صحيفة الاتحاد:
2025-03-25@17:48:22 GMT

أعمال عبد الرحمن رحول.. تأملات فلسفية وجمالية

تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT

محمد نجيم (الرباط)
يعرض الفنان التشكيلي المغربي عبد الرحمن رحول بمدينة الدار البيضاء، أعماله الفنية التي أنجزها خلال حياته الفنية الطويلة التي تتجاوز ستة عقود من الزمن، ضمن معرض استعادي يتضمن أعماله في النحت والصباغة والسيراميك، والتي تكشف عن ذاكرة فنية وتأملات فلسفية وجمالية وتنصهر فيها انسيابية الألوان والأشكال والموسيقى والشاعرية، وكلها تؤكد مكانته كواحد من كبار التشكيليين المغاربة والعرب، ففي بعض منحوتاته نرى الفنان يستحضر شخوصاً وأطيافاً هندسية ووجوهاً تتأمل في الفراغ اللا محدود.


تعبير متناغم
عبد الرحمن رحول الذي درس الفن في مدرسة الفنون الجميلة بمدينة الدار البيضاء عام 1962، يجمع بين ما هو موروث حضاري وبين ما هو مولود من الرغبة في التجديد والتطوير.. أي بين ما هو علمي يضبط أسس البناء الشكلي في العمل الإبداعي وما هو علمي في رصد معطيات المنظور من الأشياء بواسطة النظرة الثاقبة لمفهوم الجمال والتي تعكس اهتمام الذات ورغبتها في تحريك المتجمد وتحويل المتخيل إلى تراكيب ملموسة وأنماط تجسيدية قابلة لإحداث تحولات جمالية في شكل وباطن الأنماط، إنه كما يصفه محمد زفزاف في كتيب المعرض، بأنه يجمع بين النحت والخزف وتسخير العناصر المهيأة لطبيعة كينونة الأرض والمتوفرة بشكل من أشكال مخاضات التجاذب والتفاعل بين الطبيعة والإنسان لخلق الامتداد المكون لفضاء التجانس الحسي والجمالي والتعايش البيئي، من خلال استحضار المقدرات التقنية على إفراز أوجه التعبير المتناغم الذي يعكس في واقع الأمر، قدر سيطرته على نسج نماذج وعينات تشكيلية متفردة بكل دلالاتها وإيحاءاتها وإيماءاتها المستمدة أصلاً وبالضرورة من قناعته واختياره لأسلوب ولغة الحوار.

أخبار ذات صلة رحمة ضياء: الكتابة رحلة اكتشاف وتجريب كريمة أحداد: الرواية فنّ إعادة ترتيب الواقع

المضيء والمعتم
أما الناقد الجمالي بنيونس عميروش فيرى أن الضوء يتخذ قطب الرحى في التوزيع الكروماتيكي، فعند الفنان رحول تتداخل وتتراكب المفردات المعمارية المختزلة (مربع، مستطيل، دائرة، مخروط، هرم) عبر تضادات متباينة بين درجات المضيء والمعتم باعتماد فصيلة ألوان أحادية أو متقاربة وأحياناً أخرى متكاملة، بينما يتصاعد اللعب بالدرجات الضوئية في المعالجة اللونية التي أمست محورية أكثر فأكثر في أعماله الأخيرة التي استحالت فيها الأشكال الهندسية البسيطة والمتداخلة فيما بينها، مختصرة في المستطيلات والمربعات والدوائر والخطوط العريضة باعتبارها شرائط للتغطية والإبقاء، هنا استعار رحول أداة المهندس الأساسية «المسطرة» لتتبنى هيكلة اللوحة بالمستقيمات فقط، فيما أصبح الهاجس الرئيس منكباً على دوزنة النور للدفع بالتضادات المتفاوتة إلى تيسير شريان الشفافية المنبعثة شرقاً وغرباً، ما يثير العين بالشاكلة التي تستقبل فيه ضرباً من ضروب الفن الحركي.
حنين الطفولة
الفنان عبد الرحمن رحول يخرج من نمطية الأعمال الفنية المشهدية المعروضة، معمقاً البحث الجمالي عن دوائر الفرح بالعلائق الإنسانية، وعن مسارات الابتهاج بالطبيعة والحب، وهذا ما يفسر تماهي الكائنات مع البناءات المعمارية في لوحاته ومنحوتاته المعروضة، وكلها فضاءات حنين إلى زمن الطفولة الملازم لأي كائن بوصفها مرجعيته الوجودية التي يستعيد من خلالها وعبرها عالمه المفقود عله يتغلب على وطأة الراهن الثقيلة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الفن التشكيلي الثقافة الدار البيضاء المغرب النحت

إقرأ أيضاً:

روجيه مارتين دو غار وجائزة نوبل.. لماذا استحقها؟

في عام 1937، حصل الأديب الفرنسي روجيه مارتين دو غار على جائزة نوبل في الأدب تقديرًا لأعماله التي جمعت بين الواقعية العميقة والتوثيق التاريخي. 

أبرز أعماله، رواية “عائلة تيبو”، كانت السبب الرئيسي لفوزه بالجائزة، حيث قدمت صورة دقيقة للمجتمع الفرنسي وتحولاته السياسية والاجتماعية في أوائل القرن العشرين.

“عائلة تيبو”: العمل الذي قاده إلى نوبل

تعتبر روايته الأشهر، “عائلة تيبو”، ملحمة أدبية امتدت عبر ثمانية أجزاء، تناولت قضايا مثل الصراع الطبقي، الحرية الفردية، وتأثير الحرب العالمية الأولى. اعتمد فيها على أسلوب السرد الواقعي والتوثيق التاريخي، مما جعلها واحدة من أعظم الروايات الفرنسية في القرن العشرين.

 الواقعية والتوثيق في أعماله

اتسم أسلوب دو غار بالدقة الشديدة في نقل تفاصيل الواقع الاجتماعي والسياسي لعصره. لم يكن يكتب فقط من وحي الخيال، بل كان يعتمد على أبحاث تاريخية وشهادات واقعية، مما جعل أعماله تُقرأ كوثائق أدبية تعكس روح الزمن الذي عاش فيه.

 أسلوبه الأدبي

تميز بأسلوب يجمع بين السرد الواقعي، التحليل النفسي العميق، واللغة البسيطة الدقيقة. 

استوحى بعض تقنياته من الأدب الروسي، خاصة أعمال تولستوي ودوستويفسكي، حيث ركّز على دراسة التحولات النفسية والاجتماعية لشخصياته.

 موقفه من الحرب والسلام

كان دو غار رافضًا للحروب، وظهر ذلك في أعماله، خاصة في الأجزاء الأخيرة من “عائلة تيبو”، حيث انتقد القومية المتطرفة ودعا إلى السلام والتفاهم بين الشعوب، وهو ما جعل كتاباته تحظى باهتمام واسع في أوروبا ما بين الحربين العالميتين.

 أسباب استحقاقه لجائزة نوبل

منحت الأكاديمية السويدية الجائزة لدو غار بسبب “قوة فنه السردي، وقدرته على تقديم صورة دقيقة للحياة البشرية مع تحليل نفسي واجتماعي عميق”.

 أسلوبه الواقعي المتقن، واهتمامه بتوثيق التحولات التاريخية، جعلاه يستحق هذا التقدير الأدبي الرفيع


 

مقالات مشابهة

  • فيصل الدوخي: أنا لست مدمنا للشهرة.. وأسعى لتقديم الأعمال الفنية التي لها قيمة
  • رانيا يوسف: أثق في أعمالي التي تضيف لمسيرتي الفنية
  • ناقد فنى: الشركة المتحدة قدمت أعمالًا درامية متميزة في رمضان
  • من الذكورة السامة إلى التحرش: تأملات في فلسفة السلطة والجسد
  • روجيه مارتين دو غار وجائزة نوبل.. لماذا استحقها؟
  • محمد التاجي: الإنتاج الفني فقد معاييره والجمهور هو الضحية
  • ورشات الخدمات الفنية بحمص تستمر بترحيل الأنقاض وفتح الشوارع في القصير
  • لجنة الدراما بالقومي لحقوق الإنسان تقيم أعمال رمضان الفنية
  • محمد التاجي: غياب الكبار أثر سلبًا على الساحة الفنية
  • من جولة محافظ إدلب محمد عبد الرحمن في بلدات كفرنبل وحاس وكفروما للاطلاع على الواقع الخدمي فيها، والتعرف على الاحتياجات التي تسهّل عودة الأهالي إليها