صحيفة الاتحاد:
2025-02-07@04:24:25 GMT

متاحف الإمارات.. جسورٌ بين الحضارات

تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT

هزاع أبوالريش
تلعب المتاحف دوراً ثقافياً مهماً في إبراز التراث والمنجز التاريخي للأمم والشعوب، كما تساهم مساهمة كبرى في ترسيخ قيم تواصل الحضارات، ومفهوم غرس ثقافة التعايش مع الآخر، وأهمية التنوع الثقافي. وحسب تعبير المستشارة الثقافية ذكرى والي، مديرة مشروع المرشد الثقافي العربي، فإن «المتاحف لم تعد مجرد أماكن لعرض القطع الأثرية والفنية، بل هي مؤسسات ثقافية تلعب دوراً جوهرياً في تعزيز فهم الماضي والحاضر، وبناء جسور للتواصل بين الثقافات والحضارات».

وتضيف ذكرى والي: لقد لمسنا هذا الدور للمتاحف في الإمارات العربية المتحدة وعربياً من خلال برنامج المرشد الثقافي العربي الذي تم تنفيذه من قبل برنامج السفارة الثقافية الأولى للألكسو، بالتعاون مع المنظمة العالمية للمتاحف والتحالف الدولي للمتاحف، وبمشاركة حوالي 20 دولة عربية من مؤسسات رسمية ومتحفية ومواقع أثرية ومرشدين ثقافيين. 
وتؤكد والي: قدمت المتاحف العربية من خلال برنامج المرشد الثقافي العربي نماذج ناجحة للتواصل من خلال عرضها لأمثلة تاريخية عن التعايش والتعاون بين الحضارات المختلفة، والتفاهم في تحقيق السلام والتنمية، وخاصة من خلال الأنشطة التعليمية والبرامج الموجهة للأطفال والشباب، حيث تعمل المتاحف على غرس قيم التسامح وقبول التنوع في النفوس منذ الصغر، وكسر الصور النمطية عبر تقديم روايات متوازنة عن الثقافات المختلفة.

محور أساسي 
من جانبها تقول لمياء راشد النعيمي، مدير إدارة التطوير والتسويق والاتصال في اللوفر أبوظبي: «ننظر في اللوفر أبوظبي إلى مجتمعنا باعتباره المحور الأساسي لكل ما نقوم به. وقد تم تصميم سردية متحفنا ومجموعاته وبرامجه لتعزيز الروابط الثقافية وتقديم تجارب هادفة تعزز التفاهم بين الحضارات، وذلك هو الهدف من تعدد الأصوات والانفتاح اللذين يحددان مجموعتنا التي تمتد من العصر الحجري الحديث حتى يومنا هذا، حيث نقدم عينة عالمية من الفن للجميع، تنعكس في نوعية جمهورنا الذي ينجذب لمتحفنا وأنشطتنا ومبادراتنا، ومن بينهم الطلبة، الذين يبدون اهتماماً بالفنون التي توسّع مداركهم وفهمهم للتاريخ والثقافة».
 وتضيف: من أبرز الأمثلة على شموليتنا، هو هذا التناغم والتعايش الذي ينشأ بين الأعمال والمعروضات التي تمثّل فترات ومناطق جغرافية مختلفة، والتي تم وضعها جنباً إلى جنب في صالات العرض، وهو ما يسلّط الضوء على ثانوية عنصري الوقت والتقنية بالنسبة للروح الإنسانية المشتركة، كما يفسّر قدرة الفنون من فترات وأماكن مختلفة على التلاقي خارج حدودها. ومن هنا، يوفر متحفنا بيئة تعليمية حيوية وتفاعلية، تثري خبرات الطلبة ومعارفهم من خلال ربط ما يتعلمونه في الكتب المدرسية بواقعية المعروضات التي تجسد معاً جسراً يربط بين أجيال وحضارات، وفي ذات الوقت تعزز ثقافة الاحترام والتفاهم.

أخبار ذات صلة أحلام إبداعية على أجندة 2025 الذكاء الاصطناعي.. إلى أين؟ الرُّوبوت العاطفي وأنسنة الآلة

ويتحدث ماجد المنصوري، المدير التنفيذي لمتحف المستقبل: لطالما كانت المتاحف جسوراً تربط الماضي بالمستقبل، مروراً بالحاضر، وتسهم في حفظ التراث الإنساني وإثراء التفاهم بين الشعوب، ولا يقتصر دورها على استعراض الأعمال الفنية أو التحف التاريخية، بل تمثل منصات ديناميكية تعزز الحوار الثقافي والتبادل الفكري بين الشعوب، كما تؤدي دوراً رئيساً في نشر الوعي بقيم التنوع والانفتاح للتعرف على التراث الثقافي الإنساني بأبعاد مختلفة. موضحاً: وبدوره، يمثل متحف المستقبل نموذجاً عالمياً فريداً في تعزيز قيم تواصل الحضارات وترسيخ ثقافة التعايش والتنوع الثقافي، ويعد مساحة للتسامح والتعايش، من خلال استقطاب وجهات نظر ثقافية وفلسفية واجتماعية متنوعة ومختلفة، كمنصة رائدة لتبادل الآراء والمقترحات ومناقشة الأفكار، حيث نجح المتحف منذ افتتاحه في 22 فبراير 2022، في استقطاب أكثر من 3 ملايين زائر من 177 دولة، ما يعكس رسالته في تقديم منصة للحوار الحضاري والابتكار الإنساني. ويختتم المنصوري بقوله: تسعى رؤية المتحف إلى جعل الابتكار أداة لتحقيق التقارب بين الثقافات، ومركزاً لأهم مصممي المستقبل ومؤسسات استشراف المستقبل الدولية، ليقدم منصة للشراكات العالمية المؤثرة لفتح آفاق جديدة للتعاون والتقدم، تماشياً مع دوره كمركز عالمي للابتكار واستشراف المستقبل.

شاهد حي 
ويقول سعيد علي لحة الشحي، إن متحف قرية زايد في غليلة برأس الخيمة، أصبح من أبرز الوجهات التي تُجسّد تاريخ وتراث الإمارات، حيث يجمع بين المعالم التاريخية والتجارب التفاعلية، ما يجعله شاهداً حياً على حياة الأجداد وموروثهم الغني. وتطور المتحف مع الوقت إلى أن أصبح قرية بما يحتويه من تصميم يمزج بين الماضي والطبيعة الإماراتية.
ويتابع الشحي: يعد المتحف - قرية زايد التراثية، منصة تعليمية وثقافية تسعى لتعزيز الهوية الوطنية من حيث التنوع الاجتماعي والمعيشي القديم الذي تحتويه، من مساكن العامة إلى منازل أصحاب الدخل الممتاز الذي يعكس صورة شاملة ودقيقة للحياة في الإمارات قديماً، ما جعل المتحف ليس مجرد وجهة سياحية، بل نافذة على تاريخ غني يجمع بين أصالة الماضي وتنوع الحاضر من نماذج للمنازل بمختلف مستوياتها، إضافةً إلى القاعات المتنوعة، مما يجعل زيارته تجربة فريدة لفهم التراث الإماراتي بكل أبعاده ومقاييسه التاريخية - الثقافية.

مبادرة فريدة 
تقول الدكتورة رفيعة غباش، مؤسسة متحف المرأة: المتحف مبادرة ثقافية فريدة من نوعها في الوطن العربي للاحتفاء بالنساء الرائدات، والاعتزاز بإنجازاتهن، وإبراز أعمالهن. 
وتضيف: أقيم هذا المشروع من أجل الحفاظ على تاريخ المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة وتغيير تلك النظرة النمطية غير الحقيقية التي يتبناها البعض. كما يستعرض المتحف دور المرأة الإماراتية المتميز الذي لعبته في تحديد ثقافتها وتنمية مجتمعهما وتعزيز هويتها، متمسكاً برسالة مهمة يتبناها المتحف في التعريف بمكانة المرأة وتاريخها وحاضرها، وإبراز الأدوار المختلفة التي مارستها المرأة قديماً وربطها بحاضرها الجميل، وتعريف ضيوف الإمارات والجيل الناشئ بنمط الحياة اليومية لمجتمع الإمارات في الماضي بكل جوانبها، للاعتزاز بكل ما هو جميل وأصيل فيها، وإيجاد مركز يبرز نشاط المرأة في الثقافة، والفنون، والتراث وكل جوانب عطائها المجتمعي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: المتاحف الإمارات الثقافة متحف اللوفر أبوظبي من خلال

إقرأ أيضاً:

436 فرصة عمل وفرتها 109 حضانات جديدة العام الماضي

#سواليف

بلغت #فرص_العمل الموفرة من خلال تسجيل #حضانات_جديدة العام الماضي، 436 فرصة، في 109 حضانات جديدة مسجلة خلال نفس العام، ليصل إجمالي الفرص التي وفرتها الحضانات إلى 4912 فرصة في 1228 حضانة مرخصة.
وبحسب التقرير السنوي لسير العمل في البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي (2023-2025)؛ أطلقت الحكومة دراسة “الهوية الاقتصادية للمرأة في المحافظات”، لتحليل المشاركة الاقتصادية للمرأة على مستوى الأقاليم والمحافظات.
وضمن مشروع إنشاء الحضانات لرعاية الأطفال لتشجيع السيدات على الالتحاق بسوق العمل؛ أصدرت الحكومة أنظمة وتشريعات جديدة، منها نظام الحضانات رقم 6 لعام 2024 لتسهيل تسجيل الحضانات المنزلية، وتمديد ساعات العمل لتشجيع المرأة على الانضمام للقطاع الخاص، إضافة إلى إصدار تعليمات جديدة لتشغيل وإدارة الحضانات.
وفي إطار برامج التدريب والتأهيل، بين التقرير أنه تم تدريب 197 مشاركا، بينهم مدراء وموظفو مديريات ومقدمات رعاية على النظام الجديد، ودمج الأطفال ذوي الإعاقة، وإدارة الحضانات.
وبلغ عدد فرص العمل من خلال توفير القروض الميسرة للمرأة العام الماضي، 333 فرصة
وضمن مشروع إنشاء متاجر إلكترونية للمرأة جرى توقيع اتفاقيات لدعم السيدات المهمشات من خلال متاجر إلكترونية مجمعة تديرها جمعيات محلية، مع تدريب موظفي مراكز التنمية لمتابعة المبيعات.
وأظهر التقرير أنه جرى العمل لدراسة احتياجات 500 منتفع من صندوق المعونة الوطنية مع تمكينهم من الاستفادة من تطبيقات جديدة لتسويق منتجاتهم عبر التدريب، وتسجيل الأعمال، ودعم التنقل، مع تطبيقات جديدة.
وفي مجال اقتراح تعديلات تشريعية لتعزيز مشاركة المرأة الاقتصادية والحماية القانونية؛ عدّلت الحكومة نظام دور الحضانة وأصدرت تعليمات لحماية المرأة الحامل والمرضعة وذوي الإعاقة، وأقرت نظام العمل المرن لسنة 2024 لرفع مشاركة المرأة الاقتصادية.
كما جرت مراجعة التشريعات ضمن استراتيجية تمكين المرأة، وإقرار مشروع قانون اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة من مجلس الوزراء 2024 لعام.
وضمن برامج التمويل والتدريب لتعزيز مشاركة المرأة اقتصادياً؛ نفذت 14 منظمة مجتمعية 77 تدريبا، استفاد منها 1768مشاركا بنحو مباشر و18691فردا بنحو غير مباشر، مع تمويل بقيمة 10 آلاف يورو لكل منظمة.
كما جرى دعم 1238 مشروعا، 782 منها مملوك للنساء، عبر تدريبات وإدارة أعمال وروابط تجارية، مع تعزيز صادرات ومبيعات 233 شركة منها 187 شركة مملوكة للنساء، وبلغ عدد المشاريع القادرة على تحسين القدرة على الصمود 744 منها 529 مشروعاً مملوك للنساء، فيما توسعت 259 شركة إلى أسواق جديدة، وتحسين أعمال 820 شركة بدعم تقني.
وطورت الحكومة العام الماضي مؤشراً وطنياً لقياس تقدم تمكين المرأة في المجالات الاقتصادية، السياسية والاجتماعية، تمهيدا لإطلاقه.
ونفذت مبادرات لتحسين خدمات النقل والرعاية في المناطق الصناعية والزراعية، ما ساهم في تمكين المرأة وزيادة الاستقرار الوظيفي والإنتاجية في 45 مصنعا ومنشآت زراعية، إضافة إلى مبادرات لتعزيز الإنصاف في الأجور، ومكافحة العنف والتحرش في بيئة العمل وتطوير مهارات النساء في قطاعات مثل التعليم، الرعاية، والرياضة.
وبين التقرير وجود تحديات أمام تمكين المرأة، تتعلق بجاهزية بعض السيدات العاملات بالمهن المنزلية للتسويق الإلكتروني، مع الحاجة لتطوير المتاجر الإلكترونية المجمعة وتدريب الموظفين لمتابعتها، بالإضافة إلى صعوبة حصر النساء في القطاع غير المنظم وكثرة الالتزامات المترتبة على تسجيلهن بالقطاع المنظم.

مقالات مشابهة

  • «أمين الفتوى»: لا حرج على المرأة الحائض في قراءة القرآن من خلال الهاتف «فيديو»
  • تراث مصر وسلوفاكيا يتألق في فعالية ثقافية مميزة بمتحف الحضارات
  • توقيع مذكرة تفاهم مشتركة بين الإسماعيلية ومؤسسة التعليم أولاً والهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد
  • اللافي: الدبيبة سيفتتح المتحف الوطني خلال أيام عيد الفطر
  • هدية من “أم الإمارات” إلى الشعب الفلسطيني .. وصول سفينة المساعدات الإماراتية السادسة لميناء العريش وصلت اليوم سفينة المساعدات الإماراتية السادسة إلى مدينة العريش المصرية تحمل على متنها هدية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”
  • محافظ الغربية خلال تفقده متحف كفر الشيخ: سنعمل على تعزيز الوعي الأثري بين الأجيال الجديدة
  • المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط: يجب إيجاد حل لمشكلة المكان الذي سيذهب إليه سكان غزة
  • 436 فرصة عمل وفرتها 109 حضانات جديدة العام الماضي
  • "جسور التواصل" نموذج لتعزيز الصورة الذهنية عن المملكة
  • ممثل رئيس الوزراء وزير الإعلام والثقافة يفتتح مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ30