زيارة إسطنبول لا تكتمل إلا بجولة في البازار الكبير
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
إسطنبول ـ لا تكتمل الرحلة إلى إسطنبول إلا بزيارة "البازار الكبير" والمعروف أيضا باسم "كابالي شارشيه"، أقدم وأشهر الأسواق في تركيا، وأحد أكبر الأسواق المغطاة في العالم، ويعد وجهة أساسية للسياح والمقيمين على السواء، ومجرد السير في أزقته يجعلك تشعر وكأنك انقطعت عن عالمك، ودخلت إلى حقبة تاريخية قديمة ترى آثارها المميزة في كل شيء حولك.
وقد وصف الشاعر الروسي جوزيف برودسكي (1940-1996)، الحائز على جائزة نوبل في الأدب عام 1987، هذا السوق بأنه "قلب ودماغ وروح إسطنبول" ومعلم بارز يعكس هوية هذه المدينة وتاريخها، وقد وسطر ذلك في كتابه "رحلة إلى إسطنبول" الصادر عام 1992.
تاريخ عريقيتميز "البازار الكبير" بتاريخ عريق، ويعود تأسيسه إلى القرن الخامس عشر الميلادي، في زمن السلطان محمد الفاتح (1432-1481م)، وتم البدء في إنشائه في عام 1455، بعد فترة وجيزة من فتح القسطنطينية (1453) كجزء من جهود تعزيز التجارة بالمدينة، وانتهى العمل في بنائه عام 1461، ومنذ ذلك الحين أصبح السوق نقطة تجارة محورية وواحدا من أبرز المعالم التاريخية في المدينة.
وكان "البازار الكبير" في البداية عبارة عن هيكل خشبي فقط، وتلا ذلك استخدام الطوب والحجارة في بنائه، وسرعان ما ازدادت مساحته واتساعه حتى أصبح السوق التجاري الرئيسي لعاصمة الخلافة.
إعلانوبسبب الأحوال الجوية السيئة، قام تجار كل شارع من شوارع السوق ببناء غطاء أو سقف له، ليكون ذلك محفزا وجاذبا للزبائن، إلى أن صار السوق مغطى بشكل كامل، وتتخلل سقفه بعض النوافذ والفتحات لتوفير الضوء والهواء، كما تم تزيينه برسومات هندسية وبعض النباتات المبهجة، ومن هنا اشتهر هذا السوق بلقب "السوق المغطى أو المسقوف".
يقع "السوق الكبير" في قلب المنطقة التاريخية داخل أسوار المدينة القديمة في منطقة الفاتح بإسطنبول، ويمتد على مساحة تبلغ أكثر من 30 ألف متر مربع، وله 18 بابا رئيسيا، أهمها باب جامع نور عثمانية الذي رسم على واجهته الشعار الخاص بالدولة العثمانية، وباب المنجدين وباب محمود باشا، وباب بايزيد.
ويوجد داخل السوق أربع نوافير ومسجدان والعديد من المقاهي والمطاعم، إضافة إلى مركز للشرطة ومراكز معلومات لخدمة السائحين والزوار.
ويضم السوق أكثر من 60 شارعا فرعيا، وكل شارع يطلق عليه اسم الحرفة أو النشاط الذي يشتهر به، فتجد مثلا سوقا للذهب، وسوقا للفضة وآخر للنحاس والسجاد والأقمشة، وهكذا، ويحتوي السوق حاليا على نحو 6 آلاف متجر يعمل بها أكثر من 26 ألف شخص.
وداخل أروقة هذا السوق الشهير يقع سوق الذهب، والذي يعد أفضل مكان لشراء الذهب والمجوهرات في إسطنبول، ويوجد بالسوق حوالي 400 متجر للذهب والمجوهرات، بعضها قديم جدا مثل متجر "جومروك موشاورليجي" أو متجر "الاستشارات الجمركية"، والذي تأسس عام 1748، ولا يزال يعمل حتى يومنا هذا.
ومما يذكر في هذا المقام، أن هذا السوق -الذي كان يعد مركزا للبورصة في العهد العثماني- يحتوي على أكبر خزنة تاريخية، وهي خزنة قديمة كانت توضع بها المجوهرات والأغراض الأثرية الثمينة وبعض النقود والأسلحة.
وبالإضافة إلى أنه سوق متخصص يوفر أفضل وأجود أنواع الذهب والمجوهرات بكافة أنواعها الحديثة والتقليدية وحتى المصنوعة يدويا، فقد لعب دورا محوريا في اقتصاد المدينة والبلاد بشكل عام لا يزال مستمرا وبوضوح حتى اليوم.
إعلانومرد ذلك إلى أن الذهب في تركيا، يعد عنصرا أساسيا في ثقافة الاستثمار والحفاظ على الثروة من تقلبات سعر صرف الليرة والتضخم.
ويعتبر سوق الذهب الموجود في البازار الكبير، مركزا رئيسيا لهذا النشاط، حيث يؤثر الطلب المرتفع على الذهب بشكل مباشر على أسعاره، وكلما ارتفع سعر الذهب يتأثر سعر صرف الليرة التركية، لأن الذهب يتم تداوله غالبا بالدولار الأميركي.
وكلما انخفضت قيمة الليرة أمام الدولار، سيحتاج المشترون إلى دفع المزيد من الليرات لشراء نفس الكمية من الذهب، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار المحلية، من أجل ذلك اشتهر السوق بأنه المكان الذي يحدد السعر الحقيقي لصرف الليرة التركية.
وقد رأيت أثناء تجوالي في سوق الذهب بالبازار الكبير أن محلات الذهب تعمل في الصرافة كذلك، وبعضها يعرض في واجهة المحل لوحة أسعار العملات الأجنبية جنباً إلى جنب معروضاته من المشغولات والسبائك الذهبية.
كما يمكن ملاحظة أن السوق يقدم أفضل سعر للعملات الأجنبية مقابل الليرة، الأمر الذي يؤكد الارتباط بين سعر الذهب والعملات الأجنبية من جهة والليرة التركية من جهة أخرى، فغير بعيد عن السوق، ربما تجد سعر صرف الليرة مختلفا رغم أن المسافة قد لا تتعدى خطوات بسيطة.
وقد تعرض "البازار الكبير" على مر تاريخه للعديد من الأزمات والكوارث، سواء كانت طبيعية كالزلازل أو غير طبيعية كالحريق نتيجة الإهمال من قبل البعض، ولعل أشهر ما تعرض له هو "الحريق الكبير" الذي أكل جزءا كبيرا منه عام 1940.
وقد كان من الضروري أن تتكون هيئة مختصة بالاهتمام بشؤون السوق، فتشكلت "جمعية البازار الكبير" عام 1950، بهدف تنظيم شؤون التجار وصيانة هذا الميراث العظيم والحفاظ على هيكله المعماري الأصلي وزخارفه التقليدية، باعتباره واحدا من أهم معالم إسطنبول السياحية والتجارية.
إعلانومنذ تأسيسها، أدخلت الجمعية تغييرات جذرية في قوانين السلامة ومراقبة الحرائق في السوق، كما نفذت تحسينات بصورة مستمرة على بنيته التحتية من تحديث أنظمة الإضاءة والصرف الصحي لتعزيز تجربة زائريه على نحو مريح.
وكلما تجولت أكثر في "البازار الكبير" وشوارعه العنكبوتية المتشعبة، كلما كشف لك عن المزيد من خباياه الفريدة المحملة برائحة الزمن العتيق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات هذا السوق سوق الذهب
إقرأ أيضاً:
عروسان يثيران الجدل بسبب أسعار الذهب في دمياط.. ما القصة؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت محافظة دمياط واقعة أثارت حالة من التعجب على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي حيث تداول عدد من رواد ومستخدمي فيسبوك صورا لأسر عروسين جدد من قرية الوسطاني التابعة لمركز كفر سعد في دمياط بعد أن قاموا بشراء شبكة من المشغولات الذهبية تخطت مبلغ نصف مليون جنيه خاصة وان أسعار الذهب في مصر تتأثر بشكل كبير بأسعار الذهب العالمية، بالإضافة إلى سعر صرف الجنيه مقابل الدولار.
زيادة في أسعار الذهب اليومومن المتوقع أن تستمر التقلبات في أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، مما يستدعي من المستثمرين والمواطنين متابعة السوق عن كثب حيث تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي انه في ظل غلاء اسعار الذهب حيث وصل إلى اعلى درجاته وتم تصوير المبلغ المالي والمشغولات الذهبية التي تم شراءها من محل يدعى عبد اللطيف ابو الوفا للمشغولات الذهبية والمجوهرات وهو محل على الطريق الواصل بين محافظة دمياط ومدينة شربين في كفر الغاب في دمياط .
اصحاب المحل : نحمي سرية عملائنا ونحافظ عليهم
ومن جانبه قال المهندس حسن عبد اللطيف ابو الوفا احد اصحاب المحل ان تصوير الشبكة كان عبارة عن فيديو ترويجي فقط وتم تسجيله بعد الحصول على إذن مسبق من أسرة العروسين وتم تداوله دون اي سخرية وتم نشر الفيديو في جروب يخص الشركة والمحل فقط .
واكمل انه قام البعض بنشر الفيديو وترويجه بغرض السخرية وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاهه حيث ان بيانات العروسين هي اسرار عملاء نحتفظ بها وهي غير مسموح نشرها والعروسين من محافظة دمياط ولم يتم تداول اي معلومات بشأنهم
وأوضح خبراء أن الأسعار المحلية تعكس التغيرات العالمية، بالتوازي مع استقرار سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري في البنوك الرسمية، وهو ما ساهم في الحد من حدة التذبذبات داخل السوق المصرية.
وحذّر محللون من احتمالية حدوث تقلبات حادة في أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، في حال طرأت مستجدات على صعيد السياسة النقدية العالمية، أو في حال تصاعدت التوترات الجيوسياسية على الساحة الدولية.
وأشار الخبراء إلى أن أسعار الذهب في مصر تتأثر بعدة عوامل، أبرزها:
تحركات الأسعار في البورصات العالمية.
سعر صرف الدولار في السوق المحلية.
حجم العرض والطلب، والذي يتزايد في فترات المواسم والمناسبات، أو خلال فترات عدم الاستقرار الاقتصادي.