بوابة الوفد:
2025-01-30@19:25:35 GMT

جسر القطيعة

تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT

من منا لم يشعر بالغيرة على صديق لديه؟! فالغيرة أحد أساليب التعبير عن الحب والمشاعر، بل تعد شعوراً إنسانياً طبيعياً، ولكن الغيرة على الأصدقاء تعد أمراً حساساً، فلا يفضل أى شخص الاعتراف بأنه شعر بالغيرة ذات مرة على صديق مقرب له، ظنا منه أنه قد يبدو من محبى التملك، ولا يدرى أنه يمكن أن تكون مثل هذه الغيرة دافعا للإنسان، طالما أنه ليس هناك تطرف فى المشاعر.

 
فالمشاعر فى العلاقات الإنسانية قد تضطرب ما بين الخوف من فقدان عزيز نتيجة لتدخل طرف ثالث، أو الغضب والشعور بالاضطهاد وعدم تقدير التضحيات التى يقدمها لمن يكن له هذا الحب، وهى تصيب جميع العلاقات الانسانية مثل العلاقات العاطفية، والعلاقات التى تربط الأصدقاء، والعلاقات الأسرية كعلاقة الأخوة فيما بينهم وتنافسهم للحصول على اهتمام الوالدين. 
وفى بعض الأحيان ومع تطرف مشاعر الغيرة، قد يتطور الأمر ليعانى بعض الأشخاص من «متلازمة الشخصية الرئيسية»، إذ يميل قليلا إلى السير فى العالم كما لو كان يدور كل هذا العالم حوله، ويشعر بالاهتزاز عندما يدرك أنه ليس محور حياة الجميع، وهذا ما يحدث غالبا عندما يعلم بأن صديقه خرج مع شخص آخر، أو حتى عندما يتحدث الصديق عن قضاء الوقت مع أشخاص آخرين. وعند ذلك يشعر بالفعل بعدم الأمان فى روابطه الاجتماعية، وقد يتسرع فى افتراض أن صديقه ينسحب من صداقته، أو لا يضعه بقائمة الأولويات.
والخطير فى الأمر هنا أن مثل هذه الغيرة قد تتحول فيما بعد إلى مرض الحسد، وهنا يتحتم علينا معرفة كيفية التحكم بتطور الغيرة، من خلال تجنب المقارنة الاجتماعية بين الأفراد، فكل صديق له مكانته الخاصة المرتبطة بفيض من المواقف والذكريات التى لا يقلل منها وجود صديق آخر فى إطار أحداث ومواقف وذكريات أخرى، ومن خلال تجنب التدنى فى تقدير الذات والشعور بالضغط للتأقلم مع الواقع، فأنت مؤثر وفعال فى حياة كل من حولك ما لم تضع نفسك فى مقارنة دائمة بين قيمتك وقيمة الآخرين، وأيضا من خلال الابتعاد عن الإهمال الاجتماعى للأشخاص، مثل: عدم الحصول على دعوة فى المناسبات الاجتماعية، فكل هذا يؤدى إلى تأجج الغيرة، فمن الطبيعى أن يحب الفرد أن يكون متقبّلاً اجتماعياً. 
وقبل ذلك كله، اعلم أن الأصل أن يفتخر الصديق بنجاحات أصدقائه وعمق علاقاتهم ووسعها؛ لتشمل أعدادا كبيرة من الأشخاص، أما الغيرة من أصدقاء الأصدقاء فهى دليل على ضعف الشخصية وضيق الأفق وحب «التملك» حتى فى العلاقات، وقد يعبر الشخص عن هذه المشاعر بالضيق عند سماع أسماء الأصدقاء الآخرين، وقد يقوم بالتقليل من شأنهم وذمهم وانتقادهم واستعمال ألفاظ غير لائقة بحقهم.
وفى النهاية، عليك أن تدرك جيدا أن الصور التذكارية للأشخاص المبتسمين «لا تعنى بالضرورة أنَّهم سعداء»، حتَّى حالة «يشعر بالسعادة» ليست حقيقة مطلقة.
أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب - جامعة المنصورة.
‏[email protected]
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جامعة المنصورة د أحمد عثمان

إقرأ أيضاً:

صديق موية كادر حزب الأمة الدعامي يواجه نفس مصير جلحة والطاهر جاه الله

أكدت مصادرنا بولاية الجزيرة أن المدعو صديق موية الذي عينته تنسيقية حمدوك التابعة للدعم السريع واليا على الجزيرة قبل أن يقوم الجيش بتحريرها قبل أسابيع من دنس الميليشيا ، أكدت أنه يوجد الأن بمعتقلات الدعم السريع .

ويشير المصدر الى إنه سيواجه مصير القائد جلحة والطاهر جاه الله وأخرين تمت تصفيتهم بواسطة الماهرية وذلك لإخفاء دور تنسيقية تقدم في الحرب وعمليات التخريب الممنهج التي طالت البنية التحتية للاقتصاد الوطني لا سيما مشروع الجزيرة وسكر الجنيد وغيرها .

صديق موية كادر حزب الامة القومي الذي يعمل بتوجيه من صديق ومريم ابناء الصادق المهدي يتعرض لمعاملة سيئة من قبل الميليشيا التي تتهمه بتسريب معلومات للاستخبارات مع محاولاته الدؤوبة للهروب من الجزيرة قبل ان تجتاح قوات الجيش مدينة ود مدني ، هل سينجو صديق موية من التصفية داخل معتقلات الدعم السريع ؟.

Basher Yagoub

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • صديق موية كادر حزب الأمة الدعامي يواجه نفس مصير جلحة والطاهر جاه الله
  • باحثة بمرصد الأزهر: التخبيب الإلكتروني خطر يهدد العلاقات الاجتماعية والأسرية
  • هوميلز يشعر بالألم لرؤية معاناة دورتموند هذا الموسم
  • صديق بتساءل ليه الطيران ما ضرب الجنجا المعرّدين بالتاتشرات واللواري؟
  • ابتكار أول حذاء صديق للبيئة قابل للتحول إلى سماد| تفاصيل
  • مدبولي: نعمل على أن يشعر المواطن المصري بمردود إيجابي للتنمية
  • رئيس الوزراء: حان الوقت أن يشعر المواطين بتغير حياته للأفضل
  • مدبولي للقطاع الخاص: يجب أن يشعر المواطن المصري بنتيجة إيجابية
  • صديق: الأزهر جامعًا للعلوم وراعيًا للإنسانية في مسيرة علمية شامخة
  • كريم الحسيني ينعى الفنان حسن مظهر: صديق الطفولة