ارتفاع حالات التشرد في أمريكا بنسبة 18.1%
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
ديسمبر 28, 2024آخر تحديث: ديسمبر 28, 2024
المستقلة/-تتزايد الضغوطات الاقتصادية والاجتماعية على المجتمع الأمريكي عاماً بعد عام، حيث أظهرت إحصاءات جديدة ارتفاعاً بنسبة 18.1% في حالات التشرد، نتيجة للزيادة الكبيرة في تكلفة المساكن.
لم يكن عام 2023 مبشراً في مؤشراته الاجتماعية، فقد أعلنت وزارة الإسكان والتنمية الحضرية الأمريكية عن زيادة في أعداد المشردين بنسبة 12% مقارنة بالعام السابق، وتبين من خلال الإحصاءات وجود أكثر من 770 ألف مشرد في البلاد.
ما أسباب الارتفاع؟
أرجع مسؤولون فيدراليون الزيادة الصادمة في حالات التشرد إلى عدة عوامل، من أبرزها الكوارث الطبيعية المدمرة التي ضربت البلاد، لا سيما حرائق الغابات الكارثية في ماوي التي كانت الأكثر فتكًا منذ أكثر من قرن.
وإلى جانب الكوارث الطبيعية، ساهم التدفق في أعداد المهاجرين من الظاهرة، حيث أظهر التقرير الوزاري أن الأمريكيين من أصل أفريقي يشكلون 32% من المشردين، وهم من أكثر الفئات فقراً في الولايات المتحدة، حيث يمثلون 21% من إجمالي الفقراء في البلاد.
في هذا السياق، قالت نائبة وزيرة الإسكان والتنمية الحضرية، أدريان تودمان، في بيان لها: “لا ينبغي أن يواجه أي أمريكي التشرد. إذ أن إدارة بايدن ملتزمة بضمان حصول كل أسرة على سكن جيد وآمن وميسور التكلفة”.
التشرد العائلي يرتفع بنسبة 40%
وكان لافتًا، بالعودة إلى الأرقام، ارتفاع التشرد العائلي بنسبة 40% تقريبًا هذا العام، وهو ما تأثرت به دنفر وشيكاغو ومدينة نيويورك، فضلاً عن تصاعد ملحوظ في أعداد الأطفال المشردين بنسبة 33%، حيث تشير الإحصاءات إلى أن ما يقارب من 150 ألف طفل كانوا ينامون كل ليلة في العراء خلال عام 2024.
من جهته، وصف روبرت ماربوت جونيور، المدير التنفيذي السابق للمجلس الأمريكي المشترك بين الوكالات المعنية بالتشرد، الارتفاع بأنه أمر “مشين”، قائلاً إن الحكومة الفيدرالية بحاجة إلى التخلي عن الجهود المبذولة لإعطاء الأولوية للإسكان الدائم.
وفي رسالة بالبريد الإلكتروني، قال ماربوت: “نحن بحاجة إلى التركيز على علاج تعاطي المخدرات والأمراض العقلية، وإعادة متطلبات البرنامج، مثل التدريب الوظيفي” لمساعدة المشردين.
تجربة ناجحة في دالاس ولوس أنجلوس
ورغم سوداوية المشهد، حققت العديد من المدن الكبيرة نجاحًا في خفض أعداد المشردين. فقد شهدت مدينة دالاس، التي عملت على إصلاح نظام المشردين فيها، انخفاضًا بنسبة 16% في أعداد المشردين بين عامي 2022 و2024.
كما استطاعت لوس أنجلوس أن تخفض من أعدادهم بنسبة 5% منذ عام 2023.
المصدر: يورونيوز
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: فی أعداد
إقرأ أيضاً:
هل تفقد العُملة الخضراء هيمنتها؟ .. الدولار يهوى عالميًا بعد رسوم أمريكا الجمركية
شهد الدولار الأمريكي تراجعًا حادًا في الأسواق العالمية خلال الساعات الماضية، وجاء هذا الانخفاض في ظل تصاعد المخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، مدفوعًا بخطوات غير متوقعة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن عن حزمة جديدة من الرسوم الجمركية وُصفت بأنها "عدوانية وغير مسبوقة".
نظرة على الأداء السعري للعملةانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية، بنسبة 2.2% ليصل إلى مستوى 101.37 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ أكتوبر 2024. جاء ذلك بعد افتتاح التعاملات عند مستوى 103.69 نقطة، ما يعكس خسائر قوية خلال يوم واحد.
كما سجّل المؤشر يوم الأربعاء خسارة بنسبة 0.5%، في أول تراجع خلال ثلاثة أيام، متأثرًا بانخفاض عوائد السندات الأمريكية.
السبب الأبرز لهذا التراجع الحاد في قيمة الدولار كان قرار دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية مشددة على عدد من الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة، في إطار ما أُطلق عليه "يوم التحرير التجاري".
وبموجب هذا الإعلان، ستُفرض رسوم جمركية تصل إلى 36% على السلع القادمة من الصين، و24% على اليابان، و20% على الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى رسوم بنسبة 25% على السيارات المصنّعة خارج الولايات المتحدة.
وقد فُسّرت هذه الإجراءات على أنها محاولة لإعادة تشكيل النظام التجاري العالمي بطريقة أكثر عدوانية، ما دفع المستثمرين إلى التخلي عن الدولار لصالح عملات أخرى أكثر استقرارًا.
تباطؤ اقتصادي يلوح في الأفقإلى جانب الرسوم الجمركية، تزايدت المخاوف من تباطؤ اقتصادي محتمل في الولايات المتحدة، خاصة بعد صدور بيانات اقتصادية دون التوقعات، ما قد يضطر مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى تسريع وتيرة خفض أسعار الفائدة خلال العام الجاري.
كما سجل عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات انخفاضًا بنسبة 2.1% ليبلغ 4.040%، وهو أدنى مستوى في ستة أشهر، مما ساهم في الضغط السلبي على الدولار، باعتبار العائدات من المؤشرات الأساسية التي يعتمد عليها المستثمرون لتقييم قوة العملة.
مخاوف مشروعة وتحديات قادمةيعكس التراجع الكبير في قيمة الدولار الأمريكي حجم القلق السائد في الأسواق العالمية تجاه السياسات الاقتصادية والتجارية الأمريكية.
وبينما يترقب المستثمرون خطوات مجلس الاحتياطي الفيدرالي القادمة، يبقى التساؤل الأهم: هل تستمر موجة الانخفاض هذه، أم تشهد العملة الأمريكية انتعاشًا مرتقبًا؟
في كل الأحوال، يبدو أن الاقتصاد الأمريكي أمام مفترق طرق حاسم، يحتاج إلى سياسات أكثر توازنًا واستقرارًا لتفادي أزمة أعمق قد تؤثر، ليس فقط على الدولار، بل على النظام المالي العالمي بأكمله.