السيد القائد عبدالملك الحوثي: رمز للنضال والتحدي
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
أيوب أحمد هادي
بدأت قصة نضال السيد القائد عبدالملك الحوثي، المستوحاة من نضال أخيه الأكبر الشهيد القائد حسين بدر الدين، الذي كان له دور كبير في رسم الطريق نحو النضال عبر مسيرة قرآنية لا تعرف للذل طريقًا، والذي استشهد بعد ملاحقات طويلة من النظام الحاكم آنذاك، مع مجموعة من رفاقه، مما دفع السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين، لحمل الراية ومواصلة المسيرة مع مجموعة صغيرة من أبناء قريته الأوفياء، الذين لا يتجاوز عددهم مِئة رجل، وكان سلاحهم الأَسَاسي هو الكلاشنكوف.
في تلك الفترة، كان من المستحيل تصور أن هذا القائد وأبناء قريته سيحكمون العاصمة صنعاء، وسيسطرون كُـلّ هذا النضال التاريخي، ولكن بإصراره وإيمانه بمشروعه القرآني، بدأ السيد القائد عبدالملك الحوثي في نشر ثقافة المسيرة ومشروعه، مُقنعًا القرى والمناطق المجاورة بالانضمام إليه، في نهاية عام 2014، تمكّن السيد القائد من الوصول إلى العاصمة صنعاء ومناطق شمال اليمن عبر ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر، الثورة التي من خلالها ألقت المسيرة القرآنية بظلالها ليستظل تحتها الشعب اليمني الحر المقاوم للظلم والاستبداد.
رغم الضغوط التي تبعت تلك الثورة، لم يغير السيد القائد توجّـهاته أَو يخفف من شعاراته المناهضة للغرب وعلى وجه الخصوص “أمريكا وإسرائيل” للحصول على الاعتراف الدولي، على العكس، شكلت السعوديّة تحالفًا عسكريًّا مع عدة دول، وبدأت هجومًا واسعًا على اليمن بموافقة أمريكية، مما أَدَّى إلى قصف عنيف للأراضي اليمنية وتدمير بنيتها التحتية.
واجه السيد القائد هذا التحدي بشجاعة، وبدلًا من الانشغال في تنظيم الوضع الداخلي، قرّر مواجهة كُـلّ التحديات، واضعًا “يد على البلاد ويد على الزناد”، وكلّ ما مر عام بعد عام من عدوان ذلك التحالف الهمجي بقيادة السعوديّة الإمارات، زادت قوته وصلابته، واستطاع الحفاظ على جزء من سلاح الدولة اليمنية، وتطوير قدراته العسكرية حتى وصلت إلى تصنيع الصواريخ والطائرات المسيّرة، التي أصبحت تشكل تهديدًا حقيقيًّا للسعوديّة والإمارات؛ ليتحول السيد القائد من وضع الدفاع إلى وضعية الهجوم بفضل صلابته وإيمانه بمشروعه القرآني.
فرض ذلك التحالف حصارًا اقتصاديًّا مستخدمًا مختلف أوراق الضغط الاقتصادي، من إغلاق المطارات والموانئ إلى نقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى محافظة عدن المحتلّة؛ فاستمر السيد القائد في استهداف السعوديّة، مع الحفاظ على دوران عجلة الاقتصاد والتوجّـه نحو تفعيل الموارد المحلية واستغلالها، حتى تمكّن من الحفاظ على استقرار العملة المحلية والتخفيف من أثر ذلك الحصار عبر الاهتمام بالجانب الزراعي وتنظيم الاستيراد للمنتجات الزراعية الخارجية حتى استطاع تخفيف فاتورة الاستيراد وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الكثير من المنتجات الزراعية المحلية، وكذلك إصدار قرار لمنع سرقة النفط اليمني من قبل ذلك التحالف، حتى أصبح هذا التوجّـه يهدّد شرايين الاقتصاد السعوديّ، مما أجبر التحالف على الدخول في مفاوضات لإنهاء ذلك الحصار والتراجع عن كُـلّ العمليات العدائية على الأراضي اليمنية.
وبهذا الإصرار والنضال كانت حكومة صنعاء قاب قوسين أَو أدنى من انتزاع الاعتراف الدولي بشرعيتها لقيادة اليمن وإعلان الاستقلال والتحرّر من الوصاية والتبعية؛ فحين انطلقت عملية طوفان الأقصى في السابع من أُكتوبر 2023م لم يلبث السيد القائد حتى أعلن دعمه ومساندته للقضية الفلسطينية، من خلال إطلاق صواريخ نحو الأراضي المحتلّة وإعلان الحصار على السفن الإسرائيلية والمرتبطة بها، رافضًا أي عروض أمريكية للاعتراف به مقابل إيقاف تلك الهجمات وفك ذلك الحصار البحري، واستطاع بذلك شل حركة الملاحة الإسرائيلية وتكبيد الكيان المحتلّ الكثير من الخسائر الاقتصادية.
وفي تلك المواجهات مع التحالف الهمجي وتلك العمليات المساندة للشعب الفلسطيني أظهر السيد القائد مرونة في التعامل مع الأحداث المحيطة به داخليًّا وخارجيًّا، مما ساعده في فرض معادلات رادعة مع التحالف العربي بقيادة السعوديّة وَالإمارات أَو ما أسموه تحالف حارس الازدهار الذي تقوده أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا.
فذلك النضال الذي خاضه السيد القائد عبدالملك الحوثي، ليس مُجَـرّد سرد تاريخي، بل هو تجسيد لإرادَة الشعب اليمني في مواجهة التحديات، تمثل مرونته وقدرته على التكيف مع الظروف المتغيرة، وأهميّة النضال؛ مِن أجلِ السيادة والاستقلال والآن تقدم أمريكا و”إسرائيل” على تغيير مسار تلك المواجهة عبر تحريك عملاء ومرتزِقة من الداخل اليمني بزعم إسقاط هذا القائد ومسيرته التي باتت تشكل خطرًا على كُـلّ آمالهم وطموحاتهم.
ألا يستحق هذا القائد أن يكون قائدًا للأُمَّـة الإسلامية، وألا يستحق هذا النضال أن يدرس في المناهج الدراسية؟ بلى يستحق.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: السید القائد عبدالملک الحوثی السعودی ة
إقرأ أيضاً:
السيد القائد: نستعد لأي تطور يستدعي التدخل في الضفة أو غزة ولبنان
وأوضح السيد القائد أن ترامب تحدث بكل وقاحة عن تهجير أهل غزة وتملكها بكل العبارات الوقحة جدا وكان يريد مصادرة الاتفاق بكله وحدد يوم السبت في أحد الأسابيع التي قد مضت بأنه موعد نهائي لإخراج كل الأسرى الإسرائيليين وعندما لم يتم لترامب إخراج كل الأسرى الإسرائيليين في الموعد الذي حدد بان له أن المسألة ليست كما يريد وليس له أن يفرض ما يشاء.
وأوضح أننا كنا جاهزين للتدخل العسكري إذا فتح ترامب حربا في يوم السبت الماضي فنحن أمام مستوى من الصلف والطغيان والعدوان والإجرام والوقاحة الأمريكية والإسرائيلية ويجب أن نكون دائما في حالة استعداد تام للتحرك في أي وقت يلزم فيه التحرك.
وشدد السيد أهمية السعي على الدوام لتطوير قدراتنا والاستعداد بكل ما نحتاج فيه إلى استعداد في كل عناصر القوة وأضاف: علينا أن نكون جاهزين للتحرك بفاعلية وقوة في أي يوم أو وقت أو مرحلة تستدعي التدخل لمساندة الشعب الفلسطيني أو اللبناني أو أي شعب من شعوب أمتنا وعلينا أن نكون جاهزين لمواجهة أي عدوان على بلدنا.
وأشار إلى أننا نتحرك من المنظور العام في إطار المسؤوليات الكبرى لنا كأمة واحدة، فنحن لا ننظر من منظور التجزئة فكل تهديد وخطر على الشعب الفلسطيني هو تهديد على بقية الأمة .
وفيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية فأكد السيد أن الشعب الفلسطيني يواجه الآن في الضفة عدوانا كبيرا واعتداءات مستمرة ويسعى للتهجير ويجب أن نكون يقظين ومستعدين لأي مستوى من التطورات في الضفة يستدعي التحرك الشامل أو في غزة أو لبنان أو أي ساحة أخرى ،
وأضاف: لقد وفقنا الله بموقف عظيم في إطار جولة لكن الأمور لم تنته بعد وعلينا أن نبقى مستعدين فمن أعظم مكاسب التقوى هو روحية الجهاد في سبيل الله لمواجهة الطغيان والإجرام وأي طغيان أكبر وأوقح من الطغيان الأمريكي والإسرائيلي.
وأوضح السيد القائد أننا كشعب اليمني تحركنا بتوفيق الله تعالى في إطار الإسناد لإخوتنا المجاهدين في فلسطين ولبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي في جولة من أهم الجولات في معركة طوفان الأقصى نحن نراقب ونرصد باستمرار مجريات الوضع هناك ونلاحظ مدى تهرب العدو من الالتزام بالاتفاق بشكل كامل.. لافتا إلى أن جزء من الاتفاق يتعلق بالجانب الإنساني والعدو يتهرب منه ويتهرب من الالتزامات الأخرى من بينتها الانسحاب من معبر رفح.
وأوضح أن عدم التزام العدو الإسرائيلي بالانسحاب من معبر رفح يعد انتهاكا خطيرا وانقلابا أتى بتشجيع أمريكي ويشكل انتهاكا واضحا للاتفاقات السابقة مع مصر ويشكل تهديدا للشعب الفلسطيني والشعب المصري فالعدو يراهن على الدعم الأمريكي ويتذرع بالإذن من الأمريكي وهكذا فعل العدو في لبنان حيث بقي في مواقع تشكل تهديدا للشعب اللبناني وانتهاكا للسيادة . مضيفا أن العدو فعل كذلك أيضا في سوريا حيث تمدد إلى ثلاث محافظات.
ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي يريد من المقاومة الإسلامية في لبنان ويريد من غزة ومصر وسوريا ومن جميع الأمة ألا يعترضه أحد أو يتحرك للتصدي لما يقوم به من احتلال وسيطرة واعتداءات ولذلك فالعدو مستمر في القتل بالغارات الجوية في لبنان وغزة. مضيفا أن العدو الإسرائيلي انزعج حتى من التحركات المصرية والتعزيزات المصرية إلى سيناء في وقت ينتهك الاتفاق مع مصر لكنه يسعى من خلال هذه التحركات إلى تثبيت معادلة الاستباحة للأمة .
وأكد أن الأمريكي والإسرائيلي يريدان من أمتنا سواء في لبنان و فلسطين و سوريا ومصر أن تكون الامة مستباحة ولا تعترض على أي عدوان امريكي أو إسرائيلي وهم يتعاملون في هذه المرحلة بوقاحة غير مسبوقة مع أنه مثلا اذا وقفت الأمة بشكل صحح ستردعهم لأنهم أهل شر ولؤم واليهود ألأم البشر على الاطلاق فلا يقدرون أي شي من العرب مهما تنازلوا لهم و لا يقدرون شي بكل وقاحة و يتنكرون لكل الاتفاقات ويعتبرون أن الاتفاقات ملزمة للعرب فقط .
كما أكد السيد القائد أن الأمة إذا وقفت الموقف الصحيح ستردع الأمريكي والإسرائيلي فلا ردع للأمريكي والإسرائيلي إلا بالمواقف الصحيحة بتحمل المسؤولية في التصدي لهم.
الكيان تحت النارواكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في (كلمة قصيرة) | لتهنئة الأمة الإسلامية والعربية بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، على ثبات موقفنا بنصرة الشعب الفلسطيني والفصائل مع المحاولات “الإسرائيلية” للتهرب من وقف إطلاق النار والمرحلة الثانية. مؤكدا أن عودة الحرب على غزة سيصاحبه عودة كل كيان العدو وفي المقدمة يافا المحتلة تحت النار وسنتدخل بالإسناد بمختلف المسارات العسكرية
وجدد السيد التأكيد على ثبات موقفنا في مساندة حزب الله والشعب اللبناني مع استمرار العدو بالاعتداءات وعدم التزامه بالانسحاب التام واحتلاله مواقع في الأراضي اللبنانية. محذرا من استمرار العدو في الاحتلال والاعتداء. وأضاف: نقول لإخوتنا المجاهدين في فلسطين وفي لبنان لستم وحدكم فالله معكم ونحن معكم وننصح الصهاينة ومن يدور في فلكهم أن يصححوا نظرتهم الخاطئة فالتشييع التاريخي للسيد نصر الله والسيد صفي الدين يؤكد ثبات الشعب اللبناني على خيار المقاومة واحتضانه للمجاهدين وتعافي المقاومة.
وأكد السيد القائد أن حجم التضحيات الكبرى للقادة والمجاهدين في فلسطين وفي لبنان يزيد المؤمنين ثباتا وعزما وقوة إرادة واستعدادا أكبر للتضحية وثقة بالله جل شأنه وبنصره.