صحيفة التغيير السودانية:
2025-01-30@18:04:51 GMT

أسئلة ضد النسيان؟!

تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT

أسئلة ضد النسيان؟!

 

عين علي الحرب

الجميل الفاضل

أسئلة ضد النسيان؟!

 

يقول إروين شتراوس، طبيب الأعصاب العالمي: “نحن قادرون على طرح الأسئلة لأننا كائنات مفكرة تميل إلى التساؤل بطبيعتها”، وفي مقال له بعنوان “الإنسان كائن متسائل”، يضع شتراوس حُججاً قويةً لفهم الإنسان بصفته “حيوان متسائل”.

مشيرا إلى أن التساؤل يجعلنا أكثر قدرة على حل المشكلات.

وينبه العالم الفيزيائي ألبرت أينشتاين إلى أنه لا ينبغي أن يكون الهدف من وراء طرح الأسئلة هو الوصول إلى إجابات، بل حل المشكلات.

ويمضي أينشتاين إلى القول: لكي نحل معضلات عالمنا الغامض، يجب أن نقاوم إغراء التعجل في الوصول إلى إجابة.

وفي كتابه “الإنسان كائن متسائل”، يقول شتراوس نفسه: “إن الأسئلة كاشفة مثل الأحلام، أو أكثر”.

ولا أعرف بالطبع تساؤلا، ظل يتردد صداه علي مدى السنوات، كسؤال أديبنا الراحل الطيب صالح، القديم المتجدد، “من أين جاء هؤلاء؟”، والأسئلة الأخرى التي تناسلت عنه، قائلا تحت ذات العنوان: “ألا يحبّون الوطن كما نحبّه؟، إذاً لماذا يحبّونه وكأنّهم يكرهونه، ويعملون على إعماره وكأنّهم مسخّرون لخرابه؟”.

ثم سؤاله الإستنكاري عن واقع سودان الأنقاذ: “من الذي يبني لك المستقبل يا هداك الله، وأنت تذبح الخيل وتُبقي العربات، وتُميت الأرض وتُحيي الآفات؟”.

والي أن يبلغ الطيب صالح بتساؤلاته سدرة منتهي “الأخوان المسلمين”، قائلا: “أما زالوا يحلمون أن يُقيموا على جثّة السودان المسكين، خلافة إسلامية سودانية، يبايعها أهل مصر وبلاد الشام والمغرب واليمن والعراق وبلاد جزيرة العرب؟”.

بيد أن سيل هذا النوع من التساؤلات الحائرة لم يتوقف علي الروائي الراحل الطيب صالح.

بل أن مؤلفا وكاتبا شهيرا أخر، هو الأستاذ فتحي الضو، كان قد أطلق وآبلا إضافيا من أسئلة حيري أخري عن “الاخوان المسلمين” قائلا: “لماذا هم يشكلون أغرب وأسوأ ظاهرة طرأت على الحياة السودانية وأورثتها شططا؟.

ولماذا هم فاسدون حتى النخاع حينما ينبغي أن يكونوا من الأطهار؟.

أوليس لهم عقول تعي أم أنها أُستُلبت؟.

أوليس لهم ضمائر حية أم أنها وئدت؟.

ألا يبصرون أم أن قلوبهم عُميت؟.

بيد أن المتسائل فتحي الضو حاول إيجاد تفسير للظاهرة الإخوانية إتكاءا علي العلم، بقوله: “حسب منظور علماء النفس فالأفراد الذين تمور في صدورهم مشاعر سوء النية، وخبث الطوية، يعمدون إلى فرض آرائهم عنوة على المجتمع نتيجة إحساسهم بالدونية.

لكن ذلك أمرٌ لن يتأتى إلا بنشر السلوكيات السالبة بين الناس، كالحقد، والكراهية، والشحناء، والبغضاء، والنفاق، والحسد، وهلمجرا”.

ثم يعود الضو للتساؤل: “لماذا يجد (الأخ المسلم) سعادته في خلق الفتن، وإشعال الحروب، وهواية سفك الدماء؟”.

والي أن يستطرد بسؤال يقدح الذهن قائلا: “هل تجد من بينهم فناناً يغني للحب، والحياة، والجمال؟.

هل شاهدتم تشكيلياً فيهم يغازل بريشته رسماً يفجر الأحاسيس الدفينة في النفوس؟.

هل سمعتم شاعراً منهم قال كما قال العباسي: (فعلموا النشء علماً يستبين به/ سبل الحياة وقبل العلم أخلاقاً)؟.

هل رأيتموهم في المسارح والمعارض ودور السينما يضحكون ملء قلوبهم بلا ضغائن، ولا أحقاد، ولا كراهية؟.

بل هل شاهدتم غيرهم ينشد ويطرب لإراقة الدماء؟.

هل حدثونا يوماً عن الحضارة الكوشية، والدولة النوبية، والمملكة المروية، وما شيده عظماؤنا الأوائل بعانخي، وتهراقا، وأماني تاري، وسائر الكنداكات؟.

والي أن يقول فتحي الضو:

“يا أيها الفاسدون، الناهون عن المعروف، والآمرون بالمنكر، والناعقون كبوم الشؤم، قليل من الحياء يكفي.

لقد سودتم، وأفسدتم، ونكدتم، حياة أهل السودان، وما تزالون في غيكم تعمهون.

فلماذا لا تغربوا بوجوهكم حتى يعيش الناس الحياة الكريمة التي حلموا بها؟.

ألم يكفكم العذاب الذي سومتموه لهم وأحال حياتهم لجحيمٍ لا يطاق؟.

لماذا تضمرون ما لا تظهرون؟.

لماذا تمتليء قلوبكم بكل هذا القبح، والقيح، والعفن؟.

وفي الحياة متسع للخير والأدب، وسمو الأخلاق؟.

لماذا تملأون الحياة بالأكاذيب، والأباطيل، والإحن؟.

لماذا تبذرون البغضاء، وتزرعون الكراهية، رغم جنيكم الحصرم؟”.

المهم فإن هذا الواقع المنهار الذي نعيشه، أحوج ما يكون إلى حلول عميقة جدا، وأن هذه الحلول العميقة لا يمكن أن تخرج إلا من رحم اسئلة عميقة هي أيضا، وأن تلك الأسئلة العميقة لا يمكن أن تصدر سوي من عقول حرة منفتحة، علي ثقافة السؤال بمعناها الواسع والعميق.

الوسومالاسلاميين السودان الطيب صالح

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الاسلاميين السودان الطيب صالح

إقرأ أيضاً:

انعزال وزراء الاستقلال في جلسة الأسئلة الشهرية بمجلس النواب... ماذا يجري داخل التحالف الحكومي؟

مشهد « غير مسبوق » سرق الأضواء بهدوء، ذلك الذي شهدته جلسة الأسئلة الشهرية لمساءلة رئيس الحكومة في مجلس النواب، حيث جلس وزراء حزب الاستقلال مجتمعين ومنعزلين عن باقي أعضاء الحكومة، وكأنهم يرسلون رسالة إلى حلفائهم في الحكومة بطريقتهم الخاصة.

نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال ووزير التجهيز والماء، جلس محاطا بزملائه في الحزب من الوزراء، وخلفهم جلست نعيمة ابن يحيى، الوزيرة الاستقلالية المكلفة بقطاع التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، وذلك في مقدمة المكان المخصص للفريق الاستقلالي.

المشهد كان مثيرًا للانتباه، ولم يفوت عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، الفرصة للتعليق عليه في نقطة نظام أخذها في بداية الجلسة التي ترأسها الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب. وعبر بووانو عن فرحته بـ »التجمع العائلي » لوزراء الاستقلال في مشهد غير مألوف.

ما الذي يجري بين قيادة حزب الاستقلال ورئيس الحكومة عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يقود الائتلاف الحكومي؟ سؤال ظل يتردد وسط الفريق البرلماني الاستقلالي للوحدة والتعادلية مساء اليوم الإثنين، دون أن يجد أغلب البرلمانيين جوابا مقنعا.

ووفق مصادر حكومية، فإن وزيرا من وزراء السيادة لفت انتباهه أيضا مشهد الجلوس « المجتمع » لوزراء الاستقلال في جلسة اليوم، وأبدى ملاحظته تحت قبة البرلمان، مما دفع البعض للتعليق ضاحكا، دون أن يأخذ الوزير غير المنتمي سياسيا جوابا عن تساؤله.

مصدر قيادي في حزب الاستقلال لم يتردد في الإفصاح عن شعور عام بالغضب داخل أروقة الحزب، واعترف بأن « الأمور ليست على ما يرام، فحزب رئيس الحكومة يريد أن ينسب كل منجزات الحكومة الحالية إلى وزرائه »، وفق تعبيره. بينما قال مصدر آخر إن « ملاحظات عديدة سجلها الفريق الاستقلالي في مجلس النواب، بخصوص تصرفات صادرة عن برلمانيين أو وزراء من الأحرار تجاه وزراء حزب الاستقلال ».

وأوضح المصدر أن رئيس إحدى اللجان النيابية المنتمي لحزب « الأحرار »، ما فتئ يشكر وزيري الفلاحة السابق والحالي على إنجاز المشاريع المتعلقة بالماء، والتي تندرج ضمن اختصاص وزير التجهيز والماء نزار بركة، مشيرًا إلى أن « الأمر تكرر أيضًا في اجتماع للجنة المالية حضرته وزيرة الاقتصاد والمالية نادية فتاح العلوي، والتي شكرت وزراء الأحرار على تنفيذ مشاريع قطاع الماء التي أشرف عليها نزار بركة، الوزير والأمين العام لحزب الاستقلال ».

« الجلسة الشهرية التي كان يفترض أن تكون منصة للنقاش حول أداء الحكومة، تحولت إلى منصة أخرى تكشف عن توترات في العلاقة بين مكونات التحالف الحكومي »، يضيف مصدر برلماني، « الجلسة انتهت دون تقديم إجابات واضحة حول دلالات هذا المشهد ».

مقالات مشابهة

  • Watch it تطرح البوستر الدعائي للفنان علي الطيب من مسلسل الشرنقة
  • لماذا خلق الله بعضنا فقراء وآخرون أغنياء؟.. الأطفال يسألون شيخ الأزهر بمعرض الكتاب
  • اختبارات الدبلوم.. شكاوى من صعوبة الفيزياء وضيق الوقت
  • تطبيق إلكتروني لتحويل الأسئلة الشفوية والكتابية بين المجلس الشعبي الوطني والحكومة
  • «عُمان ضيف شرف معرض الكتاب» الثقافة العمانية تثير الأسئلة في القاهرة وتفتح باب الحوار
  • من حرّك أمواج البحيرات؟.. التوتر بين الكونغو الديمقراطية ورواندا في 6 أسئلة
  • أبو الطيب البلبوسي يناشد البرهان!!
  • «سوق الطيب» يعطِّر «مهرجان الحصن»
  • انعزال وزراء الاستقلال في جلسة الأسئلة الشهرية بمجلس النواب... ماذا يجري داخل التحالف الحكومي؟
  • إيقاف مراقب مباراة الأهلي وبيراميدز!