رسالة إلى الساقطين في مستنقع العمالة
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
حسن محمد طه
إلى من سلبهم الله الرشد والحكمة في أفعالهم وأقوالهم ومواقفهم.
إلى من زرعت الحزبية في قلوبهم نيران الحقد والكراهية.
إلى من يسيل لعابهم وراء مال الخيانة والارتزاق المدنس فتاهت عقولهم حتى ارتموا في أحضان أعداء الأُمَّــة.
إلى من تركوا ضمائرهم وأفئدتَهم تتغذَّى على أحقاد الانتماءات والولاءات الخارجية وتستقي من كؤوس التآمُرِ على شعوبهم وأوطانهم.
إلى من أعمت العصبيةُ المذهبيةُ أبصارَهم فلا يستطيعون التمييزَ بين الحَقِّ والباطل.
إلى حُرَّاسِ وخُدَّامِ السعوديّة والإمارات والمتسترين على استباحة سقطرى وسرقة ونهب غاز بلحاف ونفط حضرموت ومأرب.
إلى أصوات النشاز التي لم تكف لحظة عن المطالبة بإغلاق مطار صنعاء وميناء الحديدة وتشديد الحصار على أكثر من عشرين مليون يمني.
إلى من يجاهرون بزغاريدهم فرحًا بقصف الميناء والمطار ومنشآت الكهرباء بطائرات العدوان الصهيوأمريكي.
إلى من أغمضوا عيونهم عن وحشية وإجرام الكيان الصهيوني الغاصب بحق أهلنا في فلسطين ولبنان كُـلّ ساعة لأكثرَ من 15 شهرًا فصارت تلك المجازرُ مألوفةً لديهم فلم تتحَرّك ضمائرهم حتى للحظة واحدة من آلاف المجازر التي عرضتها شاشات الإعلام وضحاياها من الأطفال والنساء بمئات الآلاف.
إلى من ينتظرون ساعة القضاء والتخلص من إخوانهم في الدين والعروبة الرافضين للمشاريع الاستعمارية والمدافعين عن مقدسات الأُمَّــة وأرضهم الموروثة من آبائهم واجدادهم بأرواحهم ودمائهم الزكية.
إلى المتسببين بالقتل والحصار والآلام والدمار لليمن واليمنيين لعشر سنوات نفذتها عمدًا وعدوانًا 17 دولة متحالفة؛ مِن أجلِ تركيع وإذلال أحرار اليمن ولكنهم خسروا رهانهم وبفضل الله فشلت كُـلّ مخطّطاتهم أمام صمود الأحرار وتضحياتهم وبسالة جيشنا المجاهد واصطفاف القبيلة وكل الشعب حول قائد الثورة صادق الوعد وسيد القول والفعل.
إلى من أصابهم اليأس بعد أن عجزوا عن تحقيق أهداف العدوان الاستعمارية في بلدنا اليمن ولم تشبع غريزتهم الوحشية من سفك الدم اليمني الطاهر فهرعت نفوسهم المدمنة على سفك الدم البريء وتمتعت أنظارهم بمشاهد السيول من الدماء المسفوكة ظلمًا وعدوانا في غزة ولبنان؛ لتبعث في تلك الأرواح النتنة والأصوات النشاز والأقلام المأجورة الحياة من جديد للتحريض على تدمير صنعاء والمحافظات الحرة بأسلحة الصهيوني والأمريكي.
إلى من يتربصون كالكلاب المسعورة وسلطوا أعينهم وأصواتهم وكل تحَرّكاتهم المؤيدة للعدوان.
وبكل دناءة وحقارة يترجون عدونا الصهيوني والأمريكي لسرعة تنفيذ (مخطّطاته) والبدء بعدوان أكبر مما سبق ضد صنعاء وبقية المحافظات؛ مِن أجلِ قتل وهلاك وزوال إخوانهم وأبناء جلدتهم؛ مِن أجلِ اشباع غرائزهم الشيطانية.
إلى الشامتين باستشهاد قادة الكرامة والإنسانية والجهاد الذين تقدموا صفوف المعركة وضحوا بأرواحهم لحماية الأُمَّــة من دنس اليهود الغاصبين.
إلى أُولئك جميعًا من الضروري أن تدركوا واقعكم المتلخِّص بالآتي:-
أيها الحمقى أنتم جعلتم من أنفسكم العدة والعتادَ والسلاحَ والدعم والسند والمدد والجيش الفعلي الذي يقاتل به العدوّ الصهيوني والأمريكي والبريطاني.
وصرتم بعمالتكم الطائرات والقنابل والصواريخ وكل الأسلحة التي يحرقُ ويدمّـر المدن وَيقتل بها إخوانَكم في مختلف الدول التي ترفض الخنوع والاستسلام والذل والاستعباد.
فوالله لولا وقوفُكم ضد إخوانكم ومساندتُكم للعدو الصهيوأمريكي لما كان له أن يتجرَّأَ على تدمير منزل واحد ولا يتمادى بقتل الأطفال والنساء في أية أرض عربية.
ولولاكم لما استطاع الحصول على أية معلومة ولا يحقّق أي منجز.
لقد جعل منكم العدوُّ القوةَ الحقيقية الفاعلة والمؤثرة التي يقاتلنا بها.
هذه هي الحقيقة مهما حاولتم تقديمَ المبرّرات ونشر الشائعات والتضليل والتشويه والتحريض على (الأحرار المجاهدين المقاومين) من تصفونهم بأعدائكم وهم في الحقيقة إخوانكم.
ولكنكم انقلبتم على دين ِالله ومنهجِ الإيمان فتوليتم وأحببتم الذين أمركم الله بمعاداتهم.
وعاديتم إخوانكم في الدين والنسب.
فلا أسوأَ ولا أقبحَ مما أنتم فيه من سقوط.
ويا لها من خسارةٍ في الدنيا وخزي في الآخرة.
والله المستعان.
* عضو مجلس الشورى
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: إلى من
إقرأ أيضاً:
العبسي في رسالة الصوم: ليكن صومنا مع المسلمين من أجل بناء عالم يعيشُ فيه الجميع بمحبّة
وجه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي رسالة الصوم وجاء فيها :
"يطلّ الصوم علينا في هذا العام لابسًا حلّة خاصّة وداعيًا إلى مزيد من الانتماء إلى السيّد المسيح والالتزام بإنجيله. نصوم في هذا العام مع إخوتنا الأرثوذكس في العالم أجمع. يصوم المسيحيّون معًا ويحتفلون بالفصح معًا. شيء جميل يقوّي شهادتنا المسيحيّة الواحدة على سرّ الفداء الذي أجراه لنا السيّد بموته على الصليب وقيامته من بين الأموات. ليكن صومنا في هذا العام على هذه النيّة، بالصلاة والقول والعمل، ولتكن وحدة المسيحيّين في الإيمان غاية حياتنا وصلواتنا وأعمالنا الصالحة في هذا الزمن المبارك کما كان في العام الفائت اليوبيليّ. لا ينبغي أن نستقرّ ونستكين إلى ما نحن عليه في كنيستنا الأنطاكيّة التي تتقاذفها الأمواج الخطرة من كلّ جانب، ولا أن تغيب وحدة المسيحيّين الأنطاكيّين عن بالنا. هي حاضرة في ضميرنا ووجداننا وتفكيرنا وصلاتنا وسعينا. صيامنا في هذا العام من أجل أن نكون واحدًا".
اضاف:"نصوم في هذا العام مع المسلمين. نصلّي من أجل أن يتقبّل الله صيام الجميع إذ الجميع يصومون له. ونصلّي من أجل أن يكون الصيام الواحد للإله الواحد مدعاة ليتقرّب المسيحيّون والمسلمون بعضهم من بعض تقرّبًا أكثر شفافيّة وثقة وصراحة وإرادة في تقبّل بعضهم بعضًا كما يتقبّلهم الله جميعًا، ومن أجل بناء عالم يعيشُ فيه الجميع بمحبّة ورحمة وعدل وسلام وراحة وأمان. إنّ التجربة التي تدفعنا إلى الانسلاخ عن المسلمين الذين نعيش معهم منذ مئات السنين، وخصوصاً إلى الهجرة بدافع الخوف والريبة واليأس والانزعاج، قويّة ومغرية. ليكن صومنا في هذا العام، على غرار صوم السيّد المسيح، دافعًا للتجربة مكلَّلًا بالانتصار عليها، متّكلين على الله الذي يعرف ما نحن في حاجة إليه ويعتني بنا وواثقين بأنّ الإنسان لايحيا بالخبز وحده".
وتابع:"نصوم في هذا العام 2025 الذي يصادف انقضاء 1700 سنة على انعقاد المجمع المسكونيّ الأوّل في نيقية في العام 325 بدعوة من الامبراطور قسطنطين الكبير معادل الرسل. في هذا المجمع المسكونيّ الأوّل أوضح الآباء المشاركون وثبّتوا الإيمان بألوهيّة السيّد المسيح، بمساواته للآب في الجوهر وبأزليّته. وحدّدوا أيضًا ووحّدوا تاريخ الاحتفال بالفصح المجيد المقدّس. ليكن صومنا في هذا العام وصلاتنا من أجل أن يبقى الإيمان المسيحيّ واحدًا لدى جميع المسيحيّين فينأوا عن الانشقاقات والخصومات، ومن أجل أن يكون الاحتفال الواحد بالفصح الواحد رمزًا للإيمان الواحد".
وقال:"هذا العام 2025 الحافل بما سبق حدا قداسة البابا فرنسيس إلى جعله عامًا يوبيليًّا بامتياز عنوانه "الرجاء". الرجاء الذي، كما نعلم جميعًا، هو فضيلة إلهيّة يُدعى المسيحيّون إلى التمسّك بها تمسّكهم بمرساة كما نقول في صلواتنا الليترجيّة، وهو كما يعلّم القدّيس بولس «لا يُخْزي لأَنَّ محبَّةَ اللهِ قد أُفِيضَتْ في قلوبنا بالرّوح القدس الذي أُعْطيناه» (روما 5: 5). زمن الصوم هو زمن الرجاء يتّجه صوب القيامة ويسير فيه المسيحيّون متطلّعين إلى القيامة على طريق التجرّد والتضحية والعطاء وحمل الصليب. فلنتمسّك إذن كلّنا بالرجاء في صومنا في هذا العام وليكن لنا، كما يعلّم بولس، مصدر فرح وسلام بالرّغم من الصعوبات والضيقات لعلمنا أنّ الله "في كلّ شيء يسعى لخير الذين يحبّونه" (روما 8: 28)".
واضاف العبسي:"تفتتح كنيستنا زمن الصوم بصلاة تضعنا على الدرب المستقيم في مسيرة صومنا، تقول: "لِنَفْتَتِحْ زمنَ الصِّيامِ بحبُور. باذلينَ أنفسَنا في الجهاداتِ الروحيَّة. ولْنُنَقِّ النَّفسَ ونُطهِّرِ الجسد. صائمينَ عن الشَّهواتِ صَومَنا عن الأغذِية. متنعِّمينَ بفضائلِ الرُّوح. التي نَستحِقُّ بتَتْمِيمِنا إِياها بشوقٍ. أَن نُشاهِدَ آلامَ المسيحِ الإلهِ الكاملةَ الوقار. ونُعاينَ الفصحَ المقدَّس. مبتهِجينَ روحيّاً" (قطعة من نظم ثيوذورس تقال في صَلاة الغُرُوب لأحَد مَرفَع الجبْن مَسَاءً). كلام الكنيسة واضح، كما أنّ كلام بولس عن الصوم واضح: "من يأكل من كلّ شيء فللربّ يأكل، لأنّه يشكر الله، ومن لا يأكل فللربّ أيضًا لا يأكل، وهو أيضًا يشكر الله... فأنت إذن، لِمَ تدينُ أخاك؟ وأنت أيضًا، لِمَ تزدري أخاك؟ فإنّا جميعاً سنقف أمام منبر الله" (روما 14: 6-10) ".
وختم:" أرفع صلاتي إلى الربّ يسوع لكي نخرج کما خرج هو من الصوم منتصرين بقوّة الروح على الشرّير، على تجربة المال والسلطة، ومجتنين ثمار الروح التي هي "المَحَبَّة والفَرَح والسَلاَم وطُولُ الأَنَاة واللُطْف والصَلاَح والإِيمَان" (غلاطية 5: 22)".