د. مارغو حداد

كمْ تُشبهُ الدراما الأُردنيَّةُ تلكَ الشجرةَ في الرِّيحِ، لا تَكُفُّ عنِ الميلِ، ولا تَجدُ جذراً يُعينُها على البقاءِ. كانتْ يوماً حديثَ المدى، صوتَ الصَّحراءِ حينَ تَهُبُّ، وضوءَ القمرِ على جبينِ القُرى، لكنَّها اليومَ غائبةٌ كأنَّها لمْ تَكُنْ. أينَ هيَ الحكايةُ التي كُنَّا نُعلِّقُ عليها أمانينا؟ أينَ فرسانُ الشَّاشةِ الذينَ جَسَّدوا وُجوهَ النَّاسِ وصَخَبَ الحياةِ؟

مسلسلُ “الدَّوَّارِ العاشِرِ” كانَ وعداً، لكنَّهُ صارَ دَهشةً ضائعةً.

مشروعٌ تحمَّلهُ الحالمونَ، لكنَّ الحُلمَ تلاشى بينَ أروقةِ الانتظارِ. مَنْ يُنقذُ الفِكرةَ حينَ يَخذلُها الطريقُ؟ ومَنْ يُعيدُ الضَّوءَ إلى نافذةٍ أغلقَتْها الرِّيحُ؟

هلْ تَعرفونَ معنى أنْ يَضيعَ صوتُ الأرضِ؟ أنْ تُصبحَ الحكايةُ غريبةً بينَ أهلِها؟ الدراما الأُردنيَّةُ لمْ تَفقدْ جمهورَها، بلْ فقدتْ موقعَها بينَ المُشاهدينَ. غابتْ عنِ الشَّاشاتِ كما تَغيبُ المُدنُ في الغروبِ، بينما تَتصدرُ الشَّاشاتِ أصواتٌ لا تحملُ ذاكرةَ المكانِ.

مقالات ذات صلة Made in Israel?/conspiracy theory – د. عمر النقرش 2024/12/28

مَنْ يُعيدُ لهذا الفَنِّ وجهَهُ؟ مَنْ يقولُ لهُ: قُمْ، فأنتَ ابنُ هذا التُّرابِ؟ نحنُ بحاجةٍ إلى مَنْ يَروي قِصَّتَنا، إلى مَنْ يَنسُجُ منْ وُجوهِنا ملامحَ البطولةِ، ومِنْ حكاياتِنا مرآةً نَرى فيها أنفسَنا.

لكنْ مَنْ المسؤولُ؟ أَهُوَ الصَّمتُ الذي يَسكُنُ الدَّوائِرَ الرَّسميَّةَ؟ أَمْ هوَ الغيابُ الطَّوعيُّ لِمَنْ امتلكوا أَدواتِ النُّهوضِ؟ أَمْ هيَ الرِّياحُ التي لا تَستقرُّ، فتتركُ الشَّجرةَ مُعلَّقةً بينَ انحناءةٍ وحيرةٍ؟

هاجسي يَسكنُ في تُرابِ بَلَدي، حيثُ الأكاديمياتُ تَنبتُ أَحلاماً، والشَّبابُ يُضيئونَ دُروبَ السِّينما، لكنَّ الدراما الأُردنيَّةَ غائبةٌ، كغيمةٍ لمْ تُمطرْ بعدُ.

أنا مَهمومةٌ بالفَنِّ، ليسَ لأنَّهُ حِرفةٌ، بلْ لأنَّهُ حياةٌ، وأَرى بِلادي تَستحقُّ أكثرَ، دراما تَحملُ وجهَها، وصوتَها، ونبضَ ناسِها.

أَحلمُ بيومٍ تَعودُ فيه الشَّاشاتُ لِتروي حكاياتِنا نحنُ، أَنْ تُصبحَ الدراما لُغةً، نَكتُبُ بها وَجعَنا وفَرَحَنا، لِنقولَ للعالمِ:
هذا نحنُ، وهذا هوَ صوتُنا.

نحتاجُ إلى مَنْ يُعيدُنا إلى ذواتِنا. نَحتاجُ إلى صُراخٍ جديدٍ في وجهِ الصَّمتِ. الحكايةُ لمْ تَمُتْ، لكنَّها في نُومةٍ طويلةٍ. مَنْ يُوقظُها؟

رُبَّما ما زالَ هناكَ وقتٌ. وقتٌ لكي تَعودَ الحكايةُ. وقتٌ لكي تَخرجَ الدراما الأُردنيَّةُ من عُزلتها، لا كضيفٍ على الشَّاشةِ، بل كصوتٍ يَحملُ الأرضَ في نبرةِ الإنسانِ. د : مارغو حداد

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

بعد وفاة إيناس النجار.. محطات في مشوارها الفني ما بين السينما والدراما

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رحلت منذ قليل الفنانة التونسية إيناس النجار، وذلك بعد تعرضها لأزمة صحية خلال الأيام الماضية، ودخلت على إثرها في غيبوبة ومكثت طوال الفترة داخل المستشفى لتلقي العلاج.

رحلة الفنانة إيناس النجار الفنية

قدمت الفنانة إيناس النجار عدد من الأعمال بين السينما والدراما، وأبرزها فيلم "فرقة بنات وبس، معالي الوزير، ميدو مشاكل، بحبك وأنا كمان، كيمو انتيمو، قشطة يابا، علي سبايسي، كركر"، وعلى مستوى الدراما قدمت مسلسل العصيان، مارينا مارينا، العصيان الجزء الثاني، أولاد الشوارع، يتربى في عزو، العائد، ورق التوت".

يشار إلى أن أخر أعمال الفنانة إيناس النجار، المشاركة في الموسم الرمضاني ٢٠٢٥، بمسلسل الحلانجي، بطولة الفنان محمد رجب.

مقالات مشابهة

  • العاهل الأردني يدعو إلى تكثيف الجهود الدولية لاستعادة وقف إطلاق النار في غزة
  • في أول يوليو| مفاجأة بشأن زيادة أجور العاملين بالدولة.. ايه الحكاية؟
  • الجيش الأردني يحبط محاولة تسلل وتهريب مخدرات من سوريا
  • وزير الخارجية ونظيره الأردني يبحثان الأوضاع بفلسطين في ظل التصعيد الإسرائيلي
  • أثر فعال على مستوى الاحتياطي النقدي.. خطوة جديدة لصالح الاقتصاد المصري | إيه الحكاية؟
  • العاهل الأردني: يجب تكثيف الجهود الدولية لوقف الهجمات الإسرائيلية على غزة
  • أزمة الأهلي والزمالك وبيراميدز.. الحكاية كاملة
  • مسلسلات رمضان .. إلى أين؟!
  • بعد أنباء مقتل بلوغر في بغداد.. تأكيد أمني لنصف الحكاية
  • بعد وفاة إيناس النجار.. محطات في مشوارها الفني ما بين السينما والدراما