صحيفة: الحرب في أمهرة تكبد الاقتصاد الإثيوبي خسائر كبيرة
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
تكبدت إثيوبيا خسائر اقتصادية كبيرة جراء استمرار الصراع في إقليم أمهرة بين الجيش وميليشيات فانو منذ بداية أغسطس الجاري، وإعلان الحكومة حالة الطوارئ للسيطرة على الوضع المتردي فى الإقليم المتاخم لولاية تيجراي التى شهدت حربا أهلية لمدة عامين.
وذكرت صحيفة "أديس ستاندرد" فى تقرير لها الخميس الماضي، أن الصراع الأخير فى منطقة أمهرة بين الجيش الإثيوبى وميليشيات فانو، تسبب فى إحداث دمار فى الصناعات المحلية ووفقا للتقييم المبدئي، تقدر الخسائر بنحو ٢.
وأضاف أن الأكثر تضررا بشكل خاص هى الاستثمارات فى زراعة وتسويق الزهور والخضروات والفواكه، مؤكدا أن ٣٨ منطقة تعمل فى إنتاج وتصدير هذه المنتجات الزراعية قد حققت إيرادات بقيمة ١٢٨ مليون دولار فى السنة المالية المنتهية لتوها.
وأشار إندريس إلى أن تباطؤ الأعمال والأنشطة الاستثمارية فى المنطقة تتسارع بعد توقيع اتفاقية بريتوريا للسلام بين الحكومة الفيدرالية والقوات فى تيجراى فى نوفمبر ٢٠٢٢.
وأكد أن الصناعات فى أمهرة عانت بشكل كبير بسبب الصراع المستمر منذ عامين والذى بدأ فى نوفمبر ٢٠٢٠ وتسبب فى دمار واسع النطاق فى مناطق تيجراى وأمهرة وعفر، وكشف تقييم أجرته وزارة الصناعة الإثيوبية قبل عام أن الصناعات الواقعة فى ثماني مناطق، مثل ديسى، وشمال شيوا، وولو، وجنوب جوندر، قد تأثرت بشدة بالحرب وتكبد مجمع كومبولتشا الصناعي وحده أضرارا بقيمة نصف مليار بر بسبب الصراع.
ولا يمكن التغاضي عن الدمار الاقتصادي الهائل الذي سببته الحرب التى استمرت عامين فى منطقة أمهرة، لا سيما بالنظر إلى أن هذه المنطقة تمثل ٢٢٪ من الناتج المحلى الإجمالى الإثيوبي.
وفى مقابلة سابقة، كشف أباتى جيتاهون، مدير مكتب إعادة تأهيل وإعادة إعمار وإعادة تطوير منطقة أمهرة، فى تصريحات لصحيفة "أديس ستاندرد" الإثيوبية، أن التكلفة التقديرية لإعادة بناء المناطق التى دمرتها الحرب فى منطقة أمهرة تتجاوز نصف تريليون بر وهو أمر مذهل. ونشبت المواجهات بين الأمن الإثيوبي والميليشيات فى أمهرة فى شهر أبريل الماضي، ويعد الإقليم هو ثانى أكبر اقتصاد إقليمى بعد منطقة أوروميا، ومع تصاعد المواجهات طلب ييليكال كيفالي، رئيس منطقة أمهرة المضطربة تدخل الحكومة الفيدرالية، وفى ٤ أغسطس أعلنت الحكومة برئاسة آبى أحمد حالة الطوارئ التى صادق عليها البرلمان الأسبوع الماضي، وتستمر لمدة ستة أشهر.
على الرغم من الجهود المستمرة، اندلع صراع حاد فى المراكز الحضرية الرئيسية مثل بحر دار، ديبر برهان، جوندور، وشيوا روبت، والتى تعد موطنًا لجزء كبير من الصناعات فى المنطقة. وكشف بيان صحفى صادر عن مفوضية حقوق الإنسان الإثيوبية فى ١٤ أغسطس ٢٠٢٣، أن أربعة أحياء مكتظة بالسكان فى مدينة ديبرى بيرهان شهدت قتالًا عنيفًا فى الفترة من ٦ إلى ٧ أغسطس، مما أدى إلى مقتل المدنيين بشكل مأساوى، بمن فيهم عمال المصانع الذين تعرضوا للقتل. وقعوا فى مرمى النيران واستهدفتهم المدفعية الثقيلة فى أماكن عملهم.
وأعلنت السلطات الإثيوبية بعد أيام قليلة من إعلان الطوارئ استعادة السيطرة على بعض المناطق التى كانت فى قبضة ميليشيات فانو، إلى جانب ظهور تقارير عن عودة المدن الكبرى فى منطقة الأمهرة تدريجيًا إلى حالتها الطبيعية.
وكشفت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سي"، أن الجيش الإثيوبى شن هجمات بطائرات مسيرة بدون طيار خلال المواجهات مع ميليشيات فانو، إلا أن إحدى هذه الهجمات تسببت فى مقتل العشرات من المدنيين يوم الأحد الماضي.
وأكدت مصادر لـ"بى بى سي" أن ٢٦ شخصا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من ٧٠ فى الضربة الجوية.
وبعد أسبوع واحد من إعلان الطوارئ فى أمهرة، أعربت خمس دول غربية عن قلقها بشأن العنف فى إقليم أمهرة الإثيوبى وهى الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا واليابان ونيوزيلندا، بيان مشترك.
وأعرب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي، الأربعاء الماضي، عن قلقه إزاء المواجهات العسكرية المستمرة بإقليم أمهرة فى إثيوبيا. ودعا فقي، “الأطراف المتصارعة فى إثيوبيا إلى وقف القتال على الفور وبدء حوار من أجل التوصل إلى حل سلمى للأزمة”، مؤكدا “التزام الاتحاد الأفريقى بالنظام الدستوري، وسلامة أراضى ووحدة إثيوبيا، وأهمية الاستقرار فى المنطقة”.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إثيوبيا أمهرة منطقة أمهرة فى منطقة
إقرأ أيضاً:
رئيس اقتصادية قناة السويس يشهد وضع حجر الأساس لمشروعين بـ 58 مليون دولار في السخنة
شهد وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، اليوم، مراسم وضع حجر الأساس لمشروعين صناعيين جديدين باستثمارات إجمالية قدرها 58 مليون دولار داخل المنطقة الصناعية المتكاملة بالسخنة، التابعة للمطور الصناعي "تيدا - مصر". ويمتد المشروعان على مساحة إجمالية تبلغ 81 ألف متر مربع، ومن المتوقع أن يوفرا نحو 450 فرصة عمل جديدة.
حضر مراسم وضع حجر الأساس اللواء طارق الشاذلي، محافظ السويس، وتجاو ليو تشينغ، الوزير المفوّض التجاري بسفارة جمهورية الصين الشعبية لدى مصر، و وي جين تشين، المدير العام لشركة تيدا، بالإضافة إلى عدد من القيادات التنفيذية بالهيئة والمنطقة الاقتصادية، وممثلي الشركات القائمة على المشروعين.
جرى خلال الفعاليات وضع حجر أساس شركة “كاكس للاستثمار - Kaks investment”، التي تهدف إلى إنشاء منطقة دعم متكاملة لسلسلة توريد الأجهزة المنزلية. ويشمل المشروع إنشاء مصانع لتصنيع المكونات، وتقديم خدمات التخزين الجمركي، وتوزيع قطع الغيار، والتجميع، بالإضافة إلى مراكز متخصصة في معالجة الصفائح المعدنية، والحقن، وإنتاج المواد الرغوية. ويسعى هذا المشروع الاستراتيجي، الذي يقام على مساحة 40 ألف متر مربع باستثمارات تبلغ 50 مليون دولار، إلى تعميق التصنيع المحلي لمكونات الأجهزة المنزلية في مصر وتوفير نحو 300 فرصة عمل مباشرة. ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج في النصف الثاني من عام 2026، ويعد من المشروعات التي توليها الهيئة اهتمامًا خاصًا ضمن خططها لتوطين الصناعات المستهدفة.
كما شهد رئيس المنطقة الاقتصادية وضع حجر أساس مشروع “داخوى للجلوكوز وطيبة للنشا - Dahui Glucose & Tiba Starch”، الذي يهدف إلى إنشاء مصنع متطور لإنتاج النشا المعدل والبروتين النباتي. ويقام المشروع على مساحة 41 ألف متر مربع بالمنطقة الصناعية بالسخنة على مرحلتين، حيث تبلغ الاستثمارات المخصصة للمرحلة الأولى 8 ملايين دولار. ويهدف المشروع إلى تلبية جزء من الطلب المتزايد على النشا المعدل في السوق المصري ومنطقة الشرق الأوسط وشرق إفريقيا، وذلك بطاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 30 ألف طن. بالإضافة إلى ذلك، سينتج المصنع بروتينًا نباتيًا بطاقة تتراوح بين 3000 و 5000 طن سنويًا، ومن المتوقع أن يوفر حوالي 150 فرصة عمل مباشرة. ومن المخطط أن يبدأ الإنتاج في النصف الثاني من عام 2026.
وفي تصريحات له على هامش الفعاليات، أكد رئيس المنطقة الاقتصادية أن هذين المشروعين يمثلان إضافة نوعية لسلسلة التعاون المثمر بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والاستثمارات الصينية المتزايدة. وأشار إلى أن المنطقة تشهد نشاطًا استثماريًا ملحوظًا يتجسد في تزايد عدد المصانع الجديدة، وهو ما يعكس نجاح جهود الترويج المستمرة التي قامت بها الهيئة على مدار السنوات الثلاث الماضية. وأشاد بالتعاون البناء مع المطورين الصناعيين، وعلى رأسهم "تيدا - مصر"، في خلق بيئة استثمارية جاذبة تساهم في تنمية القطاع الصناعي في مصر.
وأضاف رئيس اقتصادية قناة السويس أن مشروع "داخوى للجلوكوز وطيبة للنشا" يتماشى مع استراتيجية الدولة الهادفة إلى توطين الصناعات الحيوية وتوفير المواد الخام الأساسية للعديد من الصناعات الغذائية. وأكد أن المنطقة الاقتصادية تعمل بشكل دائم على دعم مشروعات الصناعات التكميلية والوسيطة التي تحقق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني وتعزز من تنافسيته. كما لفت إلى الأهمية الاستراتيجية لمشروعات صناعة الأجهزة المنزلية في تلبية احتياجات السوق المحلية وتعزيز فرص التصدير.
تجدر الإشارة إلى أن عقود مشروعي "كاكس" و "داخوى للجلوكوز وطيبة للنشا" قد تم توقيعها خلال الجولة الترويجية التي قام بها رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية على هامش منتدى التعاون الصيني الإفريقي في سبتمبر 2024، مما يؤكد على جدية الجهود المبذولة لجذب الاستثمارات وتوطين الصناعات المختلفة في مصر.