لجريدة عمان:
2025-04-24@21:08:15 GMT

أزمة الحكم في ديمقراطيات العالم الكبرى

تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT

ترجمة: قاسم مكي -

مجموعة السبع «هي اللجنة التوجيهية للعالم الحر». هذا ما قاله جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جو بايدن. إذا كان كذلك فالعالم الحر يواجه مشكلة.

معظم حكومات مجموعة السبع تثقل كاهلها الآن مشكلات سياسية داخلية بحيث لم يعد في مقدورها توجيه بلدانها هي نفسها، دعوا عنكم العالم الحر.

لننظر في الأوضاع السياسية في فرنسا وألمانيا وكندا واليابان وكوريا الجنوبية (وهذه الأخيرة ليست عضوا رسميا في مجموعة السبع لكنها تحضر قممها باستمرار).

في فرنسا سقطت الحكومة مؤخرا بعد عجزها عن تمرير الموازنة، وتم تعيين رئيس وزراء جديد لكنه سيواجه المشكلات نفسها. وهنالك الكثير من التكهنات بأن ايمانويل ماكرون سيستقيل كرئيس قبل انتهاء فترة رئاسته في عام 2027.

وتتجه ألمانيا إلى الانتخابات بعد انهيار ائتلاف «إشارات المرور» الذي يقوده أولاف شولتز، كما شهدت الانتخابات الأخيرة في اليابان خسارة الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم أغلبيته لأول مرة منذ عام 2009 مع احتمال إجراء انتخابات أخرى في العام القادم. وفي كندا تصل فترة وجود جاستن ترودو في الحكم لما يقرب من عقد إلى نهاية غير كريمة. فمع تخلف حزبه كثيرا في الاستطلاعات يواجه رئيس الوزراء الكندي ضغوطا مكثفة للاستقالة.

أما «مسك ختام» التدهور الديمقراطي فيتمثل في كوريا الجنوبية التي ساء فيها الوضع السياسي للرئيس يون سوك يول إلى حد إعلانه الأحكام العرفية، وأجبرته الاحتجاجات الشعبية على التراجع بسرعة وقادت إلى عزله.

بخلاف الولايات المتحدة البلَدَان الوحيدان اللذان يمكنهما الادعاء بأن لديهما حكومة مستقرة هما بريطانيا وإيطاليا. حقا فاز رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر بأغلبية كبيرة في انتخابات هذا الصيف. لكن شعبيته تدنت بسرعة. وفي الحقيقة ستارمر الآن أكثر افتقارا للشعبية بعد خمسة أشهر من توليه المنصب من أي رئيس وزراء بريطاني آخر خلال أربعة عقود، فقط جورجيا ميلوني رئيسة وزراء إيطاليا يمكنها الادعاء بأنها تحظي برضى الناخبين والأسواق.

إذن ما هي العِلَّة التي تشكو منها مجموعة السبع، كما هي الحال دائما، السياق المحلي مهم. في اليابان فضائح الفساد أضعفت الحزب الديمقراطي الليبرالي، وماكرون وترودو كلاهما زعيمان فقدا بريقهما بعد قضائهما عدة سنوات في سدّة الحكم.

لكن يبدو أن هنالك عاملين كبيرين ومهيمنين يجعلان من الصعب جدا لديمقراطيات مجموعة السبع كلها تقريبا الحفاظ على حكومات مستقرة. أول عامل هو تدهور المركز السياسي وصعود الأحزاب الشعبوية، والعامل الثاني الضغوطات المالية التي أوجدها النمو الاقتصادي البطيء وشيخوخة السكان والجائحة والأزمة المالية في عام 2008 والمطالب بزيادة الإنفاق الدفاعي.

الشعبوية والمشكلات المالية تغذِّي كل منهما الأخرى وتزيد باطِّراد من صعوبة الحكم. لقد أطيح بحكومة فرنسا بعد محاولتها خفض الإنفاق وزيادة الضرائب لمواجهة عجز في الموازنة بلغ حوالي 6% من الناتج المحلي الإجمالي. وبما أن نسبة كبيرة من البرلمان الفرنسي في أيدي أقصى اليمين أو أقصى اليسار من الصعوبة البالغة التوصل إلى تسويات سياسية.

في بريطانيا الأغلبية الكبيرة لستارمر أتاحت لحكومته عمل ما ليس بإمكان الفرنسيين عمله. أي زيادة الضرائب لضبط الموازنة. لكن رفع الضرائب أسهم في هبوط شعبية حزب العمال، كما لعبت صعوبة الحصول على المال في أوقات عسيرة دورا كبيرا في الأزمات السياسية في كندا واليابان.

ومن المرجح أن تسهم عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في إشاعة أجواء عدم الاستقرار السياسي في بلدان مجموعة السبع. فإيلون ماسك مساعد ترامب المفضل بدلا من محاولة مساعدة حكومات حلفائه الديمقراطيين يبدو أنه يستمتع بزيادة الأوجاع. والجمهوريون الذين يرفعون شعار «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى» يحبون خصوصا استفزاز زعماء يسار الوسط من أمثال ترودو وشولتز وستارمر. بل مضى ترامب حتى إلى تعمُّد إهانة ترودو واصفا كندا بالولاية الأمريكية رقم 51 وترودو بحاكمها. وتصدَّر إيلون ماسك عناوين الأخبار حول أوروبا بتغريدته على منصة إكس والتي جاء فيها «حزب البديل لأجل ألمانيا فقط يمكنه إنقاذ ألمانيا»، كما عقد اجتماعا حظي بتغطية إعلامية وافية مع نايجل فاراج زعيم الإصلاح في بريطانيا والذي أوضح أنه يأمل في دعم مالي من ماسك.

لم يعد الجمهوريون أنصار ترامب يعتبرون أحزاب المحافظين التقليديين في أوروبا أحزابهم الشقيقة، وكيمي بادينوك زعيمة حزب المحافظين في بريطانيا وفريدريش ميرتس زعيم الديمقراطيين المسيحيين لا يملكان إلا أن ينظرا في حسرة إلى تواصل ترامب وماسك مع اليمين القومي الراديكالي بدلا عنهما. ووجّه كريستيان ليندر زعيم الديمقراطيين الأحرار المناصر لقطاع الأعمال والمتعثر مناشدة حزينة إلى «ايلون» أبلغه فيها أن البديل من أجل ألمانيا «حزب يميني متطرف»، اعتقادا منه كما يبدو أن ذلك سيدفع ماسك إلى الابتعاد عن حزب البديل.

يتقدم الآن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي يتزعمه ميرتس كثيرا عن حزب البديل من أجل ألمانيا في استطلاعات الانتخابات الألمانية، لكن من الواضح الأحزاب اليمينية المتطرفة والشعبوية حول بلدان مجموعة السبع لديها الآن صديق في البيت الأبيض.

إيلون ماسك يمكنه مساعدة أحزاب من شاكلة البديل من أجل ألمانيا والإصلاح البريطاني بالتغطية الإعلامية وربما بالمال. لكن مساندته يمكنها أيضا أن ترتد وبالا عليه في بعض الأوقات، فالأحزاب القومية مثل التجمع الوطني الفرنسي لديها تقاليد عداء قوية لأمريكا. وستكون حذرة من أن تبدو أدوات في يد أجانب أثرياء.

تدخلات ترامب قد لا تضمن قدرته على تنصيب «رفاق دربٍ» أيديولوجيين في باقي بلدان مجموعة السبع. بل بدلا عن ذلك قد يوجِد وضعا يعتبر فيه قادةُ العديد من أقرب حلفاء أمريكا رئيس الولايات المتحدة ليس صديقا بل عدوَّا سياسيا خطيرا.

جيديون راكمان كبير معلقي الشئون الخارجية بصحيفة الفاينانشال تايمز.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مجموعة السبع

إقرأ أيضاً:

ماسك ينقذ أسهم تسلا بعد تقليصه عمله مع ترامب

الاقتصاد نيوز - متابعة

قفزت أسهم تسلا بنسبة 6.5% في بورصة فرانكفورت، اليوم الأربعاء، بعدما أعلنت الشركة أن أرباح أنشطتها الأساسية في قطاع السيارات تجاوزت التوقعات خلال الربع الأول، رغم تسجيلها نتائج دون المستوى في مجالات أخرى مثل الإيرادات وصافي الربح.

ويقيّم المستثمرون تصريح الرئيس التنفيذي إيلون ماسك بأنه سيقلّص بشكل كبير الوقت الذي يخصصه للعمل مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اعتبارًا من الشهر المقبل، ليتفرغ بدرجة أكبر لإدارة شركاته المتعددة.

وسجل سهم تسلا ارتفاعًا بنسبة تقارب 5% خلال تعاملات ما بعد إغلاق السوق أمس الثلاثاء، وفقا لـ"رويترز".

وقال إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، يوم الثلاثاء، إنه سيقلّص عمله مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى يوم أو يومين أسبوعيًا بدءًا من الشهر المقبل، بعدما أثارت أساليبه الحادة في خفض التكاليف ردود فعل غاضبة من الرأي العام وقلقًا بين المستثمرين.

ومن المقرر أن ينتهي تفويض ماسك، الذي استمر 130 يومًا كموظف حكومي خاص في إدارة ترامب، في أواخر مايو (أيار).

وقال ماسك للمستثمرين، خلال مكالمة جماعية عقب إعلان شركة صناعة السيارات الكهربائية عن نتائج فاقت التوقعات المتدنية لوول ستريت: "أعتقد أنه بدءًا من الشهر المقبل، على الأرجح في مايو، سينخفض تخصيص وقتي لإدارة الكفاءة الحكومية بشكل كبير".

وعانت شركة تسلا خلال الأشهر الأخيرة من اضطرابات عدة، إذ انخفضت تسليمات سياراتها الكهربائية بشكل حاد، وأثارت أنشطة ماسك السياسية موجة احتجاجات، كما تراجع سهم الشركة إلى نحو النصف مقارنة بذروته في ديسمبر (كانون الأول).

وطالب عدد من المستثمرين ماسك بترك منصبه كمستشار في إدارة ترامب، والتركيز على إدارة تسلا عن كثب.

وقال ماسك إن مهمته الأساسية المتمثلة في تأسيس إدارة حكومية للكفاءة المالية المعنية بخفض التكاليف، قد أُنجزت.

نتائج أعمال الربع الأول

وأعلنت شركة تسلا عن انخفاض إيراداتها من قطاع السيارات بنسبة 20%، حيث جاءت نتائج الربع الأول دون توقعات وول ستريت.

كشفت شركة "تسلا" عن انخفاض في الإيرادات والأرباح للربع الأول يوم الثلاثاء، حيث انخفضت إيرادات قطاع السيارات بنسبة 20% مقارنة بالعام الماضي.

وجاءت أرباح "تسلا" دون التوقعات، حيث بلغت 27 سنتاً للسهم، مقابل 39 سنتاً، قدّرتها مجموعة بورصة لندن (LSEG).

بينما سجلت الشركة إيرادات خلال الربع الأول بقيمة 19.34 مليار دولار مقابل 21.11 مليار دولار تقديرية.

وانخفض إجمالي الإيرادات بنسبة 9% من 21.3 مليار دولار في العام السابق. وانخفضت إيرادات قطاع السيارات بنسبة 20% إلى 14 مليار دولار، مقارنة بـ 17.4 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.

وأعلنت تسلا أن أحد أسباب هذا الانخفاض هو الحاجة إلى تحديث خطوط الإنتاج في مصانعها الأربعة للسيارات للبدء في إنتاج نسخة مُحدثة من سيارتها الرياضية متعددة الاستخدامات الشهيرة موديل Y. كما أشارت الشركة إلى انخفاض متوسط ​​أسعار البيع وحوافز المبيعات، مما أثر سلباً على الإيرادات والأرباح.

انخفض صافي الدخل بنسبة 71% ليصل إلى 409 ملايين دولار، أو 12 سنتاً للسهم، مقارنةً بـ 1.39 مليار دولار أو 41 سنتاً في العام الماضي.

شهدت شركة تسلا بدايةً صعبةً لهذا العام، حيث يقضي الرئيس التنفيذي إيلون ماسك معظم وقته في البيت الأبيض برئاسة دونالد ترامب، مُشرفاً على جهودٍ لتقليص حجم الحكومة الفيدرالية بشكلٍ كبير. وقد أثارت خطة الرئيس الشاملة للرسوم الجمركية مخاوف من ارتفاع تكاليف قطع الغيار والمواد الأساسية لإنتاج السيارات الكهربائية، بما في ذلك معدات التصنيع، وزجاج السيارات، ولوحات الدوائر المطبوعة، وخلايا البطاريات.

توقعات عام 2025

امتنعت تسلا عن التعهد بتحقيق نموٍّ هذا العام، وقالت إنها "ستعيد النظر في توقعاتنا لعام 2025 في تحديثنا للربع الثاني".

انخفضت أسهم تسلا بنسبة 41% حتى الآن في عام 2025، وسجّلت أسوأ انخفاض ربع سنوي لها منذ عام 2022 في الفترة التي انتهت في مارس. لم يشهد السهم تغيراً يُذكر في البداية خلال التداولات المطولة يوم الثلاثاء، لكنه ارتفع بعد ذلك بنسبة تقارب 5% بعد أن صرّح الرئيس ترامب بأنه لا يخطط لإقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.

في عرضها التقديمي للمساهمين، حذّرت تسلا المستثمرين من أن "حالة عدم اليقين في أسواق السيارات والطاقة تتزايد باستمرار، حيث تؤثر سياسات التجارة سريعة التطور سلباً على سلسلة التوريد العالمية وهيكل التكاليف لتسلا ونظرائها". وقالت الشركة إن هذه "الديناميكية" و"المشاعر السياسية المتغيرة" قد يكون لها تأثير ملموس على الطلب على منتجاتها على المدى القريب.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • ألمانيا تتوقع ركودا اقتصاديا هذا العام وتُحمّل ترامب المسؤولية
  • في البيت الأبيض.. ماسك يشتبك مع وزير الخزانة أمام «ترامب»!
  • إيلون ماسك يقلص دوره في إدارة ترامب بسبب تسلا
  • ترامب يكشف خطة "ما بعد الحرب" ويُقصي حماس من المشهد.. من البديل؟
  • هذه هي التنازلات الكبرى التي يطلبها ترامب وبوتين من أوكرانيا
  • ماسك ينقذ أسهم تسلا بعد تقليصه عمله مع ترامب
  • ماسك يعتزم تقليص نشاطه في وزارة كفاءة الحكومة
  • ماسك يعلن تقليص عمله في إدارة ترامب
  • تحت الضغط.. ماسك يعلن تقليص عمله في إدارة ترامب
  • الصفقة الكبرى: العالم يُعاد تقسيمه من جديد.. بدمائنا