كيف ستغير سياسة "أمريكا أولاً" العالم في 2025؟
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
من المقرر أن يتم تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة في 20 يناير (كانون الثاني)، وهو نفس اليوم الذي يُفتتح فيه المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
تقرير لجديون راخمان، في صحيفة "فايننشال تايمز" يشير إلى أنه منذ نهاية الحرب الباردة، أصبح اجتماع دافوس السنوي الذي يجمع قادة الأعمال والسياسة من مختلف أنحاء العالم رمزاً للعولمة التي تقودها النخبة.الرسوم الجمركية
ولكن ترامب عدو لدود لما يسميه "العولمة"، وفق الكاتب.
وفي وقت يروج فيه المشاركون في منتدى دافوس، للتجارة الحرة؛ يقول ترامب إن "الرسوم الجمركية" هي كلمته المفضلة.
يستضيف المنتدى الاقتصادي العالمي عدداً لا يحصى من المنتديات حول التعاون الدولي؛ ويؤمن ترامب بالقومية التي تتلخص في شعار "أمريكا أولاً".
على مدى ثلاثة عقود من الزمان، تبنت القوى الكبرى في العالم على نطاق واسع رؤية دافوس للعالم.
وكانت هذه فترة طغت فيها الترابطات الاقتصادية على التنافسات الجيوسياسية.
وقد تحدث ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المنتديات السابقة.
How America First will transform the world in 2025 - The Big Read https://t.co/KjDRXnZV9g
— FT Opinion (@ftopinion) December 27, 2024لكن الآن، وبطرق مختلفة، أصبحت الولايات المتحدة والصين وروسيا قوى تعديلية تسعى إلى إحداث تغيير جذري في النظام العالمي الحالي، بحسب الصحيفة.
مساعي روسيا والصينيرى الكاتب أن بوتين حين بدأ الحرب في أوكرانيا في عام 2022، ضحى بالعلاقات الاقتصادية لبلاده مع الغرب لصالح رؤيته للعظمة الروسية.
وأصبحت الصين في عهد شي أكثر قومية وأكثر تهديداً في سلوكها تجاه تايوان.
ويطالب ترامب بتغييرات جوهرية في النظام التجاري الدولي وعلاقة أمريكا بحلفائها.
وليس من المستغرب أن تطالب روسيا والصين بتغيير النظام العالمي، وفق ما يشير التقرير، فروسيا قوة عظمى سابقة تسعى الآن إلى إعادة بناء نفوذها المفقود.
أما الصين فهي قوة عظمى صاعدة تريد من العالم أن يستوعب طموحاتها.
والواقع أن النزعة التعديلية الأمريكية هي الأكثر إرباكاً والأكثر اتساعاً في عواقبها.
إن الولايات المتحدة لا تزال الدولة الأقوى في العالم وصاحبة أكبر اقتصاد في العالم، بحسب التقرير.
والدولار هو العملة الاحتياطية العالمية، ونظام التحالف الأمريكي يدعم أمن أوروبا وآسيا والأمريكيتين.
وإذا كانت الولايات المتحدة جادة في إعادة النظر بشكل جذري في التزاماتها الدولية، فإن العالم بأسره سوف يضطر إلى التكيف مع هذا الوضع.
لكن يبدو أن هذا هو ما يحدث بالفعل، فوفقاً لجون إيكينبيري من جامعة برينستون، وهو من كبار منظري العلاقات الدولية، فإن ترامب على استعداد لمنافسة "كل عنصر تقريباً من عناصر النظام الدولي الليبرالي ــ التجارة، والتحالفات، والهجرة، والتعددية، والتضامن بين الديمقراطيات، وحقوق الإنسان".
ونتيجة لهذا، فبدلاً من دعم الوضع الراهن الدولي، أصبحت الولايات المتحدة على استعداد لأن تصبح المزعزع الرئيسي للأمن.
Huge News: President Trump announces his new policy plan to cut taxes for companies that create jobs in America and raise tariffs on corporations shipping our jobs overseas. Unlike Kamala Harris, we're going to put America FIRST once again!pic.twitter.com/f24eEz4dvZ
— JD Vance (@JDVance) September 5, 2024ويقول إيفو دالدر من مجلس شيكاغو للشؤون العالمية: "كل حديث ألقيته عن المخاطر الجيوسياسية التي نواجهها في العالم بدأ بالصين وروسيا، لكن الخطر الأكبر هو نحن، إنه أمريكا".
إن حلفاء أمريكا التقليديين هم من بين الدول التي تشعر بالتهديد الأكبر في حالة تغير الطريقة التي تمارس بها الولايات المتحدة قوتها.
فقد اعتادت الديمقراطيات ذات القوة المتوسطة مثل المملكة المتحدة واليابان وكندا وكوريا الجنوبية وألمانيا والاتحاد الأوروبي بأكمله على عالم حيث الأسواق الأمريكية المفتوحة.
وتوفر الولايات المتحدة ضمانة أمنية ضد القوى الاستبدادية المهددة، بحسب الكاتب.
يعد ترامب بفرض رسوم جمركية على أقرب حلفاء أمريكا، كما شكك في الضمانات الأمنية الأمريكية ــ بما في ذلك المادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي، أو بند الدفاع المتبادل.
وصرح الرئيس المنتخب بأنه سيسمح لروسيا "بأن تفعل ما تشاء" مع دول حلف شمال الأطلسي التي فشلت في الوفاء بالتزاماتها بالإنفاق على الدفاع.
الواقع أن التهديد الذي يشكله ترامب على مصالح الحلفاء يؤدي بالفعل إلى مناقشات محتدمة في بعض البلدان التي يستهدفها، وفق ما يشير الكاتب.
وبحسب التقرير كذلك، فعندما استقالت كريستيا فريلاند من منصب وزيرة مالية كندا هذا الشهر، اتهمت جاستن ترودو، رئيس الوزراء، بالفشل في إدراك "التحدي الخطير" الذي تفرضه "القومية الاقتصادية العدوانية في أمريكا، بما في ذلك التهديد بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25%".
وأشارت إلى أن كندا تحتاج إلى الاحتفاظ بذخيرتها المالية جاهزة للاستعداد "لحرب تعريفات جمركية قادمة".
إن السؤال حول ما إذا كان ينبغي لنا أن نرد على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، وكيف ينبغي لنا أن نرد عليها، يشغل العقول الدبلوماسية في مختلف أنحاء العالم الغربي.
Trump on Fox & Friends: "I'm telling you. China and Russia, they're not the problem. We have a problem from within that's really bad." (June 2024 @atrupar)
*Trump prefers to concentrate on his domestic critics rather than America's adversaries.
pic.twitter.com/5mpmlZ5F5O
والواقع أن إيجاد إجابة لهذا السؤال أصبح أكثر صعوبة لأن النوايا الحقيقية لترامب تظل غير واضحة.
فهل من الأفضل أن نفهم الرئيس السابق والمستقبلي باعتباره صانع صفقات؟ أم أنه ثوري عازم على تفجير النظام مهما كلف الأمر؟
إن الاستجابة الأولية للاتحاد الأوروبي ستكون الأمل في أن تكون تهديدات ترامب بالرسوم الجمركية مجرد تكتيك تفاوضي، وأن يتم التوصل إلى اتفاق معقول، قبل وقت طويل من اندلاع حرب تجارية شاملة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات عودة ترامب الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة إسرائيل وحزب الله الحرب في سوريا سقوط الأسد حصاد 2024 إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الولایات المتحدة فی العالم
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: حرب ترامب على الجامعات تضع الولايات المتحدة في خانة الاستبداد
قالت صحيفة واشنطن بوست إن اعتقال الطالبة رميسة أوزترك يعكس توجها عالميا أوسع نطاقا للقادة القوميين الذين يستهدفون الجامعات باعتبارها بؤرا للتطرف، وأشارت إلى أن قمع حرية التعبير بين الطلاب الأجانب ليس سوى خطوة أولى.
وأوضحت الصحيفة -في مقال بقلم إيشان ثارور- أن فيديو اعتقال رميسة أوزترك (30 عاما)، يظهر مشهدا قاتما، حث يواجه ضباط بملابس مدنية وبعضهم ملثمون، طالبة في إحدى ضواحي بوسطن ويقيدونها ويدفعونها نحو سيارة بدون أرقام، مع أنها مواطنة تركية حاصلة على تأشيرة طالب، وتعمل على رسالة دكتوراه في جامعة تافتس.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة أميركية: ضربات ترامب أضعفت الحوثيين لكنها لم تدمرهمlist 2 of 2وول ستريت جورنال: ما سر كراهية تيار ماغا لأوروبا؟end of listوقد أكد مسؤولون أميركيون إلغاء تأشيرة أوزترك الدراسية، وقالوا إن إجراءات ترحيلها قيد التنفيذ، وهي الآن واحدة من رعايا أجانب مقيمين بشكل قانوني، ألغت إدارة الرئيس دونالد ترامب تأشيراتهم بزعم مشاركتهم في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات.
جزء من هجوم أعمق
وانتقد وزير الخارجية ماركو روبيو الطلاب الأجانب، وقال إنهم "يثيرون ضجة" في الجامعات، وقال إن وزارته ألغت بالفعل حوالي 300 تأشيرة طالب، وأضاف "نفعل ذلك كل يوم، وفي كل مرة أجد فيها أحد هؤلاء المجانين ألغي تأشيراتهم"، ولكنه لم يوضح هو ولا غيره من المسؤولين ما فعلته أوزترك لتبرير إلغاء تأشيرتها.
إعلانوقالت وزارة الأمن الداخلي في بيان إن "تحقيقاتها وتحقيقات دائرة الهجرة والجمارك وجدت أن أوزترك شاركت في أنشطة تدعم (حركة المقاومة الإسلامية) حماس"، وأضافت أن "دعم الإرهابيين" يعد سببا لإنهاء التأشيرة، مع أنه لا يوجد دليل واضح على أن أوزتورك "تدعم الإرهابيين"، إلا إذا كان التعبير عن أي شكل من أشكال التضامن مع الفلسطينيين أو انتقاد إسرائيل يعادل دعم حماس، حسب الكاتب.
وبالفعل شاركت أوزترك في مارس/آذار من العام الماضي، في كتابة مقال رأي في صحيفة الجامعة تحث فيه إدارة الجامعة على الاستجابة لقرار مجلس الطلاب الذي يدين الحرب في غزة، والاعتراف بـ"الإبادة الجماعية" التي تحدث في القطاع، وسحب الاستثمارات من الشركات المرتبطة بإسرائيل، وهي دعوات ترددت أصداؤها في جميع أنحاء الجامعات الأميركية على مدار الأشهر الـ17 الماضية من الحرب.
وفي أعقاب فوز ترامب، أصبح مواطنون أجانب مثل أوزترك والناشط الطلابي المعتقل في جامعة كولومبيا محمود خليل، من بين المتضررين من رد الفعل العنيف ضد النشاط المؤيد للفلسطينيين -كما يقول الكاتب- وهو جزء من هجوم أعمق تشنه إدارة الرئيس على الجامعات الأميركية التي كانت دائما هدفا لليمين.
كولومبيا بمثابة تحذيرومما أثار غضب العديد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب، رضوخ جامعة كولومبيا التي شهدت بعضا من أكثر الاحتجاجات سخونة العام الماضي، لتهديدات إدارة ترامب بسحب التمويل الفيدرالي إذا لم تجر تغييرات معينة، مثل فرض المزيد من القيود على الاحتجاجات في الحرم الجامعي، وإشراف جديد على المناهج الدراسية والتوظيف في قسم دراسات الشرق الأوسط بالجامعة.
ويرجح المراقبون أن حملة الضغط لن تتوقف عند هذا الحد، حيث يخشى الباحثون على حرياتهم الأكاديمية، ويلجأ الطلاب إلى الرقابة الذاتية، وقد أعلن جيسون ستانلي، الفيلسوف البارز في جامعة ييل ومؤلف كتاب "كيف تعمل الفاشية: سياساتنا وسياساتهم"، أنه سيغادر قريبا ليعمل في جامعة تورنتو، وأوضح أن السبب الرئيسي هو رغبته في تربية أبنائه "في بلد لا يتجه نحو ديكتاتورية فاشية".
إعلان
وقال ستانلي لصحيفة غارديان "كانت جامعة كولومبيا بمثابة تحذير. شعرت بقلق بالغ لأنني لم أرَ رد فعل قويا في الجامعات الأخرى ينحاز لجامعة كولومبيا. أرى جامعة ييل تحاول ألا تكون هدفا. وهذه إستراتيجية خاسرة"، وأضاف أن قمع حرية التعبير بين الطلاب الأجانب ليست سوى خطوة أولى، متسائلا "متى سيأتون لملاحقة المواطنين الأميركيين؟".
وذكر إيشان ثارور بأن عداء ترامب للجامعات يعكس اتجاها عالميا أوسع، حيث يستهدف بعض القادة القوميين غير الليبراليين في عدد من الأنظمة الاستبدادية الانتخابية، جامعات النخبة باعتبارها أعداء للدولة وبؤرا للتطرف.