فيصل لعيبي: طفولتي والعراق في أعمالي وأعماقي
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
فاطمة عطفة
يظل معرض «فن أبوظبي» في مواسمه المختلفة فضاء عالمياً لفنون التشكيل والإبداع المتنوع، وحسب تعبير الفنان العراقي فيصل لعيبي في حديثه لـ «الاتحاد»، فإن «فن أبوظبي» حدث مهم للغاية، أحيي القائمين عليه وأتمنى لهم التوفيق والتطور، حيث نرى فيه جميع الفنون البصرية، إضافة إلى مشاركات دولية مهمة من مختلف دول العالم.
وينتقل الفنان لعيبي متحدثاً عن بداياته الأولى في مرحلة الطفولة وكيف كانت علاقته بالرسم والألوان، فيقول: الطفولة لا تختفي عن أفكار الفنان، هي الجذور الأولى لنشأة الإنسان، حتى أعمالي الحالية فيها شيء من تلك البيئة التي كانت مهيمنة على أفكاري، وكلها تعود إلى تلك المرحلة التي كانت إلى حد ما بعيدة بالنسبة لشخص يكبر داخل بيئة عراقية صعبة. الطفولة التي يعرف الإنسان فيها قيمته كإنسان داخل مجتمعه، وعادة ما تكون هناك العائلة: الأب والأم والأخوة، إلى جانب الجيران والأحبة، لذلك، الطفولة هي البداية لي وامتداداتها تبقى لأن المواضيع تظهر فيها، وحتى شخوص أبطالها كلهم من 20 و25 سنة، وكل ما يتعلق بالعالم البغدادي والعراقي، لذلك أرى الطفولة هي الأعمق والأغزر والأغنى بالنسبة لي، ولم أحقق عملاً له علاقة في تاريخي الشخصي ومشاعري وعواطفي إلا والطفولة والعراق ظهرا فيه، لأنهما في أعماقي.
وحول تجربته الطويلة مع الحداثة في أوروبا، وكيف استطاع الفنان لعيبي أن يدمج بين تجربته ونشأته في العراق وبين إقامته في أوروبا وتأثيرات ذلك في أعماله التشكيلية، يقول: الإنسان يتشكل من هذه التجربة العريضة من الوطن والخارج، أي الأنا والآخر، وأيضاً القراءة وزيارات المتاحف والتواصل مع الفنانين والنقاشات العامة، هذه العوامل كلها أوجدت خيطاً يساعدني على تشخيص الطريق أو النافذة التي استطعت أن أنفذ منها لعالم الفن، وفي الوقت نفسه عالم الواقع أيضاً.
موضحاً أنه في الأيام الحالية في هذا العصر ومن خلال الاطلاع والقراءات واللقاءات وزيارات المتاحف، يستطيع الفنان أن يبني شخصيته مع الفنانين والشعراء والكتاب والمثقفين، بذلك يغتني ويغني تجربته من آرائهم ووجهات نظرهم. ومن خلال تجارب الفنانين التي اطلعت عليها في المتاحف العامة، صار عندي خزين محلي وخزين خارج الوطن، وهذا كله تجمع داخل بوتقة معينة استطعت أن أعصرها وأضغطها وأستخلص الزبدة منها، أفلتر أو أصفي المعلومات كاملة وأستفيد منها، بعد أن اختمرت عندي واستقرت في نفسي فأمشي على رؤاها.
الفكرة والمشاعر الأولى
يشير الفنان لعيبي إلى أن كل لوحة تبدأ بفكرة داخل تفكير الفنان ومشاعره، مشهد يراه بالواقع أو حدث مع شخص معين، الفن عندما يأتي من لا شيء يكون على خطأ، كل شيء يجب أن تكون جذوره موجودة بالواقع الذي يحيط بالفنان، وأنا أجمع هذه اللقطات والمشاهدات وأضعها بالأرشيف عندي، وبعد ذلك تأتي الفكرة التي أستقر عليها وأعالجها تكوينياً، بصرياً وفنياً، وأشتغل أكثر من محاولة أو اسكتش، إلى أن تصح الفكرة التي أقف عندها، وإذا لم يقف الفنان أو إذا بالغ فهو يقتل الفكرة العذراء التي نبعت عنده، لا يجوز أن يشتغل على المبالغة ويجبر العمل الفني، الفنان إذا خرج عن التجربة الفنية المعاصرة لا يمكنه أن يحقق الجمال في اللوحة، بل يجب أن يقف عند الفكرة والمشاعر الأولى. ويؤكد لعيبي أن الفنان يجب أن يعمل (كنترول). الفنان مثل الشاعر عليه أن يشتغل على الفكرة إلى أن تكتمل، وإن عصيت يتركها إلى أن ترجع الفكرة مرة ثانية.
ويختم الفنان فيصل لعيبي حديثه قائلاً: الفنان يجب أن يكون مثل الإسفنجة يمتص الأشياء التي أمامه ويستوعبها، وبالتالي يقدم النتائج التي بنيت على هذا التقدير، لابد أن يكون الفنان مراقباً وناقداً ويعرف ماذا يختار حسب الأهمية المحيطة بعالمه، أي حركة توافق العصر عليه أن يبدأ معها. والفنان مثل المضخة تعمل وتعصر، تأخذ وتعطي، وجود الفنان في الواقع بين المشاهد واللوحة وبين اللوحة والمشاهد، هذه العلاقة الجدلية تجعل الفنان يتطور، كما أن المشاهد يتطور برؤيته للوحة، ولا بد أن يكون هناك حوار بين الفنان واللوحة والمشاهد، بعد زيارة المعرض يخرج الفنان والمشاهد بأفكار جديدة وهذا هو العامل الروحي للإنسان والجمال.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: فن أبوظبي العراق الرسم البيئة إلى أن یجب أن
إقرأ أيضاً:
غزة - استشهاد 490 طفلا خلال الـ20 يوما الماضية
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ، مساء اليوم الأحد، 6 أبريل 2025 ، أن الجيش الإسرائيلي قتل 490 طفلا فلسطينيا خلال الـ20 يوما الماضية.
وقال المكتب في بيان: "في واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية في العصر الحديث، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازره البشعة بحق المدنيين العُزَّل في غزة، وفي مقدمتهم الأطفال، الذين أصبحوا الهدف الأول لغاراته العدوانية".
وأضاف: "فخلال العشرين يوماً الماضية فقط، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي جريمة إبادة صادمة بحق الطفولة، حيث استُشهِد 490 طفلاً في سلسلة هجمات همجية، ليرتفع عدد شهداء العدوان خلال هذه الفترة المذكورة إلى 1350 شهيداً".
وتابع: "إننا أمام واقع مرير، تُباد فيه الأسر بأكملها، وتُدفن الطفولة تحت ركام البيوت، ويُكتب تاريخ أسود جديد في سجل الجرائم التي لن تسقط بالتقادم".
وأوضح المكتب الإعلامي أن: "الأرقام وحدها كافية لتأكيد وجود سياسة قتل ممنهجة ومتعمدة ضد الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة على يد جيش الاحتلال، وليست مجرد أضرار جانبية كما يزعم الاحتلال لتبرير جرائمه أمام العالم".
وحمّل إسرائيل والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في الإبادة الجماعية مثل المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، المسؤولية الكاملة عن استمرار مجازر الإبادة الجماعية بحق الطفولة في قطاع غزة، ومشاركتهم تعد وصمة عار في تاريخهم.
وأشار المكتب إلى أن "استمرار هذا الصمت الدولي المخزي، والتقاعس عن محاسبة الاحتلال، يُعَد تواطؤاً واضحاً في جريمة إبادة جماعية تجري على مرأى ومسمع من العالم".
وطالب المجتمع الدولي، والمؤسسات الحقوقية، والمحاكم الدولية، بـ"التحرك الفوري والعاجل لوقف شلال الدم، و فتح تحقيقات جادة في جريمة استهداف الأطفال والمدنيين".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار غزة المحلية اليونيسيف : أكثر من مليون طفل في غزة حرموا من المساعدات شاهد: كتائب القسام تبث تسجيلا جديدا لأسيرين إسرائيليين محدث: 14 شهيدا إثر قصف استهدف مواطنين في عدة مناطق بقطاع غزة الأكثر قراءة كان تكشف أبرز نقاط الخلاف بين حماس وإسرائيل محدث: حصيلة شهداء قطاع غزة في أول أيام عيد الفطر 2025 باسم نعيم: حماس متمسكة بالاتفاق الموقع في 19 يناير الماضي فتح تدين جريمة إعدام مسعفي الهلال الأحمر في رفح عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025