أكد المشاركون في الجلسة الأولى من صالون تواصل الأجيال، الذي انطلق مساء الأربعاء بنقابة الصحفيين، تحت عنوان «أخلاقيات الصورة الصحفية بين الحقوق المهنية وحرمة الحياة الشخصية»، ضرورة العمل على تنمية الوعي المهني واستعادة هيبة الصورة الصحفية أحد أهم فنون التحرير الصحفي.

وافتتح الكاتب الصحفي أيمن عبدالمجيد عضو مجلس نقابة الصحفيين، رئيس لجنة المعاشات الحلقة الأولى من الصالون مرحبًا بأساتذة المهنة وشبابها، مؤكدًا أن الهدف من الصالون خلق منصة تواصل بين الأجيال يستفاد بها من عصارة خبرة أساتذة وشيوخ المهنة لنقلها للشباب، مع الخروج بتوصيات ترفع لمجلس النقابة والقائمين على إدارات التحرير للارتقاء بالأداء المهني.

وبدأ عبدالمجيد الصالون بطرح تساؤلات حول رسالة الصورة الصحفية، وأخلاقياتها، والحقوق المهنية وحرمة الحياة الخاصة موضوع النقاش، مع وضع خط فاصل بين ممارسي المهنة من أعضاء النقابة والمتدربين، ومنتحلي الصفة.

وأكد المشاركون  في الصالون، محترفو التصوير، وإدارة التحرير، خلال نقاشاتها، على أن للمهنة أخلاقيات راسخة ومواثيق شرف ينبغي الالتزام بها خلال الممارسة، مع العمل من خلال الحرية المسؤولة، والتعامل الحرفي مع الأحداث بما يضمن أداء المصور الصحفي لدوره المهني والحفاظ على حقوق المجتمع وحرمة الحياة الخاصة.

 ثوابت ينبغي الانطلاق منها

وأجمع المشاركون على ثوابت ينبغي الانطلاق منها، تبدأ بضرورة التفرقة بين المصور الصحفي النقابي أو الذي يعمل متدربًا بصحيفة، وهؤلاء الهواة ومنتجي المحتوى لصفحاتهم الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي أو من يتكسبون من تصوير الحفلات والجنازات وسرادقات العزاء.

وتساءل المشاركون: الصحافة مهنة ورسالة فما هي رسالة تصوير جنازة أو متوفى خلال إنزاله القبر؟ مؤكدين على ضرورة وضع ضوابط مهنية ملزمة تحمي كرامة المهنة من أخطاء الدخلاء، وحقوق ممارسي المهنة وتلزمهم في الوقت ذاته بأخلاقياتها، وتحمي حقوق المجتمع وحرمة الحياة الخاصة.

وقال المصور الصحفى حسام دياب، على المصور الصحفي إظهار الضعف وليس الضعاف وعلى المصور الالتزام بأخلاق المهنة ووضع نفسه موضع من يصوره، وأكد حسام دياب الرئيس الشرفي لرابطة المصورين المصريين، أمين عام اتحاد المصورين العرب، على أهمية وضع خطوط فاصلة بين المصور الصحفي محترف المهنة، و"البلوجر"، والهاوي الذي يتواجد في أماكن الأحداث والفعاليات باحثًا عن مشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضاف دياب الالتزام بأخلاقيات المهنة هو الأساس، والقاعدة الأولى التجرد، والموضوعية والرسالة، ويتحقق ذلك من خلال، تبادل الأدوار، بمعنى أنه على المصور الصحفي قبل التصوير التفكير في العمل فنيًا، وأخلاقيًا، كيف أحصل على صورة ذات مواصفات فنية عالية تحقق الرسالة المهنية، وما مدى توافقها مع الأخلاق والقيم المهنية؟ هل ستنشر أم لا؟

وأوضح دياب، ضرورة أن يتبادل المصور الصحفي الأدوار من فاعل إلى مفعول به، بمعنى إذا كان هو الذي سيتم تصويره هل يرتضي ذلك لنفسه؟، وما تأثير تلك الصورة عليه بعد النشر وعلى أسرته ومحيطه الاجتماعي؟، وهنا اتبع مبدأ عظيما، صور الضعف ولكن لا تركز على الضعفاء، لا تأذي الآخرين فليس من حقك تصوير وجه متهم أو نشر صورة جثمان لضحية في حادث.

وقدم دياب نموذجًا عمليًا،  يدمج بين الحرص على تحقيق سبق صحفي وفي الوقت ذاته الالتزام بأخلاقيات المهنة وحرمة الحياة الخاصة، من خلال سعيه للحصول على موافقات بتصوير تنفيذ حكم الإعدام في مدان بجريمة قتل، وبعد الحصول على الموافقات واستئذان الذي سينفذ بحقه الحكم، سأله القائمون على التنفيذ نفسك في إيه، فأجاب أنه يريد شرب كوب شاي.

واستطرد دياب، وهنا تم التركيز على الضعف وليس الضعيف، فقمت بالتركيز على يده التي تحمل كوب الشاي وفي التكوين، جزء من بدلة الإعدام الحمراء، وتفاصيل مكان تنفيذ الحكم، وهنا حققت الرسالة من الصورة دون أن تنتهك خصوصيته فلم أصور وجهه مطلقًا، فلا تعارض بين الحقوق المهنية والالتزام بالأخلاقيات وحرمة الخصوصية.

وأشار دياب إلى واقعة أخرى وضع فيها المصورون الأمريكيون أنفسهم فيها موضع المفعول به وليس الفاعل (القائم بالتصوير)، عندما قُتل زميل لهم مصور في أفغانستان، ونشرت صحيفة صور جثته، وهنا ثار المصورون في أمريكا معربين عن سخطهم ورفضهم نشر صور جثة زميلهم، وهو درس يجعلهم يشعرون بما يشعر به أهل المجني عليهم.

وعرض الكاتب الصحفي عبدالله حسن رئيس مجلس إدارة وتحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، الذي عمل مراسلًا صحفيًا للوكالة بعدد من العواصم الأوروبية، تجارب أوروبية في التغطية الصحفية المصورة لحوادث شغلت الرأي العام العالمي والدروس المستفادة منها.

وأشار إلى حادث مقتل الأميرة ديانا والأخطاء المهنية التي سقط فيها صحفيون ومصورين غربيون، منها ما اسموه بصائد الصور، حيث تتبع مصورون الأميرة ديانا وتصوير ملامح الحمل ببطنها، ناشرين أخبارا مصورة تقول إنها حامل من دودي الفايد.

وقال عبدالله حسن، إنه خلال حادث مقتلها، كان والكاتب الصحفي أنيس منصور بلندن وتصادف تواجدهما بفندق قريب من موقع الحادث، فخرجت عناوين الصحف في اليوم التالي تقول إن جهات التحقيق رصدت شخصين بموقع الحادث بملامح شرقية يقيمان بفندق كذا، وعند مطالعة الأستاذ أنيس الأخبار تلك اتصل بي مازحًا لا تتصل بي ابحث وحدك عن تفاصيل الحادثة.

وشدد مجدي إبراهيم رئيس شعبة المصورين في نقابة الصحفيين، على أن الصحفيين المحترفين أعضاء الرابطة، ومن يعملون لصالح مؤسسات صحفية من المتدربين، يتحملون تبعات الجرائم المرتكبة من الهواة وغير المؤهلين، الذين يدفع بهم للبث المُباشر سعيًا للأرباح.

ودعا الكاتب الصحفي محمد الدسوقي مدير تحرير الأهرام، إلى ضرورة بناء قدرات الصحفي الشامل، الذي يجيد الكتابة والتصوير في آنٍ واحد، فليس من المنطقي أن تطرح سؤالا على مصور صحفي شاب عن أنواع الصورة الصحفية ولا يجيب، وليس من المنطقي أن يصور ولا يجيد صياغة تعليقات الصور، والعكس لا ينبغي أن يكون لدينا محرر غير ملم بفنيات الصورة الصحفية، والقدرة على توظيفها الأمثل في الموضوع الصحفي.

ورصد الدسوقي عددا من الأخطاء المرتكبة في تعليقات الصور فهناك صحيفة كتبت تعليق (جثة أرشيفية)!، وآخر كتب تعليق "نقل جثث خمسة مصابين"!

وقال الدسوقي الصورة مثل الخبر لا بد أن تجيب عن الأسئلة الخمسة فهي صورة خبرية صحفية، فيجب أن يطرح المصور على نفسه سؤالا ما هي الرسالة التي تستهدف إيصالها من الصورة؟ وهل يحق تصويرها أم تنتهك خصوصية أحد.

وأضاف الدسوقي، كما ليس من حق إنسان التسجيل لأي إنسان آخر بدون إذن، فلا يجب انتهاك خصوصية أحد وتصوير بدون إذن، كما ينبغي أن تكون الصور غير جارحة لمشاعر المتلقي فما الهدف من نشر صورة جثة ممزقة نتيجة حادث مروع؟ يجب احترام مشاعر المُتلقي.

وخلص الدسوقي إلى ضرورة بناء وعي مهني بفنيات وحرفية التصوير وفي الوقت ذاته "أخلاقي".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المصور الصحفی

إقرأ أيضاً:

اللجنة الوطنية للتربية والعلوم تستضيف الاجتماع الثاني لمشروع الشهادات المهنية

أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أهمية دور اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة في تعزيز التعاون مع منظمات اليونسكو، الألكسو، والإيسيسكو، لتحقيق رؤية مصر 2030 من خلال مشروعات تعليمية وتنموية متميزة.

في هذا السياق، استضافت اللجنة الوطنية الاجتماع الثاني للجنة التنسيقية المشتركة لمشروع الشهادات الدولية المهنية في التدريس، بحضور ممثلي وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم. ناقش الاجتماع نتائج الفوج الأول الذي شهد تدريب 600 معلم، ووضع خطط تدريب الفوجين الثاني والثالث لإعداد 1، 400 معلم إضافي خلال العامين المقبلين.

جدير بالذكر أن المشروع أُطلق في أغسطس 2022 من خلال مذكرة تفاهم بين وزارة التعليم العالي ممثلة في اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، ومؤسسة صالح كامل الإنسانية، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وجامعة الملك سعود.يستهدف المشروع تدريب 2، 000 معلم ومعلمة بمختلف محافظات مصر على مدار ثلاث سنوات، لتأهيلهم وإكسابهم المهارات اللازمة للحصول على الرخصة الدولية في التدريس بدول العالم الإسلامي الأعضاء في الإيسيسكو، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.

مقالات مشابهة

  • حسام هيبة: مصر تمتلك مزايا تنافسية أبرزها الموقع الجغرافى
  • هيبة: استراتيجية شاملة لتعزيز الاستثمار الأجنبي والمحلي وتحقيق التنمية المستدامة
  • اللجنة الوطنية للتربية والعلوم تستضيف الاجتماع الثاني لمشروع الشهادات المهنية
  • لجنة عضوية جمعية الصحفيين تعتمد 175 طلباً منذ مايو
  • الزناتى: حوار مفتوح حول نزع الألغام في المنطقة العربية بنقابة الصحفيين
  • الزناتي: الشؤون الخارجية بنقابة الصحفيين تنظم حوارًا مفتوحًا حول "نزع الألغام في المنطقة العربية"
  • الزناتي: الشئون الخارجية بنقابة الصحفيين تنظم حوارا مفتوحا عن "نزع الألغام بالمنطقة العربية"
  • مجلس النواب يناقش أداء حكومة الاستقرار ويوجه توصيات لتنمية شاملة في 2025
  • عباقرة السياحة ينسجون 37 توصية عاجلة بـ صالون مستقبل وطن
  • برلماني يحذر من خطورة انتشار وباء "التيك توك" بين الأجيال