اليوم العالمي لمنع الإبادة الجماعية .. لا يشمل غزة
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
يمانيون../
فيما كان العالم يحتفل باليوم الدولي لإحياء وتكريم ضحايا جرائم الإبادة الجماعية ومنع هذه الجريمة، وهو اليوم الذي أقرته الأمم المتحدة قبل أعوام، كانت غزة تستمرّ في تعداد شهدائها وجرحاها في أفظع إبادة يمارسها العدو الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وكانت المستشفيات في القطاع تُحرق وفي داخلها بعض المرضى وعدد من الكوادر الطبية، في وحشية إسرائيلية غير مسبوقة تسعى للقضاء على آخر مقومات الحياة في غزة.
أكثر من عام وشعب بأكمله يُباد، فيما يسيطر الصمت على معظم الدول العربية وحكّامها، ويُمعن الغرب في الدفاع عن المجرم وجرائمه ليُسقط بفعله كل الرهانات والشعارات حول حقوق الإنسان والمواثيق الدولية ومسرحية الأيام العالمية التي لا تقدّم شيئاً عملياً باستثناء الاحتفال الإعلامي والتذكير بالمناسبة، فيتحوّل يوم خاص بمنع الإبادة إلى تكريس فعلي لكل الجرائم الإسرائيلية والقضاء على الشعب الفلسطيني ومحو عائلات من السجلات المدنية.
كم عاماً يجب أن تستمرّ الإبادة على شعب مظلوم حتى تتحرّك الدول والجهات المعنية لمنع استمرار هذا المستوى من القتل والوحشية؟ وإذا كان العدو الإسرائيلي نفسه يعترف بأنه لا ينوي إيقاف الحرب في غزة، فهل يعني أننا سنتابع مشاهدة الإبادة حتى النهاية؟ إنّ أهم ما كشفته هذه الحرب الممتدّة لأكثر من عام، عدا عن فظاعة الجرائم الإسرائيلية وبشاعة الكيان، أن لا خيار لمواجهة هذا المستوى من الإجرام سوى المقاومة والمواجهة، وإلا فإنّ الاعتماد على الجهات الدولية والقرارات والأنظمة ومؤسسات حقوق الإنسان أو حتى اللجوء إلى خيار الاستسلام عبر الاتفاقات والمعاهدات لا يعيد للشعوب حياتها ولا حريّتها، والتجارب تشهد.
لا شكّ أن بعض التحركات القانونية استطاعت خرق الصمت، لكنها حتى الآن لم تستطع وقف الكيان عن فعل الإبادة ولا إنهاء الحرب. وعلى الرغم من قيام الأمم المتحدة و”هيومن رايتس ووتش”، بدق ناقوس الخطر بشأن الأعمال العسكرية الإسرائيلية، وإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق رئيس وزراء العدو، ورغم تزايد النقاش الدولي حول الأبعاد القانونية والأخلاقية للحرب، فإنّ فعل الإبادة مستمرٌ ويتعاظم مع الوقت.
يأتي ذلك، فيما كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية مؤخراً عن تقرير يؤكد منح جيش الاحتلال قواته تصريحات بشن هجمات على قطاع غزة، حتى لو أدت إلى استشهاد عدد كبير من الفلسطينيين المدنيين بعد عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وبحسب الصحيفة الأميركية فإن الجيش منح ضباطاً من الرتب المتوسطة سلطة ضرب مجموعة واسعة من الأهداف حتى مع وجود ما يصل إلى 20 مدنياً معرضين لخطر القتل.
كذلك، سبق لصحيفة هآرتس العبرية أن نقلت اعترافات لجنود الاحتلال بشأن مستوى الجرائم اللا مسبوق التي يقومون بارتكابها بحق الشعب الفلسطيني والقتل الجماعي الوحشي الذي يرتكبه الجنود في غزة، والذي يؤثر في صحة الجنود النفسية لشدّة فظاعته بحسب اعترافات بعضٍ منهم.
تتساءل طبيبة فلسطينية في غزة، “ماذا يبقى من الشهداء بعد الموت؟ العظام والذكريات، هل هذا كل ما تبقّى من الشخص؟ من يرث خوفه وقلقه وحزنه؟”
وتقول الكاتبة والصحافية إيمان الحاج علي من غزة: “إنّ أحلام الفلسطينيين مع نهاية هذا العام وبدء عام جديد أن تقف هذه الإبادة الجماعية وألا تظل أخبارنا مجهولة في عالم مشتت، بل أن تلقى استجابة لدى الأشخاص الذين يتمتعون بالقدرة على الإصغاء والعمل من أجل إحداث تغيير حقيقيّ”.
السياسية || زهراء جوني
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية إلى 51 ألفا و495
غزة – أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، يوم الجمعة، ارتفاع حصيلة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين إلى 51 ألفا و495 قتيلا، و117 ألفا و524 مصابا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقالت الوزارة في “التقرير الإحصائي اليومي لعدد القتلى والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة”: “وصل مستشفيات قطاع غزة 56 شهيدا (منهم 7 انتشال)، و108 مصابين خلال الـ 24 ساعة الماضية”.
ولفتت إلى أنه بذلك “بلغت حصيلة الشهداء والمصابين منذ 18 مارس/ آذار الماضي “2111 شهيدا و5 آلاف و483 مصابا”.
كما أعلنت “ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي إلى51 ألفا 495 شهيدا و117ألفا 524 مصابا منذ السابع من أكتوبر 2023”.
وأشارت الوزارة إلى أنه “ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.
ومطلع مارس انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة الفصائل وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي.
وبينما التزمت “حماس” ببنود المرحلة الأولى، تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.
واستأنفت إسرائيل منذ 18 مارس جرائم الإبادة عبر شن غارات عنيفة على نطاق واسع استهدف معظمها مدنيين بمنازل وخيام تؤوي نازحين.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
الأناضول