قراءة بملف الذكاء الاصطناعي العُماني في 2024 ورؤية لعام 2025
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
مع نهاية عام 2024م، كثّفتُ من متابعة أخبار التقدّم الرقمي -خصوصا في قطاع الذكاء الاصطناعي- بسلطنة عُمان وتحليل تقدمها في هذا الحقل المهم، وبدون مبالغة، أستطيع أن أؤكد أننا نسير في طريق تقني ورقمي فاق التوقعات التي كنت أتصورها في عام 2023م؛ فخط سير سلطنة عُمان الرقمي محدد بعناية في مسودة برنامجها الوطني للذكاء الاصطناعي الذي تشرف على تنفيذه وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بالتعاون مع معظم القطاعات الحكومية المرتبطة بمشروعات الذكاء الاصطناعي والتحوّل الرقمي، ونحن على مشارف الخروج من هذا العام والدخول إلى عام جديد، يمكن أن نلمح كثيرا من الإنجازات الرقمية التي تحققت واقعا، وأذكر قبل قرابة شهر حديث سعادة الدكتور علي بن عامر الشيذاني وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات -الذي حضرتُه واستمعتُ إليه- مبرزا بكل فخر ما تحقق من إنجازات تستحق الذكر والفخر، وسأحاول أن أبرز بعضًا منها لتكون بمنزلة الدعوة لجميع عناصر المجتمع العُماني -مؤسسات وأفراد- بمواصلة التفاعل الرقمي ومضاعفته، ولتفعيلٍ أكثر اتساعا وآفاقا مع العام المقبل بإذن الله.
اتّسم عام 2024 بأنه عام عُماني رقمي بامتياز؛ فأعلنَ مع بداية الشهر الأخير لهذا العام عن تقدّم ترتيب سلطنة عُمان العالمي في جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي 5 مراكز مقارنة بالعام المنصرم؛ لتحلّ في المركز 45 عالميًا وفقَ مؤشر مؤسسة الاستشارات «أوكسفورد إنسايتس» البريطاني، وفي قطاع الفضاء المرتبط بالذكاء الاصطناعي، أطلقت عُمان قمرها الصناعي الأول، ونجحت في تجربة إطلاق صاروخ تجريبي إلى الفضاء «الدقم-1» ليتوّجَ سلطنة عُمان من الدول الأولى في منطقة الشرق الأوسط بإطلاق الصواريخ إلى الفضاء الخارجي. كذلك أبرمت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات مع نهاية عام 2024م -بدعم من وزارة الاقتصاد- اتفاقية تعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي لتأسيس مركز الثورة الصناعية الرابعة في سلطنة عُمان، والذي سيعدّ السادس من نوعه في الشرق الأوسط، والثاني والعشرين على مستوى العالم، وسيكون تأسيسه بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، ويُخطط أن يبدأ عمله في الربع الأول من عام 2025. على صعيد الاستثمار الرقمي والتقني، استحوَذ جهازُ الاستثمار العُماني على حصة في شركة «أكس أيه آي» «xAI» المملوكة من قبل «إيلون ماسك» المتخصصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي تعد من الشركات الرقمية الصاعدة الساعية إلى تطوير أذكى نموذج ذكاء اصطناعي في العالم، ومؤخرا أعلنت الشركة عن إنشاء مركز ضخم للبيانات الكبيرة داخل الولايات المتحدة الأمريكية، ودشّنت نموذجَها الذكي «Gork-2» الذي سيدخل منافسة تقنية مع نماذج توليدية أخرى مثل «شات جي بي تي»، وستوجّه مثل هذه النشاطات الرقمية الواعدة لشركة «xAI» الاستثمار العُماني الرقمي إلى طريق مشرق المعالم يُطوّر بواسطته الاقتصاد الرقمي والكوادر العُمانية التي سترتبط بشكل مباشر أو عبر شركات ناشئة فرعية.
بجانب ما حققته سلطنة عُمان في قطاع التحول الرقمي بما فيه مشروعات الذكاء الاصطناعي على أرض الواقع في عام 2024، ثمّة إعدادات لتطوير الاقتصاد الرقمي تمهيدا لمستقبل عُماني رقمي واعد؛ إذ نُفّذت في نهاية هذا العام ورشة عمل معنية بتحسين سياسات جذب الاستثمار الأجنبي في قطاع الاقتصاد الرقمي بسلطنة عُمان عبر منظمة التعاون الرقمي بالتعاون مع وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات وتنسيقا مع المنتدى الاقتصادي العالمي ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار. ليس من السهل أن نعدد كل الإنجازات التقنية والرقمية التي تحققت في سلطنة عُمان في عامنا هذا، ولكننا ركّزنا على بعضها، وفيما نراه يشكّل انطلاقات إلى تحقيق إنجازات أخرى في عامنا القادم -بإذن الله- أكثر اتساعا وفعاليّة؛ فتشير مؤشرات نمو قطاع الاقتصاد الرقمي ومشروعات التحوّل الرقمي العُمانية إلى أننا نتجه إلى مسار ذي وجهة محددة متوازٍ مع خططه المرسومة، ولهذا مع تصاعد النمو الرقمي خصوصا في نماذج الذكاء الاصطناعي العالمية، ومع تفاعلنا الرقمي المحلي والإقليمي والعالم، وتقدمنا في الترتيب العالمي بقطاع الذكاء الاصطناعي؛ فإنني أستشرف تفوقا عُمانيا أكبر في عامنا المقبل -بإذن الله- في قطاع الذكاء الاصطناعي من حيثُ توسيعُ نطاق تفعيله عمليا في المؤسسات الحكومية، وتوسيع رقعة الاستثمار والشراكات العالمية، وكذلك في قطاع الفضاء الذي سجّلنا فيه تفوقا أدخلنا في قائمة الدول الأولى في المنطقة في هذا القطاع الواعد، وتؤكد الخططُ أننا بصدد تنفيذ إطلاق 3 صواريخ أخرى إلى الفضاء في العام المقبل، ولا أستبعد أن نرى ما يتجاوز توقعاتنا ودهشتنا.
وإن كان من توجيه يصب في تطوير هذا القطاع ويضاعف من فعاليته؛ فإنه في مضاعفة جهود تنمية قدرات الكوادر الوطنية -معرفيا وعمليا- في الحقل الرقمي بعموم عناصره؛ لنبدأ بالمناهج التعليمية -بمراحلها المدرسية والجامعية- التي بحاجة إلى تخصيص مناهج خاصة بتعليم الذكاء الاصطناعي من الناحية النظرية -الأساسيات بما فيها المنطقية والرياضية- والتطبيقية -البرمجة المتقدمة مثل «Python» «بايثون» والبناء الخوارزمي والنماذج الذكية-، ولا أجد أننا ينقصنا الخبرات والقدرات في تأسيس مثل هذه المساقات التعليمية المهمة التي لا تقل أهميةً عن بقية المواد الأساسية مثل اللغة والعلوم، وسبق أن اطلعتُ على منهج تعليمي لإحدى دول المنطقة متخصص في تعليم الذكاء الاصطناعي لطلبة المراحل المدرسية صُمم بعناية فائقة من حيثُ جودة الطرح العلمي -نظريا وتطبيقيا- واللغة العربية الرصينة التي بمجلها تعزز الولوج السلس إلى الذكاء الاصطناعي وعلومه في مجتمعاتنا العربية.
تأتي هذه الدعوة بمثابة الشراكة المبنية على المساهمة الوطنية دون أن نبخس الجهود الكبيرة الأخرى التي تبذلها مؤسسات التعليم بجميع مراحله في سبيل تبنّي منظومة تعليمية مواكبة للواقع الرقمي وطفراته المتصاعدة.
د. معمر بن علي التوبي أكاديمي وباحث عُماني
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: وزارة النقل والاتصالات وتقنیة المعلومات الذکاء الاصطناعی الاقتصاد الرقمی الع مانی فی قطاع فی عام ع مانی
إقرأ أيضاً:
حصاد المعاهد الأزهرية خلال 2024 .. خطط للتحول الرقمي ومراكز متقدمة في المسابقات الدولية
يمثل الأزهر الشريف بكل هيئاته منارة للإنسانية جمعاء، فهو المرجع الديني المشهود له عالميًا في التعريف بصحيح الإسلام، ويسير قطاع المعاهد الأزهرية على نهج تجديد الفكر الديني بما يحافظ على ثوابت الدين، ويحقق في الوقت نفسه القدرة على التكيف مع مستجدات العصر، وإيمانًا بأن التعليم هو الفرصة الحقيقية لبناء الإنسان فقد كان لزامًا إيجاد رؤية لبناء الوعي بالتحديات والقضايا المعاصرة تسير جنبًا إلى جنب مع الأنشطة الطلابية التي تنمي ملكات الأفكار والإبداع لدى الطلاب.
إجراءات وخطط جديدة لتطوير التعليم الأزهري
اتخذ قطاع المعاهد الأزهرية الكثير من الإجراءات لتطوير العملية التعليمية على مستوى الطلاب والمعلمين والإداريين وكذا تطوير المناهج وتحديث اللوائح؛ لمواكبة مستجدات العصر مع الحفاظ على الهوية الأزهرية، فقام قطاع المعاهد الأزهرية بإنتاج وتصميم الحقائب التدريبية في جميع التخصصات (أكاديميًا وتربويًا) " للمرحلة الابتدائية، فضلا عن إعداد الخطة الاستراتيجية للتعليم الأزهري قبل الجامعي 2022 – 2030، ووضع خطة للبرامج التدريبية التي تلبي الاحتياجات التدريبية الفعلية للعاملين بجميع المناطق الأزهرية، كما تم تنفيذ البرنامج التدريبي التكاملي الشامل لتنمية مهارات شيوخ المعاهد ومنسقي الدمج بالمناطق الأزهرية، بالإضافة إلى تدريب (٢٥٠) مدربًا على أن يتم نقل الخبرات لعدد (٧٠٠٠) مُعلم.
ومواكبة للمستجدات الحديثة في المناهج التعليمية أعلن القطاع أبرز التعديلات بالمواد الدراسية للمرحلة الثانوية بالعام الدراسي الجديد بهدف رفع مستوى التحصيل العلمي لدى الطلاب والطالبات، ولتطوير المعاهد وفقا لمعايير جودة التعليم فقد تم تحويل عدد 6 معاهد عادية إلى معاهد نموذجية، كما تم فتح فصول لغات جديدة في 37 معهدا على مستوى جميع المناطق، ولزيادة حفظة كتاب الله تم التوسع في إنشاء مكاتب تحفيظ القرآن الكريم التي يشرف عليها الأزهر الشريف لتصل إلى 10863 مكتبًا، وللتحفيز على القراءة تم تطوير المكتبات المركزية بالمناطق الأزهرية وجعلها مراكزا ثقافية، وتم تدريب ورفع كفاءة العاملين بمكتبات المعاهد الأزهرية.
ولأول مرة.. تحويل منهج رياض الأطفال إلكترونيا من خلال برنامج (Storyline)، ولرفع مستوى طلاب المعاهد الأزهرية في اللغة الإنجليزية تم تأليف كتب اللغة الإنجليزية للمستوى الرفيع من مرحلة رياض الأطفال حتى الصف الثاني الثانوي للمعاهد النموذجية، فضلا عن تأليف سلسلة كتب (ومضة من الوحي) للمرحلة الثانوية من الصف الأول الثانوي حتى الصف الثالث الثانوي.
التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية في التعليم الأزهري
التحول الرقمي لم يعد رفاهية أو أمرا جديدا على التعليم الأزهري؛ بل أصبح ركيزة أساسية، حيث قام قطاع المعاهد الأزهرية بتنفيذ خطة التحول الرقمي في الوسائل التعليمية وحتى الخدمية وفي كل المجالات التي تخص التعليم الأزهري، فتم إنشاء نادي تكنولوجيا المعلومات بالمعاهد الأزهرية، لتقديم خدمات لجميع المعاهد الأزهرية، كما تم إطلاق مشروع رواد الأزهر وتكنولوجيا المستقبل، فضلا عن انطلاق الدورة التدريبية المتخصصة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي وآليات الاستفادة منها في العملية التعليمية، بالإضافة إلى تدريب موجهي عموم وموجهي أوائل وبعض موجهي الحاسب الآلي على استخدام برامج الذكاء الاصطناعي في التعليم.
وأنشأ قطاع المعاهد الأزهرية برنامج مسابقة الأزهر في القرآن الكريم، ضمانا لشفافية النتائج، وتم إنتاج وتصوير ونشر حلقات الماهر بالقرآن الكريم "المتشابهات في القرآن الكريم"، فضلا عن التنسيق والإشراف على توثيق الاختبارات الالكترونية الخاصة بمسابقة الأزهر في حفظ القرآن الكريم، والامتحانات الالكترونية الخاصة بشهادتي العالية والتخصص بمعاهد القراءات والشهادة الثانوية الأزهرية، وتم تحديث البنية التكنولوجية بالمناطق الأزهرية، حيث تم إمداد المناطق الأزهرية بعدد (3000) كاميرا ويب عالية الجودة، وتم تدريب عدد (2000) متدرب بمختلف المناطق الأزهرية على شهادة IC3SPARK ضمن مبادرة (حياة_رقمية_كريمة).
وتيسيرًا على الطلاب الوافدين تم نشر أرقام الجلوس للطلاب الوافدين والمواد الخاصة بالرسوب للطلاب المعيدين على بوابة الأزهر الإلكترونية، فضلا عن إطلاق صفحة خاصة، بها عدد من الخدمات التعليمية لطلاب الثانوية الأزهرية، تضم إرشادات تخص الامتحانات، بالإضافة إلى خدمة خاصة بشرح دروس المناهج التعليمية.
وتم تدشين مشروع "معًا نتعلم" بداية من 20/10/2024م، وذلك لتقديم دروس مجانية (أون لاين) لطلاب المعاهد الأزهرية من الصف الرابع الابتدائي حتى الصف الثالث الثانوي؛ كما تم تنفيذ الدراسة الاستطلاعية لمشروع الاختبار الدولي PISA والإعداد لتطبيق الدراسة الأساسية لأول مرة في مصر والأزهر.
تنفيذ المبادرة الرئاسية "بداية جديدة" في جميع المعاهد
حرص قطاع المعاهد الأزهرية على تنفيذ وتفعيل المبادرة الرئاسية "بداية جديدة" والتي تولي عناية كبيرة بالنشء وتعمل على ترسيخ قيم مجتمعية مهمة، كما تعمل على معالجة الظواهر السلبية، لذا فقد نفذ قطاع المعاهد الأزهرية 400 ندوة ومحاضرة في جميع المناطق، ودشَّن قطاع المعاهد مشروعًا تربويًّا بعنوان (أنا الراقي بأخلاقي): الذي يهدف إلى غرس القيم الرفيعة على نحو يُحصِّن الطلاب من السلوكيات المنحرفة والأفكار الهدامة.
كما أطلق قطاع المعاهد الأزهرية مبادرة (معا ضد الفساد) لزيـادة الوعـي المجتمعـي بأهميــة الوقايــة مــن الفســاد ومكافحتــه، والتوعية بخطورته وآثاره السلبية على الفرد والمجتمع، فضلا عن إطلاق مشروع برلمان الطلائع: خطوة نحو مستقبل مشرق لشباب الأزهر، والذي يهدف إلى تأهيل الشباب على الممارسة الديمقراطية، بالإضافة إلى تنفيذ مبادرة "المس حلمك" لمحو أمية القراءة والكتابة بطريقة برايل للطلاب أصحاب البصائر.
بمشاركة أكثر من 2 مليون طالب.. عشرون مسابقة ومشروعا لحث الطلاب على التفوق وتنمية مهاراتهم الإبداعية
حرص قطاع المعاهد الأزهرية على إقامة المسابقات وتدشين مبادرات ومشروعات للطلاب لحثهم على التفوق الدراسي وتنمية مهاراتهم الإبداعية على جميع المستويات العلمية والثقافية وحتى الرياضية، فنظم مسابقة الإمام الأكبر للقرآن الكريم والتي شارك فيها أكثر من 150 ألف طالب، كما دشن مبادرة «يوم السرد القرآني» لتسميع القرآن الكريم كاملًا في جلسة واحدة بمشاركة 6251 تلميذًا، فضلا عن المشروع الصيفي للقرآن الكريم، والذي تم بجميع المناطق الأزهرية، بالإضافة إلى مسابقة للقراء والمنشدين، كما نظم قطاع المعاهد الأزهرية مسابقة فارس المتون والمترجم الناشئ والأزهري الصغير والمعلمة القدوة ونحلة التهجي ورواد اللغة العربية، كما تم تنظيم مسابقة "ماذا تعرف عن أكتوبر؟" بمناسبة اليوبيل الذهبي لنصر أكتوبر.
وفاز طلاب الأزهر بستة مراكزا متقدمة بمصر في مسابقة الأسبوع العربي للبرمجة، كما فازوا بخمسة مراكزا متقدمة على مستوى الوطن العربي في ذات المسابقة، كما حقق طلاب الأزهر مراكزا متقدمة في مسابقة المشروع الوطني للقراءة، كما شارك أكثر من 2 مليون طالب أزهري في مشروع تحدي القراءة العربي، بالإضافة إلى اشتراك طلاب المعاهد الأزهرية للمرحلة الابتدائية والإعدادية بمنحة براعم وأشبال مصر الرقمية التابعة لوزارة الاتصالات.
ونفذ قطاع المعاهد الأزهرية مسابقة صغار العباقرة للحساب الذهني، كما تم إجراء تصفيات مسابقة أوائل الطلاب على مستوى الجمهورية، واستكمل القطاع مشروع الرياضي الصغير الذي ينفذ أول مرة بالأزهر، كما شارك في فعاليات العروض الرياضية لوزارة الشباب والرياضة، وقد حققت المعاهد الأزهرية نتائج متميزة في هذه الفعاليات، فضلا عن المشاركة في مشروع منافسات ألعاب الشباب بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، كما شارك طلاب الأزهر في مسابقة "تحدي علوم المستقبل".