صحيفة الاتحاد:
2025-03-09@16:37:45 GMT

متاحف الإمارات.. جسورٌ بين الحضارات

تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT

هزاع أبوالريش
تلعب المتاحف دوراً ثقافياً مهماً في إبراز التراث والمنجز التاريخي للأمم والشعوب، كما تساهم مساهمة كبرى في ترسيخ قيم تواصل الحضارات، ومفهوم غرس ثقافة التعايش مع الآخر، وأهمية التنوع الثقافي. وحسب تعبير المستشارة الثقافية ذكرى والي، مديرة مشروع المرشد الثقافي العربي، فإن «المتاحف لم تعد مجرد أماكن لعرض القطع الأثرية والفنية، بل هي مؤسسات ثقافية تلعب دوراً جوهرياً في تعزيز فهم الماضي والحاضر، وبناء جسور للتواصل بين الثقافات والحضارات».

وتضيف ذكرى والي: لقد لمسنا هذا الدور للمتاحف في الإمارات العربية المتحدة وعربياً من خلال برنامج المرشد الثقافي العربي الذي تم تنفيذه من قبل برنامج السفارة الثقافية الأولى للألكسو، بالتعاون مع المنظمة العالمية للمتاحف والتحالف الدولي للمتاحف، وبمشاركة حوالي 20 دولة عربية من مؤسسات رسمية ومتحفية ومواقع أثرية ومرشدين ثقافيين. 
وتؤكد والي: قدمت المتاحف العربية من خلال برنامج المرشد الثقافي العربي نماذج ناجحة للتواصل من خلال عرضها لأمثلة تاريخية عن التعايش والتعاون بين الحضارات المختلفة، والتفاهم في تحقيق السلام والتنمية، وخاصة من خلال الأنشطة التعليمية والبرامج الموجهة للأطفال والشباب، حيث تعمل المتاحف على غرس قيم التسامح وقبول التنوع في النفوس منذ الصغر، وكسر الصور النمطية عبر تقديم روايات متوازنة عن الثقافات المختلفة.

محور أساسي 
من جانبها تقول لمياء راشد النعيمي، مدير إدارة التطوير والتسويق والاتصال في اللوفر أبوظبي: «ننظر في اللوفر أبوظبي إلى مجتمعنا باعتباره المحور الأساسي لكل ما نقوم به. وقد تم تصميم سردية متحفنا ومجموعاته وبرامجه لتعزيز الروابط الثقافية وتقديم تجارب هادفة تعزز التفاهم بين الحضارات، وذلك هو الهدف من تعدد الأصوات والانفتاح اللذين يحددان مجموعتنا التي تمتد من العصر الحجري الحديث حتى يومنا هذا، حيث نقدم عينة عالمية من الفن للجميع، تنعكس في نوعية جمهورنا الذي ينجذب لمتحفنا وأنشطتنا ومبادراتنا، ومن بينهم الطلبة، الذين يبدون اهتماماً بالفنون التي توسّع مداركهم وفهمهم للتاريخ والثقافة».
 وتضيف: من أبرز الأمثلة على شموليتنا، هو هذا التناغم والتعايش الذي ينشأ بين الأعمال والمعروضات التي تمثّل فترات ومناطق جغرافية مختلفة، والتي تم وضعها جنباً إلى جنب في صالات العرض، وهو ما يسلّط الضوء على ثانوية عنصري الوقت والتقنية بالنسبة للروح الإنسانية المشتركة، كما يفسّر قدرة الفنون من فترات وأماكن مختلفة على التلاقي خارج حدودها. ومن هنا، يوفر متحفنا بيئة تعليمية حيوية وتفاعلية، تثري خبرات الطلبة ومعارفهم من خلال ربط ما يتعلمونه في الكتب المدرسية بواقعية المعروضات التي تجسد معاً جسراً يربط بين أجيال وحضارات، وفي ذات الوقت تعزز ثقافة الاحترام والتفاهم.

أخبار ذات صلة أحلام إبداعية على أجندة 2025 الذكاء الاصطناعي.. إلى أين؟ الرُّوبوت العاطفي وأنسنة الآلة

ويتحدث ماجد المنصوري، المدير التنفيذي لمتحف المستقبل: لطالما كانت المتاحف جسوراً تربط الماضي بالمستقبل، مروراً بالحاضر، وتسهم في حفظ التراث الإنساني وإثراء التفاهم بين الشعوب، ولا يقتصر دورها على استعراض الأعمال الفنية أو التحف التاريخية، بل تمثل منصات ديناميكية تعزز الحوار الثقافي والتبادل الفكري بين الشعوب، كما تؤدي دوراً رئيساً في نشر الوعي بقيم التنوع والانفتاح للتعرف على التراث الثقافي الإنساني بأبعاد مختلفة. موضحاً: وبدوره، يمثل متحف المستقبل نموذجاً عالمياً فريداً في تعزيز قيم تواصل الحضارات وترسيخ ثقافة التعايش والتنوع الثقافي، ويعد مساحة للتسامح والتعايش، من خلال استقطاب وجهات نظر ثقافية وفلسفية واجتماعية متنوعة ومختلفة، كمنصة رائدة لتبادل الآراء والمقترحات ومناقشة الأفكار، حيث نجح المتحف منذ افتتاحه في 22 فبراير 2022، في استقطاب أكثر من 3 ملايين زائر من 177 دولة، ما يعكس رسالته في تقديم منصة للحوار الحضاري والابتكار الإنساني. ويختتم المنصوري بقوله: تسعى رؤية المتحف إلى جعل الابتكار أداة لتحقيق التقارب بين الثقافات، ومركزاً لأهم مصممي المستقبل ومؤسسات استشراف المستقبل الدولية، ليقدم منصة للشراكات العالمية المؤثرة لفتح آفاق جديدة للتعاون والتقدم، تماشياً مع دوره كمركز عالمي للابتكار واستشراف المستقبل.

شاهد حي 
ويقول سعيد علي لحة الشحي، إن متحف قرية زايد في غليلة برأس الخيمة، أصبح من أبرز الوجهات التي تُجسّد تاريخ وتراث الإمارات، حيث يجمع بين المعالم التاريخية والتجارب التفاعلية، ما يجعله شاهداً حياً على حياة الأجداد وموروثهم الغني. وتطور المتحف مع الوقت إلى أن أصبح قرية بما يحتويه من تصميم يمزج بين الماضي والطبيعة الإماراتية.
ويتابع الشحي: يعد المتحف - قرية زايد التراثية، منصة تعليمية وثقافية تسعى لتعزيز الهوية الوطنية من حيث التنوع الاجتماعي والمعيشي القديم الذي تحتويه، من مساكن العامة إلى منازل أصحاب الدخل الممتاز الذي يعكس صورة شاملة ودقيقة للحياة في الإمارات قديماً، ما جعل المتحف ليس مجرد وجهة سياحية، بل نافذة على تاريخ غني يجمع بين أصالة الماضي وتنوع الحاضر من نماذج للمنازل بمختلف مستوياتها، إضافةً إلى القاعات المتنوعة، مما يجعل زيارته تجربة فريدة لفهم التراث الإماراتي بكل أبعاده ومقاييسه التاريخية - الثقافية.

مبادرة فريدة 
تقول الدكتورة رفيعة غباش، مؤسسة متحف المرأة: المتحف مبادرة ثقافية فريدة من نوعها في الوطن العربي للاحتفاء بالنساء الرائدات، والاعتزاز بإنجازاتهن، وإبراز أعمالهن. 
وتضيف: أقيم هذا المشروع من أجل الحفاظ على تاريخ المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة وتغيير تلك النظرة النمطية غير الحقيقية التي يتبناها البعض. كما يستعرض المتحف دور المرأة الإماراتية المتميز الذي لعبته في تحديد ثقافتها وتنمية مجتمعهما وتعزيز هويتها، متمسكاً برسالة مهمة يتبناها المتحف في التعريف بمكانة المرأة وتاريخها وحاضرها، وإبراز الأدوار المختلفة التي مارستها المرأة قديماً وربطها بحاضرها الجميل، وتعريف ضيوف الإمارات والجيل الناشئ بنمط الحياة اليومية لمجتمع الإمارات في الماضي بكل جوانبها، للاعتزاز بكل ما هو جميل وأصيل فيها، وإيجاد مركز يبرز نشاط المرأة في الثقافة، والفنون، والتراث وكل جوانب عطائها المجتمعي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: المتاحف الإمارات الثقافة متحف اللوفر أبوظبي من خلال

إقرأ أيضاً:

دراسة حديثة تكشف مفاجأة بشأن انهيار الحضارات القديمة.. ماذا حدث؟

تشير دراسة حديثة إلى أن العديد من الحضارات القديمة تعرضت للدمار نتيجة للكوارث الطبيعية، حيث أكدت الدراسة أن التاريخ البشري قد يحتوي على أحداث أعظم مما تم توثيقه حتى الآن.

تعتقد الدراسة التي نشرتها مجلة "ساينس اليرت"، أن الحضارات القديمة مثل السومريين والمايا وبناة المعابد الضخمة قد كان لديهم نظامًا عالميًا من المعرفة المتقدمة. 

هذه المعرفة لم تكن مقصورة على ثقافة معينة، بل كانت إرثًا مشتركًا عبر أجيال عديدة. 

أين ذهبت الحضارات القديمة؟

ترى الدراسة، أنه إذا تخلص الباحثون من التحيز الأكاديمي التقليدي ونظروا إلى الأدلة بموضوعية، فإنهم سيكتشفون حقيقة مذهلة عن ماضينا. فقد تكون البشرية قد وصلت إلى مستويات حضارية متقدمة رقياً قبل أن تتعرض لكوارث مدمرة. 

يتم ربط هذا الفهم بأسطورة أطلانتس، التي رواها الفيلسوف أفلاطون، والتي تُشير إلى حضارة متقدمة ازدهرت قبل 9000 عام وتم تدميرها في كارثة عظمى.

ووفقاً لحسابات الدراسة، فإن زوال أطلانتس قد حدث حوالي 11,600 عام، وهو الوقت الذي تزامن مع نهاية العصر الجليدي الأصغر. وقد شهدت تلك الفترة تغيرات مناخية حادة، حيث تلا فترة انخفاض مفاجئ في درجات الحرارة ارتفاع سريع. يعتبر الباحث أن هذا التزامن هو دليل على أن أطلانتس ممكن أن تكون حضارة حقيقية.

يمكن أن تكون أسطورة أطلانتس، جنباً إلى جنب مع الأدلة الجيولوجية، تعكس معرفة قديمة مشتركة ورثتها الحضارات اللاحقة مثل المصريين والمايا. 

هذه الفرضية يمكن استخدامها كإطار تحليلي أوسع لفهم تاريخ الأرض. على هذا الأساس، يعتقد الباحث أن كوكبنا شهد كوارث متكررة أثرت في تطور الحضارات البشرية بشكل جذري.

خفايا التاريخ المدفون

تطرح نظرية الباحث سؤالًا محوريًا: إذا كان البشر الحديثون موجودين منذ 150 ألف عام على الأقل، لماذا لا نملك سجلًا حضاريًا متصلاً يوثق تطورهم؟ ويجيب بأن السبب يكمن في سلسلة من الكوارث الكبرى التي قضت على مجتمعات بأكملها وأسفرت عن اندثار معارفها وإنجازاتها.

ويعتقد الباحث أن هناك ما لا يقل عن 16 كارثة كبرى حدثت خلال الـ150 ألف سنة الماضية، حيث كانت كل واحدة منها قوية بما يكفي لتدمير حضارات كاملة. 

كما يحذر من أن حضارتنا الحديثة قد تواجه مصيرًا مشابهاً، إذ إن كارثة عالمية قد تمحو آثارنا، مما يترك فقط بقايا ضئيلة من وجودنا للأجيال القادمة.

يعتبر الباحث أن بعض الدمار الناتج عن الفيضانات القديمة قد يكون قد أخفى أدلة على حضارات سابقة في قيعان المحيطات. وبهذه الطريقة، لا يزال جزء كبير من التاريخ الإنساني غير مكتشف، مما يدعو إلى مزيد من البحث في هذا المجال.

ما تأثير الكوارث الكونية؟

يربط الباحث بين هذه الكوارث بالدورات الكونية، بما في ذلك مفهوم "السنة العظيمة"، وهي دورة فلكية تستمر لمدة 25,920 عامًا. 

من المحتمل أن الحضارات القديمة كانت على دراية بهذه الدورات، وكانوا يشفّرونها في هندستهم المقدسة وأساطيرهم.

كما يعتقد أن بعض الكوارث الكبرى، مثل بداية العصر الجليدي الأصغر، قد تكون ناجمة عن تأثيرات كونية مثل اصطدامات المذنبات أو الكويكبات. 

ويشير الباحث إلى أن الأرض تمر بدورات تجعلها أكثر عرضة لهذه التأثيرات، مما يتطلب الاهتمام بتأثيرات الطبيعة على تطور الحضارات.

مقالات مشابهة

  • المركز الثقافي الروسي يحتفل بعيد المرأة بعرض نماذج مصرية وروسية بارزة
  • برنامج «قبل السحور» يهدف لبناء جسور التواصل الثقافي
  • أميرة بو كدرة: إثراء المشهد الثقافي
  • الإمارات تحتفل بيوم المرأة العالمي.. تسريع العمل نحو المساواة والتمكين
  • الإمارات تحتفل بيوم المرأة العالمي..تسريع العمل نحو المساواة والتمكين
  • دراسة حديثة تكشف مفاجأة بشأن انهيار الحضارات القديمة.. ماذا حدث؟
  • محافظ مطروح يتابع النشاط الثقافي خلال شهر رمضان
  • «ثقافة وسياحة أبوظبي» تعلن برنامجها الثقافي خلال رمضان
  • ثقافة وسياحة أبوظبي تعلن برنامجها الثقافي خلال رمضان
  • الإمارات تدين الهجوم الإرهابي الذي وقع في شمال غرب باكستان