير طائرات واشنطن وقواعدها في المنطقة، بعيدا عن كل هذا، فاليمن في مواقفها مثلت حالة استثنائية للأعداء أيا كانت هويتهم، فهي ليست غزة ولا لبنان ولا حتى سوريا يسهل استهدافها بحكم القرب الصهيوني، فالبعد عن العدو والقدرة على استهدافه عبر الصواريخ والمسيرات، والتحكم في الممرات البحرية، أضف إلى كل هذا إيمان الشعب اليمني وتمسكة بعقيدته الإسلامية وهويته القومية، كل هذه الممكنات تعطي اليمن قوة خارقة تجعله يمضي في مهمته ورسالته في منازلة العدو وحلفائه ويقف في ذات الموقف الذي وقفه المسلمون أمام (جحافل هولاكو) في معركة (عين جالوت)، وكأن قدر صنعاء قد حدده الله في هذه المواجهة في لحظة انهيار أمة وانهيار أنظمة وتحولها إلى أحصنة طروادة لنتنياهو وعصابته الإجرامية..!

كل التهديدات الصادرة ضد صنعاء وكل التنديدات بمواقفها شهادة فخر واعتزاز وأوسمة على صدر قادة صنعاء الذين قرروا خوض المعترك نيابة عن العرب والمسلمين، حقيقة وإن كان هناك من يسخر منها ويجهلها، غير أنها الحقيقة الراسخة غير القابلة للانتقاص، بل السخرية تطال الساخرين الذين تجردوا من هويتهم ودينهم ومسؤولياتهم..!

إن صنعاء وإن بقت وحيدة وحيدة في المعادلة، فهي تسطر مرحلة تاريخية يجب النظر إليها بكل حب وإعجاب وافتخار، فالواجب يستدعي من كل حر أن يلتف حول مواقف قيادة صنعاء في مواجهة العدوان، واثقون أن لدى صنعاء أوراقاً كثيرة يمكن أن تلعبها وقت الحاجة إن استدعى الأمر وهي أوراق مؤلمة على كل مكونات المنطقة ورعاتهم، أوراق قد تقلب الطاولة رأسا على عقب وهذا مرهون حدوثه بتطور الأحداث..!

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الحرب في السودان: مسار السلام، التعقيدات والتحديات

بروفيسور: حسن بشير محمد نور

منذ استقلال السودان في مطلع يناير 1956 يحلم السودانيون بالسلام وقد تمت عدة مبادرات واتفاقيات كان من ضمنها مؤتمر المائدة المستديرة في مارس 1965 بعد ثورة اكتوبر 1964، الا ان ذلك المؤتمر لم يكتب له النجاح. استمرت الحرب الاهلية التي اشتعلت في العام 1955، واستمرت في التصاعد خلال حكم الفريق ابراهيم عبود. بعد سقوط ذلك النظام وفشل مؤتمر المائدة المستديرة استمرت الحرب حتي العام 1972 بعد استيلاء الجيش بقيادة جعفر نميري علي السلطة في السودان في العام 1969م.
توصل نظام نميري لاتفاقية أديس أبابا في عام 1973 مع حركة "أنانيا"، التي حققت هدنة طويلة للحرب استمرت لعشرة سنوات، وهي الفترة الاطول التي يمكن القول بان السودان قد نعم فيها (بالسلام). وباعتبار السودان نموذجًا معقدًا في إدارة السلام بسبب تاريخه الطويل من الصراعات المسلحة وتنوع مكوناته الاجتماعية والسياسية، فقد شهدت مسيرة السلام تعقيدات حولتها من حلم لمعضلة شائكة حتي تحولت لسراب بعد اشتعال حرب ابريل 2023م.
مرت تلك المسيرة بمراحل متعددة كانت اتفاقية اديس ابابا أول محاولة جادة لإنهاء الحرب الأهلية الأولى (1955-1972) بين الشمال والجنوب، وتم التوصل إليها بعد سنوات من الصراع، وبالرغم من تحقيقها بعض النجاحات مثل منح الحكم الذاتي للجنوب، إلا أن نكوص حكومة نميري عن الالتزام بالتنفيذ الكامل للاتفاقية أدى إلى تجدد الصراع في عام 1983 بقيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان، بقيادة الراحل جون قرنق.
بعد سقوط نظام نميري بانتفاضة شعبية في ابريل 1985 تم انتخاب حكومة مدنية برئاسة السيد الصادق المهدي. خلال تلك الفترة (1986 – 1989) حاولت الحكومه معالجة قضايا الحرب عبر الحوار مع الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق. لكن هذه الجهود تعثرت بسبب عدم التوافق بين الأحزاب السياسية والقوى المسلحة، خاصة الخلاف حول قوانين 1983 التي سميت بقوانين (الشريعة الاسلامية) وبعض الاتفاقيات العسكرية مع دول الجوار.
بالرغم من تلك الخلافات تمت بعض المحاولات فضلاً عن الضغوط الإقليمية والدولية، فقد تم اعلان كوكادام في العام 1986 بين قوى سياسية سودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان، الا ان ذلك الاعلان لم يحقق اختراقا عمليا. جاءت بعد ذلك محاولة جادة من السيد محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي فيما عرف (بمبادرة السلام السودانية). تم الاتفاق في تلك المبادرة علي وحدة السودان، تجميد قوانين سبتمبر 1983 وترتيبات سياسية، الا ان السيد الصادق لم يوافق علي ما تم الاتفاق عليه، الي ان قطع انقلاب الحركة الاسلامية في يونيو 1989، عبر الجيش السوداني بقيادة عمر البشيرالطريق في وجه السلام، بحكم طبيعة الحركات الاسلامية غير القادرة علي العيش والازدهار الا في البيئات القذرة.ٍ.
الحرب الاهلية في عهد حكومة الانقاذ الاسلامية لم تشتد فحسب بل تحولت لحرب دينية مشحونة بشعارات التطرف والكراهية. بعد ان تم حشد المجتمع الدولي لقواه ضد تلك الحرب بشعاراتها مثل (امريكا روسيا قد دنا عذابها)، ضاق الخناق علي نظام الانقاذ سياسيا واقتصاديا مما اضطره لتوقيع اتفاقية السلام الشامل في العام 2005 مع الحركة الشعبية لتحرير السودان. أدت هذه الاتفاقية إلى إنهاء الحرب الأهلية الثانية، لكنها مهدت لانفصال جنوب السودان في العام 2011، بسبب عدم حل جذور الأزمة المتعلقة بالهوية والموارد ونظام الحكم، وبسبب فقدان الحركة الشعبية لزعيمها التاريخي جون قرنق المؤيد للحدة، في تحطم طائرة غامض اثناء عودته من اجتماع محضور دوليا في العاصمة اليوغندية كمبالا. في ذلك الوقت روجت الماكنة الاعلامية للاساميين بان مشكلة الحرب قد انتهت وان السودان اصبح متجانسا بحكم الدين واللغة بعد التخلص من الجنوب (المختلف)، ذلك بالطبع حسب ايدلوجيتهم ومشروعهم الذي اسموه (الحضاري)، مع ان السودان لن يكون متجانسا حتي اذا اصبح سكانه يساوون ما يملأ غرفة واحدة.
بالطبع معضلات السلام لم تنتهي عند ذلك الحد، فقد اشتعلت حربا ليس اقل ضراوة في دارفور في العام 2003 وقد استمرت تلك الحرب الي حين اكتمالها بشكل مأساوي لتعم جميع انحاء السودان في ابريل 2023.
بعد سقوط نظام البشير في العام 2019 بثورة شعبية نادرة من نوعها من ناحية شمولها الجغرافي والاجتماعي والتوافق حولها، قبل ان يتم اجهاضها بعوامل داخلية وخارجية متشابكة. بعد سقوط نظام البشير جاءت الحكومة الانتقالية التي تشكلت بمخاض عسير في اغسطس 2019، بما سمي (باتفاقية جوبا للسلام) مع عدد من الحركات المسلحة المسماة بحركات (الكفاح المسلح). ورغم أنها هدفت لتحقيق سلام شامل، إلا أنها لم تشمل جميع الأطراف الفاعلة في النزاع، مما جعل الاتفاقية عرضة للانهيا، وبسبب الضعف البنيوي والجماهيري لمكوناتها لم تجد حلا غير الانضمام للمكون العسكري المكون من القوات العسكرية والامنية وقوات الدعم السريع في عرقلة مسار التحول الديمقراطي، ومضت ابعد من ذلك بالانحياز لانقلاب 25 اكتوبر 2021 ومن ثم مشاركة اطرافها التي تبقت بعد الانقسامات في الحرب مع الجيش السوداني.
عند حدوث انقلاب 25 أكتوبر 2021 بقيادة الجيش والدعم السريع، والذي كان المقدمة الاساسية لاشتعال الحرب في ابريل 2023، ازداد تعمق الأزمة السياسية، وحدثت انقسامات واسعة بين المكونات المدنية والعسكرية. الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع كشفت عن تعقيدات جديدة، حيث انخرطت فيها أطراف داخلية وخارجية ذات أجندات متعارضة، بما في ذلك مليشيات إسلامية وقبلية وقوات أجنبية.
بعد الحرب اصبحت معضلة السلام اشد تعقيدا لعدة اسباب منها:
- تعدد الأطراف المتصارعة: من طرفي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ومن معهما من المليشيات القبلية والإسلامية، مما يصعب الوصول إلى توافق شامل.
- التدخلات الخارجية: اذ ان هناك جهات دولية واسعة المعلومات تؤكد دعم أطراف إقليمية ودولية لأحد الجانبين، كان اخرهم وزير الخارجية الامريكية بلينكن من منصة مجلس الامن الدولي، يزيد ذلك من تعقيد المشهد.
- تباين العقائد الأيديولوجية والمصالح الاقتصادية بوجود أطراف ذات توجهات متناقضة سواء دينية، سياسية، أو اقتصادية، واخري قبلية تسعى لتحقيق مكاسب من الحرب.
كل ذلك يشكل عقبات عظمى امام تحقيق السلام لاسباب منها:
- غياب الثقة بين الأطراف المتصارعة بحكم التاريخ الطويل من النقض المتبادل للعهود وللاتفاقيات مما يعيق أي حوار جاد للوصول لحل صلب.
- ضعف مؤسسات الدولة يجعلها عاجزة عن تنفيذ الاتفاقيات ومراقبة الالتزام بها.
- تدهور الاوضاع الإنسانية والاقتصادية ودمار البنية التحتية يجعل السلام ضرورة ملحة لكنه صعب التحقيق، بسبب عجز الكثير من المكونات السياسية والاجتماعية من الانخراط بشكل فعال في المشاركة وصنع القرار لاسباب ذاتية وللتضييق الامني من اطراف الحرب، كما ان الوضع الاقتصادي لملايين النازحين واللاجئين يجعلهم في كفاح يومي من اجل البقاء ويحد من أي نشاط مجدي لهم.
يخلق كل ذلك تداعيات سياسية واقتصادية واجتماعية بالغة الخطورة ليس اقلها:
- ان استمرار الصراع يؤدي إلى عزلة دولية وعدم استقرار داخلي ويجعل النظام السياسي هشا وفاقد للثقة.
- هروب الاستثمارات الوطنية والاجنبية وعزوف رؤوس الاموال عن التوظيف في الاقتصاد يؤدي لارتفاع معدلات الفقر والبطالة والبحث عن الهجرة الي الخارج كملاذ مصيري.
- من النواحي الاجتماعياً والديمغرافياً تفاقم الحرب النزوح الداخلي والانقسامات العرقية والقبلية، اضافة لتفشي خطاب الكراهية والاستهداف العرقي والجنساني.
تحقيق السلام يمرعبر طرق شائكة تتطلب حوار شامل تنخرط فيه جميع الأطراف الفاعلة دون استثناء وهذا يبدو امرا صعب التحقيق. كما يتطلب التزام دولي وإقليمي يدعم عملية السلام وضمان تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، وهو موضوع مكلف نسبة لتعقيدات الاوضاع في السودان واتساع رقعة النزاع. مع الاخذ في الاعتبار ان تحقيق السلام يحتاج لرتق النسيج الاجتماعي، اعادة الاعمار وإصلاح المؤسسات بما يحقق بناء مؤسسات وطنية قوية قادرة على تحقيق العدالة والتنمية، وهذا شرط وجودي لمستقبل أي سلام في السودان.
اذن معالجة جذورالازمة، الذي يعتبر شرطا وليا لتحقيق السلام، يتطلب التركيز على قضايا مثل الهوية، التنمية، قسمة وتوزيع الموارد، بذلك نجد ان تحقيق سلام مستدام في السودان يمر بطريق طويل يحتاج الكثير من العمل، اضافة لمشروع وطني متوافق عليه وهذا يحتاج بدوره لإرادة سياسية قوية وفاعلة من جميع المكونات السودانية، يعتبر ذلك هو الطريق الممهد للوصول الي ورؤية شاملة لتحقيق السلام ولمستقبل البلاد، تأخذ تلك الرؤية في الاعتبار تعقيدات المشهد الحالي والتحديات التاريخية وتصطحب الوقائع الموضوعية المتشابكة علي المستوى الاقليمي والدولي، بدلا عن التوهان وانعدام الرؤية الحالي وعقلية (دبلوماسية الحرد) التي تتبعها سلطات الامر الواقع.

mnhassanb8@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • حزب المستقلين الجدد: الصراعات التي تشهدها المنطقة أثرت بالسلب على عوائد قناة السويس
  • في اليمن.. ما الذي يدفع إسرائيل الى الجنون..! 
  • الحرب في السودان: مسار السلام، التعقيدات والتحديات
  • تنظيم التصحيح يدين العدوان الصهيوني على اليمن
  • مكون الحراك الجنوبي يبارك مضامين خطاب قائد الثورة ويدين العدوان الصهيوني على اليمن
  • وزارة الخارجية تُدين العدوان الصهيوني على الأعيان المدنية في اليمن
  • وزارة الخارجية تدين العدوان الصهيوني السافر على الأعيان المدنية في اليمن
  • حركة حماس تدين العدوان الصهيوني على اليمن وتؤكد أنه امتداد للعربدة الإسرائيلية في المنطقة
  • حماس تدين العدوان الصهيوني على اليمن