لا تراهنوا على واشنطن.. والحليم من اتعظ بغيره!
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
افتتاحية الثورة
من المعروف جداً أن أمريكا تتخلى عن أدواتها حين تنتهي مصالحها وبعد أن تستثمرهم وتورطهم، وهذه قاعدة تمضي عليها أمريكا أكانت الإدارة جمهورية أو ديمقراطية، من أفغانستان إلى أوكرانيا إلى كل حكومات المعمورة التي ائتمرت بأمر واشنطن ورهنت نفسها لها، إلى كافة الأصقاع التي حدث فيها أن جندت أمريكا أدوات خاصة بها، حدث أن تخلت عنهم وتركتهم يواجهون مصيرهم، ويدفعون أثمان تجندهم لها، وهذه القاعدة ثابتة لا استثناءات فيها.
في خطابه الأخير حذر قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي السعوديين والإماراتيين من تبعات الاستمرار في الخضوع للإملاءات الأمريكية فيما يخص الحرب العدوانية والحصار على اليمن التي تنفذها مملكة العدوان السعودية ودويلة الإمارات بغيا وتعديا وتجندا لأمريكا، وتعنتهما في تنفيذ الاستحقاقات الإنسانية من صرف للرواتب ورفع للحصار عن مطار صنعاء وموانئ الحديدة استجابة وتنفيذا للإملاءات الأمريكية، والتلكؤ في الالتزام بتعويض الأضرار عن الدمار والقتل والتجويع الذي ارتكبته هذه الدول بحق الشعب اليمني نزولا عند الأوامر الأمريكية، وفي إبقاء قواتهما ومرتزقتهما تحتل أجزاء من اليمن خدمة لأمريكا وأجنداتها، والثمن باهظ وكبير سيدفعه السعودي والإماراتي قبل الأمريكي الذي يشغلهما بطبيعة التحذير وبطبيعة الحال أيضا.
لم يكن العدوان على الشعب اليمني وفرض الحصار عليه وتجويعه وتدميره وإفقاره وسحقه واجتياح سواحله ومناطقه ومحافظاته بجيوش جرارة من المأجورين والمرتزقة إلا تنفيذا لتوجيهات أمريكية بحتة، إذ لم يَعْتَدِ اليمنيون على السعودية ولم يكونوا يوما تهديدا لها، ولا تربطهم بدويلة الإمارات أي حدود أو جغرافيا، ولا مصالح لمملكة العدوان السعودية ولا لدويلة الإمارات من وراء هذه الحرب الإجرامية والاحتلالية على اليمن، المسألة وما فيها أنهما تجندا للأمريكي في تنفيذ وتمويل هذه الحرب وورطهما فيها، وفي تحمل أثمانها الباهظة.
وكما لم يكن لا للسعودية ولا للإمارات أي مصلحة ولا هدف من وراء الحرب العدوانية على اليمن، لا مصلحة لهما في الاستمرار على ما يريده الأمريكي أن يغرقا فيه أكثر ويسعى لتوريطهما أكثر تنفيذا لأجنداته وأهدافه الخبيثة، والمصلحة هي في أن يذهب الإماراتي والسعودي نحو سلام بدءاً بالملفات الإنسانية وما يتعلق بأضرار الحرب وصرف المرتبات، وانتهاء بسلام يوفر الأمان والأمن للجميع. مطالب الشعب اليمني حقوق أصيلة وعادلة ومشروعة وليست شروطا سياسية فيها إخضاع للسعودية أو انتقاص من حقوق دويلة الإمارات، الشعب اليمني لم يطلب أكثر من وقف العدوان ورفع الحصار وصرف المرتبات من ثرواته ورفع الاحتلال عن أجزاء من مناطقه ومحافظاته وجزره ومياهه، ولا يحق لأحد أن يسلب اليمنيين هذه الحقوق المكفولة بكل الشرائع الإلهية والإنسانية. البقاء في مساحة المراوحة ذهاباً وإياباً وعدم المضي في تنفيذ المطالب الإنسانية بشكل عاجل له ثمن كبير وعاجل على السعودي والإماراتي تحديداً، وتحذيرات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي واضحة ومعلنة، والرهانات السعودية أو الإماراتية على أن توفر لهما واشنطن حماية أو تدرأ عنهما خطراً أو أضراراً، هي رهانات غبية وخاسرة وخائبة، وعليهما الاتعاظ من دروس غيرهما من البيادق والأدوات التي عملت مع أمريكا وتخلت عنها بعد أن استنزفتها، لا القوات الأمريكية المحشودة إلى البحر الأحمر ستحمي أحداً من حقوق اليمنيين التي لا بد من دفعها ولا تصريحات المسؤولين الأمريكيين حول الحماية والشراكات الأمنية أيضاً ستُحدث شيئاً فارقاً.
المفارقة أن السعودية والإمارات تدركان ذلك، ولكنهما تمضيان بتنفيذ سياسات أمريكا، ومن لم يتعظ من مشاهد سقوط عملاء أمريكا في أفغانستان من المروحيات التي تعلقوا بعجلاتها، ولقوا حتفهم بعد أن لفظهم الأمريكيون رغم الخدمات التي قدموها لهم، لن يتعظ بغيرها..لا تراهنوا على واشنطن، فلن تحميكم من حقوق الشعوب المظلومة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الشعب الیمنی
إقرأ أيضاً:
خبير: ترامب سيحاول دعم نتنياهو خلال لقائهما في واشنطن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور بشير عبدالفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات، أن لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المرتقب في واشنطن يوم الثلاثاء المقبل، سيكون له دور كبير في تحديد مسار المفاوضات في الساعات المقبلة.
وأضاف عبر مداخلة هاتفية لقناة "إكسترا لايف"، أن المفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار ستبدأ بعد غد، أي قبل يوم من لقاء نتنياهو مع ترامب، موضحًا أن الاتفاق يُفترض أن يُنفذ كما يريد ترامب، لكن الأوضاع السياسية داخل إسرائيل والانقسامات الحكومية قد تؤدي إلى توقف المفاوضات ومعاودة العدوان من جديد.
وأشار إلى أن إسرائيل تواصل فرض العراقيل على خطة المقاومة الفلسطينية في محاولة لتقليص استعراض الانتصار الفلسطيني، مع استمرار عمليات تسليم الأسرى الفلسطينيين، مشددًا على أن هناك العديد من الأسئلة الكبرى حول مستقبل القضية الفلسطينية، مثل مصير حل الدولتين وإصرار ترامب على مسألة التهجير، وهو ما تقاومه مصر والأردن.
ونوه، بأن نتنياهو في هذه المرحلة، على عكس ما حدث عام 2005 عندما استقال بعد سحب شارون من غزة، لا يمتلك الشجاعة للاستقالة اليوم، لأنه يواجه قضايا قانونية معقدة تشمل فسادًا واستغلالًا للمنصب، ما يجعله يتمسك بمنصبه لتجنب هذه العواقب القانونية.
وتابع، أن ترامب سيحاول دعم نتنياهو خلال لقائهما في واشنطن، لتمكينه من البقاء في منصبه، واغتنام الدعم الأمريكي في الحفاظ على ائتلافه الحكومي، مع التركيز على إعمار غزة لمدة 20 عامًا على الأقل، وهو ما يعني إرجاء فكرة إقامة دولة فلسطينية.
وأضاف أنه في إطار استئناف المفاوضات يوم الإثنين المقبل، سيكون من الضروري أن تواصل القاهرة والدوحة، باعتبارهما رعاة رئيسيين للاتفاق، جهودهما لتوفير مظلة حماية لتنفيذ الاتفاق، خاصة في مواجهة محاولات إسرائيل لتنفيذ مخططات التهجير.
وقال إن الجهود المصرية والقطرية كانت حاسمة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث سعت هذه الدول إلى وقف العدوان والعمل على تعزيز الموقف الفلسطيني ضد المخططات الإسرائيلية، مضيفًا أن القاهرة وقطر تعملان على ضمان نجاح الاتفاق من خلال دورهما في الوساطة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بالإضافة إلى تحفيز المجتمع العربي والدولي لتقديم الدعم اللازم لهذا الموقف.