إبداع|| جعيفران وعجيبة في العتبة يدفعان الضريبة.. مقامة لـ محمد منتصر
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حط جعيفران وعجيبة، في العتبة التي تشبه التخشيبة، وعاد له الأمل عندما رأى رجلا كهل، فأتى العجوز وسأل، لما رآه يفتح دكانه ويجلس كأنما قعد عليه زمانه، واضعا رجلا على رجل، وماضغا في فمه الفجل، وجالسا يأكل كالعجل، يعبط في ذباب وجهه، فأقبل عليه جعيفران يخبره عن نفسه ويومه وأمسه: مرحبا يا أخ العرب في الدين واللسان، اسمي جعيفران، أحمق أهل زماني وأذكى أذكياء خِلاّني، عدُّوني جاهلا وما أنا بجاهل، ولست بهارب في النوازل ولا بطامعٍ في المنازل، أنيس لك في وحدتك، وصديق في غربتك، وأخ في محنتك،، أومن بالكتاب والتنزيل، ونعم الزائر ونعم النزيل، يحلو بي كل مكان، ويتحدث عني كل لسان، إذا غضبتَ لا أغضبُ، وإن كلفتني - كالحمار- لا أتعب، مسافر عبر الزمن، ولقيتُ ما لقيت من المحن، راكب للخطر ورفيق للسهر ونعم الصاحب أنا في السفر، فهل تكرم ضيفك يا أبا لكنة، قالها له وهو يقرأ اسمه أعلى الدكان ونسيت أن أسألك في أي عام نحن؟
نحن في سنة امشي من هنا، اكفينا يا رب شر ولاد الزنا، قالها عباس بقرف وأبعد عنه وجهه في ترف: ربنا يسهلك يا عم، ويكفينا شر الغم والهم، لا حول ولاقوة إلا بالله، الناس اتجننت ياولداه، كبروا وزاد الخرف، اللهم أتلفهم تلف، استكفيت من السالك والمسلوك وعندي أصدقاء كتير على الفيسبوك والتيك توك.
لم يفهم منه جعيفران شيئا، غير أنه سأله بصخب، التيسفوك؟ ثكلتك أمك يا عباس! أتسبني يابن اللئيمة؟! أيها التافه التعس المحفلط.
لم يفهم عباس معنى كلمة محفلط، فظن أن جعيفران أطال يده بالغلط، فأقسم ليؤكلنه الزلط، وأوغل في عرضه فقام بعضِّه، ودعكه كالتمرة، وأسقط عليه يده كالجمرة، وجمع له بنيه العشرة، بعدما أرسل لهم في مجموعة العائلة المسمى بالتنابلة، على تطبيق الواتسآب ولم يحسب للعاقبة حساب، أن الحقوا يا أولاد الكلب، أبوكم سيموت من الضرب! فانهال كل من حضرعلى المسكين ضربا فيه حتى بات كالعجين، ثم جاءت ضربة العجوز العنترية، ضربة كأنها أميرية، فأغمي على البليغ الأديب وعجيبة جالسة إلى جواره في نحيب، تمد عنقها ليستند عليه جسده الناحل حتى فاق، ووجد الليل أرخى ذيوله على الأرض، فلم يعرف لها طولا ولا عرض، ماذا حدث للناس أليست هذه مصر؟! أم أن وقاحة الناس باتت بلا حصر؟! كيف لهذا الأحمق مثلي ألا يفهمني؟ أم أن زمانا أتى على الناس هنا، بَّدل استقامة ألسنتهم اعوجاجا، وبات سؤالهم الإحسانَ إزعاجا، ومزج بين ألسنتهم وغيرهم امتزاجا، فلم يعد متحدثها مبينا، آه سأبيت اليوم حزينا، لكني قبل أن أجلس لأحزن سأقوم بنزال يراه كل أهل العتبة عن بكرة أمهم وأبيهم وزوجاتهم وبنيهم، أخذهم الله جميعا، فلينصفوني أو ليأخذوا مني عيوني..
قبل أبو لكنة تحدي الرجل على مرأى من أهل العتبة، وأعلنوا تحديا في المساء القريب، من سنة اعجب وانظر للعجيب، ليكون كسوق عكاظ، وتباهي فيه بالألفاظ، وينشر مباشرة عبر الفيسبوك كمناظرة.
وعهد عباس إلى ابنه ميدو الفتوة، ذو الشقاوة والقوة، أن يحشد له الناس، فوضع مكبر الصوت وخوف الناس من الموت، من معركة حامية، ووقعة دامية، بين أبيه عباس، التاجر السعيد، ذو الفهم البعيد، الذي لا يصلي العيد، فأقبلوا يا ناس وساندوا ابن الحتة: عباس، صاحب الرأي الصائب وشارب اللبن الرايب، الحاصل على شهادة الزور، المختومة بلبن العصفور، ومتقن فنون المخاريق في تلافي الخوازيق، وغنى مهرجانا شعبيا، رقصت له الدنيا وما قعدت وطربت وضربت، فعلم الناس في كل أرض بالنزال، وسألوا اللطف من المتعال، حتى ينتهي على خير، وأن يذبح عباسُ البخيل الطير، فتأكل الناس والطوارق في كل المغارب والمشارق.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
إبداع من قلب التراث .. افتتاح معرض ببيت السناري باليوم العالمي للمرأة
افتتح الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، معرض "إبداع من قلب التراث" لمنتجات ورش بيت السناري، التابع لقطاع التواصل الثقافي.
يمتد المعرض حتي 13 رمضان داخل مقر بيت السناري الأثري بحي السيدة زينب في القاهرة، وذلك بالتزامن مع فعاليات "ليالي المقامات الروحية" التي تحتفي بالفنون التراثية والموسيقى الروحانية، وذلك في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمرأة.
يضم المعرض مجموعة من المنتجات المتميزة التي تعكس مهارات المتدربين المشاركين والحرفيين، وخاصة المشاركات من النساء، وتشمل منتجات الجلود المصنوعة يدويًا بأساليب فنية متقنة، وأعمال الديكوباج التي تضيف لمسات إبداعية على القطع المختلفة، إلى جانب الإكسسوارات اليدوية ذات التصاميم المستوحاة من التراث المصري العريق.
ويهدف المعرض إلى دعم المرأة وتمكينها في مختلف المجالات، ودعم الحرف اليدوية وتعزيز مشاركة المرأة في الحفاظ على التراث المصري، من خلال إبراز الفنون التقليدية وتشجيع المتدربين والمتدربات والحرفيين والحرفيات على الاستمرار في إنتاج مشغولات تجمع بين الأصالة والابتكار. كما يسعى إلى خلق منصة تفاعلية بين المتدربين والحرفيين والجمهور، مما يساهم في إحياء الصناعات التراثية وتعزيز الهوية الثقافية.
يأتي المعرض استكمالًا لدور مكتبة الإسكندرية في دعم المواهب الشابة، حيث يتيح للمتدربين والمتدربات في ورش العمل فرصة عرض أعمالهم الفنية أمام الجمهور، مما يمنحهم مساحة للتعبير عن إبداعهم وتقدير جهودهم في تطوير مهاراتهم الحرفية.
يُعد بيت السناري أحد المراكز الثقافية البارزة التابعة لمكتبة الإسكندرية، حيث يلعب دورًا مهمًا في إحياء الحرف التقليدية، وتنمية المواهب الشابة، وتعزيز التواصل الثقافي والفني. وينظم البيت على مدار العام فعاليات ثقافية متنوعة وورشًا فنية تهدف إلى إعادة تقديم الحرف اليدوية بأساليب حديثة تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
ويفتح المعرض أبوابه للزوار يوميًا خلال فترة إقامته، ليكون فرصة لعشاق الفنون اليدوية والمنتجات التراثية لاقتناء قطع متميزة تحمل بصمة الأصالة والإبداع، وللاحتفاء بدور المرأة في صون التراث الثقافي المصري.