القبائل تلجأ للتصعيد العسكري بعد تجاهل حكومة المرتزقة لمطالب الحلف منذ ثلاثة أشهر
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
انفجار الأوضاع في حضرموت يعكس مخاطر قوى الاحتلال الطامعة بثروات المحافظة الغنية بالنفط والذهب والموارد
تشهد حضرموت كبرى وأغنى المحافظات اليمنية صراعا محتدما تتصاعد حدته يوم بعد آخر، على خلفية تأزم الأوضاع الأمنية والعسكرية في المحافظة بين قطبي الاحتلال السعودي والإماراتي اللّذين حولا المحافظة إلى ساحة حرب بين أدواتهما وسط تحذيرات من انفجار الوضع عسكريا بين مليشيات المرتزقة وما يسمى حلف قبائل حضرموت عقب إعلان الأخير تشكيل قوات عسكرية لتأمين المحافظة وحماية ثرواتها من النهب.
قضايا وناس / مصطفى المنتصر
توسع الصراع بين مرتزقة الاحتلال وأدواته الرخيصة، ألقى بظلاله على الوضع العام في المحافظة التي تشهد حراكا شعبيا متزايدا نتيجة انهيار الأوضاع المعيشية وغياب الخدمات وتوقف صرف المرتبات للموظفين منذ ثلاثة أشهر، الأمر الذي تسبب بتوقف حركة الحياة في المحافظة التي تعتبر إحدى أهم وأبرز المحافظات اليمنية من حيث الأهمية الجغرافية والاقتصادية والتاريخية.
بداية الصراع
بدأت شرارة الصراع في المحافظة منذ 3 أشهر، حين ارتفعت الأصوات المطالبة بتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين ووقف الانهيار الاقتصادي الذي تشهده المحافظات المحتلة، ورفع حصة المحافظة من عائدات النفط، ونتيجة لتجاهل حكومة المرتزقة لمطالب المحتجين، لجأ ما يسمى حلف حضرموت الذي تزعم تلك الاحتجاجات إلى رفع سقف المطالب، والسيطرة على حقول النفط وتعزيز تواجده العسكري على المنشآت النفطية التي أوقف فيها العمل، بعد انقضاء المهلة التي منحها لحكومة المرتزقة للاستجابة لمطالبه.
ضغوط وتحذيرات مستمرة
ويسعى الحلف من خلال ضغوطه المستمرة على حكومة المرتزقة إلى منع النهب والتدمير الممنهج الذي تمارسه حكومة التحالف وما يسمى المجلس الرئاسي تجاه النفط اليمني والذي سبق وأن كشفت مصادر إعلامية وسياسية عن وثائق تكشف صفقات فساد ونهب تعرضت لها عمليات بيع النفط اليمني من قبل قيادات بارزة في حكومة التحالف وما يسمى المجلس الرئاسي، بالإضافة إلى ما أكدته مصادر مطلعة أنه يتم حاليا الإعداد لصفقة كبيرة لبيع قطاع نفطي بعقد طويل الأمد لصالح أحد كبار التجار المتنفذين ، الأمر الذي أثار استياء واسعا لدى أبناء حضرموت.
وكان ما يسمى مؤتمر حضرموت الجامع، قد هدد في بيان صادر عن اجتماع للهيئات القيادية المختلفة، بـالتصعيد حتى يتم تنفيذ مطالب الحلف القبلي، معلناً الرفض القاطع لأي تصرف بمقدرات وثروات حضرموت في هذا الظرف الاستثنائي محذرا الشركات وحكومة المرتزقة من أي أعمال بيع أو تنازل أو تحويل ملكية تمت أو تتم أو سوف تتم خلال فترة الحرب، سواء للكميات النفطية الموجودة في خزانات الضبة والمسيلة، أو لأي من قطاعات النفط والغاز أو الكميات الموجودة من النفط والغاز سواء كانت تلك المستخرجة أو التي لا تزال في باطن الأرض.
تصعيد القبائل وعجز المرتزقة
عجز وفشل حكومة المرتزقة وما يسمى المجلس الرئاسي واستمرار الفساد وغياب مؤسسات الدولة والانهيار المتسارع للخدمات، دفع بالقبائل وحلف حضرموت إلى رفع سقف المطالب والدعوة إلى تحقيق ما يسمى الحكم الذاتي كامل الصلاحيات في حضرموت، ردا على تجاهل المرتزقة لمطالب حلف قبائل حضرموت وعدم التعاطي معها.
ولم يقتصر الحال على المطالبة بتحقيق الحكم الذاتي، بل وصل الأمر إلى إعلان القبائل قراراً بتشكيل قوات عسكرية وأمنية تحت مسمى قوات حماية حضرموت وتعيين مبارك أحمد العوبثاني قائداً لقوات حماية حضرموت، في خطوة عززت من مخاطر احتدام الصراع عسكريا بين القبائل وحكومة المرتزقة في الوقت الذي تتعمد فيه حكومة تحالف العدوان تجاهل مطالب المواطنين والقبائل المتمثلة في توفير الخدمات وتحسين مستوى معيشة المواطنين.
بالمقابل مثل الإعلان الأخير لحلف قبائل حضرموت عن تشكيل قوات عسكرية وأمنية بالمحافظة، لحظة تحول كبيرة في صفوف قيادات المرتزقة بالمحافظة، التي سارعت إلى رفض هذه الخطوة الكبيرة التي أقدمت عليها القبائل في حضرموت، معتبرة إياها بالخارجة عن القانون.
ورفضت ما تسمى اللجنة الأمنية بحضرموت التابعة لحكومة المرتزقة خلال اجتماع استثنائي عقدته الخميس الماضي، ما أسمته التجنيد خارج المؤسسات الأمنية والعسكرية، رداً على قرار حلف قبائل حضرموت بتشكيل “قوات حماية حضرموت”، في إطار التصعيد الذي يقوده الحلف تجاه حكومة المرتزقة لحماية ثروات المحافظة.
وحذرت حكومة المرتزقة على لسان ما يسمى قائد المنطقة العسكرية الثانية المدعو طالب بارجاش، من خطورة الإقدام على أي عملية تشكيل قوات عسكرية وأمنية خارج نطاق مرتزقة التحالف، مهددة القبائل بالرد في حال وجود أي تحركات تهدد وجود سلطة المرتزقة بالمحافظة.
الأطماع الخارجية
تكتسب محافظة حضرموت أهمية جغرافية واقتصادية وتاريخية كبيرة، جعلت منها محطة يسيل لها لعاب الأعداء والطامعين والتي انكشفت حقيقتها في ظل الانتشار الكبيرة للقوات الغربية والأجنبية في المحافظة، بالإضافة إلى احتدام الصراع بين قوات الاحتلال السعودي الإماراتي في حضرموت، التي عملت على إغراق المحافظة في الصراع والفوضى وإشعال فتيل الأزمات، حتى يسهل السيطرة عليها ونهب ثرواتها ومقدراتها الثمينة.
وتبرز الأطماع السعودية والإماراتية في حضرموت لكونها تمثل 39 ٪ من إجمالي مساحة اليمن وتمتلك ثروات مهمة، أهمها النفط الذي يرفد ميزانية الدولة بنسبة 60 ٪ من إجمالي الميزانية، وكذلك الذهب، حيث تمتلك حضرموت ملايين الآوقيات من الذهب في أوديتها، بالإضافة إلى ثروة الرمال السوداء المهمة التي تدخل في صناعة عدد كبير من المنتجات، أهمها الغواصات والطائرات والأجهزة الذكية.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: حلف قبائل حضرموت حکومة المرتزقة قوات عسکریة فی المحافظة فی حضرموت وما یسمى ما یسمى
إقرأ أيضاً:
وزارة الثقافة والسياحة تدين إقدام حكومة المرتزقة على تمديد الإعارة لـ80 قطعة أثرية يمنية لمتحف أمريكي
الثورة نت|
أدانت وزارة الثقافة والسياحة، إقدام حكومة المرتزقة، على تمديد الإعارة لـ 80 قطعة أثرية يمنية لمتحف “سميثسونيان للفنون الأمريكية” لعامين إضافيين.
وأشارت الوزارة في بيان صادر عنها اليوم، إلى أن هذا التمديد يعكس حالة الانفلات والفوضى الذي تعيشه المحافظات المحتلة، وعدم وجود منطقة آمنة فيها لحماية الآثار، فضلا عن الفساد المستشري في حكومة المرتزقة، التي يتاجر أعضاؤها باليمن وثرواته ودماء أبنائه، ويستغلون تراثه الثقافي في الكسب غير المشروع وتحقيق الثراء.
واعتبر البيان التمديد تفريطا واستهتارا بثروات اليمن وتراثه الثقافي الغني.. لافتا إلى أن هذه القطع التي سبق وتم إعلان استعادتها بعد تهريبها من البلد، هي ثروة وطنية قومية، وهوية أمة، وليست سلعة ولا بضاعة بيد المرتزقة للاتجار بها.
وأكد أن محاولة تسويق هذا الإجرام بحق التراث الثقافي الوطني ضمن مزاعم التعاون الدولي في حفظ تراث اليمن في غير أرضه، هو ذر للرماد على العيون، وتغطية على الفشل في حماية التراث محلياً، ويؤكد أيضا أن تراث اليمن الثقافي لا قيمة له لدى المرتزقة، كما يكشف التناقض بين الأقوال والأفعال حيث أن الكثير من تلك القطع تمت سرقتها أثناء أعمال البعثة الأمريكية في اليمن وتم نشرها سابقاً ضمن قائمة آثار اليمن المنهوبة (12) والتي تشمل الأسدين البرونزيين اللذين سرقهما “ويندل فيلبس” من اليمن.
واستشهد البيان بما تعرضت له الكثير من المواقع الأثرية في المناطق اليمنية المحتلة من نهب وسرقة وأعمال سطو وتدمير ومنها معبد أوام الأثري الذي يعد من أهم المواقع الأثرية والمسجل ضمن قائمة التراث العالمي.
وأشار إلى أن هذا يأتي في الوقت الذي تعمل فيه وزارة الثقافة والسياحة بحكومة التغيير والبناء مع الجهات ذات العلاقة في حفظ وتوثيق التراث الثقافي اليمني والتصدي لعمليات سرقة وبيع ونهب وتهريب الآثار، وتنظيم المعارض للقطع الأثرية التي تم ضبطها في المنافذ منذ عدة أعوام.
وأكد أن الوزارة، ستقاضي دول العدوان ومرتزقتها في المحاكم المحلية والدولية نتيجة هذه الأعمال الاجرامية بحق التراث الثقافي اليمني باعتباره ملكا للأجيال اليمنية المتعاقبة والإنسانية جمعاء.
وشدد البيان على أهمية التعاون الدولي لاستعادة الآثار اليمنية المنهوبة وحمايتها.. داعيا المؤسسات الوطنية والعربية والدولية المعنية بالتراث الثقافي إلى اتخاذ إجراءات ومواقف فعالة للحفاظ على التراث الثقافي في اليمن، باعتبار أن حمايته مسؤولية مشتركة لكافة الدول والمجتمعات المحبة للتراث الثقافي الإنساني.