الأزمة السياسية تهدد الثقة بالاقتصاد في كوريا الجنوبية
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
تشهد كوريا الجنوبية أزمة سياسية حادة تهدد استقرار الاقتصاد وثقة المستثمرين، بعد عزل الرئيس يون سوك يول وخليفته بالإنابة، على خلفية محاولة فاشلة لفرض الأحكام العرفية. أدى ذلك إلى تراجع العملة المحلية (الوون) إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2009، وسط انخفاض شبه مستمر منذ بداية الأزمة في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وفقًا لبيانات المصرف المركزي، تعرضت ثقة المستهلكين والشركات في رابع أكبر اقتصاد في آسيا لأكبر ضربة منذ بداية جائحة كوفيد-19.
وأرجع ذلك إلى التداعيات السياسية التي بدأت بمحاولة الرئيس يون سوك يول فرض الأحكام العرفية وإرسال قوات عسكرية إلى البرلمان، قبل أن يتراجع عن قراره بعد ساعات قليلة.
وفي 14 ديسمبر/كانون الأول، صوّت البرلمان لعزل الرئيس المحافظ يون سوك يول، كما عزل خليفته بالوكالة هان داك سو لاحقًا بسبب رفضه إكمال إجراءات عزل الرئيس وتقديمه للعدالة.
وبذلك أصبحت كوريا الجنوبية أمام حالة غير مسبوقة، فقد عزل رئيس بالإنابة للمرة الأولى في تاريخها، وتولى وزير المالية شوي سانغ موك الرئاسة مؤقتًا.
تحديات دستورية ومصير معلقويعتمد مصير الرئيس المعزول يون سوك يول على قرار المحكمة الدستورية التي تحتاج للمصادقة على قرار عزله بغالبية الثلثين من أعضائها التسعة.
إعلانولكن المعارضة تتهم خليفته هان داك سو بعرقلة تعيين 3 قضاة في المحكمة، وذلك يعني أنه إذا لم يتم شغل هذه المقاعد الشاغرة فإن القرار سيتطلب إجماع القضاة الستة المتبقين.
وفي خطاب ألقاه عقب توليه المنصب، أكد الرئيس المؤقت شوي سانغ موك أهمية إنهاء الأزمة السياسية، مشددًا على أن الحكومة ستبذل قصارى جهدها لتحقيق الاستقرار. وأضاف "رغم التحديات غير المتوقعة، فإن الاقتصاد الكوري الجنوبي يتمتع بمرونة كافية للتغلب على الأزمة الحالية".
تأثير الأزمة على الاقتصادوكتب غاريث ليذر، من شركة كابيتال إيكونوميكس، في مذكرة للعملاء "هناك بالفعل علامات واضحة على تأثير الأزمة على الاقتصاد، مع تراجع ثقة المستهلكين والشركات". وأشار إلى أن الناتج المحلي الإجمالي من المتوقع أن ينمو بنسبة 2% فقط هذا العام، متأثرًا بالتباطؤ العالمي في الطلب على أشباه الموصلات، أحد أعمدة الاقتصاد الكوري الجنوبي.
الخبراء أكدوا أن المستثمرين لا ينبغي أن يقلقوا بشأن الاستقرار الاقتصادي على المدى البعيد (الأوروبية)ليذر حذر من أن "الاستقطاب السياسي وعدم اليقين الناتج عنه قد يعرقل الاستثمار على المدى البعيد"، مستشهدًا بحالة تايلند التي يعاني اقتصادها من ركود منذ الانقلاب العسكري عام 2014.
التفاؤل بالمستقبل الاقتصاديرغم القلق، أشار خبراء إلى قدرة الاقتصاد الكوري الجنوبي على الصمود. وقال بارك سانغ إن، أستاذ الاقتصاد في جامعة سيول الوطنية، "رغم أن إجراءات يون سوك يول كانت غير متوقعة، فإن الديمقراطية الكورية أثبتت قدرتها على مواجهة التحديات".
وأضاف "كوريا الجنوبية تطورت من دولة غير متقدمة إلى واحدة من أكثر الاقتصادات ديناميكية في العالم. أفعال يون كانت مجرد ثانوية في مسار هذا النمو، والمجتمع الكوري كان ناضجًا بما فيه الكفاية للتعامل مع هذه الأزمة".
ومنذ إعلان الأحكام العرفية، وعد البنك المركزي بتوفير السيولة اللازمة لاستقرار الأسواق. ورغم الأزمة، انخفض مؤشر الأسهم بأقل من 4%، مما يعكس مقاومة الأسواق للاضطرابات السياسية.
إعلانوأكد خبراء أن المستثمرين لا ينبغي أن يقلقوا بشأن الاستقرار الاقتصادي على المدى البعيد، حيث يتمتع الاقتصاد الكوري الجنوبي بقدرة فريدة على التكيف مع الأزمات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الاقتصاد الکوری الجنوبی کوریا الجنوبیة یون سوک یول
إقرأ أيضاً:
كوريا الجنوبية تشهد تساقطاً كثيفاً للثلوج
غطت الثلوج الكثيفة كوريا الجنوبية اليوم الثلاثاء، حيث تراكم حوالي 120 سنتيمترا من الثلوج في المناطق الجبلية بجزيرة جيجو جنوبي البلاد.
وشهدت مناطق أخرى في البلاد تساقطا كثيفا للثلوج، حيث تجاوزت الكمية 10 سنتيمترات في بعض المدن، بينما سجلت العاصمة سول حوالي 5ر2 سنتيمتر من الثلوج، وفقا لوكالة يونهاب للأنباء. وحتى الساعة الثامنة صباحا، كانت الثلوج تتساقط بمعدل يتراوح بين 1 إلى 3 سنتيمترات في الساعة في المناطق التي صدرت فيها تحذيرات من الثلوج، مع بعض المناطق التي تلقت حوالي 5 سنتيمترات في الساعة. وتوقعت وكالة الأرصاد الجوية استمرار تساقط الثلوج، بالإضافة إلى هطول الأمطار، حتى يوم غد الأربعاء. كما توقعت تساقطاً إضافياً من الثلوج في سول وإنشيون والمناطق المحيطة بمقاطعة جيونجي. وشهدت البلاد موجة برد قاسية، حيث تراوحت درجات الحرارة الصباحية بين 10 درجات تحت الصفر ودرجة الصفر، بينما كانت درجات الحرارة العظمى المتوقعة خلال النهار بين 5 درجات تحت الصفر و6 درجات مئوية. وبسبب الأمطار الغزيرة، تم إلغاء ثلاث رحلات جوية، وتعليق رحلات حوالي 70 سفينة ركاب تعمل على 56 مسارا بحريا، وفقا لمركز تدابير السلامة ومواجهة الكوارث المركزي. كما أعلنت السلطات عن إغلاق مداخل 19 متنزها وطنيا في جميع أنحاء البلاد حفاظا على السلامة.