أكد الدكتور محمد عبد الرحمن، مشرف وحدة اللغة العربية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن مع بداية كل عام ميلادي جديد تظهر توقعات المنجمين والعرافين، الذين يدعون معرفة أحداث المستقبل، موضحا أن بعض الناس قد ينجذبون لتلك التوقعات بسبب فضولهم أو لأن بعض ما يُقال قد يتحقق أحيانًا، مما يثير تساؤلات حول جواز الاستماع لهؤلاء ومدى مصداقية كلامهم.

وأشار عبد الرحمن، خلال تصريح له، إلى أن الاستماع للمنجمين والعرافين لا يجوز حتى لو من باب الفضول، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من أتى عرّافًا فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة"، وحديث آخر: "من أتى كاهنًا أو عرّافًا فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد".

وأوضح أن الكفر في هذا الحديث لا يعني الكفر المخرج من الملة، بل هو تحذير شديد من التعامل مع المنجمين أو تصديقهم لأن ذلك يخالف العقيدة الإسلامية، حتى مجرد السؤال بدافع الفضول دون تصديق يُعرض الإنسان لإثم كبير وينقص من إيمانه.

وحول مصدر معلومات المنجمين، أكد عبد الرحمن أن المنجمين لا يعلمون الغيب، لأن الغيب من اختصاص الله وحده، موضحا أنهم يعتمدون على التخمين، التحليل النفسي، أو معلومات عامة يمكن أن تنطبق على أي شخص، وبالتالي قد تتحقق بعض توقعاتهم بالصدفة أو بسبب احتمالات عشوائية، وليس لأن لديهم علمًا بالغيب.

واستشهد بقوله تعالى: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله، وقوله: "وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو"، مضيفا أن حتى الأنبياء، رغم مكانتهم العالية، لا يعلمون الغيب إلا إذا أطلعهم الله عليه لأغراض خاصة بالرسالة، مستشهدًا بقوله تعالى: "قل لا أملك لنفسي نفعًا ولا ضرًا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء".

وختم بدعوة الناس إلى الاعتماد على الله والتخلي عن الخرافات التي تخالف الدين والعقل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأبراج مرصد الأزهر الفلك المنجمين العرافين المزيد

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. المفتي يحذر من 3 عادات سيئة في شهر رمضان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن شهر رمضان المبارك هو شهر الصبر والأيقونة التي تدفع الإنسان إلى تحمل الآلام والمشقة، لافتا إلى أن الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب وسائر المفطرات، بل هو وسيلة للتربية والتجلية.

وتابع نظير عياد خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، ببرنامج «اسأل المفتي» على قناة صدى البلد أن الهدف الأسمى من الصيام هو تحقيق التقوى، كما جاء في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".

وأضاف نظير عياد أن الصيام سر بين العبد وربه، حيث لا مجال فيه للرياء أو الخداع، فهو عبادة خالصة لا يعلم حقيقتها إلا الله، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".

وحذّر المفتي من الانشغال بالأحاديث الجانبية التي تحمل في طياتها النميمة والطعن والتنابز بالألقاب، مؤكدًا أن المسلم الصائم عليه أن ينأى بنفسه عن صغائر الأمور، ويبتعد عن كل ما يفسد صيامه، التزامًا بقول الله تعالى: "وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ".

وأوضح الدكتور نظير عياد أن الصيام يُكسب الإنسان صفاءً روحيًا ونقاءً داخليًا، مما يجعله أكثر قدرة على التمييز بنور البصيرة، مشيرًا إلى حديث النبي ﷺ: "اتقوا فراسة المؤمن، فإنه يرى بنور الله".

واختتم المفتي حديثه بالتأكيد على أن الصيام مدرسة تربوية متكاملة، تهدف إلى تقوية الإيمان، وتنقية النفس، وتهذيب الأخلاق، ليصبح العبد أكثر قربًا من الله، وأكثر إدراكًا لمعاني التقوى والعبودية.

مقالات مشابهة

  • ولي العهد يستقبل المهنئين بحلول شهر رمضان
  • أعزَّك الله.. سيدنا عزيزَ الإسلام
  • استهدافُ القادة تخبُّط للعدو وخيبة أمل
  • بالفيديو.. هبة النجار: الصيام عبادة تهذب النفس وتحقق التقوى
  • سبيلك إلى السلوك القويم.. 3 ركائز أساسية في الإسلام لا تغفل عنها
  • الاستماع أو الإنصات ومنصة "تجاوب"
  • «المفتي» يحذر من 3 عادات سيئة في شهر رمضان.. فيديو
  • بالفيديو.. المفتي يحذر من 3 عادات سيئة في شهر رمضان
  • دعاء الليلة الأولى من شهر رمضان الكريم
  • تهديد علني للشرع بـالتابوت وتشبيه نعش نصر الله بـعرش الرحمن