صحيفة التغيير السودانية:
2025-04-25@14:31:14 GMT

أسئلة ضد النسيان؟!

تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT

أسئلة ضد النسيان؟!

 

عين علي الحرب

الجميل الفاضل

أسئلة ضد النسيان؟!

 

يقول إروين شتراوس، طبيب الأعصاب العالمي: “نحن قادرون على طرح الأسئلة لأننا كائنات مفكرة تميل إلى التساؤل بطبيعتها”، وفي مقال له بعنوان “الإنسان كائن متسائل”، يضع شتراوس حُججاً قويةً لفهم الإنسان بصفته “حيوان متسائل”.

مشيرا إلى أن التساؤل يجعلنا أكثر قدرة على حل المشكلات.

وينبه العالم الفيزيائي ألبرت أينشتاين إلى أنه لا ينبغي أن يكون الهدف من وراء طرح الأسئلة هو الوصول إلى إجابات، بل حل المشكلات.

ويمضي أينشتاين إلى القول: لكي نحل معضلات عالمنا الغامض، يجب أن نقاوم إغراء التعجل في الوصول إلى إجابة.

وفي كتابه “الإنسان كائن متسائل”، يقول شتراوس نفسه: “إن الأسئلة كاشفة مثل الأحلام، أو أكثر”.

ولا أعرف بالطبع تساؤلا، ظل يتردد صداه علي مدى السنوات، كسؤال أديبنا الراحل الطيب صالح، القديم المتجدد، “من أين جاء هؤلاء؟”، والأسئلة الأخرى التي تناسلت عنه، قائلا تحت ذات العنوان: “ألا يحبّون الوطن كما نحبّه؟، إذاً لماذا يحبّونه وكأنّهم يكرهونه، ويعملون على إعماره وكأنّهم مسخّرون لخرابه؟”.

ثم سؤاله الإستنكاري عن واقع سودان الأنقاذ: “من الذي يبني لك المستقبل يا هداك الله، وأنت تذبح الخيل وتُبقي العربات، وتُميت الأرض وتُحيي الآفات؟”.

والي أن يبلغ الطيب صالح بتساؤلاته سدرة منتهي “الأخوان المسلمين”، قائلا: “أما زالوا يحلمون أن يُقيموا على جثّة السودان المسكين، خلافة إسلامية سودانية، يبايعها أهل مصر وبلاد الشام والمغرب واليمن والعراق وبلاد جزيرة العرب؟”.

بيد أن سيل هذا النوع من التساؤلات الحائرة لم يتوقف علي الروائي الراحل الطيب صالح.

بل أن مؤلفا وكاتبا شهيرا أخر، هو الأستاذ فتحي الضو، كان قد أطلق وآبلا إضافيا من أسئلة حيري أخري عن “الاخوان المسلمين” قائلا: “لماذا هم يشكلون أغرب وأسوأ ظاهرة طرأت على الحياة السودانية وأورثتها شططا؟.

ولماذا هم فاسدون حتى النخاع حينما ينبغي أن يكونوا من الأطهار؟.

أوليس لهم عقول تعي أم أنها أُستُلبت؟.

أوليس لهم ضمائر حية أم أنها وئدت؟.

ألا يبصرون أم أن قلوبهم عُميت؟.

بيد أن المتسائل فتحي الضو حاول إيجاد تفسير للظاهرة الإخوانية إتكاءا علي العلم، بقوله: “حسب منظور علماء النفس فالأفراد الذين تمور في صدورهم مشاعر سوء النية، وخبث الطوية، يعمدون إلى فرض آرائهم عنوة على المجتمع نتيجة إحساسهم بالدونية.

لكن ذلك أمرٌ لن يتأتى إلا بنشر السلوكيات السالبة بين الناس، كالحقد، والكراهية، والشحناء، والبغضاء، والنفاق، والحسد، وهلمجرا”.

ثم يعود الضو للتساؤل: “لماذا يجد (الأخ المسلم) سعادته في خلق الفتن، وإشعال الحروب، وهواية سفك الدماء؟”.

والي أن يستطرد بسؤال يقدح الذهن قائلا: “هل تجد من بينهم فناناً يغني للحب، والحياة، والجمال؟.

هل شاهدتم تشكيلياً فيهم يغازل بريشته رسماً يفجر الأحاسيس الدفينة في النفوس؟.

هل سمعتم شاعراً منهم قال كما قال العباسي: (فعلموا النشء علماً يستبين به/ سبل الحياة وقبل العلم أخلاقاً)؟.

هل رأيتموهم في المسارح والمعارض ودور السينما يضحكون ملء قلوبهم بلا ضغائن، ولا أحقاد، ولا كراهية؟.

بل هل شاهدتم غيرهم ينشد ويطرب لإراقة الدماء؟.

هل حدثونا يوماً عن الحضارة الكوشية، والدولة النوبية، والمملكة المروية، وما شيده عظماؤنا الأوائل بعانخي، وتهراقا، وأماني تاري، وسائر الكنداكات؟.

والي أن يقول فتحي الضو:

“يا أيها الفاسدون، الناهون عن المعروف، والآمرون بالمنكر، والناعقون كبوم الشؤم، قليل من الحياء يكفي.

لقد سودتم، وأفسدتم، ونكدتم، حياة أهل السودان، وما تزالون في غيكم تعمهون.

فلماذا لا تغربوا بوجوهكم حتى يعيش الناس الحياة الكريمة التي حلموا بها؟.

ألم يكفكم العذاب الذي سومتموه لهم وأحال حياتهم لجحيمٍ لا يطاق؟.

لماذا تضمرون ما لا تظهرون؟.

لماذا تمتليء قلوبكم بكل هذا القبح، والقيح، والعفن؟.

وفي الحياة متسع للخير والأدب، وسمو الأخلاق؟.

لماذا تملأون الحياة بالأكاذيب، والأباطيل، والإحن؟.

لماذا تبذرون البغضاء، وتزرعون الكراهية، رغم جنيكم الحصرم؟”.

المهم فإن هذا الواقع المنهار الذي نعيشه، أحوج ما يكون إلى حلول عميقة جدا، وأن هذه الحلول العميقة لا يمكن أن تخرج إلا من رحم اسئلة عميقة هي أيضا، وأن تلك الأسئلة العميقة لا يمكن أن تصدر سوي من عقول حرة منفتحة، علي ثقافة السؤال بمعناها الواسع والعميق.

الوسومالاسلاميين السودان الطيب صالح

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الاسلاميين السودان الطيب صالح

إقرأ أيضاً:

هجوم كشمير واحتمال حرب مفتوحة.. 5 أسئلة تشرح ما جرى

قتل 26 شخصا على الأقل -أول أمس الثلاثاء- في هجوم على سياح في كشمير بالشطر الذي تهيمن عليه الهند، وهو أعنف هجوم من نوعه منذ ربع قرن في هذه المنطقة ذات الغالبية المسلمة.

وأثار هذا الهجوم مخاوف من تصعيد التوترات بين الجارتين الهند وباكستان، ومن رد انتقامي هندي ضد إسلام آباد.

من نفد الهجوم؟

أعلن بيان صادر عن جماعة تسمي نفسها "جبهة المقاومة" (TRF) مسؤوليتها عن الهجوم، ويُعتقد أنها فرع من جماعة "لشكر طيبة" الباكستانية.

وربط البيان هذه الهجمات بمنح آلاف تصاريح الإقامة للهنود، مما يسمح لهم بالعيش والعمل في إقليم كشمير.

وصرح مسؤولون هنود للجزيرة -شريطة عدم الكشف عن هويتهم- بأنهم يشتبهون في أن 4 مهاجمين شاركوا في الهجوم، اثنان منهم من باكستان، واثنان من الجزء الخاضع للإدارة الهندية من كشمير.

كيف ردت الهند؟

كشفت الهند عن مجموعة من الإجراءات الدبلوماسية المتعلقة بتقاسم المياه ضد باكستان، بعد اتهام الأخيرة بدعم "الإرهاب العابر للحدود" إثر الهجوم.

وشملت الإجراءات تعليق العمل بمعاهدة رئيسية لتقاسم المياه، وإغلاق المعبر الحدودي البري الرئيسي بين الجارتين، وتخفيضات واسعة في أعداد الدبلوماسيين، بما في ذلك سحب العديد من الموظفين الهنود من إسلام آباد، وإصدار أوامر للباكستانيين بالعودة إلى ديارهم.

إعلان

كما أعلنت نيودلهي أنها أمرت الملحقين العسكريين الباكستانيين وغيرهم من المسؤولين العسكريين في نيودلهي بالمغادرة في غضون أسبوع، وقالت إن الهند ستسحب أيضا مستشاريها الدفاعي والبحري والجوي من باكستان.

لماذا كشمير؟

يشهد هذا الإقليم، الواقع في جبال الهيمالايا وتتقاسم الهند وباكستان السيطرة عليه، أعمال عنف منذ اندلاع تمرد مناهض للهند عام 1989.

وقتل عشرات الآلاف من الناس خلال وقائع العنف التي تراجعت حدتها السنوات القليلة الماضية. ولم تتوقف تماما الهجمات على السائحين في كشمير لكنها انحسرت السنوات الماضية.

ووقع آخر هجوم كبير على الزوار بهذه المنطقة في يونيو/حزيران حينما هاجم مسلحون حافلة تقل مجموعة من الزوار الهندوس مما أدى إلى سقوطها في واد عميق ومقتل ما لا يقل عن 9 ركاب وإصابة 33 آخرين.

وتصر نيودلهي على أن ما تسميه التمرد في كشمير "إرهاب ترعاه باكستان" ولكن إسلام آباد تنفي هذه التهمة.

وتنشر السلطات الهندية نحو 500 ألف جندي من القوات العسكرية وشبه العسكرية بشكل دائم في الإقليم، لكن القتال خفت حدته منذ أن ألغت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي الحكم الذاتي المحدود لكشمير عام 2019.

ما الجذور التاريخية للصراع؟

منذ أن أصدر البرلمان البريطاني يوم 17 يوليو/تموز 1947 قانون استقلال الهند الذي أنهى الحكم البريطاني لها -وبعد ذلك بشهر- قرار تقسيم شبه القارة الهندية، برزت قضية كشمير كعقدة بين الجارتين الهند وباكستان اللتين تشكلتا حديثا.

وتضمن قرار التقسيم أن تنضم الولايات ذات الغالبية المسلمة إلى باكستان، والولايات ذات الغالبية الهندوسية إلى الهند، على أن يكون ذلك وفقا لرغبة السكان، مع الأخذ بعين الاعتبار التقسيمات الجغرافية في كل إمارة.

ومرّ قرار التقسيم دون صعوبات تذكر في كل الولايات إلا في ثلاث فقط هي كشمير وحيدر آباد وجوناغاد، ففي الأخيرة قرر حاكمها المسلم أن ينضم إلى باكستان رغم وجود أغلبية هندوسية بالإمارة، ولكن أمام معارضة الأغلبية دخلت القوات الهندية وأجرت استفتاء انتهى بانضمام الإمارة لنيودلهي.

إعلان

وحدث الشيء نفسه في حيدر آباد التي تدخلت فيها القوات الهندية يوم 13 سبتمبر/أيلول 1948، مما جعلها ترضخ للانضمام إلى الهند.

أما كشمير فقد كان وضعها مختلفا عن الإمارتين السابقتين، فقد قرر حاكمها الهندوسي هاري سينغ الانضمام إلى الهند، متجاهلا رغبة الأغلبية المسلمة بالانضمام إلى باكستان ومتجاهلا القواعد البريطانية السابقة في التقسيم.

احتمال التصعيد هل هو وارد؟

يرى خبراء بأن رد الحكومة الهندية على الهجوم الدامي قد يتضمن بعد الإجراءات "الانتقامية".

وتقول تارا كارثا، مديرة مركز دراسات الحرب البرية (CLAWS) للأبحاث مقره نيودلهي "هذا عمل حربي.. هكذا نراه. وقد جاء بعد أيام قليلة من خطاب قائد الجيش الباكستاني".

وتشير كارثا، وهي أيضا مسؤولة سابقة في أمانة مجلس الأمن القومي الهندي، إلى خطاب رئيس أركان الجيش الباكستاني عاصم منير الأسبوع الماضي، حيث جدد دعمه لنظرية الدولتين التي أدت إلى تقسيم الهند عام 1947، متحدثا عن "الاختلاف عن الهندوس".

وأضافت "لن يتم تجنب أزمة خطيرة إلا إذا أدانت باكستان الهجوم بأشد العبارات، وتعهدت باتخاذ إجراءات ضد الإرهابيين خلال الـ48 ساعة القادمة".

وقد ردت الخارجية الباكستانية في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، حيث قالت -في بيان- "نشعر بالقلق إزاء فقدان أرواح السياح في هجوم بمنطقة أنانتناغ في جامو وكشمير المحتلة من قبل الهند. نتقدم بتعازينا لأقارب الضحايا ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين".

ولكن من غير المرجح أن يُهدئ البيان المشاعر في الهند، حيث ستواجه الحكومة ضغوطا لاتخاذ إجراءات حازمة ضد إسلام آباد، لكن خبراء يحذرون من أي رد فعل "متهور" من قبل السلطات الهندية.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يربك نقابة المحامين في كاليفورنيا
  • لم يكن عندها ذرة احترافية.. أحمد الطيب يهاجم إدارة الزمالك بسبب زيزو
  • أفضل فريق.. أحمد الطيب يتغزل في بيراميدز قبل مباراة أورلاندو
  • هجوم كشمير واحتمال حرب مفتوحة.. 5 أسئلة تشرح ما جرى
  • امتحانات الثانوية العامة 2025.. التعليم تُشدد على عدم تكرار أخطاء الأعوام الماضية
  • نتنياهو يصر على إبادة غزة "ولو وقفت إسرائيل وحدها"
  • أسئلة حقيقية ومغالطات
  • صاحب القلب الطيب.. هنا شيحة تنعى الإعلامي صبحي عطري
  • مدير تعليم المنوفية: انعقاد امتحانات الشهادة الإعدادية دون بوكليت
  • أسوان تُحيي شريانًا سياحيًا مهجورًا: تطوير طريق إدفو/مرسى علم بعد عقدين من النسيان