غارديان: سبب آخر لمخاوف الغرب من انتصار روسي بأوكرانيا
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
تُعد العناصر الأرضية المعدنية النادرة أحد أهم الموارد التي يدور حولها الصراع عالميا، ويتخوف الغرب من أن انتصار روسيا -في حربها الحالية مع أوكرانيا الغنية بهذه المعادن- قد يعزز موقفها وموقف حليفتها الصين في السيطرة على صناعة التكنولوجيات المتقدمة، بحسب ما ورد في صحيفة غارديان.
وقال الكاتب جون هارفارد -في مقال نشرته هذه الصحيفة البريطانية- إن هذا السيناريو سيكون كارثيا للغرب، وسيجعله يفقد تفوقه التكنولوجي والاقتصادي والعسكري.
وذكر أن العناصر الأرضية النادرة هي مواد خام أساسية في صناعة الرقائق الإلكترونية، وتتمتع الصين بأكبر احتياطيات قابلة للاستغلال اقتصاديا من هذه المعادن على صعيد عالمي.
غزو تايوانأما في أوروبا، فإن شرق أوكرانيا يحوي احتياطيات كبيرة من هذه العناصر، ومن شأن السيطرة على هذه الاحتياطيات أن يمثل دفعة كبيرة لروسيا.
ورأى الكاتب أن احتمال هزيمة أوكرانيا، تحت وطأة الفشل الغربي في تقديم الدعم الذي وعد به، من شأنه أن يطمئن الصين في حال قررت غزو تايوان، وهي أكبر دولة تهيمن على صناعة الرقائق الإلكترونية المتقدمة.
واعتبر أن أوكرانيا بما تحتويه من مواد خام، وتايوان بهيمنتها على صناعة الرقائق، يشكلان صورة متكاملة لمشهد يضع الغرب أمام حقيقة واحدة: التخلي عن الريادة في قطاع التكنولوجيا، وبالتالي فقدان التفوق الاقتصادي والعسكري في القرن 21.
إعلانوحسب رأيه، فإن هذا الأمر لا يوجد فيه مجال للسياسات قصيرة المدى، حيث تجب مواجهة الاستبداد الصيني والروسي بتوجه إستراتيجي واضح المعالم وعزيمة قوية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
غارديان: هل نحن أمام نقطة تحول في تاريخ العالم؟
تناول الكاتب ديفيد موتاديل -في مقال نشرته صحيفة غارديان- ما إذا كان العالم يشهد نقطة تحول تاريخية، كما يزعم قادة سياسيون مثل الرئيس الأميركي السابق جو بايدن ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
وأشار موتاديل إلى أن بايدن صور في خطاباته -وحتى انقضاء ولايته- الأزمات العالمية على أنها نقاط تحول تاريخية، بما في ذلك الاستبداد المتصاعد والصراعات الإقليمية وتغير المناخ وظهور الذكاء الاصطناعي، كما وصف المؤرخ آدم توز الأوضاع الحالية باعتبارها "أزمات متعددة".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع فرنسي: اليمين يضرم النار في علاقات الجزائر وفرنساlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: على ترامب توسيع مقترحه ليشمل مناطق أخرىend of listولكن الكاتب، وهو أستاذ مساعد في التاريخ الدولي بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، يؤكد أن هذه العوامل مجرد علامات مرئية لتغييرات هيكلية عميقة، وأن التاريخ تشكله العديد من العوامل طويلة الأمد وليس الأحداث الفردية.
خطر التهويلأقر الكاتب بجاذبية فهم التاريخ عبر استعراض الوقائع والأحداث الدرامية، مشيرا إلى أن القادة السياسيين يستخدمون هذا المفهوم لحشد الدعم، إذ أن الجماهير تنجذب نحو روايات الأحداث "المفصلية" و"الحاسمة" و"غير المسبوقة" ومن ذلك تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ويكمن خطر "التركيز المفرط على الأزمات المعزولة" -برأي الكاتب- في أنه قد يؤدي إلى فهم مضلل للأحداث وتجاهل أسبابها الهيكلية، فمثلا لم تكن الثورة الفرنسية وليدة اللحظة، إذ أنها تأثرت بأفكار التنوير والتوترات الاجتماعية، كما لم تندلع الحرب العالمية الأولى من فراغ بل نشأت عن القومية القديمة والتنافسات الدبلوماسية.
إعلان انتقاداتولفت مقال الصحيفة البريطانية إلى أمثلة تاريخية اعتقد معاصروها أنهم كانوا يشهدون نقاط تحول، مثل الحروب العالمية وسقوط جدار برلين عام 1989، وذكر أنه على الرغم من أن هذه اللحظات كانت مهمة فإنها كانت في الغالب نتيجة قوى اقتصادية وسياسية واجتماعية أعمق.
وفي انتقاده لرأي من يصفون العصر الحالي بأنه نقطة تحول تاريخية، استشهد الكاتب بمفاهيم مدرسة "الحوليات" التاريخية الفرنسية، إذ أوضح المؤرخ البارز فرناند بروديل أن التاريخ يتشكل عبر مراحل زمنية مختلفة لا الأحداث المفاجئة.
كما ميّز بروديل -وفقا للكاتب- بين البنى الطبيعية والجغرافية التي تتغير ببطء، والظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تتطور تدريجيا، والأحداث السياسية قصيرة الأجل التي غالبا ما تعكس مؤثرات أعمق، ومن وجهة النظر هذه فإن التحولات الصادمة أو الكبيرة لا تنقل بالعالم إلى حقبة تاريخية جديدة.
ولفت المقال أيضا إلى آراء الفيلسوف والمفكر كارل ماركس، والذي أكد أن الأحداث التاريخية لا تحدث بمعزل عن الماضي، بل تتشكل ضمن سياق ظروف "متوارثة" عبر الزمن.
فهم مضللبالتالي -برأي الكاتب- فإن التركيز على "نقاط التحول" قد يكون مضللا، إذ أن التغيرات الكبرى عادة ما تكون ناتجة عن عمليات طويلة الأمد وليس عن لحظات مفصلية مفاجئة.
وختاما، ذكر أستاذ التاريخ أن الأزمات الراهنة، بما في ذلك تصاعد القومية والتفاوت الاقتصادي وضعف المؤسسات العالمية، كانت تتفاقم منذ عقود. وبالتالي فإن معالجتها تتطلب تغييرات هيكلية ذات نظرة إستراتيجية بعيدة المدى بدلا من اتخاذ إجراءات "مثيرة وفورية".